الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحزاب الدينية كبضاعة فاسدة

مالوم ابو رغيف

2016 / 7 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الناس تقبل على شراء البضائع لحاجتها لها، لقيمتها الاستعمالية، اي ان البضاعة تؤدي خدمة، وعندما لا يعد الناس بحاجة لخدمتها، فاما يقدمون على بيعها او قد يهدونها الى من هم في حاجة اليها، لكن عندما يلحق التلف بتلك البضاعة وتتوقف عن اداء الخدمة بالشكل المطلوب، فاما يتم تصليحها، اذا ما كانوا بحاجة اليها، او ان يُلقى بها في مكب النفايات، لا احد يحتفظ بالسلع المعطوبة الخربة، ليس لأنتهاء صلاحيتها فقط، لكن ايضا لأنها تشغل مكانا في البيت او في الفناء وتعيق الحركة وسلاسة الانتقال.

الاحزاب في سوق الديمقراطية كالسلع، تقبل الناس على شراءها لظن منها بان لها قيمة استعمالية، بانها تؤدي لهم خدمات لا غنى لهم عنها. والخدمات او القيم الاستعمالية للاحزاب هي اهدافها ووعودها في ادارة شؤون الامن والاقتصاد وتحقيق الرفاهية والسعادة والتقدم والامن للناس تلك التي تعلن عنها في برامجها وشعاراتها ودعاياتها وخطبها السياسية والدينية.

ان ما يفرق الاحزاب كبضاعة عن البضاعة الرأسمالية، هي ان الاحزاب بضاعة عامة، يفترض انها تؤدي خدمة للمجموع العام وليس خدمة للفرد الواحد، فاذا ما عطبت او توقفت عن اداء الخدمة بالشكل المطلوب، او ان مواصفاتها، تلك المعروضة في السوق لا تتوافق مع فعلها او مردود سياستها (والحديث دائما عن الاحزاب كبضاعة) يفترض الاستغناء عنها ورميها في مكب النفايات، لكن الصعوبات التي تعيق هذا الفعل يمكن ايجازها في ثلاث نقاط هي:
الاولى صعوبة الوصول الى رغبة عامة او اتفاق عام للتخلص منها ذلك لتباين مستويات الوعي والادراك والثقافة بين الافراد وكذلك للأنتمائات المذهبية والقومية والطائفية.
والثانية، هي ان موعد التخلص من الاحزاب المعطوبة يستغرق ما بين 4 الى خمسة سنوات حسب البلد المعين، اي حين موسم الانتخابات القادم، مما يعني ان وجود هذه الاحزاب في مركز السلطة سينتج مزيدا من التدهور الاجتماعي والثقافي والسياسي ويساهم في تدني الوعي لاعاقة ادراك ضرورة التخلص منها.
والثالثة ان نفس هذه الاحزاب قد تُسوّق نفسها باسم مختلف ويافطة جديدة وبغلاف اخر، طائفي او ديني او اخلاقي او قومي او (قوماني) او اصلاحي فتقبل الناس على شراءها من جديد.( حزب الدعوة لنوري المالكي اصبح دولة القانون، والمجلس الاعلى الاسلامي اصبح كتلة المواطن وتيار الصدر الديني اصبج كتلة الاحرار وجماعة المرجعية اصبحت كتلة مستقلون، والسنة اصبحوا كتلة متحدون او اتحاد القوى)
ما يميز جمهور المشترين في اسواق الديمقراطية في البلدان المتخلفة عن البلدان الحضارية المتقدمة، هي ان الناس في البلدان المتقدمة تقبل على انتخاب الاحزاب لكفائتها في مجال الخدمات والاقتصاد والامن والسياسات الضريبية والعائلية والمعيشية ( في المانيا مثلا، يقد يكون هوى بعض الافراد السياسي والاجتماعي اشتراكيا ديمقراطيا اي (SPD) لكن قد يعطون اصواتهم الى غريمه (CDU) لاعتقادهم انه الافضل في ادراة الاقتصاد اولا وثانيا لأن الديمقراطية تستوجب وجوب معارضة يسارية قوية تقلل من خطر تقلبات الاحزاب اليمينية الحاكمة، فاذا ما كان الحزب الاشتراكي الالماني على رأس السلطة، فان الحزب الديمقراطي المسيحي سيكون بجانب كل القرارات التي قد تضر بمصلحة الطبقة الوسطى التي قد يتخذها الحزب الحاكم).
اما في الدول المتخلفة فان الناس تقدم على انتخاب الاحزاب للاسباب معنوية او طائفية، مثل الحفاظ على الفضيلة وعلى الصدق وعلى الشرف وعلى صيانة العرض وعلى اعلاء كلمة الله ونشر الاسلام واتخاذ القرآن دستورا والحفاظ على المذهب ونصرة المظلومين وحماية والدفاع عن مصالح هذه الطائفة او تلك.

واذا كانت الازمات والضائقات الاقتصادية في البلدان المتقدمة تتطلب معالجات جدية لحلها والتخلص من عواقبها السيئة، وذلك بتحميل مسؤليتها على عاتق الحزب الحاكم وطرح السياسية البديلة بهدف التأثر على الناخب لـ عدم اعطاء صوته للاحزاب المسؤولة عن الأزمة، فان الازمات الاقتصادية المستفحلة والمزمنة في البلدان المتخلفة تلقى مسؤليتها على عدم الالتزام الديني والاخلاقي والاجتماعي وتدهور الفضيلة وتأثيرات الثقافة الغربية وتآمر الدول على الشعب وعلى الوطن. اي ان احزاب البلدان المتخلفة تقدم النتائج كاسباب والاسباب كنتائج، ذلك ان تطور الاقتصاد ومقدار الدخل الذي يحدد نوع المعيشة للفرد وللعائلة والمجتمع هو الذي يفرز نوع الاخلاق ونوع الفضيلة للفرد والعائلة والمجتمع.
نظرة بسيطة على اسماء الاحزاب العراقية مثلا، او حتى على الاحزاب في دول الشرق الاوسط سنرى تبريزا واضحا للجوانب المعنوية او الدينية عند الاحزاب الحاكمة او المتنفذة مثل حزب الفضيلة، حزب الدعوة الاسلامية، كتلة الاصلاح، المجلس الاعلى الاسلامي، منظمة بدر، الحزب الاسلامي، متحدون، التيار الصدري وكذلك البلدان العربية مثل حزب النهظة الاسلامية في تونس وحزب النور السلفي في مصر واحزاب الاخوان المسلمين الخ

البلدان المتخلفة تتميز بكثرة المشاكل الجنسية والاخلاقية والاجتماعية والطائفية، وما السعار الجنسي والتحرش بالفتيات ومشاكل الشذوذ الجنسي بما فيها الاعتداء على الاطفال خاصة في المجتمعات الدينية المغلقة في الدول الاسلامية، الا نتائجا وافرازات للمشكال الاقتصادية، وحتى في البلدان المتطورة فان المشاكل الاجتماعية وتنامى روح العنصرية والعداء للاجانب غالبا ما تكون ميزة الاحياة والمجتمعات الفقيرة، وفي حالة تدني مستويات الوعي فان الناس تخلص الى الاعتقاد بانها بحاجة ملحة الى الدين والفضيلة الدينية والوعظ لايجاد الحلول لهذا المشاكل، لذلك تسعى الاحزاب الدينية الى سياسة تقود الى تدني الوعي وهبوط الثقافة واهمال التعليم واثارة النعرات الطائفية والاجتماعية والدينية لتلخق بيئة صالحة لبقائها وثم لتقديم نفسها على انها الافضل في ايجاد الحلول ومواجهة الازمات.

لذلك، مرت 13 سنة على التغيير الذي جرى في العراق ولم تستطع اي حكومة القضاء على اي مشكلة مهما بلغ صغر حجمها، اكانت اقتصادية او مالية او خدمية او كانت الاجتماعية او طائفية او دينية، لان هذه الاحزاب تجد في المشاكل المشار اليها اساسا لبقائها.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المشكل في المستهلك وليس في البضاعة
عبد القادر أنيس ( 2016 / 7 / 30 - 18:17 )
معالجة طريفة أتفق مع معظمها، وكنت سأتفق معك تماما لو ركزت أكثر على المستهلك بدل تركيزك على البضاعة. برأيي فإن الانسداد الحاصل في حياتنا السياسية والفكرية والاجتماعية والدينية يعود أصلا إلى مستوى المستهلك. المستهلك عندنا (الشعب) متخلف جدا، سواء أتعلق الأمر باستهلاك البطاطا أم باستهلاك الكتاب أم تعاطي الشأن السياسي. المستهلك في العصر الحديث صار أمامه إمكانيات كثيرة للتعرف على البضاعة وانتقاء الأفضل منها غيره أنه يتساقط على الأسوأ لأن ذوقه سيء. الإقبال على استهلاك البضاعة الدينية خير دليل. مازال الناس عندنا يقبلون على الخرافة لاعتلال في في عقولهم. ولهذا أيضا كان ومازال لرجال الدين هذا الشأن رغم فساد بضاعتهم علميا وسياسيا. مستهلكو الكتاب بدورهم رديئون: الإحصائيات تقول بأن الأقبال على الكتاب الديني ثم كتاب الطبخ بحتل المراتب الأولى. لهذا أيضا تفوز الأحزاب ذات التوجه الديني والعرقي والطائفي بسبب إقبال الناس على مطالب الهوية والعنصرية.
الحل ليس في نقد هذه الأحزاب وبضاعتها، بل في التنوير، في لسع ظهور الناس بالنقد علهم يصحون ويتحسن أداؤهم الاستهلاكي.
نحياتي


2 - الزميل عبد القادر انيس المحترم
مالوم ابو رغيف ( 2016 / 7 / 30 - 21:35 )
تحياتي لك الزميل عبد القادر انيس: شكرا لك على بعض الاتفاق وعلى الاراء التي اتفق معها ايضا خاصة تلك التي تستلزم التنوير والتثقيف وسيلة لمحاربة قوة الخرافة المسيطرة على العقل..
المستهلك يبحث عن حاجته في السوق، انه يبحث عن الافضل وحسب ما تفرضه حاجته.. المشكلة هي في قلة الاختيارات امامه هذا اذا ما قلنا انعدامها بعض الاحيان( مثل الانتخابات في ظل الدكتاتوريات).فما هي الاختيارات المتاحة امام المستهلك في بيئة دينية او بيئة تخلف مدارسها ومؤسساتها وثقافتها تعيد دورة انتاج التخلف نفسه؟
في بيئة الفقر وتدني مستويات الوعي تتناسب البضاعة المعروضة ومستوى ثقافة ووعي الزبون الذي تجده يقف طويلا امام البضائع اللماعة او المطلية بالالوان الفاقعة، تبهره العناوين والشعارات الصاخبة لانه هو ايضا انتاج ثقافة الصخب الفاقعة... وهذه الثقافة ليس بالضرورة دينية، فالثقافة الدينية، تلك التي تدعو الى التامل وتدفع بالوصول الى الجوهر، او تلك التي تطرح مزيد من الاسئلة التي تتطلب البحث هي ثقافة عميقة حتى لو كان جوهرها التدين، الثقافة الصاخبة الفاقعة انها الثقافة السطحية فهي وفي كل مجالاتها، الشعرية والادبية
يتبع


3 - الزميل عبد القادر انيس 2
مالوم ابو رغيف ( 2016 / 7 / 30 - 21:36 )
والطبية والتاريخية لا تنتجت الا متطفلين وادعياء وببغاوات وابواق وفي احسن حالتها انصاف اميين او انصاف مثقفين...
انا وان اتفق معك حول ذوق المستهلك السيء، لكني اجد ان هناك من افسد ذوقه وعقله، انها المرجعيات والاحزاب الدينية الحاكمة... في العراق وبعد سقوط الدكتاتورية، كان الشعب يتطلع الى حياة تحضر وانفتاح وتقدم ويتوقع البهجة والانفتاح على العالم، لكن وبعد مجيء الاحزاب الاسلامية واحزاب الثقافة السطحية تم افساد العقل وافساد ثقافة حسن الاختيار ولم يكن هناك اختيارات او بدائل اخرى غير احزاب الطوائف والمذاهب والنصابين ،،اندفع الناس الى اختيارها بعد مذابح لا يعرف من فعلها فالجميع يصرخ وجعا والجميع يصرخ انتقاما والناس تطلب ملاذا خلف جدران الطوائف... في تونس وفي مصر يتكرر نفس السيناريو لكن بصور مختلفة.. ويصبح المستهلك ضحية.. وتحميله المسؤلية يجعلنا نقول
القاه في اليم وقال له.... إياك إياك ان تبتل بالماء
اكرر التحية


4 - الاختيارات موجودة 1
عبد القادر أنيس ( 2016 / 7 / 31 - 00:29 )
شكرا أخي مالولم على رحابة صدرك وتقبلك للحوار البناء.
في تعليقك أجد نفسي أختلف معك في بعض الجزئيات. ففي قولك: (المستهلك يبحث عن حاجته في السوق، انه يبحث عن الافضل وحسب ما تفرضه حاجته).
أرى أن المستهلك الرديء قد لا يحسن التعرف على حاجته في السوق، وهو بالتالي لا يبحث عن الأفضل دائما. في بلادي جرت انتخابات كما جرت في بلادك تميزت بقدر من الديمقراطية وحرية الاختيار، ومع ذلك انساق الناس وراء بدائل أسوأ وبينما عند الشعوب الواعية يتوزع الناس على كل أطياف الربيع فإن الناس عندنا لا يرون إلا اللون الأبيض أو الأسود. وهذا أيضا جرى في مصر، وبدرجة أقل في تونس (هنا رأينا قسما محترما من المستهلكين الواعين فوّتوا الفرصة على الإسلاميين ) بينما في مصر وقبلها في الجزائر انساق الناس وراء أحزاب دينية تحمل برامج مغرقة في الظلامية. وعليه فالمشكلة ليست في قلة الاختيارات المتاحة فقط، كما قلت. طبعا معك حق في الإشارة إلى دور البيئة المتخلفة، لكن هذا يجرنا إلى سلسلة من الأسباب والمسببات التي تعيد دورة إنتاج التخلف لا تنتهي أبدا ولو عدنا 14 عاما إلى الوراء.


5 - يتبع لردي السابق
عبد القادر أنيس ( 2016 / 7 / 31 - 00:33 )
يجب تحميل شعوبنا مسؤولية أخطائها مهما كانت درجة هذه المسؤولية. وطبعا تتحمل النخب (التقدمية) المسؤولية بدرجة أكبر لأنها لم تقل الحقيقة للناس، وظلت دائما تتعامل معهم على أنهم قصّر على طريقة (إلجام العوام عن الاشتغال بعلم الكلام) التي عمل بها أبو حامد الغزالي سوية مع ابن رشد.
تحميل مسؤولية التخلف للقوى الدينية غير مجد أيضا، لأنه تحصيل حاصل، ولا ينتظر منها أن تفعل العكس أي القيام بالتنوير.
التعامل مع الناس على أنهم ضحايا يريحهم وينوّمهم ولا يدفعهم للتفكير والقلق مادام هناك مشجب يعلقون عليه مصائبهم ليواصلوا الإنجاب كالفئران ويواصلوا التعلق بالأوهام.
خالص مودتي


6 - شكراً للكبيرين القديرين(مالوم ــ أنيس)
ليندا كبرييل ( 2016 / 7 / 31 - 05:58 )
الأستاذ مالوم أبو رغيف المحترم

يزعجني غياب كتابنا الكبار عن الموقع،وأنا من الذين يسعون دوماً وبلهفة إلى حضورك العزيز وحضور أستاذي عبد القادر أنيس الثري
وقد قلّ حضورك أستاذنا، كذلك يقلقني غياب أستاذنا أنيس
نشدّ ظهورنا بكم أيها الأعزاء فلا تتركونا

تتأرجح الأفكار في رأسي ، ومع كل قراءة لكما أضبط الإيقاع، فأجد نفسي في كل مرة أقرأ لكما أصوّب ما كنت أظنه صحيحا ، وأعجب لنفسي كيف انسقتُ إلى أفكار برهانها واه لا يثبت أمام تحليل منطقي

من كل قلبي أشكركما
تزداد المتعة بقراءة نقاشكما الرائع

أردت أن أعلق ( بشيء) فوجدت أن أعبر عن سعادتي بحضوركما الطيب وأكتفي بهذا
فأي رأي بعد ما تفضلتما به من تحليل يتضاءل أمام طرح الأستاذين القديرين

محبة ونعمة وسلاما
ودمتم بخير


7 - الأستاذ مالوم أبو رغيف المحترم
nasha ( 2016 / 7 / 31 - 06:06 )
لا يمكن أن تحصد قمح وانت تزرع شوك وعاكول.
المثقفين والحكومات زرعو شوك وعاكول ويتوقعون أن تنقلب يوم الحصاد إلى حنطة .مستحيل طبعا.
على مدى عقود والمجتمع العراقي يلقن ويحقن بجرعات ثقافية سامة في كل مستوياته واتجاهاته.
المجتمع العراقي إلى ما قبل سنة 2003 كان أسير بيد القوميين البعثيين والإسلاميين بكل صنوفهم.
نحن نحصد ما زرع مثقفينا وحكوماتنا في عقول الناس.
لا يختلف القطيع البشري عن القطيع الحيواني ولذلك لا تلوم الناس يا استاذ مالوم الناس مساكين وضحايا للقادة العميان المتعصبين والمتخلفين
عليك بالقادة الاغبياء المجرمين الذين يجربون نظرياتهم السياسية الفاشلة براس المساكين.
تحياتي


8 - ساشا
عبد القادر أنيس ( 2016 / 7 / 31 - 10:02 )
شكرا ليندا على التشجيع الدائم. اسمحي لي أن أتوقف عند رأي ساشا الذي أراه في حاجة إلى نقد، بل نقد شديد. كتب (نحن نحصد ما زرع مثقفينا وحكوماتنا في عقول الناس. لا يختلف القطيع البشري عن القطيع الحيواني ولذلك لا تلوم الناس يا استاذ مالوم الناس مساكين وضحايا للقادة العميان المتعصبين والمتخلفين
عليك بالقادة الاغبياء المجرمين الذين يجربون نظرياتهم السياسية الفاشلة براس المساكين.)
هل يعتقد ساشا أن شعوبنا كانت بخير ثم جاء مثقوفنا وحكوماتنا وزرعوا فيهم الفساد والتخلف؟ طبعا لا، فالمثقفون والحكومات هم نتيجة منطقية لمستوى الشعوب الحضاري ، فهم خرجوا منها. إذا كانت الشعوب قطيعا بشريا، كما قال، فلا يصلح لها إلا راع مشؤوم أو ذئب منهوم. وطبعا، كثيرا ما تكون الشعوب قطعانا بشرية، والحل ليس في تغيير الراعي أو قتل الذئب بل في تغيير الشعوب إلى مجتمعات قادرة على إدارة شؤونها كأفراد راشدين. النظرة إلى الناس عندنا على أنهم مساكين نظرة غير مجدية. هم ضحايا وهم مجرمون في نفس الوقت. هم ضحايا جهلهم ولكنهم مسؤولون عن وضعهم بسبب جهلهم. والحل يكمن في مساعدتهم على التغير وليس في العمل على تغيير القادة الأغبياء.
يتبع


9 - ناشا 2
عبد القادر أنيس ( 2016 / 7 / 31 - 10:29 )
يقول ناشا: (عليك بالقادة الاغبياء المجرمين الذين يجربون نظرياتهم السياسية الفاشلة براس المساكين).
فمن يغير القادة أو يقضي عليهم؟ التجارب الثورية أو الانقلابات العسكرية فشلت كلها. بل تحول الثوار إلى مستبدين أسوأ من سابقيهم. حوّلوا البلدان التي نادوا إلى تحريرها إلى سجون وبمساعدة الناس كمان.
لكن من جانب آخر، من يغير الشعوب؟
إنهم النخب المثقفة المتنورة: مفكرون، علماء من كل الأصناف، مناضلون عضويون..
التغيير، كما دلت تجارب الأمم الحديثة، لا يتم إلا عبر التنوير. أي عبر رفع مستوى الناس الفكري ليتخلصوا من هيمنة كوابيس الماضي الظلامي. حينها فقط سوف تنجب الشعوب قادة في مستوى طموحاتها. أما القفز على مراحل التغيير، وإيهام الناس بأنه بالإمكان تحرير أبدانهم قبل تحرير عقولهم، فهو خرافة. منظر آلاف النسوة وهن يشاركن خلف الرجال تأييدا لحكم الإسلاميين خير دليل.
مهمة المثقف التنويري هي مساعدة الناس على فهم أسباب تخلفهم العائدة أصلا إلى تبعيتهم لأعداء تحررهم وليس الحلول محلهم في مواجهة الحكام، فلا خير في مناضل قابع في السجن بينما لا يفهم أغلب الناس سبب سجنه أو يؤيدون سجانيه.
تحياتي


10 - ناشا
عبد القادر أنيس ( 2016 / 7 / 31 - 10:35 )
كتبت اسم صديقي في الحوار (ناشا) سهوا (ساشا). فليعذرني.


11 - الأستاذ عبدالقادر أنيس المحترم
nasha ( 2016 / 7 / 31 - 10:46 )
أستاذي العزيز عبدالقادر
من الذي يصنع الثقافة؟ من الذي يصنع السياسة؟
مهمة تغيير المجتمع وتثقيف وتوجيه الناس وصناعة السياسة والنظم السياسية هم الفلاسفة والمثقفين.
من الذي قاد النهضة الأوربية قبل خمسمئة سنة الم يكونو الفلاسفة والمثقفين؟
من هم فلاسفة المسلمين ؟ كم فيلسوف أنجب العالم الاسلامي؟
أين هي جامعاتك أين هي دراساتك الاجتماعية والسياسية؟
جامعاتك وأبحاثك يا أستاذي العزيز كلها محورها و ركيزتها الدين والتاريخ الديني المزيف.
هل تعتبر الأزهر أو الحوزات الدينية مراكز ابحاث؟
إذا كان شيوخ الدين فلاسفتك وعلمائك ومثقفيك ماذا تتوقع من الشعب المسكين؟
لقد ابتدأ التنوير والثورة الثقافية قبل عشرة سنوات فقط بفضل التكنولوجيا وبفضل الفلاسفة الغربيين . نحن اليوم نتعلم بفضل السماوات المفتوحة على العالم .
هل تريد أن تزيل سموم الثقافة الرجعية المتخلفة بين ليلة وضحاها وكل الإسلاميين والشيوخ ضدك؟
تحياتي للجميع وتحية خاصة للأستاذة ليندا


12 - الأستاذ عبد القادر
nasha ( 2016 / 7 / 31 - 10:59 )
بعد قراءة تعليقك رقم تسعة تأكدت انني لم اتمكن من إيصال فكرتي
لقد اسأت فهمي يا أستاذي العزيز

انا لست كاتب ممارس وكتابتي على قدي وأعتقد أنني فشلت في توصيل فكرتي
انا اؤيدك تماما.
كتبت تعليق آخر قبل هذا وقبل ان اقرا تعليق رقم 9 أرجو أن تقرأه.
شكرا


13 - الاخ عبد القادر انيس: استمرار لتبادل الآراء
مالوم ابو رغيف ( 2016 / 7 / 31 - 11:17 )
الاخ عبد القادر انيس
وانا بدوري اشكرك على الحوار الجاد والمفيد واحيك على روحك الهادئة
الحاجة قد تكون غريزة او قد تكون سلعة او قد تكون وسيلة..وبما نحن نتحدث عن الاحزاب، فان الحاجة التي نقصدها هنا هي الوسيلة، اي الاحزاب كوسيلة لتحقيق اهداف الانسان في العيش الكريم.
تطمين الحاجات المادية، السلع او السكن وغيرها يحددها الجيب، من هنا لا يوجد مستهلك رديء واخر جيد، اذ ان النقود المتحكم الحقيقي في اختيار النوع والمثل في العراق يقول( مد رجل على قدر لحافك) واللحاف هو غطاء فراش النوم.
لكن لا اجد ابتعادا عن الصواب اذا وصفنا المستهلك بالرديء اذا ما تعلق الامر باختيارات الاحزاب، في المجتمعات المركبة اثنيا او قوميا او دينيا او لغويا وطائفيا، وخاصة في البلدان التي تعتمد على الانتاج الريعي في مدخولاتها الوطنية، حيث الاستهلاك هو المشترك لجميع المواطنين، يحتل ما يسمى (بالرزق) مساحة واسعة في اذهان المواطنين، والرزق كلمة ارتبطت بعقل الانسان بالاله.
ومن يمثل الاله؟
هي المرجعيات الدينية!! وهذه المرجعيات تقف خلف الاحزاب الدينية وتدعمها بالفتاوى والاراء والخطب والكتب والنداءات والبوسترات..


14 - الاخ عبد القادر انيس:2
مالوم ابو رغيف ( 2016 / 7 / 31 - 11:19 )
انها تغسل عقول الناس من اي انتباهة وعي ، اكان وعيا طبقيا او علميا او معرفيا او مصلحا او معيشيا.
بعض السجناء الذين قضوا سنوات طويلة من حياتهم في السجن يخشون مغادرته اذا ما مُنحوا الحرية، ذلك انهم قد فقدوا الثقة بانفسهم وفقدوا الثقة بالعلام الخارجي، فكل شيء في السجن يديره غيرهم وما هم الا منفذين لما يؤمرون به، ان ذلك يسمى التدجين او الترويض حيث يقضى على روح التمرد مهما كانت جامحة وان هي هاجت انتقمت مِن مَن شابهها في المستوى وليس من ادارة السجن..غالبية المتمردين هم النزلاء الجدد.. وفي حالتنا التي نتحدث عنها هم الشباب اما الكبار فقد دُجنوا وانظموا الى القطيع...
الاختلاف بيننا هو انك تلقي بالمسؤولية على المتدجّن وترفعها عن الدجان...
اكرر التحية


15 - الزميلة العزيزة ليندا كبرييل
مالوم ابو رغيف ( 2016 / 7 / 31 - 11:35 )
الزميلة العزيزة والرائعة
ليندا كبرييل
تحياتي واحترامي وشكرى على ما تفضلت به من اطراء
انا اؤمن بالحكمة التي قالها سقراط
ان الحياة لا تستحق الاعتبار اذا ما لم نقومها بالحوار والمناقشة
لك سلاما ومحبة واحترام


16 - الاخ العزيز ناشا
مالوم ابو رغيف ( 2016 / 7 / 31 - 11:51 )
الاخ العزيز ناشا
تحياتي واحترامي
اعتقد ان الامر قد اختلط عليك، فانا لا الوم الناس اكثر مما اضع المسؤلية على عاتق الاحزاب والمرجعيات الدينية
انا ارى الناس ضحية تدني الوعي
انا اعتقد بان الوعي هو انعكاس لبيئة الانسان، لنوع الحياة والمعيشة، الفقراء والمعدمون حتى وان شعروا بالفروق الطبقية بينهم وبين من يحكمهم او من يتصرف فيهم وكانهم قطيع غنم، فانهم لا يحسنون معرفة الرد، فهم غالبا ما يتجهون الى الله، او الى المرجعيات الدينية او الى رجال الدين، ذلك لاعتقاد منهم بان الله ورجال الدين هم الاقرب لهم شعبيا
هذه هو السر في سيطرة رجال الدين والاحزاب الدينية على عقول وافئدة الناس المحتاجين والمعدمين والفقراء، فمن لا يجد مساعدة من احد يطلبها من الوهم
وانظر الى شعبية التيار الصدري ستجد مصداقا لما اقول
اكرر التحية


17 - دور التنويريين
عبد القادر أنيس ( 2016 / 7 / 31 - 12:43 )
شكرا للأخوين ناشا ومالوم على رحابة صدرهما تجاه نقدي الذي عادة ما يكون حاسما أو حتى منفعلا.
أحب بهذه المناسبة أن أقدم شهادة من حياة بلادي. لقد جرت انتخابات (برلمانية) عام 1991 تميزت بقدر محترم من الشفافية والديمقراطية (رغم خطيئة السماح بمشاركة أحزاب غير ديمقراطية فيها)، أسفرت نتيجيتها عن فوز ساحق للأحزاب الإسلامية ومن الدور الأول.
تدخل الجيش بتأييد من أحزاب وجمعيات علمانية وأوقف المهزلة ولكن بكارثة أخرى معروفة دفع شعبنا ثمنها باهظا ومازال.
لماذا أساء شعبنا الاختيار مع أن الإسلاميين لم يخفوا عنه عداءهم المميت للديمقراطية والحريات والحضارة؟
السبب الأول والأخير برأيي يعود إلى أن الوعي العام بأسباب الحداثة كان متدنيا جدا في أوساط الشعب وفي أوساط النخبة السياسية والمثقفة. الجميع توهّموا أن مصائب البلاد يتحملها النظام الحاكم وحده، وتوهموا حينها أن الإطاحة به هي الأهم وليس مهما ما هو اللون السياسي لمن يخلفه ولو كان أسوأ منه.
التاريخ حينها قدم للشعب فرصة نادرة للتحرر بأدوات سلمية. الشعب فوّتها بسبب انحطاط وعيه.
دور التنويريين، إذن، هو إعداد الشعوب حتى تستغل الفرص كلما أتيحت لها.
خالص مودتي

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد