الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل حارس الفنار

لطيف الحبيب

2016 / 7 / 19
المجتمع المدني


لطيف الحبيب
من حقه ان يسترجع خلقه اليه ,
لكنه اصطفاك من بين رعيته
الخيرة منا.
كلما اتسعت المقابر لنا صلى كهنة المعبد الغاصبون ركعة او ركعتين , عسى الله ان يجمعنا من جديد ,كلما شموا راحة الموت تناثرت امنياتهم بوحدة الجالية . كان معبدنا دونك كئيب سيد الضفاف والفرح والامان حين تغيب , رغم طلاسم وصلبان وشراهات الطغاة من اهل برلين, كنت مع" ابي لانه" وبعض الاصدقاء تعدون سرادق المعبد , زواياه وتكاياه , تفرشون لهم سجاد البيت تملؤنه فرحا , رغم عسف من لم يعرفك , كنت تهل عليهم من الهجعة الاولى تزهو خطواتك بغبش الثمالة .
كنت اعرف انك سترحل منذ سطوة المرض عليك , نأخذ هذه الدنيا ولا تأخذنا ,نضحك حد الدموع ونرقص حد اللهاث في بيتك او عندي ,عند ضفاف الانهار ثملون بعشق الناس وخجلك حد الارتباك .. ما زلت درويش صومعتنا المقدسة , تدور بيننا بردائك الابيض ملئه التسامح والطيب , حتى من غدر وطعن له متسع في قلبك , ما كان يجرء احد منا ان يشكو منك بل كنا نروي بصمت احزاننا ونشكوا اليك . كسرة خيز وبقايا كاس كل ما نحتاحه ليجن الليل بسردك الموجع عن بغداد واهلها عن الكرادة وابو يونان كتبنا معا في نوفمبر 2013"على صفحات التواصل الاجتماعي "في ساحة التحرير علي ولي وانا": "مررنا الليلة بشهقة حب وحدثني „على ولي" عن حديقة الامة ساحة التحرير فائق حسن ,عن تاريخ الفناهرة وسينما غرناطة , كانت من ارقى السينمات , لم يدخلها انسان عراقي عادي كما يقول علي , وبصراحة كان روادها من المثقفين والعوائل , صالة غرناطة معرض لأجمل الافلام " من حكم عليها بالإعدام "؟ من افتى بحرمة الموسيقى والفن والرياضة " كيف نتعامل مع من يقبض على الروح " ؟؟؟
انجدونا ايها الاصدقاء , برايكم , بغداد الجميلة بغدادنا واهلنا ., من استباحهم من احل الفتنة بينهم , قتلونا من جاءوا من خلف اسوار مدينتنا, من حواف بغدادنا ,شلة من المتخلفين من اهل الاسلام السياسي, احالوها الى مقابر لأبنائنا وبناتنا , بغداد امنا , انها شهقة زمان بدائرة الدم , ولكنها بغدد بين الرصافة والجسر , انها عيون المها , وازف موعد مختارها , نستذكر قبل مئات من الاعوام في بار الفوانيس عند منعطف ساحة التحرير , نهمس الى بعضنا حفنة من لفستق لوكريم جاب ,ثم نفترق الى لقاء في شارع السعدون عند مفارق ليالي السمر , نشرب حتى اخر قطرة من ما احله الله لنا من زحلاوي ومسيح , نتوجه ونلتقى ان لم يغتصبنا المخبر السري , قطعانا من الفرح في اخر الليل عند باجة الحاتي , ثم نفترق, عسى ان نستمر في التذكر حتى لا ننقطع
, عن ماض ما زالت تزخر به اعطافنا , في هذه لليلة الجمعة شموع من الفرح بذكرى بغداد حاولنا ان نوقدها ,
علي ولي لطيف الحبيب مع مودتنا لكم/ برلين "
لن ينعيك احد من شطار السياسة ومحترفيها من علّية القوم ,كنا نسخر منهم. نحن من تظل في ذاكرتهم خالدا , نحن الذين التحفنا طيات معطفك الاسود في برد ليالي برلين , معك نبحث في سوق الخردة عن الكتب العتيقة , ضيوفك , ضيوف الرحمان حين تحل دورة المهرجان الثقافي في برلين يتوافد الحجيج " موسم الحج الى برلين ",, تعد لهم شواء العشاء في اول الليل وبعد افطار الصباح تقودهم شعراء وكتاب , صحفيون وتشكيلين , نقاد , اقتصاديون موسيقيون عراقيون زرافات الى نهارات المدينة .
نديم الالفة والامسيات لن تمل او تكون وحيدا عيون صاحبك الاثير " ابو لانا " في الاعالي تربوا اليك تطوف حدائق جنان الله , يعرف انك قادم , تزدحم اسئلته عنا وعن بقايانا سؤاله الدائم " هل اغلقت خلفك ابواب معبدنا على الارض , نعم اغلقتها , لكن شياطين وزواحف تسلقوا جدرانه , بعد ان فتح الله ابواب سمواته لنا وازهرت ثمار جنته . يعد لك عوني و منذر خشبة مسرح, يسمعك صبري وسركون احلى قصائدهم تمتع بامسيات صالح كاظم وانور الغساني وسيأتي اليك مؤيد بخطواته الوئيدة .. ابلغهم اجمل تحايانا قادمون على أثر خطاكم
لعلك لا تنسى حين يعتعتنا الليل نطوف ساحات مدينتنا نفترش الارض عند نبتون او جدران الكنائس , نشبه البنات الصبايا باقلام الرصاص , تقول شوف هذه البنية شكد حلوه " مقطوطة مثل القلم " , من مدينة كمنس الى برلين نمد بساطا ناصع السواد لتعبر الى ضفاف اخرى, نتلمس اصابع يدك ,وداعا يااهلة رغيف صبح العراق , لم يطل حزنك على اهل مدينتك ,كم نحت على اهل كرادتك ينتظرونك هناك, ها انت تشد الرحال الى الخلود ستلتقون عند ضفاف الانهار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا


.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د




.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي


.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا




.. بينهم نتنياهو.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة إسرائيل بسبب حر