الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
القواعد الأمريكية والأمنيات الكردية .. بين الحقيقة وذيولها !!
سامان نوح
2016 / 7 / 30مواضيع وابحاث سياسية
قبل 17 عاما وانا في أول عهدي بالصحافة، كنت انتقل اسبوعيا من دهوك حيث اقيم، الى شقلاوة وكويسنجق في رحلة طويلة لتغطية مباحثات السلام الكردية الكردية التي جرت بدعم امريكي بعد سنوات من الاقتتال الداخلي. كان الطريق يمتد في عمومه عبر سلاسل جبلية وعرة ما عدا منطقة حرير السهلية قرب اربيل التي ظلت محل حديث مكرر في الأوساط الشعبية والاعلامية عن بدء اقامة قاعدة امريكية كبيرة فيها.
بين فترة واخرى كانت الصحف تتحدث عن ذلك المشروع الأمريكي، وتؤكد المباشرة به اعتمادا على معلومات من "مصادر عليا". كل بضعة اشهر كان يتردد ذات الكلام (في عام 2003 وفي 2008 و2011 وفي 2014 وطبعا 2016)، ويكرر مواطنون ومثقفون ومحللون ذات السؤال علي: بعد أن ثُبت للأمريكيين ان الكرد وحدهم محل ثقة وهم شريك استراتيجي يعتمد عليه في المنطقة، هل ستنجز القاعدة الأمريكية قريباً لننعم بالثمار الأمنية والسياسية والاقتصادية لذلك المشروع المهم؟... وبقيت اكرر ذات الجواب طوال سنوات: لا أعرف.. لم اطلع على تفاصيل انشاء القاعدة.. لا املك اية معلومات !.
قبل ايام تناقلت مؤسسات صحفية قريبة من الحزب الديمقراطي الكردستاني "تفاصيل دقيقة" لانشاء خمس قواعد عسكرية امريكية في الاقليم، وانهالت التحليلات المُبشرة بخير عظيم في دواوين الكتاب والساسة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي: "القاعدة ستجعلنا جزءا من الناتو... القاعدة ستكون الخطوة الأهم في انشاء الدولة الكردية وضمان استقرارها ... القاعدة ستكون بديلا عن قاعدة انجرلك التركية الشهيرة.. سنصبح نحن شريك امريكا الرئيسي، يا له من انجاز".
وتكرر السؤال علي مرة أخرى من مواطنين ومثقفين حول تفاصيل القواعد الامريكية ومواضعها والأهداف الكامنة خلفها. وكررت أنا ذات الجواب: أنا لا املك اية معلومات، قرأت مثلكم خبرا عبر مواقع صحفية وما علينا الا انتظار هبوط الطائرات الموعودة او اكتشاف عدم دقة الخبر!.
اجابتي طوال سنوات ظلت محل استهجان، او استغراب لجهلي بالموضوع الذي يتم تداوله نقلا عن مصادر عليا.
للحقيقة، اقليم كردستان محمي من خلال مظلة واسعة من القوى الدولية تقودها الولايات المتحدة، سواء انشأت قواعد امريكية ام لم تنشأ. تلك المظلة حمت اربيل حين كانت مهددة من قبل داعش، ولم تتخلى عن الكرد وعن حماية مدن الاقليم الرئيسية، وهي التي تتصدى اليوم فعليا بطائراتها لهجمات داعش الدموية، والا لساءت امورنا الى حد خطير!
اضاءة: مع كل الحديث المعلن والمكرر عن انشاء قواعد أمريكية، ترتفع اعداد القواعد والمراكز العسكرية التركية في الاقليم. ذكرت صحيفة ئاوينه الاسبوعية، ان عدد المراكز التركية ارتفع الى 18 مركزا منتشرا بالعديد من مناطق الاقليم. بالنتيجة وبما أن تركيا جزء من الناتو بل هي اكبر قوة اوربية بالناتو، فعلينا جميعا الاطمئنان فلا خوف على امن كردستان!!.. أعداؤنا سيحموننا او يحمون مصالحهم معنا، وفق رؤية البعض!!
فيما نفت وزارة البيشمركة، وعبر المتحدث الرسمي باسمها، الأخبار التي تحدثت عن تأسيس خمس قواعد عسكرية امريكية في اقليم كردستان لمحاربة داعش، وقال جبار ياور "ليس هناك اي قرار او خطة لانشاء قواعد عسكرية أمريكية أو لأي دولة اخرى في اقليم كردستان، وهذه الانباء ليس لها اي اساس من الصحة".
تنويه: لعل ذات الحال يتكرر مع الحديث عن القواعد العسكرية الأمريكية في مناطق سيطرة الكرد بشمال سوريا، حيث يجري الحديث بين فترة واخرى عن مراكز امنية وقواعد أمريكية، آخره الخبر الذي نشرته "الجزيرة" اليوم عن انشاء قاعدة امريكية جنوبي كوباني. ويتم نفي ذلك لاحقا من قبل الامريكيين والكرد على حد سواء.
الخلاصة: ربما هي احدى اثنتين، اما اننا مهوسون بقواعد العسكر وبأذرع الامريكان القوية ونواياهم، او اننا لا نثق بقدراتنا على مواجهة الأعداء ونتطلع دائما لحماية دولية وسط غابة الأعداء !!.. مع الحقيقة الساطعة أن القواعد لا تأتي بالحريات والديمقراطية ولا بالرفاه.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مقتل عشرات العسكريين السوريين في غارات إسرائيلية على حلب
.. بوليتيكو: البنتاغون في -محادثات مبكرة- لتمويل قوة حفظ سلام ف
.. رغم استمرار خطر الهجمات.. النازحون الفلسطينيون يريدون العودة
.. رئيس الأركان الأميركي: إسرائيل لم تتسلم كل الأسلحة التي طلبت
.. بحضور أوباما وكلينتون.. بايدن يجمع 25 مليون دولار لحملته الا