الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد بلماحي التازي ....عبقرية فيزياية ونهاية ملتبسة

عبد الإله بسكمار

2016 / 7 / 3
التربية والتعليم والبحث العلمي


ينتسب المترجم له لعائلة تازية مغربية تحظى بقدرملحوظ من الاحترام والتقديرمنذ عشرات السنين، وأسرة بلماحي ظلت مستقرة على العموم بالمنطقة الشرقية من تازة إلى الحدود الجزائرية، وعرفت فروع منها بمنطقة وادي زا قرب تاوريرت حيث أسست هناك زاوية تكفايت، ومعلوم عند الباحثين أن أهل تلك الزاوية ينتمون للشرفاء الأدارسة، وقد لعبت أدوارا مهمة في مجال خدمة المخزن العزيزي والصراع مع الروكي الجيلالي بن ادريس الزرهوني وأتباعه ( الذي أطلق عليه التاريخ الرسمي نعت بوحمارة )، و أدت في سبيل ذلك ثمنا باهظا كالهجرة وضياع خزانتها النفيسة من كتب ومخطوطات ورسائل ومدونات وكنانيش، كما حظيت بظهائر التوقير من طرف السلاطين العلويين منذ م عبد الرحمان بن هشام على الأقل، ولنا عودة للموضوع في أعمال قادمة بحول الله ..وفي المقابل هناك إشارات تاريخية تفيد بأنها أسرة متعددة منتشرة في أنحاء المغرب وترجح أن أشهرها أسرة بلماحي في تازة هذا وأنجبت الزاوية المرتبطة بنفس الأسرة منذ ذلك العهد ( القرن 18 )علماء وصلحاء ومتصوفة، وفي مختلف المشارب العلمية و الفقهية والصوفية وغيرها كالسيد الماحي مؤسس الزاوية وأبي العلاء إدريس الذي رفض الاستوزار والسيد الموفق بن حمادة والسيد ادريس بلماحي ....وفي وقتنا الحاضر عرف من الأسرة الدكتور عبد المجيد بلماحي وزير الصحة السابق ( في عهد الحسن الثاني ) وصاحبنا الدكتور محمد بن امحمد بلماحي الفيزيائي والرياضي والذي نحاول التعريف به كعلم في هذا المقال وهو لم يتخصص بشكل مدرسي ضيق بل يعد صاحب إنجازات هامة لم يكتب لها التبلور النهائي للأسف الشديد بسبب الظروف الملتبسة لوفاته رحمه الله ..
.ولد محمد بن امحمد بلماحي بمدينة تازة عام1353 هجرية الموافق ل1934 م، شب يتيما بسبب وفاة الأب مبكرا فكفله أحد أعمامه، على حين تفانت أمه في خدمته وتوفير حاجياته، ولما أخذ المغرب يطبق نظام الحالة المدنية، أضاف إسم أسرة أمه "الوزاني"إلى إسمه العائلي فأصبح يعرف ب" بلماحي الوزاني " وبعد أن أنهى دراسته الابتدائية والثانوية بكل من مسقط رأسه تازة والعاصمة العلمية فاس بتفوق واضح في مادتي الرياضيات والفيزياء، حصل على ديبلوم مهندس من جامعة بوليتيكنيك بلوزان في سويسرا، ثم دكتوراة الدولة في الفيزياء من جامعة زوريخ (سويسرا )...
عاد محمد بلماحي إلى المغرب في أجواء التوتر التي شهدها خلال بدايات الستينيات من القرن الماضي ، فانخرط في سلك التدريس كأستاذ بكلية العلوم بالرباط في فاتح اكتوبر 1965، وفي نفس الوقت عرف ببحثه المختبري المعمق سواء بين الطلبة أو عبرزملائه الأساتذة ، ومما يذكر سبقه الفريد من نوعه حول وجود مادة الأورانيوم في الفوسفاط المغربي، مما جعله محط مراقبة وتتبع جهات معينة، وهو الشيء الذي أثبته الباحثون المغاربة والاجانب فيما بعد، غير أن وفاته الملتبسة المفاجئة – رحمه الله – نتيجة حادثة سير بالرباط في يوليوز 1977 وضعت حدا لأحد ألمع الباحثين المغاربة في مجال المختبرات والعلوم الدقيقة وخاصة الفيزياء، ولحسن الحظ فقد كان المرحوم محمد بلماحي الوزاني يكتب بعض إنجازاته ويدونها، إذ إنه خلف كتابين مخطوطين لم يطبعا بعد : الأول " دروس في الفيزياء " والثاني " مصطلحات فيزيائية"، دون أن ينساه زملاؤه الأساتذة ومعهم كلية العلوم بالرباط فقد أطلق إسمه على إحدى مدرجات الكلية تخليدا لجهوده في الميدان ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي