الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرحلة شقية من تاريخ البشرية

الحايل عبد الفتاح

2016 / 7 / 27
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


مرحلة شقية من تاريخ البشرية

وسط زحمة من الفضائح، والخيانات، والتفقير، والإقتتال، والتشدد الديني، والإرهاب والجرائم، والحروب الملتهبة هنا وهناك، أصبحت غالبية الناس حاليا على الصعيد الوطني والدولي لا تحس بالأمان والطمأنينة. الحذر هو الحالة النفسية التي تختلج نفسياتهم. هذا مع وجود أزمة اقتصادية تعصف باقتصاديات العالم وتتعمق يوما بعد يوم...
انعدامت الثقة في المسؤولين والمؤطرين لأن أغلبهم خائنون ومستغلون ولا قيمة لمصالح الناس أمام مصالحهم وفوائدهم الشخصية...استقر الخوف والتوثر في نفوس الناس. خوف من أن يقع عليهم ظلم أو جرم أو استبداد. طائرة مسافرين تسقط هنا وأخرى تتحطم هناك...تهجير لآلاف المواطنين...إرهابي يفجر نفسه وسط حفل عيد أو تجمع للمواطنين...
لم يعد المواطن يتذوق الراحة والإستقرار وجماليات الحياة المتنوعة والمختلفة...
صراع محتدم على خيرات المواطنين بين قوى سياسية أو دينية، أو بين شخصيات نافدة وثقيلة الوزن الإقتصادي...عسكرة الأغبياء والمرتزقة ضد الطرف الآخر، ضد المنافس، وضد من يريد استفراده واستحواذه على ثروات وخيرات البلاد...بترول وغاز وسندات وممتلكات شركات وطنية ودولية، وسيادة وقيادة وتحكم في رقاب الناس هي المواد المتصارع عليها في عالمنا الحالي...
إرهابيون مبرمجون وممولون ومسلحون ومسلوبوا الإرادة، ومريضي النفوس والعقول والأجساد، من طرف شردمة قناصي المصالح الإقتصادية والسياسية والدينية...هؤلاء يجيشون الجمهور والغوغاء لينغصوا علينا حياتنا، لتصبح حاتنا شقوة وحسرة...متدينون غريبوا الأطوار والمواقف والثقافة يساهمون في تلمذة وشحن جيل تلو الاخر بنظرياتهم العفنة وشروحاتهم البئيسة وثقافتهم الحربية القتالية...آخرون لا يفقهون تشعب الحقيقة وخبايا الحيات والتاريخ يتدينون بدين يفتي عليهم قتل الناس باسم الله وتعاليمه...يشركون الله في جرمهم، يضنون أن الله يبارك لهم في تصرفهم الوحشي ويستحسن قتلهم للأبرياء...ينشرون وعيا شقيا وعلما مغلوطا للواقع...ينشرون افكار الموت، وصور لهب جهنم...الثرات الثقافي اصبح علما أزليا لا يتطور ولا يناله الباطل ولا التحريف، انزله الله...لا نقاش فيما يعتقدون أنه تنزيلا وليس تصعيدا...العلم والديمقراطية خزعبلات بشرية لا غير في اعتقادهم...والله في آخر المطاف يرخص لهم نشر ثقافة وتعاليم الخوف والحقد والعنصرية والإنتقام الأعمى...إنهم حمقى الله...يوقعون الجرائم ضد البشر بتوقيع مفترض من الله...سلاح الله المرخص لهم هو الإرهاب في اعتقادهم...ما لا يستطيع الله فعله فهم يفعلونه باسمه، لأنهم يعتقدون أنهم يفهمون الله أكثر من غيرهم...أما نحن فمحجور علينا، لا نفهم معنى الدين ولا نفهم مقاصد الله وتعاليمه...نحن فقط خلقنا لنسمع لهم...هم على حق ونحن في الظلالة...لهم مقابل تصرفهم الرهيب الجنة، حيث سيجدون شرابا وخمرا معثقا وتحيط بهم الحور العين ونحن في جهنم خالدين فيها ابدا، بحسب اعتقادهم المغلوط....ما لا يستطيع الله إيقاعه على الظالم فهم يوقعونه هم عليه بايديهم...أصبح الله رئيس عصابة دينية في اعتقاد البعض...في اعتقادهم، الله الغفور العزيز الحكيم الرحيم الكريم، هو دكتاتوري لا يرحم الناس الأبرياء ولا يدع مجالا لفهم المتنافسين على السلطة وعلى خيرات البشر والطبيعة...في اعتقادهم فالله غفور رحيم حكيم رحيم كريم عليهم هم لا على الأبرياء وضحايا الإرهاب منا...
يا له من عصر عصيب، ومن جيل تعس مظلوم...
حرياتنا الفردية والجماعية تقرض يوما بعد يوم بسبب المتدينين الأغبياء واصحبت المصالح السياسية والدينية المتحكمة في رقاب الناس ...وحالات طوارئ تمدد هنا وتجد لها مبررا هناك...تعاسة وقمع تحت دريعة الأمن الوطني أو الدولي...دكتاتوريين يجدون دريعة لتعميق دكتاتوريتهم وآخرون يجدون سببا لتضييق مجالات ومضامين الديمقراطية....
أليست هذه شقوة إنسانية وألم روحي ونفسي، وطني ودولي، في مرحلتنا التاريخية الحالية...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري