الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحي و القرآن_10

حميد المصباحي

2016 / 7 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل انقطع الوحي بموت النبي محمد عليه الصلاة و السلام،أم أنه مستمر باستمرار الشريعة الإسلامية،هل حقا في القرآن كل أخبار العالم و حاجيات الناس و علومهم،أم أن الشريعة أحكام و اجتهادات قياسية نصية و أخرى عقلية؟؟؟

1_الشريعة و الوحي
____________
إذا كان الوحي كما قلنا سابقا،صورا ألهم النبي القدرة اللغوية على التعبير عنها،فقد كتبت بلغة العرب،أما الله فناطق بكل اللغات كما هو خالق لكل الشعوب و الكائنات،ما يرى منها فيدرك و ما لا يرى،فالكتا كما قال علي رضي الله عنه ،صامت إنما الرجال ينطقونه،فيصيبون و يخطئون و يحاججون دفاعا عن حق لهم،يعتبرونه حقا لله و نصرة لدينه،سياسة و حكما،فالشريعة في مثل هاته الحالة،ليست توجيهات دينية خالصة،بل فيها تدبير لأمور الناس ،تجارة و علاقات و تدبير معاش،و ما دامت الحياة تتغير متطلباتها،فقد حاول الفقهاء الخلط بين اجتهاداتهم و الوحي،لفرض رؤاهم على الناس باسم الخضوع لتعاليم الإسلام،و تجنبوا التمييز بين ما هو إلاهي و ما هو بشري،حتى سلوكات النبي عليه الصلاة و السلام،لفرض نموذج واحد أحادي في الطقوس و الممارسات و حتى العلاقات بين الناس،التي امتدت لفرض لباس محدد،على النساء و الرجال،و شكل كل ذلك خلطا بين الخاص في الحياة اليومية للأفراد،و الحياة العامة،المحكومة بالقوانين و احترام الحقوق الشخصية للأفراد و الجماعات.

2_الوحي و التاريخ
_____________
بما أن التاريخ وقائع،و أحداث محكومة بمنطق خبرات الشعوب،بدياناتها و مذاهبها،و سياساتها و طبيعة حضاراتها،فلا يمكن للوحي أن يكون قد ألم بها جميعا،و إلا كان أسفارا لا يمكن عدها و لا حملها،لكن الفكر الفقهي،يريد محاصرة التقدم بما يعتبره منهاجا لحياة البشرية جمعاء،ناسيا حالة الدول الإسلامية،التي تريد أن تكون رائدة دينيا،و دنيويا،بينما هي في آخر سلم ترتيب الحضارات و الدول،إلا من أخذت منها بأسباب العلم و التحضر بعيدا عن تلك الصرخات الهوجاء،التي يشحن بها المسلمون أنفسهم و أتباعهم،بكونهم خير الأمم و الحضارات،فقط لأن الوحي نزل على رسول منهم،كرمه الله و فضله على كل الرسل،و جعل منه إماما لهم،مما يقتضي ضرورة كون أمته،قائدة لكل الأمم رغم تخلفها العلمي و الحضاري و ربما المعرفي مقارنة بباقي الأمم،و هنا يعيش المسلم تمزقا داخليا،يجعله أكثر عرضة لتبني العنف و اللجوء إليه تجاه من يعتبرهم أعداء،رغم استفادته من علومهم و خيراتهم،و حتى اعترافه بتقدمهم عليه،و هنا لا بد من اعتبار الوحي متمايزا عن الشريعة،ليس لقصور فيه،بل لأن الله يحترم الفعل الإنساني،فمن أتى أسباب التحضر تحضر حتى لو كان مخالفا للمسلمين في الملة،و من أتى فعل يؤدي للتقهقر،تردى في التخلف حتى لو كان مسلما عابدا قانتا.

خلاصات
_________

للوحي قداسته،و للشريعة حدودها و تمايزاتها،بل ضرورة اعترافها بالحاجة للتجديد،لتساير عصر الناس الذين يحتكمون إليها دينيا و في بعض قضاياهم الدنيوية بدون إكراه أو تكفير لهم،و لا حتى لغيرهم ممن اختاروا ديانة أخرى،بذلك يصير الإسلام دين التسامح لا العنف و التحريض،و يستعيد المسلم توازنه و قبوله بالغير و العلم و حاجته للمعرفة،حتى لا يظل مكتفيا بالشرع واعتباره كلا مطلقا لا يحتاج لغيره من علوم الدنيا.
حميد المصباحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا