الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإجابات السبعة لأسئلة يسرى فودة (1-2)

شريف مانجستو

2016 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


وجّه الأستاذ -يسرى فودة الإعلامى المصرى للرئيس السيسى عدة أسئلة . و يبدوا أن تلك الأسئلة هجومية الطبع والطابع ، ولكنها حقاً أسئلة منطقية وتبحث عن إجابات حقيقية ومُقنعة من رئيس الجمهورية . فالأستاذ -يُسرى فودة لديه فى الواقع العديد من التحفظات على أداء الرئيس السيسى ، بل وفاقد للشرعية ، ويرى أنه حول الدستور كله إلى حبر على ورق وصادر المجال العام كله من حياة سياسية أو مدنية أو إعلامية إلا في ما يوافقه. وثانيًا، لأنه لم يعد رئيسًا لكل المصريين عندما تواطأ - في أقل تقدير - مع مذابح لجانب من شعبه قبل أن يتحول إلى قمع جانب آخر والتنكيل به - حتى اليوم .ثم بدأ فى طرح سبعة أسئلة سأسعى لتفكيكها وليس رداً بالنيابة عن رئيس الجمهورية . فهذا جهد متواضع منى فى طرح ما اعتقده من أفكار ، وسأقوم بمناقشة تلك الأسئلة وتفنيدها . وجاء السؤال الأول كالآتى : (لماذا أكدتَ لنا مرارًا وتكرارًا أنك غير طامع في السلطة ثم ثبت لنا أنك أردتها كلها بين يديك؟ لقد أكدت لي عندما التقيتك في مكتبك مساء الأحد، 21 أبريل/ نيسان 2013، أن المستقبل بيد الشعب ولا أحد غيره سيقرر، وكنتَ على وعي بأن مطلب الناس في ذلك الوقت هو الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة لا يكون أي من أعضاء المجلس العسكري طرفًا فيها. وحتى إذا كانت جماعة الإخوان ترفض تلك الخطوة آنذاك، لماذا لم تكن تلك إجابتك يوم 3 يوليو أو بعد أن أخفيت الرئيس؟ كانت أمامك في تلك اللحظة فرصة لمجد تاريخي شخصي/وطني لا ريب فيه، فماذا حدث؟ وهل أنت - حين تنظر الآن إلى الوراء فلا ترى إلا جسورًا منسوفة - نادم على اتخاذ ذلك القرار؟) .
والإجابة : أن الرئيس السيسى فعلاً قال أنه لا يرغب فى الترشح لرئاسة الجمهورية ولا يرغب فى الحصول على أى منصب آخر . وأن ترشيحه لمنصب الرئيس جاء بعد ضغوطات شعبية من العديد من المواطنين لكى يترشح ، وذلك خوفاً من شبح الانقسامات والفوضى . وبالتأكيد حضرتك تعلم أن الفوضى عصفت بالعديد من الشعوب العربية المجاورة لمصر . والجماهير التى خرجت فى 30 يونيو كانت تعلم أن الجيش هو البديل لجماعة الإخوان المُسلمين ، حيث إن البدائل السياسية غير موجودة بالمرة ، فالقوى الديمقراطية غير مؤهلة أصلاً لإدارة معركة انتخابية ، و حتى القوى السياسية التى تبنت إسقاط مُرسى عبر الاحتجاجات ، كانت تعلم أن الجيش هو الذى سيقود البلاد وسيحميها من الإرهاب الذى كانت تُلّوح به جماعة الإخوان المُسلمين و حلفائها الأبرار لمشروعها الشمولى . وحتى فى عهد الرئيس المعزول مُرسى خرجت بعض الأصوات الخافتة تُطالب السيسى بالترشح للرئاسة أو إدارة شئون البلاد ، وكانت تلك الأصوات الاحتجاجية صادرة من مدينة بورسعيد الباسلة . بالإضافة إلى أن الانتخابات الرئاسية كانت نزيهة للغاية وكانت خاصعة لإشراف دولى وإقليمى ، ولم تشوبها أى شائبة تزوير . وحتى فى حالة مدّ الانتخابات ليوم إضافى ، خرجت حملة السيسى للرأى العام وأعلنت رفضها لهذا الأمر ، وتقدمت بشكوى كتابية ورسمية ، وذلك قبل شكوى المرشح الناصرى - حمدين صباحى .ثم حضرتك تقول أنك التقيت بالسيسى فى 21 أبريل 2013 ، وأكّد لك أن المستقبل بيد الشعب ، وهو لم يخدعك ، لأن المستقبل حقاً بيد الشعب . فالشعب الذى أسقط مُبارك هو الذى أسقط مُرسى ، وهو من قبل الذى ثار ضد الاحتلال الفرنسى والبريطانى . وهو الذى اختار السيسى ، وهو الذى سيُسقط السيسى إن حاد عن الطريق . فكلمة السر لهذا الشعب لا يعرفها إلا الشعب المصرى نفسه .وأخيراً أؤكد أن حملة تمرد كانت فعلاً تدعو لانتخابات رئاسية مُبكرة ، وكانت تخرج بيانات من تلك الحملة ، تتحدث عن فترة انتقالية للبلاد يرأسها رئيس المحكمة الدستورية العُليا فى حال تعقد الأمور ، ورفضت جماعة الإخوان المُسلمين الاستماع لصوت الحكمة والتعقل ، وهذا ما حدث وكان .
السؤال الثانى :- (مع تسليمنا بأن ما صدر عن كثيرين منهم كان تحريضًا وإرهابًا وعنفًا لا يقبله القانون ولا العقل، لماذا لم يكن للتعامل مع من احتلوا ميداني رابعة العدوية والنهضة من سبيل غير الذي انتهى إليه؟ ولماذا لا تجد في نفسك قدرة على وصف مقتل المئات من شعبك (آلاف في بعض التقديرات) في غضون ساعات قليلة، أيًّا ما كانت آراؤهم وطموحاتهم، بأنه - كما يقول القاموس - مذبحة؟ ولماذا لم يُحاسب المسؤولون عنها حتى اليوم؟ وعندما انبرى أحد أبرز من يقدمون ما يوصف بالتوك شو - أثناء لقائك بالإعلاميين صباح السبت 9 أغسطس/ آب 2014 - فاقترح أن يكون يوم 14 أغسطس/ آب (يوم المذبحة) من كل عام عيدًا قوميًّا للبلاد، لماذا لم ترد اقتراحه في عينيه؟ ).
الإجابة : هذا السؤال حقوقى من الدرجة الاولى ، وبحمل تعاطف مشروع مع دماء أُريقت بسبب العُنف والعُنف المُضاد . ولكن أرجوا من حضرتك أن تقول هذا السؤال لأى دولة أياً كانت فى الشرق أو الغرب . هل ستقبل الولايات المتحدة أن تُحتل منطقة من قِبل بعض الناس ، وتتركهم ينشرون الطائفية فى خطاباتهم و التحريض على العنف وعلى تفتيت الجيش الأمريكى ؟. فما هو مقترحات سيادتكم بخصوص فض اعتصام رابعة والنهضة ؟. مع العلم أن سُلطة الحُكم الانتقالى فى تلك الفترة قدّمت العديد من المقترحات والنصائح لمُعتصمى رابعة والنهضة . ولكنهم أرادوا أن يكونوا فداءً للشرعية والشريعة الإسلامية . فالضحايا سقطوا بسبب نعرات طائفية مقيتة وتحريض مستمر ضد الدولة وضد المجتمع ككل .فالمذبحة يتحملها من أشعل نار الفتنة فى المجتمع ، وأراد حرق الأخضر واليابس ، وكان يصرُخ فرحاً باقتراب الأسطول السادس الأمريكى من شواطىء مصر لتحرير الرئيس المؤمن -محمد مُرسى من يد الطغيان والفُجر .ألم تلتفت حضرتك لما قاله الأمريكى الصقر -جون ماكين ، فى وقت زيارته لمصر ؟ . حيث قال أنه لن يسمح بظهور جمال عبدالناصر جديد !!. مما يؤكد أن مصر أرادت أن تتخلص من بؤرة الدماء والكراهية فى رابعة العدوية و ميدان النهضة لكيلا يتم استغلالهما لفرض أمر واقع جديد على مصر .ولماذا لا تلوم كهنة الإخوان المُسلمين الذين هربوا فى زى النساء إلى الخارج ، وتركوا الأبرياء فى محرقة صُنعت بأيديهم هُم ؟ . ألم ترى الممر الآمن الذى كان موجوداً على الشاشات لخروج الأبرياء من اعتصام رابعة العدوية ؟.بالتأكيد يوم 14 أغسطس يُعتبر يوم هام فى تاريخ مصر . حيث حاول الإرهاب حرق البلاد بفتنة طائفية ، لكنه فشل بشدة . لقد أُحرقت العديد من الكنائس و الأديرة وبعض أقسام الشُرطة وحُرقت بعض الجُثث من رجال الشُرطة فى أماكن عملهم ، وقامت قوات الجيش والشُرطة مع الجماهير المصرية بحماية المجتمع من شبح الانتقام الإخوانى القذر . فأين العدل والإنصاف ؟. لقد سقط العديد من الضحايا نتيجة الإرهاب والتطرف الدينى والتحريض على كراهية الوطن . ألم تؤلمك دماء الجنود البؤساء ، والذين سقطوا بسبب عصابات الإرهاب فى سيناء .وذلك دفاعاً عن شرعية المعزول مُرسى .هل تقبل ما قاله البلتاجى فى اعتصام رابعة العدوية ، وهو يُهدد الجيش بحرب ضروس فى سيناء ؟. أم أنك تُريد أن نُقدّم له حلويات شرقية و فاكهة لا مقطوعة ولا ممنوعة ؟.وبالتأكيد إراقة الدماء أمر مرفوض جداً ويُسبب جروح غائرة داخل النفس البشرية ، ولكن عليك ان تعلم أن كثرة الدماء ليست دليل قطعى على صدق مواقف أصحابها . فالعبرة بالسبب وراء إراقة تلك الدماء .
السؤال الثالث :- ( رغم أن الدستور الذي وصلتَ في ظله إلى السلطة يمجد في ديباجته ثورة 25 يناير، ويلُزم الدولة في مادته رقم (16) بتكريم شهدائها ورعاية مصابيها، لماذا لم تحرك ساكنًا - في أفضل تقدير - بينما يتكالب منافقوك وخدم السلطة والحناتير على وصفها بـ "نكسة 25 خساير"، وعلى سبها وتلويث صورتها وصورة أي فكرة أو شعار أو مطلب أو وجه ارتبط بها؟ هل تؤمن حقًّا بأي من مطالب الثورة الحقيقية التي تعلمها جيدًا في ما وراء مجرد القضاء على مشروع التوريث وتطويع وزارة الداخلية نحو مفهومك أنت للثورة؟ ).
الإجابة : الانحياز الحقيقى لثورة (25 - 30 ) هو الجوهر الرئيس لنهضة مصر الحقيقية . فمصر يناير قامت لإسقاط مشروع التوريث والفساد والديكتاتورية .. ومصر يونيو قامت لبث روح علمانية -وطنية للقضاء على مشروع فاشى ورجعى وإرهابى . قد تكون اختيارات السُلطة الاقتصادية حتىالآن لم تلقى قبولاً ضخماً . لكن الأمور فى تقديرى ذاهبة ناحية التطور . فالمشروعات العملاقة فى الفرافرة وشرق قناة السويس وتنمية سيناء وجبل الجلالة والإسكان الاجتماعى و تطوير وإنشاء مزارع سمكية وتحسين شبكة طُرُق و شبكات كهرباء ضخمة وتحسين منظومة الخُبز والقضاء على طوابير الموت فى محطات البنزين ومستودعات الغاز وغيرها، مع البدء الحقيقى فى التخلُّص من مشكلة العشوائيات ، مع الاستعداد لإنشاء محطة الضبعة النووية ، مع الخروج التدريجى من وصايا الأمريكان وتحديداً فى قضية تنويع مصادر التسليح وهذا جُزء أصيل من أركان الاستقلال الوطنى الذى نادت به ثورتى (25 - 30) .وطبعاً استرد المجتمع إحساسه بالأمن نسبياً ، وذلك بعد تعافى جهاز الشُرطة من صدمة خروج الشعب فى يناير ، ومن محاولات تدمير هذا الجهاز . لكن لا أغفل حدوث إخفاقات يرتكبها النظام فى ملف الصحة والتعليم وارتفاع الأسعار و التغوّل الامنى ضد بعض السياسين بحُجة حفظ النظام العام . فممارسات بعض رجال الأمن تضر بسمعة الرئيس حتماً . ولكن أرى أن السيسى ليس مُعادياً ليناير، بل هُناك أطراف رجعية -بيروقراطية فاسدة مع رأسمالية النهب العام يُريدون القضاء على يناير والالتفاف على الرئيس . ولكننى أختم بقول الرئيس السيسى فى ذكرى يناير : أن شباب 25 يناير ضحوا لدفع دماء جديدة فى شرايين مصر . فالرئيس عليه ان ينحاز أكثر ليناير ، ويدعوا جميع الأطراف الوطنية للتخلص من تحالف النهب العام الذى يكره يناير و شباب يناير . وأنا فعلاً انتظر من الرئيس والبرلمان أن يعفوا عن سجناء الرأى بسبب قانون التظاهر ، خصوصا وأن هُناك إشارات جيدة لتعديل هذا القانون من قِبل الحكومة والبرلمان .
يتبع .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان.. مزيد من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #غرفة_الأخبا


.. ماذا حققت إسرائيل بعد 200 يوم من الحرب؟ | #غرفة_الأخبار




.. قضية -شراء الصمت-.. الادعاء يتهم ترامب بإفساد انتخابات 2016


.. طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يهتفون دعما لفلسطين




.. قفزة في الإنفاق العسكري العالمي.. تعرف على أكبر الدول المنفق