الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النص المثقف ... رؤية تأصيلية

علي حسين يوسف
(Ali Huseein Yousif)

2016 / 7 / 11
العولمة وتطورات العالم المعاصر


لعل القارئ في المتن النقدي العربي لا يستقر الى معنى محدد لمفهوم (النص) , وربما يجد معناه مغايرا من كتاب لآخر , او من حقل علمي لآخر , وبالعودة الى التراث العربي ، فإننا واجدون الأمر ذاته ، فبين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي لمفهوم النص توجد مسافات ليس من السهولة تجاوزها .
فالنص في اللغة : الشيء البارز الواضح , وهو غاية الشيء ومنتهاه ، أي إبراز ما خفي منه وإظهاره , بمعنى آخر فان معاني النص تؤدي الى مفاهيم الوضوح والبروز والظهور في معاجم اللغة , لكننا لا نجد تعريفا اصطلاحيا للنص في المعاجم اللغوية القديمة ، وإنما نجد ذلك في كتب الأصوليين ، ولعل الشافعي (ت205هـ) أول من نص على ذلك في كتابه الأهم ( الرسالة ) حينما عرف النص بأنه :((المستغـني فيه بالتنزيل عــــــــــــن التأويل )) , وهذا يعني ان النص لا يحتاج الى التأويل ، اما اذا احتاج الى التأويل فهو ليس نصا ، وهذا الأمر يصطدم بمقولات الصوفيين والرمزيين فهؤلاء يرون ان كل النصوص قابلة للتأويل (( فما في الكون كلام لا يتأول )) كما يورد ذلك علي حرب في كتابه النص , السلطة والحقيقة وبهذا المعنى الذي يراه الصوفيون فانه لا يوجد نص , اذا سلمنا بمقولة الاصوليين .
ومما زاد الأمر تعقيدا ان المعاجم العربية الحديثة ذهبت في تعريف النص مذهبا قريبا من مذهب الاصوليين ، فالنص في المعجم الوسيط : مالا يحتمل الا معنى واحد ، او ما لا يحتمل التأويل .
وهذا التعريف للنص يقود الى مسألة مهمة وهي ان النصوص قليلة جدا ، فالمتشابه في القران ونصوص الصوفيين ، والشعر الرمزي , لا تعد نصوصا لأنها تحتمل أكثر من معنى ، لكننا نجد ان الأمر في كتابات الأدباء والنقاد والكتب عموما بخلاف ذلك تماما ، حينما يعدّون كل الكتابات الأدبية نصوصا (الشعر ، الكتب المقدسة) سواء كانت قابلة للتأويل ام واضحة .
وبهذا فإن معنى النص بعيد عما هو في النقد الغربي , فان النص عند الغربيين يناقض العمل الأدبي , فالعمل الادبي يمكن عدّه وحسابه , اما النص فمــجاله منهجي ، والعمل الادبي يمكن الإمساك .. انه في ايدينا , اما النص فهو ما يوجد في اللغة وقت الإنتاج على ما يذكر محمد عناني في معجمه , ويرى بارت ان النص شيء لا يمكن الإمساك به , فلا يمكنه ان يشغل حيزا مثل الكتاب , او ان يوضع في مكتبة , او ان يحمل باليد , او يوضع على رف ، ذلك ان النص مجال إجرائي , لا يمكن تحديده , وبذلك فهو عكس العمل الذي يمكن ان يضمّن في كتاب او يوضع في مكتبة , وقد يفهم من هذا الكلام ان النص يمثل سيرورة في طور لتكوين دائما بدليل قول بارت في كتابه من العمل الى النص : (( ليس النص مقترن الوجود بالمعنى ولكن بمروره وعبوره )) , وهذا يعني ان النص شأن من شؤون القارئ ، لذلك فهو أولا : شيء غير مكتمل دائما ، ثم انه... تبعا لذلك شيء في حوزة القارئ ، فلا مؤلف له ، اما دريدا فقد ذهب مذهبا آخر في أمر النص حينما وجد بأنه لا وجود لشيء خارج النص , وهو يريد بالنص الكتابة التي تمثل عنده المقام الأول الذي عن طريقه نظل نبحث عن الأثر الذي لا يمكن ان يوجد في يوم ما (( لان مجيء اللغة هو مجيء اللعبة ، وترتد اللعبة اليوم ذاتها , فتمحو الحد الذي تصوّرنا ان بمقدورنا , تنظيم حركة مرور العلامات انطلاقا منه , وتأخذ في غمارها كل المدلولات الباعثة على الاطمئنان , وتقلص كل الأماكن الحصينة وجميع المناطق التي كانت تحرس حقل اللغة خارج اللعب ، وهذا يعني بكل صراحة تدمير مفهوم العلامة وكل المنطق المرتبط به)) كما جاء في كتابه علم الكتابة ص66 من الترجمة العربية .
وبما ان النص يمثل عملية تكوين , مستمرة ، فان محاولة كشف آليات هذه العملية , يطلق عليها التناصية ، او التناص , ويعود الفصل الى جوليا كرستيفا في استخدام هذا المصطلح , الذي استوحته من افكار باختين ، فالتناص عند كرستيفا او النصية عند جيرار جينيت يمثل العلاقة بين نصين او أكثركما يذكر عناني في معجمه ص46.
لقد أكدت كرستيفا الطابع الحركي للنص مثلما وجدنا ذلك عند بارت ، فالنص عند كرستيفا كما ورد في كتابها الاشهر علم النص ص9: (( يشارك في تحريك وتحويل الواقع , الذي يمسك به في لحظة انغلاقة ، بعبارة مغايرة لا يجمع النص شتات واقع ثابت , او يوهم به دائما , وإنما يبني المسرح المتنقل لحركته التي يساهم هو فيها , ويكون محمولا وصفة لها , فعبر تحويل مادة اللسان في تنظيمه المنطقي والنحوي وعبر نقل علاقات القوى من الساحة التاريخية في مدلولاتها المنظمة من موقع ذات الملفوظ المبلغ الى مجال اللسان ينقرئ النص , ويرتبط بالواقع بشكل مزدوج , فهو يرتبط باللسان المنزاح الذي خضع للتحول , وبالمجتمع الذي يتوافق مع تحولاته )) .
اما بول ريكور في كتابه من النص الى الفعل فقد نظر الى النصوص بوصفها أفعالا لم تقطع أبدا الصلة بين القراءة والتصرف الفعلي.
وفضلا على ما تقدم فان النص رهن الثقافة , فلا نص ان لم تكن هناك ثقافة وبذلك فالنص وجود يقابله اللانص , لأنه ليس كل ما هو مكتوب او مرسوم او مشكل يمثل نصا , الا اذا حكمت عليه الثقافة المعنية ورفعته الى درجة النص , والا فهو لانص ، بمعنى اخر ان النص يتكون من مدلول لغوي زائد مدلول ثقافي اما اللانص فهو مكتف بالمدلول اللغوي , فلا ينظر اليه الا من هذه الزاوية ، وللتمثيل على ذلك يمكن القول ان : المكالمة الهاتفية قد تكون نصا اذا اريد لها ذلك كأن تكون مكالمة مهمة صادرة من شخصية مهمة تحمل دلالات ثقافية فضلا على دلالاتها اللغوية ، اما اذا كانت المكالمة لا تحمل هذه الأهمية فهي لا نص , ولا ينظر اليها الا بوصفها مدلولا لغويا خاليا من المضامين الثقافية ، ولا يعد هذا المثال قطعيا , فقد يرى شخص ما عكس ما ذكر ، وهذا ما يعزز الطابع النسبي لتفسير النصوص كما يذكر عبد الفتاح كيليطو في كتابه الممتع الادب والغرابة ص16, وبناء على ما تقدم فان للنص كينونة تقتضي بالنظر إليه من دون إحالته الى واقع خارجي ، فهو بذاته يمثل ميدان معرفي لعمل الفكر , وبذلك فالنص ليس مرآة لواقع ما ، وربطه بالواقع اهدارا لكينونته , وعليه فان النص يتجاوز مجال الحديث عن الخطأ والصواب , لأنهما مقياسان للحقائق الخارجية ومدى انطباقها على الحقائق الذهنية , اما النص فلا يمثل واقعا بعينه , وإنما يمثل محاولة متكررة لخلق أكثر من واقع كما يرى علي حرب في نقد النص .
لقد اتسع مفهوم النص اتساعا كبيرا حتى عد العالم بأكمله نصا , والحلم نصا سرديا لأن الاحلام : (( تسمح لنا بالتركيز عليها نفسها .... فاننا نميز الحلم على انه يمثل نصا ذاتياً )) ينظر , الحلم نصا ، والحلم سرداً ، مجلة الاقلام ع1 لسنة 2009 : 8 . وينظر ، الصورة الحلمية والصورة الشعرية، مجلة الاقلام ، ع7و8 لسنة 1992 : 112, وفي الوقت ذاته يمكن ان يكون الحراك الاجتماعي والسياسي (الثورات ، الحروب ، التظاهرات) نصوصا يمكن قراءتها ثقافيا , ينظر , قراءة في خطاب التظاهر ، المظاهرة بوصفها نصا ، مجلة فصول ع80 لسنة 2012 : 65 .
والنص عند هاليدي يمثل : مجموعة من المعاني تمت برمجتها في نظام الشفرة اللغوية , وهو يحمل جانبين , فهو اولا : ناتج لأنه يشتمل على مكنونات يمكن تحليلها وإبرازها بوصفها نظاما لغويا ، وهو ثانيا يمثل عملية بوصفه يخضع لعمليات اختيار مستمرة تحددها السياقات البيئية ، وهذا قريب الى ما ذهبت اليه رقية حسن التي ترى ان النص يمثل وحدة تعتمد على بنية خاصة تتحكم فيها عناصر سياق المقام (الموضوع الأساس, نوع النص المستخدم ، العلاقة بين المشتركين في الخطاب ، رسمية ، عارضة) , كذلك فالنص ـ عند رقية حسن ـ يعتمد أيضا على عنصر النظم الذي يتحكم في علاقات المعاني داخل النص ويكون وحدتها , ينظر ، نظرية النقد الادبي الحديث : 84 ـ 87 .
ان الاستعمال المعاصر في النتاج النقدي العربي للنص يقع في قطيعة مع نظرة الأصوليين وأصحاب المعاجم اللغوية الحديثة والمتصوفة لأنهم أكدوا على ندرة النصوص او عدم وجودها , ويقع على قطيعة مع الاستعمال الغربي الحديث للنص الذي يرى ان النص يمثل سيرورة دائمة , ويمكن ان يكون كل شيء في الوجود ، طالما يمكن (قراءته) او التأمل فيه ، فالعالم المادي والمعنوي او الجسد والأشياء جميعها نصوص كما مر سابقا كما يذكر عناني . في حين نجد ان الاستعمال العربي إلى الآن لم يتجاوز في نظرته الى النص المعنى الثابت , ولاسيما النص الكتابي , فبين مرجعيات النص العربي ـ لغوية او اصطلاحيةـ ومرجعياته الغربية , وبين الاستعمال الغربي المعاصر واستعماله عند العرب اتسعت الهوة حتى غابت الدلالة الحقيقية لهذا المفهوم وسط هذه الشبكة المفاهيمية الواسعة .
والمتأمل في الكتابات العربية في مفهوم النص يجد مصداق ما تقدم واضحا ، فمن الممكن وضع اغلب ما كتب في هذا الموضوع في سلة واحدة .... سلة التوصيف ، فالدكتور محمد مفتاح في كتابه انتقال المفاهيم والنظريات يرى ان النص : نسيج , وثائق , كتاب , كلام (صياغة ، جسد ، ماء) , وفي كتابه دينامية النص يرى مفتاح أن النص شيء حيوي متحرك غير ثابت , والنص يمثل نسيجا ايضا عند الأزهر الزناد في كتابه نسيج النص , وهو مرادف للحقيقة عند علي حرب, اما الدكتور حسين جمعة في كتابه المسبار في النقد الأدبي فقد خلط بين دراسة التناص وأمور أخرى لا علاقة له بها (التشريحية، الاسلوبية) , وصار النص شيئا ملموسا يجب البحث عن بلاغته وجمالياته عند صلاح فضل او هو شبيه بوحش اوريلو الذي كلما قطع جزء منه عاد الى ذلك الجزء الى مكانه , ولذلك يفترض ترويضه كما يرى حاتم الصكر في كتابه ترويض النص ص6 .
من جهة أخرى فإن النصوص عند الغذامي في كتابه تشريح النص5ص تمثل اجسادا بحاجة الى مقاربات (( تسعى نحو تشريحها ومن ثم السباحة في عوالمها ...)) , كذلك فإننا واجدون من بين نقادنا من يمارس الخلط , فبدل ان يذكر وليد الخشاب في كتابه تعدي النص مصطلح التناصية ذكر مصطلح (تعدي النص) لان ـ النص ـ عنده (( عادة ما يكون متعديا بمعنى انه يتعدى حدود ذاته ليجد جسورا خطابية ودلالية الى نصوص أخرى )) . ومن هنا صار من المستساغ ان اطلاق مصطلحات مثل : عتبات النص ,النص الموازي , والتوازي النصي ، وموازي النص , والنص المحاذ , والنص المؤطر كما يورد كتاب عتبات النص . ولعل هناك من حاول ايجاد مسوغات حداثية للتحول من قراءة النصوص الى التنظير حول النصوص فالنص عند محمد مفتاح في كتابه النص من القراءة الى التنظير : (( احد المفاهيم اللسانية والسيميائية الاساسية والتي انشئت حولها علوم عدة مثل نظرية النص ولسانيات النص والسيميائيات النصية)) , وكلها حقولً نظرية .
وعلى الرغم مما تقدم فإن القارئ قد لا يعثر على اجوبة شافية عن اسئلة مثل : كيف ينمو النص وما هي آلياته ؟ وكيف يتم تلقي النص ، وكيف يتم تأويله , وكيف يتحقق النص , وكيف ينتقل من المخطوط الى المطبوع ؟ . وما دور المرجع اللغوي والثقافي والطبيعي في تشكيل النص ؟ . وما علاقة كل ذلك بالتحقيب والمثافقة النقدية ؟ .
النص في موضع الريبة
كان النصُّ سابقا موضوعا للبحث عن معنى ينشده القارئ , الا أن الامر لم يعد كذلك مع ظهور الفلسفة المعاصرة , فقد تحول النصّ الى محطة عبور الى لا شيء , بعد أن لم يعد للمعنى وجود أصلا , بل إن وجود المعنى أصبح يعني البحث والمغايرة والاختلاف المستمر , ومن الآراء المعاصرة التي قيلت في توصيف النص وبيان وظيفته :
إن النصوص ــ أيا كانت ــ هي نسيج من الاستعارات والتشبيهات , فهي شفرات مفاهيم وليست مفاهيم ، وتراكمات مجازية وليست حقائق , وقد ذهب الى هذا الرأي نيتشه .
أن النص قول خادع ، لأنه يتستر على ما لا يقوله ، وان ما يسكت عنه يدفعنا للتفكير به ، لاستكشافه وإعادة بنائه , وكان هذا رأي هيدجر .
أن للنص مليء بالفراغات والزلات الملازمة له , مما يسمح لنا أن نضيف رؤيتنا في هذه الفراغات وكان هذا رأي التوسير.
إن النص يمارس حجبا على الحقيقة ويقوم بإجراءاته منع واستبداد لما لم يقله ، لذلك فهو موضع شبهة وعدم ثقة وكان هذا رأي فوكو .
أن النص نسق من العلاقات ، والمعنى فيه لا يدل على ذاته بل يدل على موقعه ونسبته واختلافه مع غيره ، وقد أكد على هذا ديلوز.
الى أن النص ساحة تباينات ، واختلافات , وولادات مستمرة للمعاني غير المكتملة , وهو ما ذهب إليه دريدا .
إن النص مثل الجسد ، فهو موضوع لذة واشتهاء ، يفتح الشهية للقراءة المتجددة , وإن لم يتصف باللذة فهو ليس بنص , وكان هذا رأي بارت .
إن النصّ يـتأسس على اللا معنى , إذ أن المعاني تضاد تماما فكرة النص في أصل وضعها , وهذا ما ذهب إليه علي حرب الذي لخص كل تلك المقولات في كتابه : نقد الحقيقة .
السياق والمقام
ذكر تمام حسان في كتابه اللغة معناها ومبناها إن النص الواحد قد يستخدم في الاقتباس بحيث يرد جزء منه على جزئه الآخر كالذي يروى عن أحد علماء الأزهر, وكان بينه وبين زميل له ميل إلى المنافرة, فدخل المسجد الأزهر ذات يوم من أيام الشتاء فوجد زميله مستلقيًا تحت دفء الشمس وقد غطَّى وجهه بمنديلٍ فظنَّه نائمًا فوقف عنده وقال: "الفتنة نائمة" فاعتدل زميله من رقدته وقد تصنَّع صورة الذي أوقظ من نومه وقال: "لعن الله من أيقظها" فنرى من ذلك أن عبارة الحديث قد انقسمت إلى قسمين ردَّ ثانيهما على أولهما. والمغزى من وراء كل ذلك أن من المقال ما يتَّصف بصفات معينة أو ما تتوافر له مزايا معينة تجعله صالحًا للاستحضار في المقامات التي تشبه مقامه الأصلي الذي قيل فيه, فيصبح المقال القديم جزءًا من المقام الجديد, فيدخل في تحليل هذا المقام الجديد .
النصُّ المثقف
أنْ نطلقَ صفةَ مثقفٍ على نصِّ ما أو نَسِمهُ بأنه نصٌّ غير مثقف ربما يكون امرا باعثا على التندر والاستهجان للوهلة الأولى , لكنْ بقليل من التأمل والتفكر ستزول عوامل الاستهجان والتندر تلك .
وللتوقي من ميوعة المصطلحين وهلاميتهما في عالم تسوده الفوضى المصطلحية نسارع الى القول : إن المراد بالنصّ هنا : أي شيء خاضع للتلقي والتفسير والتأويل والإجراء , والمراد بالنصّ المثقف : النصّ الذي يستشعر هموم الانسانية ولا يتنافى مع مبادئها , واستنادا على هذا المعيار نتساءل : بماذا نصف فتوى تشرع القتل لمجرد الاختلاف في الرأي , وأخرى تحرم على المرأة الضحك والسياقة والتعليم , وثالثة تبيح التمتع بالطفلة الصغيرة ؟ ألا تكون صفة النصّ غير المثقف أليق ما يمكن ان نطلقه على مثل تلك النصوص ؟ والحال ينطبق على قصيدة لا تستحث في قارئها أي خيال , ولا تخلق في ذاته أي همة للتأويل , ولا تدفعه للكرة ثانية لعالمها , مثلما ينطبق الأمر على رواية يخرج القارئ عقب الانتهاء منها خائبا نادما يتمنى لو أنه لم يضيع تلك الساعات فيها , بما ذا عسانا ان نصف تلك الأعمال يا ترى ؟
من جانب آخر قد تشعرنا نصوص أخرى بأننا إزاء عوالم تُخلَّق في كلِّ آن .... تغمرنا الكلمة في تلك النصوص بسحر لا يضاهى , ربما تكون للكلمة قوة احياء الاموات وتغيير العالم , فبمثل تلك النصوص يمكن أن نجدد كينوناتنا , نحدد ملامحها , يمكن أن نولِّد منها معان لا حصر لها , أفلا تستحق تلك النصوص تسميتها بالنصوص المثقفة ؟ ألا يكون النص الذي من خلاله يكون القارئ عارفا يرى الحق في كل شيء بحسب ابن عربي نصا مثقفا ؟ أفلا يكون النص الذي يزحزح قناعاتنا ويشعرنا بأن الحرية متجذرة في أعماقنا , وبأنه لا قيود خارجية هناك نصّا مثقفا ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في