الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأرهاب وليد الفساد والفساد وليد المحاصصة

طاهر مسلم البكاء

2016 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


في بلد تعم فيه الفوضى بأسم النظام ،وتغيب فيه الديمقراطية بأسم الديمقراطية وتموت فيه العدالة بأسم حقوق المحاصصة والحزبية المقيتة ،وتسرق فيه ثروات البلاد بأسم الوطنية والثورية ،بلد تتناهبه الأحزاب بأسم الشعب ،لايمكن ان تشرق فيه شمس الحرية والعدل والأمان والأستقرار .
لقد بذر فيه الأمريكان بذرة سوء،بواسطة عميلهم بريمر، وعن سبق اصرار ٍ ودراسة ٍ وتخطيط ٍ ونية ٍ مبيتة ٍ ،تلك هي بذرة الطائفية والمحاصصة الحزبية المقيتة ،فتفتحت عن فوضى وخراب وقتل للكفاءات وبحجم لايصدق ، حيث انها انتجت فساد لاسابقة له والذي اينع عن مولود مخيف هو مولود الأرهاب الدائم والقتل والسفك المستمر لدماء الأبرياء من عامة الشعب ،لقد حولوا العراق من أغنى بلد بالدنيا كان يسمى جنة عدن الى بلد فقير مباع ومرهون بقروض خارجية وخانع لشروط المقرضين ،ويزداد الألم عندما ندرك ان هذه القروض لاتضاهي نسبة بسيطة من الأموال المهدورة والمسروقة بالفساد الذي عم البلاد منذ دخول الأمريكان عام 2003 وحتى اليوم .
وعندما أصبح كل شئ مكشوف وواضح لعامة الشعب ،نهض ليعترض ويقول كلمته ،أخذ الساسة ممن بيدهم الحكم والسلطة يجندون ثورة الشعب وغضبته لمصالحهم وبدءوا التخلص من كل انسان شريف ونزيه ينتمي الى العراق ولاينتمي الى أحزابهم المتسلطة واستبدلوه بعناصرهم ،مستسهلين ومستهينين بثورة الشعب ،مستساغين اللعبة ،ومستبعدين أي خطر عليهم منها ،وهكذا بدأت عناصر السلطة التظاهر مع المتظاهرين وكأنها هي التي تطالب بالأصلاح وليست هي المقصودة ،من دون أي مراجعة ونقد ذاتي ايجابي لمسيرتها ومن دون تغيير أي ٍ من زمر الفساد وبؤر الأرهاب المتجذرة في بناء الدولة ،يساندها موقف دولي مرآئي عبارة عن متناقضات دولية يوحدها هدف استنزاف العراق وسرقة ثرواته والأبقاء على الحكومة الضعيفة الحالية التي استكانت لوقوع مدن البلاد بقبضة الأرهاب ،وقبول وجود قوات أجنبية في داخل الأراضي العراقية بحجج واهية .
تهميش العراقي الشريف :
الطامة الكبرى ان العراقي الشريف الذي التصق بأرضه ورفض مغادرتها تحت مختلف الظروف بدأ يتعرض الى أشد حالات انتهاك الحقوق والمضايقة والتهميش وغياب العدالة ، ولايقتصر هذا على مكون معين من مكونات الشعب بل شمل الجميع بدون استثناء مما ولد الحقد في الصدور وسهل الأنسياق في اتجاهات لاتخدم مصلحة البلاد نتيجة اليأس في عودة البلاد الى اتجاه صحيح يعاد فيه البناء وتعيش ابناءه على ارضه بكرامة وأمان .
على الجميع سماع صوت الشعب :
لقد قال الشعب كلمته وبصوت واضح لالبس فيه وعلى الجميع سماع صوت المنطق والعقل وعلى القيادات التي ثبت فشلها ان تفك أسر الشعب وتلتفت الى الكفاءات العراقية المبعدة وتعطي كل ٍ اختصاصه بعيدا ً عن الحزبية التي اثبتت فشلها واصبحت منتشرة كالدكاكين على طول مساحة البلاد من جنوبها الى شمالها ،وعليهم ان يتفهموا ان مايسمى بالديمقراطية هي ممارسة فوضوية ،قولبت لتعيد ذات الأشخاص والوجوه الى الحكم وتبقيهم بصورة مشابهة الى الديكتاتورية التي لفظها الشعب من قبل وقدم الدماء لمواجهتها والتخلص منها ،ومطلوب اكثر من أي وقت إعادة كتابة الدستور وإغلاق المنافذ التي جعلت أشخاص يحملون جنسيلت أجنبية مختلفة وعاشوا فترات محنة العراق خارجه، في ثبات ونبات ،يسيطرون اليوم على قرار العراق ويتقاسمون ثرواته دون باقي الشعب الذي ضحى وذاق الأمريين .
ان الأتجاه صوب مصالح السلطة الحاكمة يتجه بالبلاد عنوة ً الى كم الأفواه وإخراس صوت الحق وتغييب العدالة ،ولذا فعلى الشعب ان يضع ديمقراطيته ٌ التي تهيأ الفرص لبروز كفاءاته ِ ، وتسهيل استلامها قياد البلاد المحتاجة لجهود ابناءها المخلصين الذين يكونون قادرين على طمر نظام المحاصصة البغيض ويعيدون البناء ويضعون الأسس لشراكة وطنية حقيقية بعيدا ً عن المناكفة ِ و المصالح الشخصية ورحم الله أمرء ٍ عرف قدر نفسه فأراح وأستراح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد