الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صنائع الصحفي

هاشم تايه

2005 / 12 / 18
الصحافة والاعلام


الحورات الكثيرة التي أجراها مندوبو بعض الصحف مع مرشحي العديد من القوائم والكُتل المتنافسة في مباراة انتخابات الجمعية الوطنية العراقية القادمة أثبتت أنّ الكثيرين من أولئك المرشحين غالباً ما تخونهم القدرة على الإفصاح عن وجهات نظرهم وهم يواجهون أسئلة محاوريهم وفيهم من يصدمه السؤال فيفاجأ به ولا يجد في جعبته ما يسعفه على الإجابة المقنعة الشافية ويكون أمام معضلة أن يجد خلاصه من محاوره بأية طريقة ماضياً بالكلام يُشرّق فيه ويُغرّب غير منتبه إلى ما يصدر عنه وكأنّ المطلوب منه أن يتكلّم حسب وأن على الصحفي أن يسوّي له أموره، باحثاً في رماده الذي ينثره لعلّه يجد فيه ما يغني وينفع.
وغالباً ما يبدو صاحبنا المرشح عارياً من مقوّمات الرؤية الواضحة للأمور بعيداً عن امتلاك تصوّر مكتمل عن مشروعه ووسائله، وعن لحظته التاريخية التي يعيشها غاصّاً بخطاب انفعالي يتحصّن وراء العواطف، لا يجد فيه محاوره إلاّ المطابقة والتماثل مع نظرائه من دون أن يكون له اجتهاده الخاص ورؤيته الشخصية التي ترسم ملامح خطابه وتميّزه عن الآخرين. وللأسف – وهذا ما يتكرّر حدوثه – يتخلّى الصحفي عن أهم شروط مهنته التي تنهض على قاعدة قيامه بنقل الحقائق كما هي ، ويكون عليه ،لهذا السبب أو ذاك، أن يجامل من يحاوره من المرشحين، راضياً بأن يكون رسول المرشّح وحامل رسالته إلى ناخبيه، محوّلاً إيماءته إلى كلمة ، وكلمته إلى جملة، وكأنّه حفّار يستخرج من لاوعي المرشّح العيي وعيَه، معرِباً عن ضميره سادّاً ثغرات كلماته ، ناطقاً بلسانه، وتأتي النتيجة متوقّعة: فصاحة كاذبة، وتزويق هشّ، وصورة لا تطابق الأصل !
ومرشحنا مستريح فقد ألقى الزمام لمن يحسن القياد، وما عليه إلاّ أن ينتظر صورته التي صنعها له محاوره الصحفي تظهر مطبوعة في الصحف وسيدّخرها لتاريخه بلا أدنى جدارة.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجرب التاكو السعودي بالكبدة مع الشيف ل


.. لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس




.. بعد 200 يوم.. كتائب القسام: إسرائيل لم تقض على مقاتلينا في غ


.. -طريق التنمية-.. خطة أنقرة للربط بين الخليج العربي وأوروبا ع




.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: حزب الله هو الأقوى عسكريا لأنه م