الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهم الاستقلال وتخلف الكورد

آزاد آميدي

2016 / 7 / 12
القضية الكردية


لقد اضحت الدولة الكوردية منذ عقود طويلة اهزوجة يتغنى بها المواطن الكوردي في منامه ليرسم منها احلاما عظيمه لعلها تكون يوما من الايام حقيقة و واقع يمارسه المواطن الكوردي اسوة بغيره من شعوب الارض ، ولطلما انبرت الاقلام الكوردية للكتابة عن الدولة الكوردية ونعيمها المفقود في عالمنا الكوردي، ولطالما بحت حناجر الشباب الكورد وهي تنادي بها وتلتمس الانعتاق من الظلم والقهر والاستبداد السائد في عالمنا الكوردي منذ الاحتلال والظلم والتخلف العثماني والعربي والصفوي الذي استمر لقرون طويلة.
لقد تسارعت الاحداث وتطورت بشكل كبير وتخلصت شعوب المنطقة من الاحتلال العثماني وتحررت ولو لايام او سنوات قليلة ولكن جاء الاحتلال الغربي الفرنسي والبريطاني واستمر ايضا لسنوات وفي نهاية المطاف تحررت الشعوب العربية والتركية والفارسية من الاحتلال الغربي وتم اقامة انظمة سياسية وطنية لهم عملت على اقامة حياة سياسية وبرلمانية ومؤسساتية في العالم العربي واقام كل من الفرس والاتراك بناء امبراطورياتهم المترامية الاطراف ، ولكن نحن الكورد لم نصل الى تلك المرحلة بعد ، لماذا ، هل الدولة المستقلة وهما ، ام حلما لن يتحقق في قاموس الكورد، ام ان الكورد لم يصلو بعد الى المرحلة التي تمكنهم من ممارسة هذه العملية اي بناء كيان سياسي كوردي مستقل التي يمارسها اغلب شعوب الارض ، اسئلة كثيرة تدور في خاطر المرء ولعل اجاباتها بحاجة الى نظرة عميقة وتحليل دقيق ، ولكن بكل اسف هذا لم يحدث.
لقد مثل الربيع الكوردي المتمثل في انتفاضة 1991 مرحلة جديدة في الحياة السياسية لعموم الشعب الكوردي وفق تحليل بعض المفكرين والمحللين السياسين الذين قالوا ان الديمقراطية الكوردية نضجت وحان وقت قطف الثمار ومن خلال هذا الربيع سيتحول العالم الكوردي الى واحة للديمقراطية ، ولقد اثبتت الايام ان هذا التحليل غير صحيح ، لان واحة الديمقراطية لايمكن بناؤها في مجتمع متخلف ، مجتمع تحكمه القبيلة ،مجتمع تحكمه العائلة ، مجتمع تحكمه الطائفة ، مجتمع يحكمه الدين والجغرافيا، وكل هذه الكيانات تحكم وتتصارع على الحكم والسلطة في المجتمع الكوردي ، فمجتمع متخلف كهذا لن تقوم فيه الديمقراطية ولن يتمكن من بناء اي كيان سياسي مستقل وسيبقى حلما مستحيلا تحقيقه على ارض الواقع بألرغم من امتلاكه على الكثير من العوامل المهمة ، لقد عجز الكثير من الكتاب عن فهم وتحليل الواقع الكوردي، فالمشكلة بتقديري المتواضع ليست في الاحتلال العثماني والصفوي والعربي او الغربي فالكل رحل ، والنظام السياسي الدكتاتوري البعثي الفاشي والهمجي ايضا رحل ، ولكن المشكلة تكمن في احتلال العقل الكوردي من قبل ثقافة الجهل والتخلف بواسطة العائلة والقبيلة والطائفة و الدين والجغرافيا .
سوف تظل الدولة المستقلة وهما في العالم الكوردي اذا الم يتخلص المجتمع من التخلف والدين اللذان يحتلان عقول المواطنين والذين بحاجة الى ثورة فكرية ثقافية حضارية للتخلص من افات المجتمع الحزبية والطائفية والقبلية والعائلية والدينية، وليصبح لدينا ارتباط حقيقي بألوطن , وطن يتساوى فيه الجميع بصرف النظر عن الدين او الجنس او العرق او اللغة او الثقافة او الانتماء السياسي ، وان يتحرر العقل الكوردي الذي يعاني من الاحتلال البدوي الصحراوي الهمجي منذ قرون طويلة ، عندها يمكننا الحديث عن الديمقراطية وعن الريفراندوم والدولة الكوردية المستقلة وسوف تصبح حقيقة لا وهما في عالمنا الكوردستاني .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. French authorities must respect and protect the right to fre


.. تحقيق مستقل: إسرائيل لم تقدم إلى الآن أدلة على انتماء موظفين




.. البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل يتيح ترحيل المهاجر


.. كاريس بشار: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى البعض..




.. مشاهد لاعتقال العشرات من اعتصام تضامني مع غزة بجامعة نيويورك