الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دربونة المطبعة في شارع الكوفة

ذياب مهدي محسن

2016 / 8 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من مخطوط كتابي (درابين وعكود الاطراف الاربعة النجف 1916/2016)
أبن الثعلب المعمم ثعلبين ونصف أليس كذلك وعمامته تكون اكبر مع كذلة على الجبين للغوه !؟ ونحن قريني العمر ونتعلم دروس في الفقه للتو، كنت ألاحظة بدقه وتأمله في تلك السنوات او ائل الستينات وكنا بعمر الفتوة انا 15 سنة وهو بعمر 13 سنة . لكنه كان يحمل عقلا داهيا اقدره بأبن السبعين كيف لا وهو في بيت تضج فيه الكتب والعمائم وما بينهما ، فهذا معين لهذا الفتى الحاذق الداهية ، في شارع الكوفة دربونه تفظي الى مطبعة النعمان ، كانت ثاني مطبعة في النجف ، صاحبها أنسان دمث الأخلاق محترم في علاقاته الاجتماعية انه ( حسن الكتبي ) هكذا لقبه . كان هذا الفتى يصنع من أبيه مرجعاً ومقلداً فكان يخطو خطوات انتحارية لتحقيق ذلك . يأتي برسالة لأحد العلماء الكبار الأموات فيلغي الصفحة الأولى منها ويستبدلها بصفحة ويكتب عليها اسم والده ويعطيه من الألقاب ما يشتهي والأغرب في الأمر أنه رسم خط صغير في زاوية الصفحة " العمل بهذه الرسالة مبرئ للذمة إن شاء الله " ثم تحت هذه الجملة ختم فيه اسم والده . المدهش من مكر هذا الفتى المخضرم بثعلبته وبشعبذته أنه كان يعطي الى عامل المطبعة واسمه ( سلام ، كان رفيقي في النضال استشهد بعد الجبحة " الجبهة " ) خمسون فلساً آنذاك وللعلم فإن الخمسون فلسا كانت تكفي لمصرف عائلة ليوم واحد أو اكثر . كان يعطي هذا العامل سراً عن صاحب المطبعة لقاء أن يكتب في الصفحة الأخيرة من هذه الرسالة . ( طبع منها خمسة آلاف نسخة ) ثم يدفع له بخمسين فلساً ثانية ليكتب تحتها ( الطبعة الرابعة ) في حين أنها تطبع لأول مرة ؟! . قلت بأن هذا من المشاهد المثيرة والتي عاصرتها ( صورة وصوت) والتي كانت تترجم لي ضخامة شهوة الجاه والمقام والاستماتة من أجل الدنيا بخديعة عمائم الوهم ؟. من الطبيعي أن عامة الناس والمساكين والبسطاء داخل النجف او خارجها كانت تؤثر فيهم هذه الشعبذه فكان المسكين والأمي خاصة من الشيعة يؤخذون بعدد الطبعات وعدد النسخ ويرتبون على ذلك تفسيراً بأن هذا المقلد هو من طراز الأول لكثرة الطلب على رسالته العمليه ؟؟ وكنت احدث نفسي بدهشة ، ماذا يأكل هؤلاء الآباء فينجبوا هؤلاء الاطفال المملوئيين بالدهاء وفن الثعلبة والشعبذه والتحايل وهم بهذا العمر البسيط . أنه لغزٌ محير . وأخيراً نجح هذا الفتى قريني في درس الحوزة ، بتحقيق طموحاته لكن بعد اربعين عاماً وحينما زرت النجف في عام 2013 وهي اول زيارة للعراق بعد غربتي لثلاثة عقود من السنين وجده بعمامة كبيرة وورث ثروة ٌ طائلة ... تكبيير ...جروا صلوات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah