الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عاشقان في المهجر

غفران محمد حسن

2016 / 7 / 9
الادب والفن


قصة قصيرة-عاشقان في المهجر
غفران حداد
تعلّمي وخذي عبرةً من جذور الألم،لا تظنّي أن فقدانكِ للوطن هو فقدانكِ لنشوة السعادة في الحياة-قال لها –وفي عينهِ شغف حبٍ وشوق ،إحتضنت يداه خصرها وقال
-أنا سأكون لكِ الوطن وأنا بلا وطن ،ولا تظنّي أن جحافل الإحتلال ستبقى ولا حتى عملاء هذا الوطن وخائنوه ،ولا حتى مفجرون الحياة باقون سينتهي يوما كل شيء.
إمتلئت عيناها بالدموع-أنظر إلى النشرات الإخبارية في التلفاز النساء متشحات بالسواد ومياه نهرانا إحمرَّ من دماء الشهداء وسماؤنا إسودت غيومها من ثعابين الدخان المتصاعد من الإنفجارات فمن أين قد تأتي السعادةُ يوما-قالت له.
-كفى ..ما فائدة النواح الآن كوني معي لنؤسس أسرة ً صغيرة وننجب الذكور والإناث سيحمون وطننا الذي هجّرنا منه يوماً .
–متى يصمت عالم الدم ،عالم الخيبة،عالم الوجوه الحزينة،وبغداد سقطت في حضن الليل الصامت الحزين؟
_أحبكِ وآنسي قليلا كل هذه الجراحات؟
ألن تتوب من حبي يوماً وأنا أصدُّ مشاعركَ مذ إلتقينا في بيروت؟-
-تعجبني أبيات شعر سمعتها من ثغر الشاعر عمر السرّاي ذات يوم وهو يقول:
لا ،لن أتوب وإن صاح الجميعُ كفى فوجهها مروةٌ والمقلتان صفا
وغصنها همسة مالت مكابرةً لكي تشدّ على أقدمها ألفا
ثمّ قبّل كفها وقال-هل تعلمين لقد فقدتُ صوابي بيكِ منذ أحببتكِ ،لقد كنتِ في بدني طوال الوقت،في شفتي في عيني وفي رأسي،إنني لا أستطيع ان أكرهكِ رغم الصدود ولذلك أنا أحبكِ أعطيكِ العالم إن أعطيتني منه قبولك بي فأنا أعرف أنني أحبكٍ وأعرفُ إنني إذذا فقدتكِ فقدت أثمن مالدّي وإلى الأبد كوني معي وسأكون لكِ الوطن وإن بعدت عنه.
وإستسلمت لعناقه أمام بحر بيروت الهائج ولعيناه المتلألئتان كنجمة ساطعة في نهار بيروت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج