الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


والا...ستزيد طينة الفساد بلة...

عبد الغني سهاد

2016 / 7 / 7
المجتمع المدني



الاصلاحات الفوقية في القطاعات الاجتماعية التي لها علاقة بالحياة اليومية للمواطن لابد ان تنطلق من المؤسسات, بطيئة من القواعد السفلى سواء كانت جمعيات المجتمع المدني ..او السياسي كانها على نار هادئة . ..وتوضع لها وسائل التقويم والمتابعة بالنقد لاخطائها وتقويمها وذلك حتى تستمر ويكون لها مفعول قوي في علاج المشاكل التي تروم معالجتها ..بمعنى من المعاني كون التحول الهادئ من الاسفل افضل واتبث من تلك التوجيهات والتعليمات القادمة الجهات العليا .(فوقية )..في جل المطالب الاصلاحية التي تروم الى تغيير في المجالات الاجتماعية ومنها وضعية التعليم الذي لم يكن يوما مفكرا في عهد الحكومة الاسلامية التي لوح وزريها في التعليم الى تغيير مناهج التربية في مادة لها علاقة وطيدة بالدين ..وهي التربية الاسلامية التي سيتغير اسمها الى التربية الدينية .....
من نافلة القول ان جل الاصلاحات في المنظومة التعليمية الحالية قد الت الى الفشل الذريع ان لم نقل انها زادت على الفيل فيلة حين استفحلت مظاهر التردي والعجز في المنظومة التعليمية تراجعا كاسحا الى الوراء وتراكمت الخيبات وراء الخيبات ..منها وضع الميثاق الوطني للتربية والتكوين مغبرا على الرفوف ..ونهبت ميزانيات البرنامج الاستعجالي ...الذي مر كالسحاب تاركا وراءه تقارير الاختلاسات الخفية على يد اطر عليا للوزارة تصنف اشتراكية الذهب والعقيدة ..وسكوت لجنة المحاسبة وعجزها عن القيام بمسؤولياتها في مجال المراقبة والمحاسبة ...وغيرها من الخيبات التي تعرفها منظومة التربية والتكوين ..
في اطار هذه الوضعية تروم الحكومة الملتحية الى استصدار قرارات بتحويل مادة التربية الاسلامية الى التربية الدينية والهدف هو طمس روافذ التطرف واللاتسامح الديني الموجودة نصوصه ففي المادة الاسلامية والحؤول دون تعبئة الطلاب بالمواد المهيئة للارهاب الفكيري والدين والتفكير التكفيري ..تلقت بعض المؤسسات السياسية والحزبية القرار بابتهاج وزكته دون مناقشته وتقليب جوانبه الفكرية والسياسية ..والكثير من المنابر الثقافية والسياسية طبلت له وزمرت له..رغم عدم درايتها بتفاصيله القرار ..من الحفاظ على وحدة المذهب المالكي ..وزرع النصوص الصوفية في المقررات وامارة المؤمنين ,,,هل فعلا سيكون مثل هذاالقرار الفوقي حدا فاصلا مابين التطرف والتسامح في مناهجنا التربوية ا الدينية .. الا يمكن ان يكون هذا الاجراء سطحي غير متحكم في نتائجه ..القريبة والبعيدة...لا يزيد سوى من المتاعب والغموض في تدريس المادة المستهدفة في التغيير ... لايعلم احد نوعية المجزوءات والمواضيع التي ستعرض في المنهاج الجديد ...وهل سيمزج المكون الجديد ما بين الدين والفلسفة والاخلاق ..وماهي الاقطاب الفلسفية المرجعية للمادة ...؟ كثير من الاسئلة تتناسل مع تطبيق القرار الوزاري في بداية الموسم الجديد ... ولا علم لمدرسي المادة ولا لمفتشيها ..بحيثيات التغيرات القادم الجديد ...في المواسم المقبلة
هناك من حبد القرار الوزاري واكد على ان الاساسي هو القطع مع النصوص الدينية التي تحمل بذور التطرف والارهاب .كان التطرف والارهاب قاصر على الديانة الاسلامية دون غيرها من الديانات السماوية ...بل استبشر غيره بتوجه الوزارة الى توجيه منهاجها الى الاهتمام بتكوين المواطن الصالح تكوينا وجدانيا يغلب الجوانب الانسانية في جميع الديانات و يراعي مسايرة الحداثة ونبذ الخلاف مع قبول الاختلاف داخل المجتمع المغربي ..لكنه يتناسى الجميع ان مناهجنا كلها تتوفر على الكثير من المواد الحاملة لقيم الحداثة والمواطنة والتسامح منها نذكر على سبيل المثال ..مادة الاجتماعيات ..ومادة التربية على المواطنة ..الا ان تفعيلها تعرقله اساليب غير ديموقراطية في تدبير شؤون المؤسسات الى جانب ..كون الجزؤءات المدرسة في واد والمجتع والواقع يسير في واد اخر ..اعني غياب الديموقراطية وتكافؤ الفرص والعدالة في المجتمع ..
لذلك فجل الاصلاحات الفوقية والنخبوية والبيروقراطية لن تستطيع ان تعطي نتائج ايجابية في الاصلاح المرتقب .سواء بداخل مؤسساتنا التعليمية او في داخل الاسر المغربية كون هذه الاخيرة تكتوي بنار الفساد المجتمعي و العنف المدرسي والاسري ..و وبذور السلوكات الغير مدنية .كالفساد والغش بانواعه ..والمخدرات والاجرام ..والتحرش الجنسي ,,, وغيرها من العاهات الاجتماعية القديمة الجديدة ....
لاشك ان ادخال قيم الحداثة ونبذ التطرف والارهاب الفكري ليس مشروطا بقرارات ادارية فوقية معزولة لم يشارك فيها سوى واضعيها ..لن تجدي شيئا في تحقيق اهدافها المرجوة حتى ولو كانت النوايا حسنة...لان كل اصلاح لابد ان ياخد بعين الاعتبار اراء ووجهات نظر المعنيين بالامرالاباء والاولياء ..والجمعيات.. .. وفئات رجال التعليم قبل كل شيء ..والقيام القبلي بالدراسات العلمية التي قد تستغرق زمنا كافيا لرصد عيوب مادة التربية الاسلامية ,,,يشارك في هذه الدراسات العلمية مختصون في المادة لازالة الالغام من نصوصها في كل المستويات ...ويبقى ان التسرع في التطبيل والتزمير لقرارات مفاجئة في قطاعات اجتماعية مصيرية كقطاع التعليم..او النبذ والتنذيذ لها من طرف المعارضين ..غير مفيد سوى في اثارة البلبلة والفوضى وتهدم كل الارادات المتبقية التي تروم اصلاح اعطاب المدرسة العمومية....سواء غيرنا الاسم من التربية الاسلامية الى الدينية لا يعني ذلك شيئا في مجال الاصلاح الذي يقتضي اول ما يقتضي بناء الديموقراطية الحقييقة والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص الكفيلة بنبذ التطرف والغلو والعنف والارهاب ..والا...سنزيد في طينة الفساد بلل كثيرة ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال طلاب مؤيدين لفلسطين تظاهروا في جامعة جنوب كاليفورنيا


.. -الأونروا- بالتعاون مع -اليونسيف- تعلن إيصال مساعدات إلى مخي




.. عنف خلال اعتقال الشرطة الأميركية لطلاب الجامعة في تكساس


.. تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني




.. برنامج الأغذية العالمي يحذر من خطر حدوث مجاعة شاملة في غزة