الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش وأخواتها لم تأتيا من فراغ, بل هما نتاج فكر مزروع في وعي الأمة

نضال الصالح

2016 / 7 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


داعش وأخواتها لم تأتيا من فراغ, بل هي نتاج فكر مزروع في وعي الأمة
بناءا على جرد عام للمصادر المعتمدة في الفكر الديني نجد أن جميع رموز هذا الفكر بأطيافه المختلفة تعارض معارضة تامة حقوق الإنسان من حرية فكر وعقيدة وترفض الديموقراطية الفكرية والسياسية رفضا قاطعا. جميع المصادر المعتمدة تعطي الحق لأي مسلم بقتل من تقع عليه صفة المرتد سواء كفر ( أي المرتد) بقول صريح في الكفر أو بلفظه ‏يقتضيه أي يستلزم اللفظ للكفر استلزاما بينا كجحد مشروعية شىء مجمع عليه معلوم من الدين ‏بالضرورة، وكذلك من كفر ولو كان مميزا بنطق أو اعتقاد أو فعل أو شك طوعا ولو كان هازلا بعد إسلامه.
يكفي أن تقوم مجموعة من رجال الدين بإصدار فتوى بأن فلان كافر ومعاد للدين الإسلامي حتى يحل دمه ويعطى الحق لأي مسلم بقتله. لقد أعلن الشيخ الغزالي، ولقد كان من المرجعيات المعتمدة، في شهادته المدافعة عن قاتل المفكر المصري فودة، " أن من لا يرى ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية يعتبر مرتدا عن الدين الإسلامي، وأن الحكم عليه هو القتل، وأنه إذا لم يقم أولو الأمر بتطبيق هذا الحد على المرتد فمن حق أي مسلم أن يطبقه ولا عقاب له في شرع الله." وهذا القول صدر عن كثير من رجال الدين المعتمدين.
التاريخ الإسلامي الحديث مليء بأسماء ضحايا هذا الفكرالإرهاب ففي عام1924 تم تجريد على عبد الرازق من شهادته الأزهرية نتيجة لإصداره كتاب " الإسلام وأصول الحكم"، وفى عام 1926 تم حرق كتاب طه حسين "في الشعر الجاهلي"، وفي عام 1947 قتل المفكر الإيراني أحمد كسراوي عقب فتوي الخوميني بذلك،وعام 1985 أعدم محمود طه على يد جعفر النميري وعصابته، وفى عام87 قتل حسين مروة ومهدى عامل فى لبنان من قبل حركة اسلامية متطرفة، وفي عام 92 تم أغتيال فرج فودة بناء على فتوي صدرت عن لجنة علماء الأزهر التي أعلنت في بيانها بأنه علماني كافر، وذهب المحرضون إلى المحكمة لتبرئة القاتل وأصدروا كتاب بعد ذلك يوضح استحقاقه للقتل كما ذهب الشيخ الغزالي في شهادته إلى أن من لا يرى ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية يعتبرا مرتدا عن الدين الإسلامي، وأن الحكم عليه هو القتل، وأنه إذا لم يقم أولو الأمر بتطبيق هذا الحد على المرتد فمن حق أي مسلم أن يطبقه ولا عقاب له في شرع الله.وفي عام 94 تم طعن نجيب محفوظ بعد مقولة عمر عبد الرحمن الشهيرة "لو نفذ قتل نجيب محفوظ في "أولاد حارتنا" لتأدب سلمان رشدي"، وعام 99 سجن أحمد بغدادي في الكويت ،وفى الكويت ايضا سجنت ليلى العثمان وعالية شعيب، وفي 2002 طالبت أحدى محاكم نيجيريا بقتل اسيوما دانيال بسبب تنظيم مسابقة ملكة الجمال ، وفي عام 2002 أصدرت أحدى محاكم إيران باعدام هاشم اغاجاري والذي خفف للسجن بعد ذلك. وفي عام 95 تم تفريق نصر حامد أبو زيد عن زوجته وهرب إلى هولندا، وتم سجن أحمد صبحي منصور وفصلة من جامعة الأزهر وهرب إلى أمريكا، واقيمت الدعاوى القضائية ضد يوسف شاهين واحمد عبد المعطى حجازى وعاطف العراقى، وهدد العفيف الاخضر بالقتل اكثر من مرة، وقضي صلاح الدين محسن ثلاث سنوات سجن بسبب كتابه" أرتعاشات تنويرية" وهرب بعدها إلى كندا، وسجن علاء حامد ثلاث سنوات عن روايته "مسافة في عقل رجل"، وفي 2001 أقيمت دعوة تفريق نوال السعداوي عن زوجها شريف حتاتة، وفي يوليو2005 تلقى سيد القمني تهديدا بالقتل مما دفعه إلى الإمتناع عن الكتابة لفترة طويلة.
ولقد اتهمت النيابة العامة في احدى محاكم الخرطوم يوم الاربعاء 4-5-2005 الصحافي السوداني محمد طه محمد احمد بالتطاول على النبي محمد وطلبت انزال عقوبة الاعدام به وفق ما علم من مصادر قضائية. وقال مصدر قضائي ان النيابة العامة استندت في اتهامها الى "مقال (للصحافي) نشر في صحيفة الوفاق يتطاول على النبي محمد ويثير الشكوك حول نسبه". واوضح عضو في النيابة العامة موسى محمد علي ان المقال يعتبر انتهاكا للقانون الجنائي الذي يعاقب على تحقير الدين والمعتقدات. وتقضي الشريعة الاسلامية المطبقة في السودان منذ 1983 باعدام المرتدين.(مراسل وكالة فرانس برس ) ولقد تظاهر حوالى الفي شخص امام المحكمة وشهوة القتل ماثلة على وجوههم مطالبين بانزال عقوبة الموت بالصحافي ورافعين لافتات مكتوب عليها " الحد الحد". . هذا مع أنه ،وحسب ما ورد في الأخبار، فإن الصحافي المعروف وهو عضو في حركة الاخوان المسلمين كان يتناول وثيقة تاريخية للمؤرخ الاسلامي المقريزي فيها ان والد النبي لم يكن اسمه عبدالله وانما عبد اللات. فهل هذا يدعوا إلى قتل رجل مؤمن يبدي رأية في مسألة تاريخية وبناءا على وثيقة تاريخية؟ ففي أي زمن نحن وفي أي غابة نسكن؟ ألا يحق لنا بعد كل هذا ان ننتقد هذا الفكر الإرهابي الذي يدعو إلى قتل الغير بسبب رأي.
لقد اتفق فقهاء الفكر الديني الإسلامي على تسمية الآية الخامسة من سورة التوبة، التي تسمى سورة براءة أيضا بآية السيف. وقالوا أنها نسخت كل ما قبلها من الآيات التي تدعوا للسلم والتعايش مع "الكفار". لقد خلق التفسير الحرفي لهذه الآية إلى جانب الآيه 29 وقلعهما من سياقهما التاريخي فكرا عدوانيا في غاية الخطورة لا نزال نعاني منه لحد الآن وسوف نعاني منه إلى أمد طويل.

لقد أمرت آية السيف المسلمين بقتل المشركين أينما وجدوهم (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم). ويفسر المفسرون الآية بأن "لا ترفعوا السيف عن رقاب المشركين . فإن تابوا أي أسلموا. خلوا سبيلهم. (انظر تفسير الجلالين).ويدعم إبن كثير تفسيره بحديث نبوي رواه البخاري يقول:أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويأتوا الزكاة، فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا وصلوا صلاتنا فقد حرمت علينا دمائهم وأموالهم.
وهذا يعني أن القتل يشمل أهل الكتاب، حيث أنهم لا يؤمنون برسالة محمد ولا يقيموا صلاة المسلمين ولا يستقبلوا قبلتهم ولايأتوا الزكاة . ونفس الأمر وجهته للمسلمين الآية (73) (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير). والآية (123) (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين). وحسب تفسير الجلالين وإبن كثير فإن معنى كلمة (يلونكم من الكفار) هو: الأقرب فالأقرب من الكفار، ولهذا بدأ الرسول بقتال المشركين في جزيرة العرب ولما فرغ منهم شرع في قتال أهل الكتاب فتجهز لغزو الروم وهكذا.

وينقل أحد القادة الإسلاميين في مصر المدعو محمد عبدالسلام فرج آراء المفسرين في هذه الآية، في كتابه (الجهاد الفريضة الغائبة.) فيقول: (قال الحافظ ابن كثير في تفسير الآية: قال الضحاك بن مزاحم: أنها نسخت كلًّ عهدٍ بين النبي وبين أحدٍ من المشركين، وكل عقد وكل مدة. وقال العوفي عن ابن عباس: في هذه الآية لم يبق لأحد من المشركين عهدٌ ولا ذمةٌ منذ نزلت براءة. وقال الحسين بن فضل فيها: آية السيف هذه نسخت كل آية في القرآن فيها ذكر الإعراض والصبر على أذى الأعداء. فالعجب ممن يستدل بالآيات المنسوخة على ترك القتال والجهاد. وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن حزم في الناسخ والمنسوخ } باب الإعراض عن المشركين { : في مائة وأربع عشرة آية في ثمان وأربعين سورة، نسخ الكل بقوله عز وجل ? .. فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ..?).
الدين الحق في رأي علماء الفكر الإسلامي هو الاسلام وفق فهمهم, الدين المنزل من رب العالمين الخالص من البدع والتحريف وهو دين الإسلام الحنيف الذي لا يقبل الله من أحد سواه، {إِنَّ الدّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلَـٰمُ} [عمران:19]، {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإسْلَـٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ} [عمران:85].
وحفظ الدين في رأيهم هو أهمُّ مقاصد الشريعة الإسلامية، ولا يمكن أن يكون هذا المقصد العظيم معرَّضاً للضياع والتحريف والتبديل؛ لأن في ذلك ضياعاً للمقاصد الأخرى وخراباً للدنيا بأسرها.
الردة في منطوق الفكر الديني، هي أخطر جريمة تهدِّد دين الإنسان وتنقضه، ودين الإنسان بطبيعة الحال هو الدين الإسلامي كما فصله علماء الفكر الديني.
قال البعلي( المطلع على أبواب المقنع (ص 378).: "الردة الإتيان بما يخرج به عن الإسلام إما نطقاً وإما اعتقاداً وإما شكاً و قال ابن تيمية: "وليس من السيئات ما يمحو جميع الحسنات إلا الردة.
(مجموع الفتاوى (11/700).

وعقوبة الردة هي الموت وعن ابن عباس أن النبي محمد ص قال ( من بدل دينه فاقتلوه) أخرجه البخاري في استتابة المرتدين، باب: حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم (6922). وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة). أخرجه البخاري في الديات (6878)، ومسلم في القسامة والمحاربين (1676).وقال ابن قدامة: "وأجمع أهل العلم على وجوب قتل المرتدين. المغني (12/264). ويقول ابن تيمية في الحكمة من قتل المرتد: "فإنه لو لم يُقتَل لكان الداخلُ في الدين يخرج منه، فقتلُه حفظٌ لأهل الدين وللدين، فإن ذلك يمنع من النقص ويمنعهم من الخروج عنه" مجموع الفتاوى (20/102). ويقول عبد القادر عودة: "وتُعاقب الشريعةُ على الردة بالقتل لأنها تقع ضدَّ الدين الإسلامي وعليه يقوم النظام الاجتماعي للجماعة، فالتساهل في هذه الجريمة يؤدي إلى زعزعة هذا النظام ومن ثمَّ عوقب عليها بأشد العقوبات استئصالاً للمجرم من المجتمع وحماية للنظام الاجتماعي من ناحية ومنعاً للجريمة وزجراً عنها من ناحية أخرى، ولا شك أن عقوبة القتل أقدر العقوبات على صرف الناس عن الجريمة، ومهما كانت العوامل الدافعة إلى الجريمة فإن عقوبة القتل تولِّد غالباً في نفس الإنسان من العوامل الصارفة عن الجريمة ما يكبت العوامل الدافعة إليها ويمنع من ارتكاب الجريمة في أغلب الأحوال" التشريع الجنائي الإسلامي مقارناً بالقانون الوضعي (1/661، 662).
ويرفض الفكر الديني مقولة ان حكم المرتد هو نوع من الارهاب العقائدي والفكري, خـصـوصا أن اولئك المرتدين الذين وجب عليهم الحد هم الذين ولدوا من ابوين مسلمين وترعرعوا في محيط اسلامي , فانه من البعيد جدا انـهـم لـم يـتعرفوا على محتوى الاسلام , وعليه فان ارتدادهم عن الاسلام اقرب ما يكون الى سؤ القصد والخيانة منه الى الاشتباه وعدم إدراك الحقيقة , وهـدفـهـم من ذلك زلزلة اعتقاد المسلمين باسلامهم وايمانهم فمثل هؤلاء يستحقون جزاء الارتداد. فهم في الحقيقة يعلنون عن ثورتهم ضد الحكم الاسـلامـي ,وعـليه فمن الواضح ان هذه الصرامة والشدة في حقهم ليست خالية من الدليل , كماانها لاتـتـنـافى ابدا مع حرية الراي والعقيدة(كذا). والسكوت عن المرتدين يشكل خطرا على الإسلام ويسمح لأعدائه بالتمرد عليه. ويعتبر الفكر الديني أن الردة عن الإسلام ليست مجرد موقف فكري، بل هى أيضاً تغير للولاء وتبديل للهوية وتحويل للانتماء. فالمرتد ينقل ولاءه وانتماءه من أمة إلى أمة أخرى فهو يخلع نفسه من أمة الإسلام التى كان عضواً فى جسدها وينقم بعقله وقلبه وإرادته إلى خصومها ويعبر عن ذلك الحديث النبوى بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه: (التارك لدينه المفارق للجماعة) رواه مسلم ، وكلمة المفارق للجماعة وصف كاشف لا منشئ ، فكل مرتد عن دينه مفارق للجماعة.
الفكر الديني يعتبر إن التهاون فى عقوبة المرتد ، يعرض المجتمع كله للخطر ويفتح عليه باب فتنة لا يعلم عواقبها إلا الله سبحانه. فلا يلبث المرتد أن يغرر بغيره ، وخصوصاً من الضعفاء والبسطاء من الناس ، وتتكون جماعة مناوئة للأمة تستبيح لنفسها الاستعانة بأعداء الأمة عليها وبذلك تقع فى صراع وتمزق فكرى واجتماعى وسياسى ، وقد يتطور إلى صراع دموى بل حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس.(كذا)
لقد بين علماء المسلمين من المذاهب الاربعة أنواع الردة فقال النووي الشافعي في كتابه روضة الطالبين ما نصه :" الردة : وهي قطع الإسلام ، ويحصل ذلك تارة ‏بالقول الذي هو كفر وتارة بالفعل ، وتحصل الردة بالقول الذي هو كفر سواء صدر عن اعتقاد أو ‏عناد أو استهزاء " و قال الشيخ محمد عليش المالكي في كتابه منح الجليل ما نصه :" وسواء كفر ( أي المرتد) بقول صريح في الكفر كقوله: ‏كفرت بالله أو برسول الله أو بالقرءان ، أو: الإله اثنان أو ثلاثة ، أو : العزير ابن الله ، أو بلفظه ‏يقتضيه أي يستلزم اللفظ للكفر استلزاما بينا كجحد مشروعية شىء مجمع عليه معلوم من الدين ‏بالضرورة ، فإنه يستلزم تكذيب القرءان أو الرسول ، وكاعتقاد جسمية الله أو تحيزه" . و قال الفقيه ابن عابدين الحنفي في رد المحتار على الدر المختار ما نصه :" قوله: وركنها إجراء كلمة ‏الكفر على اللسان، هذا بالنسبة إلى الظاهر الذي يحكم به الحاكم، وإلا فقد تكون بدونه كما لو ‏عرض له اعتقاد باطل أو نوى ان يكفر بعد حين" ‏. و قال البهوتي الحنبلي في شرح كتابه منتهى الإرادات ما نصه :" باب حكم المرتد : وهو لغة الراجع قال ‏الله تعالى : ﴿ ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين (21)﴾ [ سورة المائدة / وشرعا ‏من كفر ولو كان مميزا بنطق أو اعتقاد أو فعل أو شك طوعا ولو كان هازلا بعد إسلامه ".
و من الردة سب الله اوأحد من رسله او القرآن او الملائكة او شعيرة من شعائر الدين الإسلامي او تحريم الحلال البين كالنكاح و البيع و الشراء أو تحليل الحرام البين كشرب الخمر أو السرقة. كذلك من الردة السجود للصنم او الشمس أو القمر أما السجود لإنسان فان كان على وجه العبادة فكفر. و من الردة ايضا اعتقاد ان الله علمه لا يشمل الكليات او الجزئيات او انه عاجز عن شيء او انه يشبه شيئا من خلقه او محتاج الى شيء من خلقه. من وقع في الردة بطل نكاحه و صيامه و تيممه وحبطت كل أعماله و إن مات على ردته فلا يرث و لا يورَّث و لا يغسَّل ولا يكفَّن ولا يصلّى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين.( مقتبس من عدد من الموسوعات الإسلامية الألكترونية وعلى الإنترنت)
الموقف من الردة هذا متفق عليه في الخطاب والفكر الإسلامي ومن قبل جميع أطياف هذا الفكر ولو طبق بحرفيته لسبب في قتل نصف الأمة أو يزيد.
الشيخ القرضاوي الذي يحلوا للبعض وصفه بشيخ علماء الدين يخلق الأسباب والعلل لعقوبة القتل لما يدعى بجريمة الردة. ففي الوقت الذي يتحدث فيه عن حرية الدين في الإسلام ويردد الآيات" لكم دينكم ولي دين" فإنه عندما يصل إلى موضوع الردة يقول أنه إذا أراد أحد أن يكفر بالإسلام فيلكفر فهو حر ولكن إذا أراد أن ينشر هذا الكفر بين الناس فسيصبح عنئذ خطرا على الأمن القومي. وكل دين وكل مجتمع يعمل على حماية نفسه وحماية الأسس العامة حتى لا يتعرض المجتمع للتفكك والإنهيار. وهو يؤكد على معنى الحديث النبوي"التارك لدينه المفارق للجماعة" بأنه يعني تغير الولاء وتغير الإنتماء وليس من حق أي مجتمع أن يفتح الباب لأن في ذلك خطر على الأمة.(موقع القرضاوي الألكتروني_ من حديث له على قناة الجزيرة)
القرضاوي إذن كغيره من رموز الفكر الديني يعتبر الخروج من بوتقة الفكر الديني الإسلامي خيانه وعقوبتها الموت. كأنما الإنتماء للأمة والوطن لا يكون إلا بالإنتماء للفكر الديني والموافقة على كامل منطوقه. وكأنما أحد الشروط للوطنية والإلتزام بها وحب الوطن والدفاع عنه لا تكون إلا بالإنتماء لهذا الفكر والإلتزام به. فإذا أردت أن تكون لا دينيا أو مسيحيا أو بوذيا أو حتى مسلما رأيك مخالف لدوغمة الفكر الديني وأن تكون في نفس الوقت مؤمنا بربك، وطنيا مخلصا لوطنك وأمتك وتراثك، فهذا لا يحميك من القتل على أيدي القتلة، نتاج هذا الفكر.
إذن عندما يأتي الداعشيون ومن لف لفهم، ودعاة الإرهاب، ويجعلون من هذا الفكر سندا شرعيا لدعواتهم وإرهابهم فهم لم يأتوا من فراغ فلقد تشبعوا منذ صغرهم من فكر عدائي زرع في وعي الأمة منذ مئات السنين. ولا يكفي أن تأتي اليوم وتتنصل من هؤلاء وتدعوهم بالإرهابيين والقتلة وغلاة الأمة وفي نفس الوقت تقوم بطبع وتوزيع الكتب والمؤلفات التي تدعو إلى فكرهم. لا يمكنك اليوم أن تتنصل من هؤلاء ومن أعمالهم وأفكارهم وأنت في نفس الوقت تدعوا لنفس الفكر .
إن الحرب العسكرية ضد هذا الإرهاب لن تقضي عليه إذا لم تقضي على منابعة الفكرية ذات الجذور المتأصلة في وعي الأمة . إنه مأزق فكري وأخلاقي متشبع بالنفاق والإزدواجية. فإذا كان فكرنا الديني يعلن أن كل آيات التسامح والصفح وعدم الإكراه وحق الاختيار والتولي والإعراض عن الآخرين الذين يدعوهم الفكر الديني كفارا أو مشركين، سواء كانوا من أهل الكتاب أو من أهل فكر مختلف، قد ألغيت ونسخت. فكيف لنا أن نجد أسسا للعيش المشترك مع الآخرين؟ كيف يمكننا أن ننزع فتيل الحقد والكراهية والحرب والدمار من قلوب شباب قد تشبع منذ صغرة بهذا الفكر.؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أين أنت يا نضال ؟
محاسن خليل ( 2016 / 7 / 4 - 06:49 )
بحثنا عنك كل غيهب ولم نجدك
ثلاث سنوات طوال دون أن تنطق بحرف


2 - أين أنت يا نضال ؟
محاسن خليل ( 2016 / 7 / 4 - 06:57 )
بحثنا عنك كل غيهب ولم نجدك
ثلاث سنوات طوال دون أن تنطق بحرف
ما لك وللأسلمة فأنت لست من لاعبيها رغم مقالتك الموسوعية
أكتب لنا عن الصراع السياسي في سلوفاكيا بعد انهيار الاشتراكية
ألف تحية وتحية لنضال الصالح


3 - الاسلام دين مبني على القتل و الاكراه
صباح ابراهيم ( 2016 / 7 / 4 - 16:09 )
المقال :
وتُعاقب الشريعةُ على الردة بالقتل لأنها تقع ضدَّ الدين الإسلامي وعليه يقوم النظام الاجتماعي للجماعة، فالتساهل في هذه الجريمة يؤدي إلى زعزعة هذا النظام ومن ثمَّ عوقب عليها بأشد العقوبات استئصالاً للمجرم من المجتمع
تعليق :
الدخول بالاسلام يكون بالاقتناع التام بهذا الدين و لايجوز ان يكون بالاكراه و بالقوة و التهديد ، ومن لا يعجبه هذا الدين لابد ان يكون حرا في تركه و ليس قتله .
ان قتل المرتد يعني ان الاسلام دين ضعيف لا يعيش و لا يستمر الا بالتخويف وبالقتل و الارهاب لمن يدخله ، فهل دين الله يكون بالاكراه و القرآن يقول لا اكراه في الدين فاين التطبيق العملي ؟
ولماذا يبنى الاسلام على القتل من اوله الى اخره ؟ اين حرية الفكر و العقيدة والتعبير ؟


4 - مقال ما فوق الرائع
ألأسود العنسي ( 2016 / 7 / 4 - 20:40 )
تحياتي اخي نضال وشكراً على مجهودكم التنويري. كم أصاب بالدوخان كلما رأيت مسلمين وعلمانيين وليبراليين يقولون ان داعش والإرهاب الإسلامي مجرد فئه بسيطه لا تفهم الإسلام. الإرهاب هو في جهور كل الديانات واوضحه في الإسلام


5 - اي اله هذا ؟
صباح ابراهيم ( 2016 / 7 / 8 - 12:07 )

فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ..?

هل هذا اله للبشر ام زعيم عصابة للسفاحين و الشاذين و القتلة ؟