الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سورة النّجم: قراءة سريانيّة-آراميّة جديدة (4)

ناصر بن رجب

2016 / 7 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سورة النّجم: قراءة سريانيّة-آراميّة جديدة (4)

 

 

تأليف:

كريستوف لوكسنبيرغ

 

ترجمة وإعداد: ناصر بن رجب

 

 

 

 

12. أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى

القراءة التقليديّة "أَفَـ" تفترض حرف الاستفهام العربي "أَ" متبوعا بأداة الوصل "فَ". ولكن عوضًا عن ذلك، لدينا هنا الأداة السريانيّة الآراميّة "آپ/آف" التي تعبِّر عن الاستنتاج المنطقي لسؤال مَّا (وهي هنا لا تتطلّب أداة استفهام).

 

الفعل "مَارَى" هو اقتراض للكلمة السريانيّة "مَرِّي"، التي تعني بالعربية، حسب معجم مَنّا، "خَاصَمَ". خلافا لبلاشير Blachère)) الذي يترجمها بصورة تقريبيّة بكلمة «chicaner» أي "خَاتَلَ، رَاوَغَ"، فإنّ الطبري يفسّرها بشكل صحيح بعبارةِ "جَحَدَ" و "جَادَلَ". وهكذا يجب قراءة هذه الآية كالتّالي: "آفْ تُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى [بمعنى "رؤيا"]؟

 

13. وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى

الكلمة الوحيدة التي يجب رفع الالتباس عن معناها هي كلمة "نَزْلَة"، والتي يفسِّرها الطبري بمعنى "مَرَّةً واحِدةً"(1)، في حين أنّ بل (Bell)، وقد تبعه في ذلك بلاشير، رأى فيها هنا معنى "نزول ثاني" (نزول الله وروح قدسه) «He saw him, too, at a second descent». وكذلك باريت Paret)) فهوى يرى نفس الشيء عندما يترجم: «Er hat ihn ja auch ein anderes Mal herabkommen sehen». إلاّ أنّ هذه الكلمة لا يجب فهمها هنا بالمعنى العادي، أي "نُزُول" منسوب إلى الله أو إلى روحه، ولكن بالأحرى إلى الرَّجْفة (أو الصَّعْقة) التي هبطت على الرَّسول(2). وخلافا إلى ما ذهب إليه بلاشير وبل في ترجمتهما لهذه الآية، (نزلة = مرّة أخرى أو مرّة ثانية)، فإنّ هذا التحليل الفيلولوجي الموجز يقودنا إلى الفهم التّالي لها: "وَلَقد رَآهُ [أيضا] عندما أَصَابته رَجْفَةٌ أُخْرَى [أو رُؤْيَا أخرى].

 

الطبري، الذي لا يسبّب له اللّفظ "نَزْلَة" أي إشكال، يهتمّ من ناحيته بما كان رآه الرّسول خلال الرؤية الثّانية. فبالنّسبة لغالبيّة المفسِّرين، (13 سلسة اسناد يرويها الطبري)، مَن رآه الرّسول هو الملاك جبريل. وهناك شهادة أساسيّة منسوبة لعائشة مفادها أنّها أوّل من سأل الرسول عن ذلك، فقال: "لم أرَ جبريلَ على صورتِه إلَّا هاتَين المرَّتين؛ رأيتُه مُنْهَبِطًا مِن السماءِ سادًّا عِظَمُ خَلْقِه ما بينَ السماءِ والأرضِ". فقط، ابن عبّاس الذي أُسنِدت له روايتين، يعتقد أنّ رسول الله كان قد رأى ربَّه بِقَلْبِه.

 

يمكننا أن نتفهّم ألا يكون باستطاعة المفسِّرين إلَّا أن يُبْدوا آراء تخمينيّة بخصوص ما رآه الرّسول وذلك باعتبارهم لم يكونوا شهود عيان. غير أنّنا من المفروض أن ننتظر منهم مزيدا من المعرفة فيما يتعلّق بما سيرد في الآية اللاّحقة.

 

14. عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى

إلاّ أنّ المفسّرين، الذين يذكرهم الطبري، ليسوا أقّ حيرة بخصوص معنى اللّفظتين "سِدْرَة" و "مُنْتَهى". ففيما يتعلّق بلفظة "سِدْرَة"، كُلُّهم يتّفقون مع ابن عبّاس في أنّها تعني شجرة النَّبْقِ المعروفة. أمّا بخصوص وصفها بـ "سدرة المنتهى" فإنّ الطبري يقدّم ثلاثة آراء:

 

أ‌.        في نظر بعض أهل العلم من أهل التأويل (بمن فيهم كعب الأحبار) فإنّ "المنتهى" يعني أنّ هذه السّدرة ينتهي عندها علمُ كلِّ عالِم.

ب‌.   ذكر آخرون أنّها سُمِّيت "سدرة المنتهى" لانتهاء ما يهبط من فوقها ويصعد من تحتها من أمر الله إليها.

ت‌.   في حين أنّ آخرين ذكروا أنّه قيل لها "سدرة المنتهى" لأنّه إليها ينتهي كلّ من كان على سِنَّة رسول الله ومنهاجه.

 

بعدما يُجوِّز الطبري الآراء الثلاثة، يمرّ مباشرة إلى تقديم أوصاف الشجرة التي تتابعت عن رسول الله ورواها أهل العلم، ومنها أنّ أنس بن مالك قال: "قال رسول الله: انْتَهَيتُ إلى السدرة، فإذا نَبَقُها مثلُ الجِرَار، وإذا ورقُها مثلُ آذان الفِيَلَة، فلَمَّا غَشِيَها مِن أَمْر الله ما غَشِيَها، تحوَّلتْ ياقوتًا وزُمُرُّدًا ونحوَ ذلك".  ويضيف الطبري إلى هذه الرواية أساطيرَ أخرى تحكي لنا كيف تتحوَّل هذه السدرة العجيبة وتتغيَّر إلى درجة أنّ لا أحد يستطيع أن يصفها من شدّة حُسْنِها.

 

لقد صعب على المترجِمْيْن الغربيّين قبول تفاسير الطبري الاسطوريّة هذه فحاولا قدر جهدهما إيجاد حلّ حسب فهمهما لهذه الآية فترجماها كالتّالي:

 

Blachère : près du jujubier d’al-Montahâ.

Bell: By the sidra–tree at the boundary

 

في الواقع، إنّ "سدرة" لا تعني لا شجرة النّبْق ولا أيّة شجرة سحريّة أخرى. فهذه الكلمة السريانيّة تعني بكلّ بساطة، وحسب مُعجم منّا، في مادّ "سدرا": سِتْر"، "حِجاب". وكلمة "المنتهى" لا تعني هي الأخرى لا النّهاية التي ينتهي عندها علمُ كلِّ عالِم، كما يعتقد الطبري، ولا هي مكان مَّا قرب مكّة، كما يعتقد بلاشير (مقتفيا في ذلك أثر المستشرق كايتاني Caetani)(3). أمّا بل (Bell) فإنّه يقترب شديد الاقتراب من المعنى الدقيق لهذه الكلمة عندما يترجمها بمعنى "حدّ، حدود". إنّ كلمة "المنتهى" هي في حقيقة الأمر المرادف الدقيق للّفظ السرياني "الآخِرَة" (العالَم الآتي)(4). وآفرام السرياني، عند وصفه للفردوس، هو الّذي بيّن المعنى الحقيقي للّفظ القرآني "سِدْرَة" التي اشتُقَّ منه "سِتْرَا" أو "سِتَّارا" السِّريانيين وذلك بمعنى الذي يفصل بين العالم السُّفْلي والعالم الآخر الذي هو الجنّة. ومن هنا جاء تعليق نيقولا ساد:

 

"من جهة أخرى، كلمة "سِتُورُو" يمكن أن تعني أيضا "حِجاب". فحسب طُبُغرافيا الجنّة فإنّ المكان المُسمَّى "سِتوُورُو" ينطبق على السدائل والسّتار الخارجي للحرم الفردوسي. التقليد الربَّاني [اليهودي] في وصفه السماوات والمركبة (Merkâbâ) يذكر "سِتاريْن" أو "حِجابَيْن". الأوّل، ويسمّى "فيلون" «wilon»، مَشدود تحت السماء الدُّنيا ويشير إلى الجوّ الذي يفصل بين الأَرْضِين والسّماوات، والثّاني، ويدعى "بَرْغود" «pargôd» يوجد في الطرف الآخر من السلَّم السماوي، فوق السّماء السّابعة، مباشرة أمام العرش الإلهي. وهذان الحجابان السّماويان يتطابقان بالضّبط مع سِتَارَيْ الحرم الفردوسي، كما أنّهما، وحسب خريطة جنّة الكاتب السرياني [آفرام]، يتطابقان مع "سِتورو" وشجرة المعرفة(5).

 

وبخلاف ما ذهب إليه بلاشير (près du jujubier d’al-Montahâ) وبل (By the sidra –tree at the boundary)، فإنّ هذه الدّراسة تقودنا إلى فهم هذه الآية على المنوال التّالي: "عِنْدَ حِجَابِ [سِتارِ] العَالَمِ الآخَر".

 

15. عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى

بالرّغم من أنّ الطبري يشرح تقريبا شرحا مقبولا لفظة "مَأْوَى" بمعنى "مَأْوى الشُّهَداء"(6) الذي هو المسكَن السّماوي، فإنّ كلاّ من بلاشير وبل وباريت وجدوا صعوبة في قبول هذا المعنى البديهي جدًّا. وقد جعل منه بلاشير اسم مكان وترجم الآية كالتّالي: «près duquel est le jardin d’al-Ma’wâ». ثمّ يضيف هذه الملحوظة:

 

"جَنَّةُ المَأْوى"، تعني هذه الكلمة الأخيرة: "الخُلْوة". وحسب المفسّرين، وقد تبعهم هنا كلّ المترجمين تقريبا، فإنّ الأمر يتعلّق بحديقة في الجنّة. إلاّ أنّ سبرينجر (Sprenger) يعتقد بكلّ صواب أنّ المقصود هو قصر تحيط به حديقة موجود في ضاحية مكّة"(7).

 

هذه هي المرّة الوحيدة التي يتجاوز فيها مُترجِمُونا مُخَيَّلة المفسّرين العرب. في البداية قام بل بترجمة معقولة جدّا – «Near which is the garden of the abode» - إلاّ أنّه في الملاحظة التّالية يحذو حذو ما ذهب إليه بلاشير: "هذا الكلمة [المأوى] لا بدّ أنّها تشير إلى مسكن قرب مكّة، هذا إن لم تكن الآية إدراجا متأخِّرا، وتدلّ على أماكن سماويّة. فالرؤيا الشاملة غالبا ما تُؤخَ في هذا المعنى، ولكنّ هذا يقلِّل من قوّتها"(8).

 

ولكنّ المعجم السرياني ليوجين منّا، تحت مادّة "أوّانا"، يعطي مقابلها العربي "مأْوى"، ثم يشرح أنّ معنى هذه الكلمة هو المسكن السّماوي من خلال العبارات التّالية "أوَّانه طُوبْتانه" ("مساكن السُّعداء")، "أَوَّانه دْ-لا عَابْرين" ("مساكن الخُلْد")، "أَوَّانَه دَ-لْعَل" ("مساكن العُلَى [السّماويّة]"). هذا المعنى يبرز بكلّ وضوح من السّياق القرآني. وهكذا يجب فهم الآية رقم 15 كالآتي: "قُرب حَديقة المسكن [السّماوي]".

 

16.إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى

هذه الآية غير المفهومة تشكو من قراءة خاطئة التي فهمها مترجمونا كما يلي:

 

Blachère: quand couvrait le jujubier ce qui [le] couvrait

Bell: When the sidra-tree was strangely enveloped

 

إنّ الحرف القرآن "إِذْ" غالبا ما يمثّل الحرف السّرياني "كَذْ". وبناء على هذا فإنّه قد يحتوي على بعض التنوُّعات الدلاليّة التي لا توجد في الاستعمال التقليدي العربي لحرف "إِذْ". تحت مادّة "قَد" يقدّم منّا الصيغتان التقريريّتان العربيّتان التّاليّتان: "وَإِنْ"، وَلَوْ". بعد أن أثبتُّ أنّ كلمة "سدرة" لا تعني لا "شجرة النَّبْق" (jujube)، ولا "شجرة السدرة" (sidra-tree)، فإنّه غنيّ عن القول أنّ هذه الآية تشير إلى الثّمار التي تُغطّي هذه الشجرة الخياليّة، ولكنها بالأحرى تشير إلى "الحجاب" الذي يغشى ما يغشى، أي يحجب الرؤية (المباشرة) داخل العالَم الآخر، المسكن السّماوي. هذا التحليل الفيلولوجي الموجز يكفي لتصحيح قراءة هذه الآية لتصبح على النحو التّالي: "إِذْ تَغْشَى السِدْرَةُ مَا تَغْشَى". ويقودنا هذا منطقيَّا إلى فهم الآية على أنّها نوع من الشَّرط – "بالرَّغم من أنّ الحجابَ يغشى ما يغشى" – يتبعُه جواب الشّرط في الآية 17.

 

17. مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى

يجب هنا ملاحظة أنّ لفظة "طَغَى" من المفروض قراءتها على ضوء الفعل السّرياني "طْعَى" الذي اشتُقَّ من "طَعَى". الكلمة لا تعني "ارتَفَع عن الحَدِّ الّذي حُدَّ له [الطبري]" «pass its limits» (Bell)؛ بل بالأحرى هي مرادفة للكلمة التي تقابلها في العربيّة "ضَلَّ" الواردة في الآية 2، وهما في كلّ الحالات لفظتين متوازيتين. عندما نقرأ هذه الآية من خلال هذا التّصحيح الضّئيل "مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَعَى"، فإنها تُصبح مفهومة على أنّها جواب الشّرط كما يلي: "ما تَوَهَّمَ البَصَرُ ومَا أَخْطَأَ [بخصوص الرُّؤْية]".

 

18. لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى

"رأى حقًّا آيات عظيمة من ربِّه". [لقد رأى محمّد هناك من أعلام ربِّه وأدِلَّته، الأعلامَ والأدِلَّةَ الكُبرى] (الطبري).

 

القراءة السّريانيّة الآراميّة(9) لسورة النجم (53: 1-18)

1.     والنَّجْمِ

2.     إِذَا هَوَى [2] مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [ومَا صَار يَهْذِي]

3.     وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى [ولم يتكلّم تحت تأثير الصَّرع]

4.     إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى [بل هو وحي نزل عليه تلك اللّحظة (لحظة الصّرع أو الرّجفة)]

5.     عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى(10) [وقد علَّمَه له رَبُّه]

6.     ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى [هو الله]

7.     وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى [السَّاكِن في السّماء العليا]

8.     ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى [فَتَواضَع وَنَزَلَ على عبدِه]

9.     فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى [فَبَقِيَ عَبْدُه مَذْهُولاً لَحْظَتَيْنِ أَوْ أَدْنَى]

10.                               فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى

11.                               مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى [مَا كَذَّبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى]

12.                               أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى [آفْ تُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (بمعنى "الرؤية")؟]

13.                               وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى [وَلَقد رَآهُ عندما أَصَابته رَجْفَةٌ أُخْرَى]

14.                               عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى [عِنْدَ حِجَابِ [سِتارِ] العَالَمِ الآخَر]

15.                               عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى [قُربَ حَديقة المَسْكَن (السّماوي)]

16.                               إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى [وَبالرَّغم مِن أنّ الحجابَ يَغشى ما يغشى]

17.                               مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى [فَمَا تَوَهَّمَ البَصَرُ ومَا أَخْطَأَ (الرُّؤْية)]

18.                               لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى [لقد رأى (حقًّا) آياتٍ عظيمةً من ربِّه]

 

ويقترح لوكسنبيرغ الترجمة الإنجليزيّة التّالية:

1.    By the star!

2.    When he falls, [2.] your companion has not gone astray, nor has he become delirious.

3.    And it is not under the effect of the fall [regarded as a sign of possession] that he speaks.

4.    It is rather a revelation given to him [at this moment]!

5.    It is the strongly Powerful [i.e. the Almighty] who has taught him,

6.    That is the Lord;

7       He who resides at the highest horizon, [6b.] humbled himself,

8       He then approached [or: came down] and remained hovering [upon His servant].

9       He [i.e. the servant] remained thereupon dumbfounded for two instants, or even less.

10    He then revealed to His servant what He revealed.

11    The absence does not refute in any way what he saw. 12 Do you therefore contest what he sees [as vision]?

13 He saw him [too], when he had another fit [or another vision], 14 near the veil of the other world,

15  Near to which [is] the garden of the [heavenly] domain.

16  Although the veil covered what it covered,

17  The sight had neither illusion nor error [as to the vision]. 18 He truly saw great signs of his Lord!

 

 

(انتهى)

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

 

صدر هذا المقال في كتاب:

New Perspectives on the Qur an

The Qur an in its Historical Context 2

Edited by Gabriel Said Reynolds

First published 20ll

By Routledge

تحت عنوان:

Christoph Luxenberg

Al-Najm (Q 53), Chapter of the Star

A new Syro-Aramaic reading of Verses 1 to 18

Pages : 279-297

 

(1) الطبري، تفسير، 27: 50.

(2) نجد عند منّا تفسيرا عربيّا مناسبا (ص 59) تحت الاسم السّرياني "غَارُوتَا" التي يشرحها على أنّها "نَزْلَة تُصيبُ العُيون". ولكن بما أنّ القرآن يستعمل "نُزُول" بمعنى "وَحْي"، فإنّ "نَزْلَةٌ أُخْرَى" يمكن أن تعني أيضا "وحْيٌ آخر".

(3) أنظر:

Blachère (p. 560, n. 14) :

"(jujubier d’al-Montahâ) إنّ المفسِّرين، ومن تبعهم من المترجمين، يعتقدون أنّ سدرةً عجيبة تنبت عند تخوم السّماء السّابعة. ويقترح كايتاني، وهو مُحِقّ شديد الحقّ، أنّ "المنتهى" يمثِّل قرية صغيرة قريبة من مكّة. على المستوى النّفسي، هذه الجزئيّة مرصودة للتّأثير على المُكذِّبين...".

(4) ولذلك فإنّ المعجم السرياني Thesaurus Syriacus (1 :129)، وتحت مادّة "حَرْتَا"، يوفِّر أيضا المرادفات العربيّة: آخرة، منتهى، ثمّ بعد ذلك: finis, de tempore؛ "بْ-خَرْتَا دْ-يَوْمَاتَا": (اليوم الأخير)؛ "بْ-حَرْتيه دْ-زَبْنَا": (الزّمن الآخر)؛ "بْ-حَرْتَا ذْ-زَوني": (زمن ما بعد)؛ "بْ-حَرَتْ زَبْني": (نهاية الزّمن)؛ "الحَرْتَا": (نهاية العالَم).

(5) أنظر:

N. Séd, « Les hymnes du Paradis de saint Ephrem et les traditions juives », Le Muséon 81, 1968, (455-501) 471.

(6) الطبري، 27: 55.

(7) أنظر Blachère (p. 561, n. 15)

(8) أنظر: Bell, 2 :540, n. 6.

(9) "سرياني-آرامي"، المقصود من هذا الألفاظ السريانيّة-الآراميّة الواردة في لغة القرآن. لقد قادنا التحليل الفيلولوجي للغة القرآن إلى الاستنتاج التالي: تتكوّن لغة القرآن، بصرف النّظر عن العربيّة، في جزء منها من ألفاظ آراميّة من عصور مختلفة بعضها ينحدر من الآراميّة القديمة، الآراميّة الامبراطوريّة – مثل الآراميّة البيبليّة (الكتاب المقدّس) – وبعضها الآخر (وهو الغالب الأعم) من آراميّة العصر المسيحي، وبالخصوص السّريانيّة، ولكن أيضا من اليهوديّة-الآراميّة ومن اللّهجات البابليّة-الآراميّة المتأخِّرة مثل المندائيّة واللّهجات الأخرى النِيُو-آراميّة (بما فيها العامّية السريانيّة الشرقيّة). وبناء على هذا، فإنّنا نُطلق على عناصر القرآن اللّسانيّة تلك التي لها مرجعيّات في الأدب السرياني، عبارة "سريانية-عربية"، وعلى تلك التي نجدها داخل اللّهجات أو في الآداب الآراميّة نطلق عليها عبارة "عربية-آرامية". ومن هنا جاء المصطلح قراءة "سريانيّة-آراميّة" للقرآن.

(10) بخصوص هذه الآية يقدّم هشام جعَيِّط تفسيرا آخر، حيث يكتب: "الحقيقة أنّ هذا الكيان الذي لا يُمكن أن نسمّيه مَلَكًا، وُصِف في التكوير بأنّه "ذو قُوَّةٍ"، وفي النجم بأنّه "شَديدُ القُوَى". ولم ينتبه المفسّرون والمترجمون إلى أنّ هذا الوصف هو ترجمة عربيّة لاسم جبريل، وللسم الأصلي العبري "جِبرَائيل". و"جِبْر" تعني القوّة والقوي، و"إيل" هو الله بالعبريّة القديمة وحتى فيما قبل بالكنعانية. فجبرائيل هو بالضبط "إيل قوِي"، وبالتّالي قوّة إيل، مثل ذلك إسرائيل وعمناويل وغيرهما من الأسماء المركّبة مع إيل، كما توجد في العهد القديم أسماء مركّبة مع يهوه، وهي التسمية الموسَويّة الأخرى لله". (في السيرة النبويّة: 1. الوحي والقرآن والنّبوّة، دار الطليعة، بيروت، 2007، ص 63). في الحقيقة هذا التفسير يمكن أن يكون مقنعا، لأنّ القرآن فعلا يترجم في أحيان كثيرة عبارات عبرانيّة مركّبة لكي يتجنّب ملأ النّص بها وهو الذي جاء في كلام "عربيّ مُبين". ولكن إذا كان "ذو قوّة" هو ترجمة لجبرائيل العبريّة فمها هي ترجمة عبارة "ذُو مِرَّةً"؟ ثم بالإضافة إلى هذا فإنّنا نجد أنفسنا مرّة أخرى أمام صعوبة فهم على من تعود بعض الضمائر. مثلا إذا كان المقصود بـ "شديد القوى" هو جبريل، فهل يُقبَل أن يكون الضمير "ه" في "أوحى إلى عَبْدِه" يعود على جبريل (وذلك حسب سياق ومنطق تركيب الجملة لأنّه هو "شديد القوى" الذي أوحى) فيصبح الرسول محمّد عَبدًا لجبريل؟ ويضيف الكاتب، أمام هذا الغموض المحيِّر، في الهامش 33 ما يلي: "وذلك لأنّ سورة النجم تريد كما قلنا أن تعبِّر عن انطباعات محمّد الغامضة في أوّل لقاء [مع من؟]، ومعنى ذلك أنّ محمّدًا قد يكون ظنّ أنّ هذا الكيان هو الله، حتّى كشف له القرآن فيما بعد [متى وفي أي سورة؟] أنّ الله لا يُرى". كما أنّه من الطبيعي أن يُبدي هشام جعيط، بحكم عدم معرفته باللّغات السّامية الأخرى أو عدم رغبته في الإدلاء بدلوه في هذا البحر الزّاخر والواعِد ولكنّه على المؤمنين عصيب، استغرابه أمام "تدَلّي" هذا الكيان. فهو يعلّق في الهامش 42، ص 123: "(...) لكن لا نفهم لماذا "تدلّى" [من فوق إلى أسفل]. لا ذكر في الرؤيتين للسّماء، في حين أنّ السّماء معتبرة من طرف كل التقليد السامي وحتّى اليوناني مركز الألوهيّة وما يحِفُّ بها". [المترجم]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 12345


.. لابيد: كل ما بقي هو عنف إرهابيين يهود خرجوا عن السيطرة وضياع




.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #


.. خالد الجندي: المساجد تحولت إلى لوحة متناغمة من الإخلاص والدع




.. #shorts yyyuiiooo