الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فصل الدين فيما بين الدولة والشعب من الاتّصال

وليد عبدالله حسن

2016 / 7 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قول الحقيقة وإزعاج الناس، أفضل من الكذب لإرضاء الناس!» باولو كويلو
1-ليس هناك اي دليل او امل او ثقة او تجربة ناحجة او مثال حي في وجود دستور ديني او عقائدي او اسلامي يمكن ان يكون بديل حقيقي للنظام العلماني الجديث اليوم لسبب بسيط هو وجود اسلامات كثيرة منها الاسلام السني والاسلام الشيعي والاسلام الصوفي والاسلام الوهابي والاسلام الداعشي واكثر من مئة اسلام في حياتنا اليوم ومن الصعب تطبيق شريعة احدهم على الاخر لوجود تصادم ومعارك وحروب مقدسىة قد تتسع ونكبر الى احد تدمير المجتمع كليا.
2-حان الوقت عدم التصديق في مقولة ان ( الاسلام دين حياة وحكم ) معا او (الحاكمية لله) او حشر سلطة الدين على الدولة باسماء متنوعة تارة باسم المدنية وتاره باسم الاعتدال وتاره باسم الكتنوقراط وغيرها من الشعارات.
3- نعم الدين اليوم يمثل فضاء عموميا لكن عموميته في حدود الاختيار الشخصي للانسان وفي حرية تكوين طقوسه وعباداته وماشابه ذلك.
4- لكن دساتير الدين ورجال الدين وكل المحاولات الدينية لتبيض او تغليف و رفع مستوى مقولة ((حاكمية الدين)) او(( حاكمية الله الاسلامي)) لايمكن قبولها من اي عقل سليم ولا اي انسان يمتلك قليل من المنطق زالخبرة والمعرفة وقراءة التاريخ الانساني الحديث، لا لسبب وخلل مباشر موجود في الدين، لكن لان الحياة اتسعت الى درجة لايمكن لنصوص لغوية وانشائية مقدسة قادرة على احتواء تطور العالم والحياة او تساهم حتى في تطوير ابسط واصغر المجتمعات الحديثة حتى لو كانت متخلفة.
5-التفكير بالقضاء على الدين تفكير غبي الى درجة الحماقة ودلالة واضحة على عدم قراءة معمقة لتأريخ تطور العقل الانساني والاجتماعي والفهم التاريخ لمستويات العقل الانساني وتطوره في تاريخ الانسان .
6-الدين هو فضاء شعبي عمومي ربما لايمثل الحقيقة لكنه مازال يستولي على مساحة كبيرة من الواقع بالنسبة للشرق على وجه الخصوص وعلى شعور واحساس اعداد هائلة من الافراد بالنسبة للغرب عموما ويجب على التخب الثقافية ان تجد طرق جديدة للتعايش والتعاون المتكافي والثقة في اقامة العلاقات الواضحة مع المكونات الدينية في الحياة.
7-عدم انقراض الدين مثل مانقرضت بعض الحضارات او الافكار او الفلسفات لانه مازال يسد فراع اجتماعيا واسعا في الحياة العامة والخاصة ،ولان الدين مازال يمثل المنظمومة الروحية والاخلاقية في عالمنا اليوم للكثير من الافراد والجماعات التي تحتاج الى اب روحي ومتعالي وسلطة مقدسة ومنقذ ومخلص في الدينا والاخرى حسب التعبير الديني.
8-السبب العام في استمرار الاديان عموما هو ان هذه الاديان مازالت تتلائم وتتطابق بالدقة مع مستوى الوعي العمومي،وتوقف العقل الانساني على النضوج وتطور الوهم والخيال المفلوت والكسل الاجتماعي وعدم الرغبة والخوف من التطور والتغير والتحديث، وان التاريخ والمناخ والطقوس والبئية الدينية عموما التي تراكمت على مدى الالاف السنين اثرت على العقل الانساني وحولته الى عقل استعبادي خاضع للمورث الديني بقصد او بدون قصد.
9-الدين ليس قويا بل العقل الانساني مازال ضعيفا الى حد القلق والخوف من اي سؤال صعب، ولان الدين حافظ على مستوى ضعف العبيد و بقى يتناغم مع جهل العامة ،لهذا بقى قويا وصامدا رغم انه لفظ اخر انفاسه الاخلاقية و الروحاينة من مئات السنين.
10-لهذا اصبحت مهمه النخب النقدية و المثقفة والواعية ليس البحث عن طرق لنهاية الدين بقدر البحث عن طرق لكشف مافعله الدين في التأريخ الانساني من خير وشر ومايقوم به الان من تدمير للعقل الانساني خصوصا وتأخير بناء المجتمعات عموما ورغم انها مهمه صعبة ومعقدة وخطرة وتحتاج الى زمن طويل لكن ليست مستحيلة.
11-فصل الدين عن الدولة حل عظيم سبقتنا في تطبيقاته( العلمانية او المدنية) دول ومجتمعات متعدده ونجحت نوعا ما رغم مابها من اخطاء كثيرة، لكن هذه الاخطاء قابلة للتطور والاصلاح .
12-لهذا من الواضح والعقلاني ان تصبح قاعدة (( فصل الدين عن الدولة )هي القاعدة الاساسية لمن يدعي الاصلاح في العراق وازالة الشكوك والمشاكل التي لحقت بها بسبب سوء الفهم والقصدية في التشكيك بها من قبل رجال الدين ،فاي بناء للدولة والحكومة والقضاء والقانون والحريات على هذه القاعدة( العلمانية) سيكون بناء صحيحا ومتطورا ،واي مشروع اصلاحي لايؤسس وجوده على قاعدة علمية وواقعية وعملية سيكون فضفاضا سيكون مصابا بامراض قاتلة سرعان ماتقضي عليه.
13-يبقى الدين موضوع شخصي بمعنى من المخجل ان تقول لشخص ماهو دينيك او انت من اي مذهب واصبح هذا السؤال يمثل خلل اخلاقي وضعف نفسي ومرض عقلي .
14- اذن تبقى قاعدة فصل الدين عن الدولة، هي القاعدة الاساسية التي ستحافظ على خصوصية الدين من الاستثمار من قبل مفايات السياسة والحفاظ على الدولة من هذه المفايات.
15-من الصعب لاي عقل ناضج ان يثق باي رجل دين او اي عقل ديني يدخل حامل سلطة الدين ويفرضه بطرق مختلفة على الدولة تارة بأسم حاكمية الدين او حاكمية الله هذه العبارة هي نفسها فيها خلل اخلاقي قبل ان تكون خلل معرفي وعقلي- لانها أساءة للدين ولله معا.
16-من يريد أصلاح المجمتع والحياة والإنسان ان لايجامل في هذا الموضوع الخطر، والتصريح و الاعتراف بان اصل البلاء الذي أصاب بلدنا العراق خصوصا هو الصراع الديني والطائفي والعقائدي بالاضافة الى فشل الانظمة القومية واليسارية في قيادة الدولة والمجتمع.
17-القاعدة الاسياسية التي يجب ان يقف عليها اي مشروع اصلاحي( يجب) وهذا وجوب علمي واخلاقي ونفعي ان يقف مشروع الاصلاح والتغير والتجديد على القاعدة التي تؤمن وتقول رسميا في( فصل الدين عن الدولة)، بمعنى فصل سلطة كل ماهو ديني وغيبي ومقدس عن الدولة وان تكون الدولة مهنية وشركة خدمية ( الدولة لادين لها والا تصبح تكية او جامع او حوزة او مدرسة دينية او مؤسسة ارهابية).
18-لاتوجد في العلمانية الحديثة اي دعوة او مخطط سري او علني لنهاية الأديان في الحياة، بقدر ماتكشف على خطورة التسلط( او ممارسة السلطة المطلقة) على الانسان والعالم تارة بأسم الدين او العقيدة او الحزب او الهوية او التراث او الطبيقة او المحلية او القومية وفي النهاية العلمانية هي من تضع حدا حضاريا واضحا لصراع الاديان والعقائد والطوائف في مابينها، والتي اوصلتنا لكل هذا الخراب والتوحش المقدس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد


.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو




.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي