الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اعتذار
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
2016 / 7 / 23
الادب والفن
ا
بعد ان تدرس ملفاّتك وتتأكّد أن مسيرة حياتك كانت خاطئة عليك أن تقدّم اعتذارا إلى أقرب الناس إليك. لذا فإنّني أعتذر ممن أتيت بهم إلى هذه الدنيا بمحض إرادتي ، وتسببت لهم بالألم نتيجة جهلي بالحياة. اعتقدت أن الحياة هي الصّدق، وأن العدل هو الأساس ، ومع أنّني عملت أمام قوس المحكمة، ورأيت كيف يدان الأبرياء، أو على الأقل كيف ينجو المجرمون، لكنّني كنت أقتنع أنّ الحياة عادلة وهذه أكبر كذبة في الدّنيا. الحياة قائمة على الظّلم ربما، ولا بأس أن تدوس على أجساد الآخرين كي تصعد كي لا يدوسوا هم عليك. لم نر الحياة تعاقب ظالماً، أو مستبداً، ربما عاقبت أولاده وظلمتهم لكنه هو تمتّع بالحياة واكتفى منها حتى لو قتل.
أعتذر منكم أحبتي لأنّني كنت بعيدة عن عدّ النقود بالدّولار، وقد كنت أستطيع، ووصلت الفرصة إليّ فخشيت على نفسي منه. كنت أخافه. هل يخاف أحد منكم الدّولار؟
لو صافحت الدّولار وتحدّثت عن النّزاهة بعد أن أعبّ المليون الأولى لما تفرّقتم، ولما أصبحت أتوسّل إلى أيّ كان أن يساعدني ، فيسخر من ألمي بلغة لطيفة.
أسفة أحبتي لأنّ قيمي أصبحت قيمكم، ولا تستطيعون تغيير أنفسكم ، وأتمنى أن تعلّموا أولادكم أن يبتعدوا عن الأفكار النبيلة. هي محض روايات يبيعنا إيّاها التّجار بعد أن يموت من كتبها. علّموهم أنّ لا حياة لمن لا يملك المال أوالسلطة.
أعتذر منكم أيها السّوريين جميعاً، فلولا مشاركتي في حملتكم ضد الاستبداد فيما يسمى ثورة لما قتلتم. أركع اليوم أمام أقدام أمهاتكم: آسفة أيتها الأمّهات أن أقول لكم لا يوجد ثورة، ودم أولادكم في رقبتي عليّ أن أحمله على كتفيّ تعويضاً عن الخطأ. أسوأ شيء هو الموت، وأسوأ الأشياء أن تكونوا أمّهات في هذه الحالة.
أعتذر من نفسي لأنّني كنت مغفّلة، واعتقدت أن كل من ابتسم في وجهي كان محبّاً فإذ به يناصبني العداء، وأكثر من ناصبني العداء تلك الدّائرة المقرّبة التي كنت ولا زلت ربما أفديها بحياتي.
لو قدر لي ولو بالحلم أن أبدأ بتغيير العالم لبدأت أبني روضة للأطفال. لا أملي عليهم أمراً أجعلهم يتصرفون على سجيتهم . يحترمون أنفسهم ، فنحن جيل افتقد احترامه لنفسه من خلال الولاءات، فلم يكن هناك حاجة لرقيب يقص ما نفكّر به. نحن نقصّه بأنفسنا، ونكتب ما يوافق المزاج العام المتخم بالتّخلف، والظّلم.
أعتذر من البشرية التي تسببت بانهيار قيمها كوني دافعت عن أفراد عاثوا في التّاريخ فساداً، وعن عادات بالية صنعها لنا متحكّم بنا كي لا نفتح أعيننا.
أخيراً أعتذر من خروف العيد الذي كنت أطعمه بيديّ، سلّمته للجزّار بإرادتي، فذبحه. لقد ربيته ثم سلّمت رقبته للذّبح.
يوجد أشياء كثيرة عليّ أن أقدم اعتذاري عنها، فكل ما يحصل في العالم أنا مسؤولة عنه، وبسببي أصبح العالم سافلاً ومنحطّاً.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح