الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس هناك أملس بين الأنظمة الاستبدادية.

ابراهيم حمي

2016 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


دائما في ﺍﻟﻨﻈﻢ الاستبدادية، كيفما كانت طبيعتها.. ملكية كانت أو جمهورية.. يبقى ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻣﺠﺮﺩ مؤسسات ﺷﻜﻠﻴﺎﺕ و صورية، ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻬﺎ ﺃﻱ ﻗﻴﻤﺔ أو دور إلا تصريف الأعمال وتدبير الأزمة التي ينتجها النظام المستبد والمستحوذ على كافة السلطات التشريعية والتنفيذية والدينية أحيانا كثيرة. ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ الطوابير المتعددة التي يكونها النظام المستبد لغاية تحريكها كلما اقتضى الأمر ذلك.
أما ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺟﻬﺔ فكرية أو ﺳﻴﺎسية، ولا رأي له تحت سيطرة الأنظمة الاستبدادية التي تعمل على تدجين أغلبية الروافد المتحركة في كافة الحقول الاجتماعية الإلزامية لدعم النظام كالأعلام بكل أشكاله وأصنافه.
ونظرا لسلبية هذا الإعلام وخاصة منه المرئي والسمعي، والصحافة التي تقوم بالدعاية كل ساعة للإنجازات النظامية بأساليب وتقنية تفرضها المؤسسات النظامية كوزارة الداخلية على وسائل الإعلام والوسائل الأخرى كذلك.
أما البرامج التعليمية الفاشلة المليئة بالمغالطات والافتراءات والتزوير للحقائق العلمية والتاريخية فكلها ترسخ التبعية وتهتف بحياة ورموز النظام.
وهذه الحركية للأنظمة الاستبدادية كلها تدور لغاية واحدة هي تركيع كل الشرائح الاجتماعية والفئات الفاعلة داخله، إلى أن يصبح المواطن مجرد بضعة رخيصة ﻟﻴﺲ لها ﺃﻱ ﺛﻤﻦ ولا تستعمل إلا في الانتخابات أو في الاحتفالات التي يحيها الحاكم المستبد.
ﻭﺗﺴﻌﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺩﺍﺋﻤا ﻟﺨﻠﻖ ﺷﺮيحة ﻛﺒﻴﺮﺓ من الإطارات الحزبية والجمعوية من كل الأصناف والألوان والأشكال وحتى من الأفراد، ﻣﺆﻳﺪة طبعا ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺑﻞ ﻭﺗﺴﺘﻤﻴﺖ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ ﺑﺤﺠﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ ﻭﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻤﺆﺍﻣﺮة خارجية وأن هناك قوة شريرة تحسده على استقراره لكونيه يتوفر على نظام وأوضاع مستقرة.
لهذا نجد أن الأنظمة الاستبدادية تتغذى على الفساد السياسي والنقابي والجمعوي الذي تديره تلك الشرذمة الموالية له، والتي هي عبارة عن شبكة متعددة المهام والأدوار في ترسيخ ونشر الفساد ونهب الثروات دون حسيب ولا رقيب.
وهذا النوع من النظم لا يستمر ولا يعيش طبعا إلا في البلدان المتخلفة فكريا و تاريخيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.. لأن مثل هذه المجتمعات هي أصلا مؤهلة أن يحكمها أي نظام مستبد مهما كانت طبيعته وشكله قد يكون نظاما ملكيا أو جمهوريا أو حتى نظام رئاسي لا يجد من يحاسبه.
فشكل النظام لا يهم.. ولا تهم طبيعته ما دام أن أغلبية الشعوب مثل هذه المجتمعات لا إمكانيات لها فكرية أو سياسية لتعرف الفرق بين الأنظمة التي تحكمها، فهي تعظم وتقدس الحاكم حتى لو كان شيطانا.. ولهذا.. أيضا نجد أغلبية الأنظمة الاستبدادية تعتمد على استغلال الدين بشكل كبير، وكل مشتقاته أيضا من أضرحة والزوايا وغيرها من الوسائل. والأمكنة التي تحضي بثقة عمياء لدى الشعوب المتأخرة علميا والتي ينتشر بين أفرادها الجهل والأمية وكل الأمراض المصاحبة للتخلف، والتي يستعن بها النظام المستبد لإلهاء الناس وتعميق جهلهم وتخلفهم فنجد هذه الأنظمة الاستبدادية تعمل على تشجيع الملاهي بكل أشكالها وأنواعها كالرياضة مثلا وبالأخص "كرة القدم" والمهرجانات الخالية من أي مضمون أو عمق ثقافي جاد وهادف..كما تعمل هذه الأنظمة أيضا على تشويه ومحاربة وضرب الثقافات الأصلية للمجتمعات وضرب كل المعايير والمثل ذات الحمولة الإنسانية من أجل أن تفقد هذه المجتمعات هويتها وكرامتها. ويسهل إذ ذاك السيطرة عليها بقبضة من حديد تارة بالقمع وتارة أخرى بإيديولوجية التضليل و الخرافة وانتشار الشعوذة وهلم جر من المصائب التي ستقبل بها هذه الشعوب وهذه المجتمعات المغلوبة على أمرها بعدما انهارت كل مقوماتها من تعليم جيد وصحة وتشغيل. هذا إن كانت هذه الشعوب تتوفر عليها أصلا مثل بعض البلدان التي مر بها نوع من الأفراد الحكام.. قد تكون لديهم هوية أو حس وطني وعملوا على ترسيخ مبادئ التعليم العصري الجيد (تونس) على سبيل المثال.
هذا ولا نستغرب إذا وجدنا داخل المجتمع فئات تتحرك ضد مصلحتها لصالح أن يبقى هذا النظام مستبدا بل هي تدافع بقناعة عن الأنظمة التي حرمتها من أبسط الشروط لحياة سعيدة وكريمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق سلامة منشآت أصفهان النووية من الانفجارات


.. وزير الخارجية الإيراني: نتوعد إسرائيل برد فوري وعلى أعلى مست




.. قتلى ومصابون في استهداف صاروخي روسي لمدينة دنيبروبتروفسك الأ


.. أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر




.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل