الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صوت ساخن في برلمان ساكن

علي عرمش شوكت

2016 / 8 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


بعد التي واللتيا وبعد صمت القبور الذي لف البرلمان العراقي حول خطر وباء الفساد الذي عم كافة مفاصل الدولة بما فيها المؤسسة التشريعة بعد كل هذه السنوات التي اعقبت سقوط النظام السابق، يظهر صوت مخلص ساخن يزلزل اركان البرلمان. هذا الصوت الجريئ من قبل السيد وزير الدفاع السيد خالد العبيدي، الذي كان صداه قد حظى بالترحاب والتأييد من قبل الناس المكتوية بنار الفساد والفشل اللذين فعلا فعلهما المميت للعملية السياسية، ولم يُقدم عليه حتى رئيس الوزراء الذي يزعم ليل نهار بانه رافع راية مكافحة الفساد. لذا اضاف هذا الصوت الساخن، دافعاً كان مؤثراً ومنتظراً من قبل الجماهير التي بح صوت حراكها المطالب بكبح جماح الفاسدين. كما تتجسد اهميته بكونه جاء من صميم السلطة التنفيذية المعنية الاولى بمكافحة الفساد.
من مميزات هذا الصوت انه بدا مجرداً عن الطائفية. فالذين شملهم الاتهام من السنة والشيعة وربما غيرهم، حيث لم يكشف السيد وزير الدفاع كافة ما في جعبته من ملفات فساد. واذا تحرينا الامر جيدا سنصل الى حقيقة مفادها ان ما حصل ناتج عن الضغط الجماهير على مكمن فساد وفشل كانت احابيل الفاسدين طيلة الفترة الماضية تعالج امر اخفائها وذلك بتبادل امكانيات الاخفاء والمساومات القذرة، غير ان الحال وصلت الى تصادم المصالح. فجاء الوزير مستهدفاً. فما كان امامه سوى ان يتغدى بمستهدفيه قبل ان يتعشوا به، اي انه راح يكشف فساد خصومه قبل ان يحاولوا النيل منه، وبغير ذلك كان لم يقدم على كشف هذه الامور التي مضى عليها زمن ليس بالقليل، مع ذلك كان الرجل شجاعاً ومييز بالاخلاص والامانة مما يستدعي دعمه وحمايته من الفاسدين.
ان صوت السيد العبيدي قد توقف عند مستهل قائمة الفاسدين، او عند الاشخاص الذين قد استهدفوه وجلبوه للاستجواب، بيد انه قد نوه عن وجود اسماء اخرى، وعلى اثر ذلك تحركت كتل واشخاص متصدية لسيول الاتهام الجارفة الكاشفة لفسادها، بعد ان كسر الوزير سد التستر على خفايا النهب والسلب المنظم للمال العام، ومن اول المعلومات بان احد الصرافين الموجود في اربيل قد حول عدة ملايين الى كتلة في بغداد ممن اطال بعض افرادها الاتهام، ولم يتوقف رد الفعل هذا وانما نشرت على سبل التواصل الاجتماعي تصريحات بان شحذ الاسلحة لواقعة برلمانية قادمة تستهدف العبيدي مباشرة، و قد اخذت هذه الاوساط تلملم بعضها لتفعل فعلها الشرس.
ان رد فعل الجماهير تجلى في التظاهرات المباشرة في ساحة التحرير، كما ان استقبال الوزير العبيدي في كل من الاعظمية والكاظمية كان بمثابة استقبال الابطال اذ غمروه بالاحتضان والقبل ، بل ونادوه بالبطل، وهتفوا له بـ " علي وياك علي " وهذا ان دل على شيء انما يدل على ان الناس تبحث عن بطل يذود عن حقوقها المهضومة من قبل المستبدين. فتعبر الحدود والاعتبارات الطائفية التي وضعتها احزاب الاسلام السياسي كسدود واسوار لكي تتمترس خلفها بهدف الغاء مبادئ المواطنة الموحدة للمجتمع العراقي على مدى تاريخ الدولة العراقية.
كانت مقدمات الانفجار الجماهيري المنتظر غدت تلوح بالافق، ولكن بحاجة الى بطل يتصدرها سواء كان حزباً او حركة او جبهة وطنية، لانقاذ البلد من الانهيار، شريطة ان تهدف الى بناء دولة مدنية ديمقراطية، بعيدة عن الطائفية والقومية وتقسيم وحدة العراق شعباً وارضاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رداً على روسيا: بولندا تعلن استعدادها لاستضافة نووي الناتو |


.. طهران تهدد بمحو إسرائيل إذا هاجمت الأراضي الإيرانية، فهل يتج




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل بعد مقتل اثنين من عناص


.. 200 يوم على حرب غزة.. ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية | #




.. إسرائيل تخسر وحماس تفشل.. 200 يوم من الدمار والموت والجوع في