الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأممية البروليتارية ليست التضامن بين بروليتاريا مختلف الأمم ولا هي- إتّحاد الأمم وتحالفها - النقطة 3و4 من الفصل الأوّل من كتاب - نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم ، الخلاصة الجديدة للشيوعية

ناظم الماوي

2016 / 7 / 29
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الأممية البروليتارية ليست التضامن بين بروليتاريا مختلف الأمم ولا هي" إتّحاد الأمم وتحالفها " النقطة 3و4 من الفصل الأوّل من كتاب -
نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم ، الخلاصة الجديدة للشيوعية
لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !
( عدد 30 - 31 / ماي- جوان 2016 )

" هذه الإشتراكية إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتورية الطبقية للبروليتاريا كنقطة ضرورية للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ".

( كارل ماركس : " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850" ، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2 ، الصفحة 282 ).

====================================

" قد كان الناس و سيظلّون أبدا ، فى حقل السياسة ، أناسا سذجا يخدعهم الآخرون و يخدعون أنفسهم ، ما لم يتعلّموا إستشفاف مصالح هذه الطبقات أو تلك وراء التعابير و البيانات و الوعود الأخلاقية و الدينية و السياسية و الإجتماعية . فإنّ أنصار الإصلاحات و التحسينات سيكونون أبدا عرضة لخداع المدافعين عن الأوضاع القديمة طالما لم يدركوا أن قوى هذه الطبقات السائدة أو تلك تدعم كلّ مؤسسة قديمة مهما ظهر فيها من بربرية و إهتراء . "
( لينين – مصادر الماركسية الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة )
---------------------------
" يستعاض عن الديالكتيك بالمذهب الإختياري [ الإنتقائية ]، و هذا التصرّف حيال الماركسية هو الظاهرة المألوفة للغاية و الأوسع إنتشارا فى الأدب الإشتراكي – الديمقراطي [ الشيوعي ] الرسمي فى أيّامنا . و هذه الإستعاضة طبعا ليست ببدعة مستحدثة ... إنّ إظهار الإختيارية بمظهر الديالكتيك فى حالة تحوير الماركسية تبعا للإنتهازية ، يخدع الجماهير بأسهل شكل ، يرضيها فى الظاهر ، إذ يبدو و كأنّه يأخذ بعين الإعتبار جميع نواحى العملية ، جميع إتجاهات التطوّر ، جميع المؤثّرات المتضادة إلخ ، و لكنّه فى الواقع لا يعطى أي فكرة منسجمة و ثوريّة عن عمليّة تطوّر المجتمع ."
( لينين ، " الدولة و الثورة " ص 22-23 ، دار التقدّم ، موسكو )
---------------------------------
" أمّا الإشتراكي ، البروليتاري الثوري ، الأممي ، فإنّه يحاكم على نحو آخر : ... فليس من وجهة نظر بلاد"ي" يتعين علي أن أحاكم ( إذ أنّ هذه المحاكمة تغدو أشبه بمحاكمة رجل بليد و حقير ، محاكمة قومي تافه ضيق الأفق، لا يدرك أنّه لعبة فى أيدى البرجوازية الإمبريالية ) ، بل من وجهة نظر إشتراكي أنا فى تحضير الثورة البروليتارية العالمية، فى الدعاية لها ، فى تقريبها . هذه هي الروح الأممية ، هذا هو الواجب الأممي ، واجب العامل الثوري ، واجب الإشتراكي [ إقرأوا الشيوعي ] الحقيقي ."
( لينين " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي" ، دار التقدّم موسكو، الصفحة 68-69 ).


" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بدّ أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم . فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا ، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي . "

( ماو تسي تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "
12 مارس/ أذار 1957 " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، ص21-22 )

-------------------------------------

إنّ الإستيلاء على السلطة بواسطة القوة المسلّحة ، و حسم الأمر عن طريق الحرب ، هو المهمّة المركزية للثورة و شكلها الأسمى . و هذا المبدأ الماركسي-اللينيني المتعلّق بالثورة صالح بصورة مطلقة ، للصين و لغيرها من الأقطار على حدّ السواء.

( ماو تسى تونغ " قضايا الحرب و الإستراتيجية " نوفمبر- تشرين الثاني 1938؛ المؤلفات المختارة ، المجلّد الثاني)



كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية .
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005).

مقدّمة :
ما من شكّ فى انّ سلامة كيلة صار منذ سنوات قامة من أهمّ قامات " اليسار الماركسي " وقد لمع نجمه حتّى أكثر فى المدّة الأخيرة ليغدو إلى حدود من الوجوه الإعلاميّة البارزة فى الحوارات و المداخلات على الفضائيّات سواء عربيّا أم عالميّا ، هذا فضلا عن كونه ينشر المقالات فى صحف و مواقع أنترنت لها باعها و صيتها و يلقى المحاضرات فى عدد لا يحصى من المنابر الفكريّة و الثقافيّة .
و قد تابعنا كتاباته لفترة طويلة الآن و إن بشكل متقطّع أحيانا ، لا سيما على موقع الحوار المتمدّن ، و كنّا من حين لآخر نشعر بالحاجة إلى نقاش مضامين مقالاته و كتبه و نهمّ بالقيام بذلك إلاّ أنّنا فى كلّ مرّة نكبح هذا الإندفاع لسببين إثنين متداخلين أوّلهما أنّنا لم نكن على إطّلاع كافى شامل و عميق بأطروحات هذا المفكّر و خشينا أن نسقط فى مطبّات و نفقد خيط الحقيقة التى عنها نبحث على الدوام أو أن لا نفيه حقّه و ثانيهما أنّ الرجل غزير الإنتاج و له عدد لا بأس به من الكتب و الحوارات و المقالات ما يقتضى دراسة أو دراسات معمّقة للإحاطة بها و الإلمام بمضامينها و من ثمّة ضرورة تخصيص حيّز زمني قد يمتدّ لأسابيع و أشهر للقيام بذلك و نحن لم نكن نملك مثل هذه الفسحة الزمنيّة . لذلك كان مشروع النقاش الجزئيّ أو الأشمل يتأجّل المرّة تلو المرّة ، دون أن نكفّ عن متابعة ما يؤلّفه سلامة كيلة و أن نسجّل ملاحظات عدنا إليها فى الوقت المناسب .
و عندما حان وقت العمل على نقاش أطروحات هذا المفكّر إنكببنا على النهوض بالمهمّة بحماس و بنوع من التهيّب فى البداية و دام الإشتغال على هذا النقاش أشهرا – تخلّلتها تقطّعات – و كنّا و نحن نتوغّل فى هذا الحقل نزداد يقينا بأنّ ما ننجزه ضرورة أكيدة ذلك أنّنا نحمل و ندافع و ننشر و نطوّر مشروع الإطار النظري الجديد للثورة البروليتارية العالمية أي الخلاصة الجديدة للشيوعية ، الروح الثوريّة الماركسية – اللينينية – الماوية المطوّرة و المركّزة على أسس علميّة أرسخ ، شيوعيّة اليوم ، و هذا المشروع يتعارض موضوعيّا مع مشروع سلامة كيلة لتجديد الماركسية و لم يكن من الوارد و المحتمل وحسب بل من الأكيد ، فى تقديرنا ، آجلا أم عاجلا ، أن يتواجه هذان المشروعان ( و غيرها من المشاريع ) فى إطار نقاشات و حتّى جدالات و صدامات فكريّة ليس بوسعنا توقّع مدى حدّتها الآن فالرهان ليس أقلّ من مستقبل الحركة الشيوعية العربيّة فى إرتباط عضوي بمستقبل الحركة الشيوعية العالمية .
و قد أنف لنا أن خضنا الصراع مع تيّارات متباينة تدّعى الشيوعية فى مقالات و كتب نشرناها على موقع الحوار المتمدّن و بمكتبته و قد شملت البلشفيّة الجديدة و الخطوط الإيديولوجية و السياسيّة لعدّة أحزاب كحزب الوطنيّين الديمقراطيين الموحدّ و الحزب الوطني الإشتراكي الثوري و حزب الكادحين الوطني الديمقراطي و حزب العمّال التونسي ، كما ساهمنا فى دفع صراع الخطّين صلب الحركة الماويّة العالمية و العربيّة بمقالات و كتب نقدت رؤية آجيث لعلم الشيوعية و تعرّضت بالنقد لخطوط مجموعات ماويّة سقطت فى مستنقعات القوميّة و الديمقراطيّة البرجوازيّة و الدغمائيّة . و تصدّينا لتشويه الماويّة و روحها الشيوعية الثوريّة على يد فؤاد النمرى و عرّينا جوانبا هامة من مشروعه البلشفيك إلخ. و نواصل فى هذا الكتاب الذى نفرده للخطّ الإيديولوجي و السياسي لسلامة كيلة ، مشوار إبراز حقيقة جعلناها عنوانا لنشريّتنا " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " و الروح الثوريّة للماويّة كمرحلة ثالثة فى تطوّر علم الشيوعية المطوّرة اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعية ، شيوعية اليوم .
و " تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية ، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيئ مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي . "( " القيام بالثورة و تحرير الإنسانية " ، الجزء الأوّل ، جريدة " الثورة " عدد 112 ، 16 ديسمبر 2007 .)
فى هذا الإطار بالذات يتنزّل إذن عملنا هذا و ليس فى أيّ إطار آخر قد يخترعه البعض و يلصقونه بنا قصد تشويهنا و تشويه مقالاتنا و كتبنا . غايتنا هي المساهمة قدر الإمكان فى نشر علم الشيوعيّة و تطبيقه و تطويره للمساهمة فى القيام بالثورة البروليتاريّة العالميّة بتيّاريها و حفر مجرى جديد للتقدّم و تحرير الإنسانيّة من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي ببلوغ هدفنا الأسمى ألا وهو الشيوعيّة على النطاق العالمي . و قد نأينا و ننأى بأنفسنا عن التهجّم على الأشخاص أو كيل التهم و الشتائم أو النقاش من أجل النقاش إن صحّ التعبير . جهودنا تنصبّ على تسليح الرفاق و الرفيقات و المناضلين و المناضلات و الجماهير الشعبيّة الواسعة بسلاح علم الشيوعية للتمكّن من تفسير العالم تفسيرا علميّا صحيحا و تغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا .
و لنا حقّ النقد ولن نتنازل عنه فالتنازل عنه يعنى ضمن ما يعنيه التنازل عن الماركسية بما هي ، فى جانب من جوانبها ، فكر نقدي . إلاّ أنّنا نسعى قدر الطاقة أن يكون نقدنا ملموسا ، دقيقا و علميّا معتمدين البحث عن الحقيقة مهما كانت مزعجة لنا و لغيرنا فالحقيقة وحدها هي الثوريّة كما جاء على لسان لينين و صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي هي المحدّدة فى كلّ شيء كما ورد على لسان ماو تسى تونغ .
و فى نقاشنا هذا ، لا مندوحة من عرض آراء سلامة كيلة عرضا مطوّلا فى بعض الأوقات يخوّل حتّى لمن لم يقرأ ما ألّف مفكّرنا تكوين فكرة و لو أوّليّة عن مواقفه لمتابعة النقاش ( و نحن بطبيعة الحال ندعو إلى دراسة تلك الأعمال دراسة جدّية )، و لا مندوحة من تناولها بالنقد باللجوء إلى التحليل النقدي و التلخيص و تقديم البدائل طبعا باللجوء فى الكثير من الأحيان إلى مصارد ماركسية كلاسيكيّة و حديثة و هو ما سيجعل فصول الكتاب تزخر بالمقتبسات و الإستشهادات التى ليس من الممكن الإستغناء عنها فى مثل هذه الجدالات ؛ لذا نعوّل على سعة صدر القرّاء و نرجو منهم التركيز قدر المستطاع لأنّ التمايزات تخصّ من حين لآخر مصطلحات و جملا و صيغا و فقرات فى منتهى الأهمّية . و مثلما قال لينين فى " ما العمل ؟ " :
" ينبغى للمرء أن يكون قصير النظر حتى يعتبر الجدال بين الفرق و التحديد الدقيق للفروق الصغيرة أمرا فى غير أوانه أو لا لزوم له . فعلى توطد هذا " الفرق الصغير" أو ذاك قد يتوقف مستقبل الإشتراكية – الديمقراطية [ لنقرأ الشيوعية ] الروسية [ العالميّة ] لسنوات طويلة ، طويلة جدا."
و يتضمّن كتابنا هذا ، أو العدد 30 و 31 من نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " ، على الفصول التالية ، إضافة إلى المقدّمة و الخاتمة :
الفصل الأوّل :
" الإشتراكية و الثورة فى العصر الإمبريالي " أم عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ؟
1- تحديد مادي جدلي أم مثالي ميتافيزيقي لعصرنا الراهن
2- تشويه سلامة كيلة لتناقضات العصر
3- الأممية البروليتارية ليست التضامن بين بروليتاريا مختلف الأمم ولا هي" إتّحاد الأمم وتحالفها "
4- المنطلق الشيوعي : الأمّة أم العالم أوّلا ؟
5- من هو الشيوعي و من هي الشيوعية اليوم ؟
6- خطّان متعارضان فى فهم الإشتراكية
الفصل الثاني :
" الماركسية المناضلة " لسلامة كيلة أم الروح الثوريّة المطوّرة للماركسية – اللينينية – الماوية ؛ الخلاصة الجديدة للشيوعية ؟
1- " ماركسية مناضلة " نكوصيّة و مثاليّة ميتافيزيقيّة
2- الماركسيّة منهج فقط أم هي أكثر من ذلك ؟
3- المادية الجدليّة وفق رؤية سلامة كيلة أم المادية الجدليّة التى طوّرها لينين و ماو تسى تونغ و أضاف إليها ما أضاف بوب أفاكيان
4- الماركسيّة ضد الدغمائيّة و التحريفيّة : نظرة سلامة كيلة الإحاديّة الجانب
5- عمليّا سلامة كيلة مادي جدلي أم مثالي ميتافيزيقي فى العديد من تصوّراته ؟
6- تضارب فى أفكار سلامة كيلة : " حقيقة هنا ، ضلال هناك "
الفصل الثالث :
تقييم سلامة كيلة المثالي لتجارب البروليتاريا العالمية أم التقييم العلمي المادي الجدلي الذى أنجزته الخلاصة الجديدة للشيوعية ؟
1- غياب التقييم العلمي المادي الجدلي لدى سلامة كيلة
2- سلامة كيلة يتلاعب بلينين
3- سلامة كيلة يشنّ حربا تروتسكيّة و خروتشوفيّة ضد ستالين
4- سلامة كيلة يغفل عمدا حقائقا جوهريّة عن الثورة الديمقراطية الجديدة الصينية
5- سلامة كيلة يشوّه الماويّة ماضيا و حاضرا
6- مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة و إضافات الخلاصة الجديدة للشيوعية
الفصل الرابع :
عثرات سلامة كيلة فى قراءة واقع الصراع الطبقي و آفاقه عربيّا
1- فى المعنى المشوّه للثورة و تبعاته
2- سلامة كيلة و الفهم المثالي اللاطبقي للديمقراطية
3- الثورة القوميّة الديمقراطية أم الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية ؟
4- ملاحظات نقديّة لفهم سلامة كيلة للإنتفاضات فى تونس و مصر
5- ملاحظات نقديّة لفهم سلامة كيلة للصراع الطبقي فى سوريا
6- عن تجربة سلامة كيلة فى توحيد" اليسار "
خاتمة الكتاب
المراجع

الملاحق (2)
=============================================================
الفصل الأوّل
" الإشتراكية و الثورة فى العصر الإمبريالي " أم عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ؟
3- الأممية البروليتارية ليست التضامن بين بروليتاريا مختلف الأمم ولا هي" إتّحاد الأمم وتحالفها " :
ينزع سلامة كيلة إلى إعتبار أنّ " الأممية هي التشكيل المركب للأمم ، وليست التحلل القومي لتشكيل مجتمع عالمي موهوم " ( " بصدد رؤية مختلفة للعالم الماركسية و الصراع الطبقي الراهن " ) " فهي اتحاد الأمم وتحالفها من أجل التحرر والتطور والتكافؤ وتحقيق الاشتراكية." ( " من أجل حزب يمثل العمال والفلاحين الفقراء في سورية - الواقع الراهن ومهماتنا " ) و أنّ الأممية البروليتارية تساوى التضامن بين بروليتاريا مختلف الأمم وهي ليست كذلك شيوعيّا .
و يذهب كلّ هذا ضد الفهم الحقيقي و العميق للأمميّة كما إرتآه وصاغه لينين العظيم فى مواقف عدّة .
وتجدر الملاحظة بأنّ رؤية سلامة كيلة هذه يتقاسمها غالبيّة المتمركسين أي محرّفي الماركسية ، فى الوطن العربي و عالميّا و حتى شقّ من الماويّين الذين أمسوا دغمائيين واقعين تحت تأثير الأفكار القومية ، و عند نقاشنا لهذه الأفكار كما عبّر عنها حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحدّ ، كتبنا :
" ورد فى " فى تحديد الهوية الفكرية و الطبقية لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد " و على وجه الضبط ضمن الأهداف : " الإنخراط الواسع فى نضالات الطبقة العاملة و عموم القوى المناهضة للعولمة الرأسمالية " و " يعمل الحزب على بناء علاقات كفاحية و توطيد أسس التعاون مع الأحزاب الثورية و التقدّمية و مع الحركات العمالية و مع كلّ قوى التغيير الإجتماعي فى العالم على أساس التضامن الأممي ضد الإمبريالية وسياسات الحرب و العدوان و الإستغلال و ضد الصهيونية و الرجعية و كلّ أشكال الإستعباد و العنصرية و العمل على المساهمة فى بناء مستقبل إنساني واحد خال من كلّ أنواع الهيمنة والإستغلال و التفرقة و الإغتراب." و " العمل على تحقيق الهدف النهائي للحزب متمثّلا فى بناء مجتمع أممي لا طبقي خال من كلّ أشكال الإستغلال و الإستيلاب أساسه المساواة التامة و الإتحاد الحرّ للمنتجين الأحرار".
هذا لفّ و دوران وإجترار لكلام يمكن أن يصدر عن حزب إشتراكي ديمقراطي و ليس بالضرورة عن حزب شيوعي فمن أوكد واجبات الحزب الشيوعي الحقيقي العمل على وحدة الشيوعيين العالمية من منطلق أنّ الطبقة العاملة طبقة واحدة و مصيرها العالمي واحد و مثلما قال ماو تسى تونغ ما معناه إمّا أن نبلغ الشيوعية جميعنا أو لن يبلغها أحد.
فى تباين جلي مع فهم الأممية على أنّها مساندة ثورة لأخرى أو حزب لآخر ، علمنا لينين العظيم واجبنا الأممي البروليتاري بصورة لا أوضح منها حين قال إنّه يجب أن ننظر للثورة فى كلّ بلد على أنّها :" إشتراكي أنا فى تحضير الثورة البروليتارية العالمية ، فى الدعاية لها ، فى تقريبها ". فقد جاء فى كتاب لينين " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي" ( دار التقدّم موسكو، الصفحة 68-69 ) :
" أمّا الإشتراكي ، البروليتاري الثوري ، الأممي ، فإنّه يحاكم على نحو آخر : ... فليس من وجهة نظر بلاد"ي" يتعين علي أن أحاكم ( إذ أنّ هذه المحاكمة تغدو أشبه بمحاكمة رجل بليد و حقير ، محاكمة قومي تافه ضيق الأفق، لا يدرك أنّه لعبة فى أيدى البرجوازية الإمبريالية ) ، بل من وجهة نظر إشتراكي أنا فى تحضير الثورة البروليتارية العالمية ، فى الدعاية لها ، فى تقريبها. هذه هي الروح الأممية ، هذا هو الواجب الأممي ، واجب العامل الثوري ، واجب الإشتراكي [ إقرأوا الشيوعي ] الحقيقي ."
وكتب لينين فى " مسودّة أوّلية لموضوعات فى المسألة القومية و مسألة المستعمرات " :

" إن الأممية البروليتارية تتطلّب ، أوّلا ، إخضاع مصالح النضال البروليتاري فى بلد من البلدان لمصالح هذا النضال فى النطاق العالمي ، ثانيا ، كفاءة و إستعداد الأمّة المنتصرة على البرجوازية للإقدام على تحمّل التضحيات الوطنية الكبرى من أجل إسقاط رأس المال العالمي" ( لينين: " مسودّة أوّلية لموضوعات فى المسألة القومية و مسألة المستعمرات " يونيو – يوليو ( حزيران – تموز) 1920.)
و علاوة على ذلك ، عند حديث هذا الحزب عن سعي بعض الأحزاب إلى التجمّع فى منظّمات عالمية ، ما إستأثر بإنتباهنا هو ملاحظة " بعيدا عن الإنحصار فى نماذج سابقة و بعيدا عن مركزية وليدة رؤية قديمة بالية ..." وهو شيء يستدعى منّا الوقوف عنده ، دفعا لهذه التهمة الباطلة ، للتأكيد على أنّ الأمميّات الأولى و الثانية و الثالثة ( الثالثة / الشيوعية ) أمميّات قدّمت الكثير للبروليتاريا العالمية و عندما صار من اللازم تجاوزها تجاوزا ثوريّا أنجز ذلك الشيوعيون الحقيقيون من أجل مواقف و برامج و صراعات أرقى . هذا هو مظهرها الرئيسي أمّا مظهرها الثانوي فهو إرتكاب أخطاء حتى من قبل الأممية الثالثة ، الأممية الشيوعية و الكومنترن من بعدها . لكن المشكل بالنسبة للحزب الموحّد أنّه هنا أيضا يلقى بالماء المتسخ و الطفل معا فى المجاري . ففضلا عن توجيهه الشتيمة المبتذلة للمركزية ( و يقصد بها المنظّمة الأممية ) بنعتها ب" وليدة رؤية قديمة بالية " ، يتنصّل من التجارب التاريخية للبروليتاريا العالمية تنصّلا تاما و يعلن تنكّره لضرورة قيام أممية شيوعية جديدة كمنظّمة بروليتارية عالمية . و رأي هذا الحزب الموحّد يعدّ بداهة إفتراء على الماركسية و بكلمات لينين : " محاكمة قومي تافه ضيق الأفق . " ( إنتهى المقتطف )
و فى إرتباط بذلك ، مع نقد " العدميّة القوميّة تحت شعار الأممية "( " ما العمل حول إعادة بناء اليسار الماركسي" ) بتعلّة الأخطاء الماضية ( و منها أخطاء حقيقيّة و جدّية و " أخطاء " لا نتّفق مع كيلة فى أنّها كذلك ) ، يطرح سلامة كيلة ز كأنّه يعبّر عن عبّر نزق شبابي جامح ، التراجع عن منظّمة أمميّة حقّا ،عن أمميّة شيوعيّة حقيقيّة و يعوّضها فى سياق كلامه المطلي بطلاء ماركسي و حتّى وهو يتكلّم عن أمميّة من طزار خاص به لجنة بمجرّد تنسيقيّة لا غير تكون " توافقيّة " و يكون المشتركون فيها " مستقلّون " :
" لكن وحدة التناقض الأساسي تفرض توحيد عام لسياسات العمال والفلاحين الفقراء في مختلف الأمم، وتنظيم النشاط العام المشترك، وبالتالي تأسيس مركز عالمي يلعب دور هيئة التنسيق على الصعيد العالمي. إن الطابع القومي يفرض إستراتيجيات مختلفة لكن وحدة التناقض الأساسي تفرض تشكيل مركز يوجد ما هو مشترك ، وينسق الدعم المتبادل. وإذا كان الميل الماضي يسير نحو تشكيل " أممية " هي أقرب إلى حزب واحد فإن المطروح في إطار هذه التناقضات العالمية تشكيل ما هو أقرب إلى "التحالف العالمي" منه إلى الحزب المركزي، بغض النظر عن التسمية التي يمكن أن يتخذها : أممية خامسة ، أو غير ذلك." ( " الاشتراكية والثورة في العصر الإمبريالي " )
و بينما ينادى بالإبتعاد عن " الميل الماضي " لتشكيل " أممية " هي أقرب إلى الحزب الواحد " ، وب" أمميّة " أقرب إلى " التحالف العالمي " منه إلى الحزب المركزي " ؛ يروّج فى زخرف واقع البلدان العربيّة راهنا إلى " أن يكون حزباً مركزياً واحداً في كل الوطن العربي، له قيادة مركزية تقود العمل كله، لأن التجربة تفض المركزة، ومواجهة النظرية التي أوجدتها، وتفترض حزباً مركزياً متماسكاً."( " فى نقد التجربة التنظيمية الراهنة " )
و تتضارب الأفكار و تتلاطم الأمواج فى الوثيقة نفسها فتكون الدعوة إلى حزب قومي " متعدّد " ل" كل القوى الثوريّة " لا يكون ضد الأحزاب التحريفية القائمة و يكون هدفه " إعادة بناء الحركة القومية العربيّة " و يدعو إلى " نبذ الحزب الواحد " وكأن ماركسيته قد وصلت إلى نهايتها :
" إن الدعوة لتشكيل حزب جديد، لا تبغي تكريس مبدأ الحزب الواحد، بل تحث على العمل لبلورة حزب من طراز جديد، يعمل كجزء من حركة وطنية عربية، وضمن إطار جبهة قومية متحدة، وإن كان لديه مطمع أن يكون حزباً طليعياً، قادراً على قيادة الجبهة وقيادة الثورة. وهي دعوة لنبذ الحزب الواحد. لأن مبدأ الحزب الواحد يعني تسعير الصراعات الثانوية على حساب الصراع الرئيسي، وتفتيت جبهة القوى الوطنية والديمقراطية. والعجز عن توحيد صفوف الشعب في معركته ضد الإمبريالية، والأميركية تحديداً، وضد الحركة الصهيونية والكيان الصهيوني. وضد القوى الرجعية العربية، من أجل إزالة الاحتلال، كل أشكال الاحتلال، وإنهاء التجربة، وإلغاء التبعية والتخلف.
والدعوة هذه لا تعني إسقاط الأحزاب القائمة. و الشيوعية تحديداً، وإسقاط دورها، بل إنها دعوة من أجل بلورة قوة طليعية مناضلة، تخوض غمار النضال وتحال أن تلعب دوراً أساسياً. إنها تحاول التصدي لمهام صعبة ومعقدة ، وتقرر الهجوم، وتخوض غمار الممارسة الثورية. فهي لذلك يجب أن تكون الأكثر جرأة وتصميماً على خوض المعارك وأكثر هجومية، أكثر وعياً وصلابة. الأكثر صرامة وديمقراطية، والأكثر سعياً من أجل مناقشة قضايا الثورة كلها، لبلورة برنامج ثوري، يعبر عن مطامح الجماهير الشعبية، ويحدد استراتيجيتها وتكتيكها. وهو بغير ذلك لن يكون جديراً بأن يسمى حزباً طليعياً من طراز جديد.
والدعوة موجهة، ليس لفئة محددة أو تنظيم بعينه، بل إنها موجهة لكل القوى الثورية العربية، التي تطمح لأن تبلور أحزاباً طليعية. والساعية إلى التغيير الجذري. لأن مهمة بناء الحزب مهمة شاقة، وتحتاج إلى مجهود كبير، كما تحتاج إلى اتحاد كل القوى الطليعة العربية، لتشكل حزباً مناضلاً، مترامي الأطراف، يقيم خلاياه في كل " دولة " وكل مدينة وقرية.
إننا على أبواب مرحلة جديدة لها سماتها المحددة، وعلينا أن نرسي الأسس التي تسمح بإعادة بناء الحركة القومية العربية، بناء صلباً متماسكاً، وبتعميق أطروحاتها ومفاهيمها، وتحديد أسس عملها." ( " نقد التجربة التنظيمية الراهنة " )
فى مقدّمته ل" بيان الحزب الشيوعي" ، الطبعة الألمانية لعام 1890 قبل قرن و ربع القرن من الآن ، صدح إنجلز بموقف متقدّم للغاية نسبة لمتمركسي القرن الواحد والعشرين مشدّدا على التمسّك بالشيوعية وبالمنظّمة الشيوعية العالمية :
" كانت الإشتراكية تدل فى عام 1848 على حركة برجوازية ، و الشيوعية على حركة عمّال . و كانت للإشتراكية ، فى القارة الأوروبية على الأقلّ ، مداخلها إلى المجتمع الراقي ، أمّا الشيوعية ، فكان الأمر معها على عكس ذلك تماما ! و لما كان رأينا الصريح الواضح منذ ذلك الحين أن " تحرير الطبقة العاملة لا يمكنه إلاّ أن يكون من صنع الطبقة العاملة نفسها " ، لم يكن فى إستطاعتنا أن نتردّد لحظة فى الإسم الذى ينبغى لنا أن نختاره بين الإسمين . و لم يخطر لنا قط منذ ذلك الوقت أن ننبذ هذه التسمية .
" يا عمّال العالم ، إتحدوا ! " – حينما ألقينا هذه الكلمات فى العالم لم يجاوبنا سوى بضعة أصوات فقط . و كان ذلك منذ إثنتين و أربعين سنة و كنّا إذ ذاك على أعتاب الثورة الباريسية ، أول ثورة خاضتها البروليتاريا بمطالبها الخاصة . و لكن لم يحن يوم 28 أيلول ( سبتمبر ) عام 1864 حتى كان العمال من أكثر أقطار أوروبا الغربية يتحدون و يؤلّفون جمعية الشغيلة العالمية ذات الذكرى المجيدة ..."
و من واجب الماركسيين الحقيقيين أن يواصلوا رفع راية الأممية البروليتارية و متطلّباتها كما شخّصها لينين العظيم و طوّر جوانبا منها بوب أفاكيان ، مستمرّين فى السير على الطريق القويم للشيوعية الثوريّة دون أن يعني ذلك التساهل أو التهاون فى نقد الأخطاء مهما كانت و تجاوزها لإنجاز ما أفضل مستقبلا خدمة للثورة البروليتارية بتيّاريها و غايتها الأسمى الشيوعية على الصعيد العالمي .
4- المنطلق الشيوعي : الأمّة أم العالم أوّلا ؟
يكرّر سلامة كيلة وجوب الإنطلاق من إعتبار الإنتماء إلى أمّة . فبمناسبة كتابة " اطروحات من أجل ماركسية مناضلة " دبّج التالى فاصلا " الماركسية العربيّة " عن بقيّة الماركسية فى العالم و كأنّها شيئا مغايرا بما يفضح رؤية الماركسية من زاوية قوميّة ضيّقة و ليس من زاوية الأممية البروليتارية و البروليتاريا العالمية :
- " علينا أن ننطلق من أننا ماركسيين عرب ".
- " إننا ماركسيون عرب " .
-" علينا أن نتحاور من جديد ، أن نسعى لتأسيس جديد للمشروع الماركسي العربي" .
- والماركسيون في الوطن العربي معنيون بأن ينطلقوا من كونهم ماركسيين عرب، يبحثون في مشكلات الوطن العربي، ويدرسون بنيته الاقتصادية الاجتماعية، والفكرية والسياسية "
و أسس ذلك على نقد أخطاء وقعت فيها الحركة الشيوعية العالميّة و ما إعتبر هو أنّ " التأكيد على «الطابع الأممي»، والإعلاء من شأنه بتحويله إلى مطلق، ومن ثم رفض القومية، والتأكيد على رجعيتها..." ( " بصدد رؤية مختلفة للعالم الماركسية والصراع الطبقي الراهن " ) وكتب فى " نقد التجربة التنظيمية الراهنة " : " يجب أن يمثل الحزب أهداف الأمة في مرحلتها القومية الديمقراطية " . حزب بروليتاري يمثّل " أهداف الأمّة " !!! جميل جدّا !!! الأمّة لمثاليّة ميتافيزيقيّة سلامة كيلة و النزعة القوميّة المتأصّلة فيه ، ليست تناقضا / وحدة أضداد و بالتالى ليست تشمل الأمّة الطبقات الرجعية المتحالفة مع الإمبريالية عدوّة الشعب و على رأسه البروليتاريا ! جميل جدّا ، أليس كذلك ؟
هذا منه تعبير جلي عن نزعة قوميّة متأصّلة عانت منها و لا تزال تعانى الحركة الشيوعية العالمية . و فى سياق صراع الخطّين صلب الحركة الماويّة العالميّة ، أفردت منظّمة الشيوعيين الثوريين – المكسيك مقالا غاية فى الأهمّية شرحت فيه وجهة النظر الأممية للخلاصة الجديدة للشيوعية مقابل النزعة القوميّة التى إعترت بعض الماويّين و عنوان المقال جدّ معبّر " القوميّة أم الشيوعية ؟ " وهو يذهب تماما ضد فكرة كيلة المثالية الميتافيزيقيّة و القوميّة الضيّقة الناقدة للبدء من العالمي و القائلة ب" لا بدّ من أن نضع " العالمي" جانباً بشكل مؤقت لكي نفهم الوضع "على الأرض" " ( " السياسة الشيوعية - لا ماركسية ولا شيوعية " ) وفى النقطة الأولى من وثيقة منظّمة الشيوعيين الثوريين – المكسيك ، المعنونة " موقفان متعارضان ، هدفان مختلفان و متعارضان جوهريا " يمكن قراءة :
" تجسّد الخلاصة الجديدة للشيوعية التى طوّرها بوب أفاكيان تطبيقا صحيحا و حيويّا للغاية للمادية الجدليّة خدمة للأممية البروليتارية و تقدم الثورة البروليتارية بإتجاه الهدف النهائي : عالم شيوعي . و الموقف التالى تعبير مكثف عن هذا الفهم الجديد : " بلوغ [ الظروف الضرورية للشيوعية ] يجب أن يتمّ على نطاق عالمي من خلال سيرورة مديدة و متعرّجة من التغيير الثوري يكون فيها تطوّر غير متكافئ و إفتكاك للسلطة فى بلدان و أوقات مختلفة و تداخل جدلي معقّد بين النضالات الثوريّة و تثوير المجتمع فى مختلف هذه البلدان ... [ علاقة جدلية ] فيها المجال العالمي هو الحاسم جوهريّا وفى آخر المطاف ، بينما يمثّل التفاعل المتبادل و الدعم المتبادل بين نضالات البروليتاريين فى بلدان مختلفة العلاقة المفتاح فى التغيير الجوهري للعالم قاطبة . "
و لهذه العلاقة الجدلية فى النضال فى سبيل الشيوعية بين المجال العالمي الذى هو المحدّد فى آخر المطاف ، و الترابط بين نضالات البروليتاريا فى بلدان مختلفة ، الذى يمثل العلاقة المفتاح ، قاعدة مادية فى واقع تشكّل نظام رأسمالي – إمبريالي عالمي مع نهاية القرن التاسع عشر .
ويأكّد آجيث و عديد الآخرين ، بالعكس ، على أن مهام الثوريين " تنشأ عن الخصوصيات الداخلية لبلدهم وهي تتحدّد أكثر بها " و أنّ المستوى العالمي يمارس تأثيره فقط عبر العلاقات الداخلية لكلّ بلد . و إلى الدرجة التى يعلق فيها هذا الموقف على القاعدة المادية ، يحاجج بأنها توجد فى البروليتاريا التى تظهر نتيجة سيرورة " بصفة خاصة وطنية شكلا و مميزات " و كذلك " الثورات الإشتراكية فى البلدان الإمبريالية و الثورة الديمقراطية الجديدة فى البلدان المضطهَدة ."
و إعتمادا على الطبيعة الحقيقية للثورة الشيوعية العالمية ، تشدّد الخلاصة الجديدة على أن " الأممية – العالم بأسره فى المصاف الأوّل ." و أنّ الشيوعيين فى أيّ بلد هم و لا يمكن أن يكونوا سوى مقاتلين من أجل تحرير الإنسانية و ليسوا بالأساس ممثّلين لأمة أو أخرى . و بالنسبة لآجيث ، على العكس ، تمثل البروليتاريا و يمثل الشيوعيون " تقاليد الأمّة التقدّمية و الديمقراطية ." ، و على الأقل فى البلدان المضطهَدَة ، يجب أن يكونوا " وطنيين على أساس إيديولوجي أممي".
سنبيّن أن بخصوص هذه المسائل و غيرها ، الخلاصة الجديدة للشيوعية أساسيّة للتمكّن من قيادة موجة جديدة من الثورات فى العالم بإتجاه هدف الشيوعية وتحرير الإنسانيّة قاطبة . و بالرغم من أنّ آجيث يدّعى أنّه يعتمد على منهج و مقاربة الشيوعية فإنّ موقفه عمليّا خليط إنتقائي من الشيوعية و القومية. و إعتبارا لرؤيته الضيّقة للعالم و التى تنطلق من الأمّة إلى الخارج ، لا يفهم و ربّما لا يمكنه أن يفهم الديناميكيّة الجدليّة الواقعيّة للنظام الرأسمالي – الإمبريالي و للثورة الشيوعية الملخّصة فى الصيغة المذكورة أعلاه للرفيق أفاكيان ..."
و يمضى المقال فى معالجة تفصيلية للنقاط التالية التى ندعوكم للإطلاع عليها :
2- مواصلة تطوير علم الشيوعية أم التمسك بأخطاء الماضى و تمجيدها ؟
3- النظام الرأسمالي – الإمبريالي نظام عالمي :
4- فى البلدان المضطهَدَة : القتال من أجل بلد رأسمالي مستقلّ أم من أجل ثورة تتبع الطريق الإشتراكي كجزء من الإنتقال إلى الشيوعية العالميّة ؟
5- إدماج بلدان فى النظام الرأسمالي – الإمبريالي جعل الثورة الإشتراكية ممكنة فى البلدان الأقل تطوّرا رأسمالياّ :
6- البروليتاريا : طبقة أمميّة فى الأساس أم " بصفة خاصة قوميّة شكلا و مميّزات " ؟
7- الأساس الفلسفي للأممية البروليتارية :
8- عدم قدرة القوميّة الضيّقة على تصوّر السيرورة العالميّة و تفاعلها الجدلي مع التناقضات الداخليّة للبلدان :
9- ما الذى تعلمنا إيّاه التجربة التاريخية الحقيقيّة للثورة البلشفيّة ؟
10 – هل أنّ حملة الحروب الإمبريالية محدّدة أساسا بخصوصيّات كلّ بلد ؟
11- القوميّة و الإقتصادويّة بإسم " الخصوصيّات " أم تغيير الظروف إلى أقصى درجة ممكنة للقيام بالثورة ؟
12- الأممية – العالم بأسره فى المصاف الأوّل :
13- فى البلدان الإمبريالية " نداء العزّة القوميّة " أم تطبيق الإنهزاميّة الثوريّة ؟
14- الإيديولوجيا الشيوعية فى البلدان المضطهَدَة يجب أن تكون أيضا الشيوعية و ليس القومية :
15- التغيير التاريخي – العالمي من النظام الرأسمالي – الإمبريالي إلى النظام الشيوعي العالمي :
16- الشيوعية أم القوميّة ؟
( كتاب شادي الشماوي " من ردود أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية على مقال " ضد الأفاكيانية " " – مكتبة الحوار المتمدّن )
و منذ بداية القرن العشرين ، ادرك لينين وسجّل حقيقة أهمّية المجال العالمي المتصاعدة مقابل المجال القومي فكتب ستالين ملخّصا المسألة ( سنة 1924 ، فى " اسس اللينينيّة " ضمن كتاب " اسس اللينينيّة ؛ حول مسائل اللينينيّة " ، الشركة اللبنانيّة للكتاب ، بيروت – لبنان ، ص 40 ؛ مع ملاحظة أنّ فى ذاك الكتاب يستعمل المترجم كلمة " إستعمار " عوض " إمبريالية " ) ما يسلّط الضوء على مدى نكوصيّة ماركسية سلامة كيلة التى تعود بنا إلى ما قبل اللينينيّة ببراغماتية و نفعيّة تخدم أغراضا قوميّة ضيّقة تنافى الواقع و الثورة البروليتارية العالمية و تطلق رصاصة الرحمة على الحركة الشيوعية العربيّة التى تحتضر:
" قبلا ، كانت العادة أن يجري الكلام عن الثورة البروليتاريّة فى هذا البلد المتطوّر أو ذاك ، من حيث هي مقدار بذاته ، مقدار مطلق يكفى نفسه بنفسه ، و يعارض جبهة وطنيّة معيّنة للرأسمال ، كما هي الحال فى قطبين متعارضين متقاطعين. أمّا الآن ، فإنّ وجهة النظر هذه لمتعد كافية . فينبغى الكلام الآن عن الثورة البروليتارية العالمية ، ذلك لأنّ جبهات الرأسمال الوطنيّة المختلفة أصبحت حلقات فى سلسلة واحدة إسمها جبهة الإستعمار العالميّة التى ينبغى أن تعارضها الجبهة المشتركة للحركة الثوريّة العالمية .
قبلا ، كانت الثورة البروليتارية تعتبر نتيجة للتطوّر الداخلي وحده فى بلد معيّن . أمّا الآن ، فإنّ وجهة النظر هذه لن تعد كافية فالآن ينبغى إعتبار الثورة البروليتارية قبل كلّ شيء كنتيجة لتطوّر التناقضات فى النظام العالمي للإستعمار ، كنتيجة لإنقطاع سلسلة الجبهة الإستعمارية العالمية فى هذا البلد أو ذاك ."
و نلقى شيئا من الضوء على جانب من الأساس الفلسفي لعدم فهم سلامة كيلة للعلاقة الجدلية بين الخاص والعام فى الصلة بين الثورة فى بلد أو منطقة ما بالثورة البروليتارية العالمية ، علاقة الجزء بالكلّ فنقول إنّ الشيوعية علم و ككلّ علم لها مبادئ عامة ، يترتّب على الشيوعيين فى بلد أو منطقة أن يطبّقوها تطبيقا خلاّقا على الواقع الملموس و المباشر و بذلك يساهمون فى مراكمة التجارب و إثراء الماركسيّة ككلّ و قد تصبح مبادئ جزئيّة مبادئا عامة و العكس صحيح عند تخصيص المبادئ العامة على الواقع الخصوصي . فى العالم ككلّ و من منظور البروليتاريا العالمية ، لا ينكر الشيوعيّون الماويّون الثوريّون ، أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية قطعا أنّ العام يتحوّل إلى خاص و الخاص إلى عام و أنّ العام يوجد فى الخاص و الخاص فى العام كما أعرب عن ذلك لينين فى حديثه عن الديالكتيك و شرح ماو تسى تونغ فى " فى التناقض " متطبّقا ذلك على عمليّتان فى المعرفة لم يدركهما سلامة كيلة تمام الإدراك : " فهناك عمليّتان فى المعرفة : إحداهما من الخاص إلى العام ، و الأخرى من العام إلى الخاص " . ( صفحة 467 من المجلّد الأوّل من " مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة " )
و قد إقترف الكثير من المتمركسين و منهم جماعة " حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد " بتونس أخطاءا إصلاحيّة قاتلة بصدد علاقة الخاص و العام ماركسيّا و إستخدامهم المناهض للمادية الجدلية للخصوصيّة لتحريف الماركسية نقدناها فى الكتاب الذى أفردناه لخطّ ذلك الحزب المتمركس الإيديولوجي و السياسي ( " حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد حزب ماركسي مزيّف " ) ، لا سيما فى نقطة " عن النظرية العامة للثورة و" الخصوصية " و ممّا ورد فيها :

" من ناحية أولى الثورة الوطنية الديمقراطية أو الديمقراطية الجديدة مفهوم طرحه أوّل ما طرحه الحزب الشيوعي الصيني منذ مطلع الستينات أي قبل بعث الحلقات الوطنية الديمقراطية فى الجامعة التونسية بأكثر من عقد . و بالتالي كانت هذه الأطروحات التى تبنّتها " الشعلة " قبل تلك المجموعات بعدُ معروفة إلى حدّ ما فى أوساط اليسار التونسي المتأثّر بصراعات الحركة الماركسية - اللينينية العالمية . هذا تاريخ سجّله المؤرّخون النزهاء فى كتب متداولة فى السوق و المكتبات ولا ينكره إلاّ المثالي أو الناظر للواقع بعيون كاذب و مزوّر ...

و من ناحة ثانية ، الثورة الوطنية الديمقراطية / الديمقراطية الجديدة ليست أقلّ من التياّر الثاني للثورة البروليتارية العالمية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات والمستعمرات الجديدة . و تيّارها الآخر هو الثورات الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية الإمبريالية . و بهذا المعنى هي ثورة تنبع من خصوصيات المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة فى العالم و تعالج تناقضين أساسيين ( و من هنا الوطنية و الديمقراطية معا ) وترمي إلى القضاء على الجبال الرواسى الثلاثة و هي الإقطاعية و الرأسمالية الكمبرادورية / البيروقراطية و الهيمنة الإمبريالية لتمهّد الطريق بقيادة البروليتاريا و عن طريق حرب الشعب و دولة الديمقراطية الجديدة للثورة الإشتراكية فالشيوعية. و عليه ليست إبداعا لمؤسسي " الخط " بقدر ما هي تطبيق عالمي للماركسية - اللينينية حينها على عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية و إنقسام العالم إلى حفنة من البلدان الرأسمالية الإمبريالية و غالبية من المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة .

ومن ناحية ثالثة ، بإسم الخصوصية و " بناء نظرية خصوصية تلائم التجربة التونسية و الشخصية الوطنية " ( هكذا ! ) يتملّص الجماعة من أية مبادئ ماركسية و يضعونها على نفس مستوي التراث " العربي الإسلامي" بل يتملّصون من الماركسية عينها . ألم يرد فى الصفحة 9 من " الوطني الديمقراطي " جوان 2011 :

" و ما قلناه سابقا فى علاقة مشروعنا بالتراث العربي الإسلامي ، يصح عندنا أيضا على علاقتنا بالمرجعية الماركسية ، فلا يعنينا فيها إلاّ الأبعاد الثورية الإبداعية الخلاقة . و نحن مثلما نناضل معرفيّا و سياسيّا ضد السلفية الدينية ، فإنّنا نناضل معرفيّا و سياسيّا ضد السلفية الماركسية ." ؟

ما هي الأبعاد الإبداعية الخلاقة ؟ لا جواب . هل مبادئ الماركسية ذاتها سلفية ؟ هذا ما يوحي به كلامهم . فى الوقت الذى يغازلون فيه الحركات الدينية ، هاهم يتنصّلون من الماركسية بتعلّة السلفية ! يجعلون للدين " دورا ثوريّا " و يصيّرون الماركسية " سلفية "! عجيب أمر هؤلاء الذين يناضلون معرفيّا !

و من ناحية رابعة ، يتبجّح جماعة الحزب الموحّد و لا سيما منهم المنحدرين من حركة الوطنيون الديمقراطيون بأنّ الثورة الديمقراطية الإجتماعية خصوصية تونسية و الحال أنّ ما حدث فى تونس لا هو ثورة و لا هو ثورة ديمقراطية ولا هو ثورة ديمقراطية إجتماعية و إنّما هو إنتفاضة شعبية جرى الإلتفاف عليها . وفى هذا المضمار منذ أكثر من سنة الآن ، أطلقنا إنذار الخطر لعلّهم و غيرهم يسمعون فيعون فى العدد الأوّل من " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! " مارس 2011، فى فقرة من نصّ " أنبذوا الأوهام البرجوازية الصغيرة حول الإنتفاضة الشعبية فى تونس" و فى مقال " تونس : أنبذوا الأوهام و إستعدّوا للنضال ! خطوة إلى الأمام خطوتان إلى الوراء!" الموثقين فى الفصل الرابع المعنون " مغالطات حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي فى تونس".

و فضلا عن كون مصطلح ديمقراطية إجتماعية الهجين ماركسيّا ليس يغنى و لا يسمن من جوع فصفة الديمقراطية يجب أن تكون طبقية أي برجوازية أو بروليتارية أو شعبية بقيادة بروليتارية لتحالف طبقي فى عصرنا هذا مثلما شرح لينين فى ما مرّ بنا و " الإجتماعية " إن أراد الجماعة أن يقصدوا بها " الإشتراكية " كان عليهم إستعمال مفردة " الإشتراكية " لأنّ فى كلّ الأحوال الديمقراطية و الدكتاتورية البرجوازية و البروليتارية و الشعبية إجتماعية بطبيعتها و ليست خارجة عن المجتمع و أمّا إن قصدوا منها إلى العدالة ففى فهمهم هم بالذات ( مثلا فى نشرية " الوطني الديمقراطي" عدد 1 و2 ) تشمل الديمقراطية العدالة فلا لزوم لهذه " الإجتماعية " .

و فوق ذلك ، إلصاق إجتماعية بالديمقراطية لن ينزع عنها كونها برجوازية أو بروليتارية أو شعبية بقيادة البروليتاريا و فى موضوع الحال بكلّ جلاء هي ديمقراطية برجوازية فى ظلّ دولة الإستعمار الجديد أي ديمقراطية الإستعمار الجديد. و هكذا يطرح الحزب الموحّد ديمقراطية برجوازية ، ديمقراطية دولة الإستعمار الجديد ، وهو يتصوّر بإضافة " الإجتماعية " أنّها تستحيل إلى شيء آخر لا هو برجوازي و لا هو بروليتاري و لا هو شعبي . بمثالية لا يحسدون عليها و بإسم الخصوصية يحلقون فى سماء الأوهام و يسوّقون للديمقراطية القديمة التى لم تعد موضوعيّا و ماركسيّا - لينينيّا و ماركسيا - لينينيا - ماويّا تحديدا ممكنة التحقّق فى عصر الإمبريالية و الثوة الإشتراكية و على أرض الواقع يجدون أنفسهم و نجدهم يلهثون وراء ديمقراطية دولة الإستعمار الجديد لا غير .

و ما جرى و يجرى عبر العالم لعقود الآن ، من آسيا إلى أمريكا اللاتينية مرورا بأفريقيا ينهض دليلا بالغا على ذلك . و لمزيد نقاش مسألة الديمقراطية القديمة و الديمقراطية الجديدة أثبتنا فى الملحق مقال فى الغرض .

إنّ هذا الحزب الجديد الذى يتشدّق بتبنّى المادية الجدلية لا يطبّقها فى تحاليله و أكثر من ذلك يشوّهها أيما تشويه . فبشأن العلاقة الجدلية بين العام و الخاص نرى هنا كيف أنّه ينفى العام و ينكره ، ينفى علم الثورة البروليتارية العالمية و ينكره ، ينفى أن البروليتاريا فى القطر جزء من البروليتاريا العالمية و ينكره ، ينفى أن نجاح التجارب الخاصة يحتاج إلى أن يشيّد الصرح الثوري على التجارب العامة بإختصار إنّ هذا الحزب الذى يزعم أنّه ماركسي- لينيني مناهض للماركسية - اللينينية و يجحد العلاقة الجدلية بين الخاص و العام .

إنّه يضرب عرض الحائط بما أعرب عنه لينين و ستالين فلينين منذ 1915 أي قبل قرن قد صرّح فى" حول الديالكتيك " بأنّ " ما هو خاص هو عام " و فى " ما العمل ؟ " بأنّ : " الحركة الإشتراكية - الديمقراطية [ لنقرأ الشيوعية ] هي حركة أممية فى جوهرها . و ذلك لا يعنى فقط أنّه يتعيّن علينا أن نناضل ضد الشوفينية القومية بل ذلك يعنى أيضا أن الحركة المبتدئة فى بلاد فتيّة لا يمكن أن تكون ناجحة إلاّ إذا طبقت تجربة البلدان الأخرى . "

و قد أعرب ستالين فى " أسس اللينينية " عن أنّ :" النظرية هي تجربة حركة العمال فى كل البلدان ، هي هذه التجربة مأخوذة بشكلها العام .".

حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحدّ لا يفقه شيئا من كنه نظرية المعرفة الماركسية ، لا يفقه أنّ " هناك عمليتان فى المعرفة : إحداهما من الخاص إلى العام ، و الأخرى من العام إلى الخاص . و تتقدّم المعرفة البشرية على الدوام بإعادة هاتين العمليتين بشكل دائري ، و يمكنها مع كلّ دورة ( إذا طبقت الطريقة العلمية بدقّة ) ان ترتفع لدرجة أعلى و أن تتعمّق بإستمرار ".

( ماو تسى تونغ – " فى التناقض " ، مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة ، المجلّد الأوّل ، الصفحة 467 ، الطبعة العربية ، دار النشر باللغات الأجنبية ، بيكين ).

و من هنا نلمس أنّ " خصوصية " هذا الحزب الموحّد لا تعدو أن تكون تلاعبا بالماركسية -اللينينية و تشويها لها دونما خجل ل" يتحرّر" من أي مبادئ و ضوابط يحاسب على أساسها و يخلق ما يسمّى ب" طريق ثالث " لا هو برجوازي و لا هو بروليتاري يذكّرنا بنظرية " الطريق الثالث " التى لطالما روّج لها التحريفيون و روّجت لها البرجوازية الوطنية فى ستينات و سبعينات القرن العشرين . و يصبّ هذا النهج فى خانة مزيد إفراغ " الخط " من مضمونه الثوري و وضعه بمركب الديمقراطية البرجوازية وهو ما يتجسّد أيضا فى شعارات هذا الحزب البرجوازية بإمتياز والتى أنف تطرّقنا إليها و فضحها بإعتبارها أوهاما برجوازية شديدة الضرر. " ( إنتهى المقتطف )
================================================================








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح


.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز