الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في تركية .. عربدة مموهة فوق مضيق البسفور

علي عرمش شوكت

2016 / 7 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لم يفت اي مراقب سياسي تلك الشطحات السياسية التركية اللافتة والتي من غير المناسب ابعاد صلتها عن ما اعقبها او حتى ما سبقها بايام ليست ببعيدة زمنياً. لقد لفت انتباه العديد من المهتمين بدور تركيا الاقليمي من نزاعات دراماتيكية دامية في جوار هذه الدولة. كان امراً له صداه ذلك التغيير المفاجئ في سياسة تركية الاقليمية وعلى وجه التعيين، تغير الموقف ازاء سورية والعراق وروسيا، الذي اطلق على لسان رئيس الوزراء تركيا " بن علي " الذي لخصه في{ انهم يسعون الى تقليل االخصوم وتوسيع الاصدقاء} وجاء ذلك قبيل محاولة الانقلاب الاخيرة الفاشلة بايام قلائل.
ما حصل ليس هو الاول وليس الاخير فترتيبه السادس ويمتد من عام 1960 ضد حكومة " سليمان ديمريل " واعقبة انقلاب اخر في السبعينات واخر في عام 1980 و تلاه في عام 1997. وكان الانقلابيون يقومون بتلك الانقلابات باحترافية عالية، تقوم به قيادات الذين لاتفوتهم فائتة. فيحكمون قبضتهم على زمام الامور من لحظات الانقلاب الاولى، بيد ان هذا الانقلاب الاخير جاء بخلاف سابقاته، حيث فشل في ساعاته الاولى، مما ادى الى اطلاق حالة دهشة و تساءل، وساد دافع التفتيش عن الاسباب التي حالت دون نجاحه، علماً ان اذرع الانقلابيين قد امتدت للمسك باغلب عتلات الحكم، وان ما جاء في بيان الانقلابيين قد ارسى الشعور بان الانقلاب قد غدا في عداد النجاح.
يغلب على جلبة الحديث حول الانقلاب، التاكيد على مفارقة يعظم الظن بتصديقها، وهي المشار اليها بان المحاولة مدبرة من ذات الجهة التي ساهمت باخمادها!!. وكان الضحية فيها بعض جنرالات الجيش الذين دفعوا للقيايم بهذه الحركة، ولكن حصلت القارعة كما يقال، عندما لم يقبل طلب لجوء " اوردغان " من ثلاث دول. وهي كل من ، المانيا، ايران، بلغاريا، التي توجه اليها. الامر الذي اجبره على طلب السماح من البيت الابيض الامريكي لنزول طائرته بقاعدة " انجرلك " الخاضعة لسلطة الولايات المتحدة الامريكية، واجرى مكالمة تليفونية مع الرئيس الامريكي "اوباما" فاعقبها بصورة مباشرة خروج اسراب من طائرات غريبة لتسقط اربع وعشرين طائرة هلكبتر للانقلابين، وهي تحمل مجاميع من الضباط واللافراد كانوا متوجهين الى اتمام السيطرة على مناطق مهمة خارج العاصمة التركية . وحينها توفرت الفرصة لـ " اوردغان " بالتحدث عبر" الاسكايب" فكانت لحظات الفرج التي اتاحت له دعوة مناصريه للخروج الى الشوارع بغية مواجهة الانقلاب. الذي دخل في دائرة الفشل. وهنا العهدة على الكاتبة " هدى جنات " في صحيفة " الغارديان " البريطانية. التي اوردت هذه المعلومات.
ومع ما ذكر فان قرائن عديدة تشير الى صورة اخرى . فيقدر بان القوات العسكرية التي قامت بالانقلاب بـ " 60% " من عداد الجيش التركي، وان جنرالات مهمين وقطعات برية وجوية اشتركت فيه، كما ان قائد الانقلاب هو جنرال كان قائداً للقوة الجوية ، وقد سبق وعزله اوردغان وابعده الى ملحق عسكري في سفارة تركيا في اسرائيل، وثمة رواية غير مؤكدة تقول ان الانقلابيين قد اعتقلوا اوردغان في الساعات الاولى، وطلبوا منه اللجوء الى اي بلد، وهِؤلاء الضباط لا يوجد بينهم من له علاقة بالداعية " كولن " الموجود في الولايات المتحدة، انما هم من ذوات الميول" اوتاتركية " دفعهم شعور بان اوردغان قد تجاوز على علمانية الدولة التركية.
ولا غرابة فيما يشار اليه من قبل بعض المراقبين السياسيين في صحف عديدة في الغرب، بان الولايات المتحدة الامريكية هي الراعية لهذا الانقلاب، كقرصة اذن لاوردغان لكونه غير سياسته قبل ايام قلائل من محاولة الانقلاب ازاء روسيا وسورية والعراق، وعندما رضخ لشروطها وهو شبه حبيس في قاعدة " انجرلك " بعدما فشل بالحصول على لجوء في دول اخرى، غيرت واشنطن موقفها مائة وثمانين درجة ، وعملت على افشال الانقلاب ، واسكتت عربدتها التي حصلت فوق مضيق البسفور، وتحقق لاوردغان الفرصة لتحقيق ما كان يريده من تصفية خصومه لاسيما منهم القضاة الذين طالما وقفوا بوجهه للحد من توجهه المناوء للعلمانية وتغيير الدستور، وهذا ما تجلى فور رجوعه الى قصر الرئاسة ، حيث باشر باعتقال القضاة قبل اعتقال الجنرلات الانقلابيين. ان هذا الانقلاب له تداعيات ستظهر تأثيراتها القاسية على الوضع في تركيا بعد حين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا