الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنقلاب عسكر تركيا، تداعياته الى أين؟

ضياء رحيم محسن

2016 / 7 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


ليست المرة الأولى التي يقوم فيها عسكر تركيا بإنقلاب في بلادهم، فقد سبقته محاولات عديدة، لكن الملاحظ أن المحاولة الإنقلابية الأخيرة، والتي لم تستمر طويلا كانت إسلامية بإمتياز، وهو الأمر الذي يلقي بظلاله على الدور الإسلامي التركي، الذي تحاول القيام به في دول الجوار المسلمة، ومحاولة إقترابها من أوربا بشتى الوسائل والسبل.
يمثل الرئيس رجب طيب أردوغان الإسلام المحافظ، وهو الأمر الذي شجع الإرهابيين على الإستفادة من فسحة الحرية الموجودة في تركيا، في تجنيد الشباب الراغبين للتطوع للقتال في سوريا والعراق، بالإضافة الى سهولة الحصول على السلاح والعتاد والمؤونة.
ما لم يحسب له حسابا الرئيس أردوغان، هو إرتداد ذلك عليه وبعنف، وأسباب الإرتداد ذلك عديدة، منها يتعلق بالداخل التركي، من قبيل وجود قوى تنافس أردوغان للحلول محله، بسبب إبتعاده كثيرا عن روح الإسلام المعتدل الذي مثله في بدايات صعوده عام 2003، بالإضافة الى إنغماسه في مشاكل الحرب في سورية، وتدخله العسكري في العراق، بالإضافة الى إستغلاله للمشاكل بين الأكراد في العراق والحكومة المركزية في بغداد، وهو الأمر الذي كشف عن إزدواجية الرئيس التركي في التعامل مع الملف الكردي في تركيا، فهو لا يمانع من إستقلال أكراد تركيا، فيما يحرم أكراد تركيا من أبسط حقوقهم التي كفلتها المواثيق الدولية.
محاولة الأمس الإنقلابية لن تكون الأخيرة، لكن هي فرصة للرئيس أردوغان لتطهير هذه المؤسسة من شخصيات قريبة من غول، وكذلك محاولة لتصحيح سياساته ضد سوريا والعراق، ونوعا ما تجاه مصر بسبب الإخوان المسلمين فيها.
إقتصاديا سيهتز الاقتصاد التركي بشدة، الأمر الذي سيعيده سنوات الى وراء، وهو الذي يعاني من خسارته للسوق السوري، بسبب الحرب في سوريا، وكذلك في العراق، ناهيك عن خسارته لمليارات الدولارات التي يجنيها الاقتصاد التركي من تجارته مع روسيا، بسبب حماقات أردوغان وإسقاطه للطائرة الروسية على الحدود التركية السورية.
ما يتعلق بالجيش يبدو أن على الرئيس التركي القيام بأكبر حملة تطهير، وهذه المرة لن يتم إخراج العلويين من القيادات العسكرية، بل ما سيقوم به أردوغان هو إحالة عدد كبير من القيادات العسكرية الموالية للداعية الإسلامي التركي فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، حتى وأن وصل به الأمر الى تصفيتهم جسديا وزج بعضهم في السجون التركية.
تداعيات الإنقلاب على الوضع في العراق والحرب على الإرهاب، ستكون لصالح العراق، وهنا على العراقيين إستثمار هذه الظروف بسرعة وبدون مماطلة، ذلك لأن أي تأخير لن يكون لصالح تحرير الموصل وبقية المناطق من عصابات داعش، كما أنها فرصة للضغط على مسعود البارزاني الذي أصبح في مهب الريح، والتقرب من الجبهة التي شكلها الإتحاد الوطني وحركة التغيير الإسلامية الكردية، والتي ترى أن وقت البارزاني في الإقليم قد نفد.
من تداعيات الإنقلاب على الوضع على العراق، هو إضعاف جبهة عائلة النجيفي الإخوانية، والتي تستمد قوتها من وجود طيب أردوغان في الحكم، لكنه الأن في وضع لا يحسد عليه، حتى مع عودته الى الحكم بسبب فشل الإنقلاب، ذلك لأن سيكون مضطرا لإعادة ترتيب أوراقه بعيدا عن المشاكل التي علقت به في الفترة الماضية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقطاب طلابي في الجامعات الأمريكية بين مؤيد لغزة ومناهض لمع


.. العملية البرية الإسرائيلية في رفح قد تستغرق 6 أسابيع ومسؤولو




.. حزب الله اللبناني استهداف مبنى يتواجد فيه جنود إسرائيليون في


.. مجلس الجامعة العربية يبحث الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والض




.. أوكرانيا.. انفراجة في الدعم الغربي | #الظهيرة