الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تكرهون اليهود ؟

سيلوس العراقي

2016 / 8 / 4
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة




هناك الكثير من البشر في عالمنا يؤمنون بأنّ الحبّ أقوى من كلّ القيم الأنسانية الأخرى، مع أن الحبّ أخفق ويُخفق غالبًا في توحيد هذه الأنسانية.
وبالرغم من أن نقيض الحبّ هو "الكراهية" بحسبِ قيم ورؤية غالبية شعوب الأرض، لكنّ لسوء الحظ فبامكان الكراهية توحيد الأفراد بل توحيد البشرية (فعليًا) ضد ايديولوجية معينة أو أفراد معيّنين أو ضد قومٍ أو شعبٍ أو مجموعةٍ بشرية بعينها أو ضدّ دينٍ معيّن. وسنرى كيف تجسدت الكراهية والشرّ ضد شعب معين محدّد بريء.
فالذين كرهوا اليهود والذين يكرهون اليهود ربّما يُعدّون من أكبرِ الكارهين عددًا على مستوى البشرية.
فاليهود كانوا موضع كراهية الأمم ذات الأديان التي سميّت بالوثنية !
وكذلك غيرها من الأمم التي سميت بالعلمانية.
الأمور التالية مثلاً تعدّ من الأمور الغريبة وأحيانًا تبدو متناقضةً فيما بينها في آنٍ معًا:
أن يتمّ اتهام الفاشيست لليهود بالشيوعية في الوقت الذي إعتبرهم (ويعتبرهم ) ووسَمَهم (ويسمهم) الشيوعيون بالرأسماليين.
تمّ اتهام اليهود الذين يعيشون في مجتمعات غير يهودية بأنّ لديهم ولاءًا مزدوجًا، وفي ذاتِ الوقت يتمّ اتهام اليهود الذين يعيشون في دولتهم، الدولة العبرية ـ دولة اسرائيل ـ بالعنصرية.
اليهود الفقراء يتمّ تخويفهم بأساليب متعددة أقلّ ما يُقال عنها بالبلطجة ـ واليهود الأغنياء يتمّ الحنق عليهم والاستياء منهم والغيرة والحسد منهم.
يصفهم البعض بالمواطنين العالميين ـ غير المحليين ـ وعلى حدّ سواء يصفونهم بالعرق الفاشستي.
تم اطلاق صفة "الطابور الخامس" على اليهود الذين تماهَوا مع شعبِ مجتمعٍ معيّن، بينما أطلقت صفة الانعزاليين أو المنعزلين (التي أجّجت كراهية الغالبية) على اليهود الذين بقوا متجمّعين مع بعضهم كجماعة متلاحمة بروابط متينة ولم يتماهَوا مع الغالبية.
مئات الآلاف، إن لمْ يكونوا بالملايين، ومنهم في العالم الاسلامي، إعتقدوا بأنّ اليهود يشربون دماء البشر من غير اليهود،
إضافة الى التهمة القائلة بأن اليهود هم السبب أو هُم الذين يُسبّبون أمراض الطاعون ويقومون بتسميم مياه الآبار، مثلما اتهمهم اخيرًا الكاذب الشرير زعيم الفلسطينيين محمود عباس.
واتهامهم بأنهم يخطّطون بالسرّ لكي يستولوا على العالم،
إضافة إلى إلقاء التهمة على اليهود بأنهم مَنْ قَتَلَ الله.
عالميّة universalità معاداة السامية ـ معاداة اليهود ـ وكراهيتهم يمكن توثيقها في مجموعة وقائع وحقائق، من بين الأكثر مأساوية هي طردُ اليهود من العديد من الدول الأوربية ومن الدول العربية التي كانوا يقيمون فيها، فتم طردهم
من انكلترا عام 1290م
من فرنسا عام 1306م وفي عام 1394م
من هنغاريا بين عامي 1349 م و 1360م
من النمسا عام 1421 م
في المانيا تم طردهم عدة مرّات من أماكن محلية داخل ألمانيا في الفترة بين القرنين 14م و 16م
من ليتوانيا عام 1445م و 1495م
من اسبانيا 1492م
من البرتغال 1497 م
في بوهيميا ومورافيا 1744 ـ 1775م
في روسيا، لم يتمّ السماح لليهود في البقاء فيها من القرن 15م لغاية 1772م وحين سلّم الروس للأمر الواقع تم تقييدهم وحصرهم في مستوطنة، مساحة منطقة محددة pale of settlement.
ومنذ 1948 لغاية 1967م تم طرد الشعب اليهودي من كلٍّ من :
الجزائر، مصر، سوريا، العراق، اليمن وتمّ هروب بعضهم خوفًا على حياتهم في هذه الدول.

إن عمق وفداحة "معاداة السامية" واضحٌ من كثرته وترداده مترافقًا مع العداء لليهود الذي وصل إلى درجة التمييز (العنصري) وإلى اندلاع العنف المستمر ضد اليهود. ففي أكثر المجتمعات التي تضمّ يهودًا يقيمون فيها تمّ تعرضهم للضرب والتعذيب والقتل وأنواع الجرائم الأخرى... فقط لكونهم يهودًا.
في الامبراطورية الروسية خلال القرن 19 م وأوائل القرن 20 كان تعذيب اليهود أمرًا عاديًا وشائعًا، بحيث أنّ الكلمة الروسية بوغروم pogrom تمّت سباكتها لتوضح هذه الأفعال. وهذه البوغرومات كان يراها المعادون للساميّة أمرًا ضروريًا من أجل "خلاص روسيا".
في العديد من الحالات والمناسبات، تم اعتبار ضرب وتعذيب واضطهاد اليهود أمرًا ليس بالكافٍ.
فالمعادون للسامية ذهبوا أبعد وأعمق بحيث اعتبروا أنه فقط عملية ابادة فعليّة كاملة للشعب اليهودي يمكن لها أن تحلّ المشكلة التي اَطلق عليها المعادون للسامية بـ "المشكلة اليهودية".
في الحقيقة اَن أول ذكرٍ يمكن الرجوع اليه في مصادر غير يهودية بشأن إبادة اليهود نجده في مسلة "ميرنيفتا" المصرية التي كتبت من قبل ملك مصري حوالي عام 1220 ق. م التي ترد فيها عبارة "اسرائيل، ليس بعد" Israel is no more ، أي لا وجود لاسرائيل من بعد.
خلال الـ 350 سنة الماضية تمّت عدة محاولات وعمليات إبادة للشعب اليهودي من قبل المعادين للسامية، من أخطرها وأوسعها :
مذابح كميلنيزكي chmelnitzky لإبادة اليهود في اوربا الشرقية للفترة من 1648 لغاية 1649 م والهولوكوست النازي في اوربا بين عامي 1939 و 1945 م. وما يشهد لديمومة وعمق "معاداة السامية" الإهتمام بـ "المشكلة اليهودية" الذي استحوذ على عقول المعادين للسامية خلال التاريخ.
فاليهود الذين كانوا يعيشون كأقليات في بلدانٍ كبيرةٍ وكثيفةٍ السكان، كثيرًا ما تمّ التعامل معهم كأعداء.
ففي الامبراطورية الرومانية منذ القرن الأول الميلادي، ثم في اوربا المسيحية لفترة تجاوزت الـ 15 قرنًا من الزمن، الرايخ الالماني النازي، الاتحاد السوفيتي السابق، الدول العربية، غالب الدول الاسلامية، عانى الشعب اليهودي الاضطهادات والعداء بصورة مستمرة أو على مراحل متقطعة عبر القرون.
ومن الأمور شديدة الغرابة، بأنه حتى بعد طرد اليهود من بعض البلدان أو القضاء على عددٍ كبير منهم، استمرت الكراهية والعداء لهم، فالرواية التافهة (الفِرية) التي تصوّر اليهود على أنهم قتلة يقتلون صبيًا أو طفلاً مسيحيًا التي انتشرت في روايات كانتربري كانت بعد 100 سنة من طرد اليهود من انكلترا، تمثلُ شهادة على عمق معاداة السامية.
ومثلها قصة اليهودي المُرابي الذي يتعطش لجمعِ الأموال حتى من الأجساد الحيّة في تاجر فينيسيا ـ بندقية شكسبير جاءت بعد 300 سنة من طرد اليهود.
ومثال آخر أكثر طزاجة هو بولونيا عام 1968م حيث استمرت لمدة أكثر من شهرٍ وسائل الأعلام والتلفزيون والراديو في بولونيا في برنامج عامٍ خصّصوه كما أحبّوا تسميته وهدفه، لرفع القناع عن الصهيونية في بولونيا، التي من مجموع سكانها الذي بلغ 33 مليونًا كان حينها قد تبقى فقط 20 ألف يهودي، شهدت على استمرار الكراهية والعداء لليهود، وليهودِها بصورةٍ خاصة وإن كانوا لا يشكلون إلاّ جزءًا من الأعشار بالمائة من عدد سكان بولونيا.
كيف يمكن فهم وشرح عمق وعالمية واستمرارية "معاداة السامية" / "معاداة اليهود" ؟
لماذا هذا الكمّ الهائل من الكراهية لشعب صغيرٍ جدًا عددًا ولا يمثل إلا الأقلية الصغرى بين الأقليات في مجتمعاتٍ أكثريتها معادية لليهود ومليئة بالخوف منهم ؟
لماذا دائمًا وأينما كان، الأقلية اليهودية دائمًا تكون في موضع كراهية وعدائية وخوف منها ؟
قدّم الكثيرُ من الدارسين في طروحاتهم ودراساتهم الأسباب العديدة والكثيرة، ويشتركون في أسبابٍ عامة لكراهية اليهود والخوف منهم، كالأسباب الأقتصادية والمالية، أو الحاجة إلى كبشِ فداءٍ، أو الكراهية الإثنية والعنصرية، والتخوف من نجاح اليهود ونفوذهم وتأثيرهم في كافة مناحي الحضارة والفكر والتقدم والعلوم، وغيرها عديد، لكن كلّ هذه العوامل والأسباب لا تشرح "معاداة السامية"، إنها تشرحُ وتقدمُ فقط العوامل التي فاقمت وكانت سببًا في إلهاب واندلاع الظروف للكراهية ونموها. وليس فيما بينها ما يشرح لماذا عالمية وعمق معاداة السامية عبر الأزمنة كظاهرةٍ مستقلة في حدّ ذاتها. وكل ما يتوفر غالبًا هو نصوص وروايات تاريخية لمعاداة السامية، وكأنه ليس من وجود لسببٍ يجعلها عالمية.
إن لمعاداة السامية وجودٌ غارقٌ في القدم وفي ثقافات متباينة.
بكلمةٍ مختصرة واحدة ما هو أصل هذه المعاداة the genesis of antisemitism ؟
فالأزمة المالية (مثلاً بسيطًا) في المانيا العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين تساعد في توضيح لماذا وكيف ومتى اعتلت النازية السلطة والحكم، لكنها لا تشرح لماذا يكرَهُ النازيّون الشعب اليهودي، ولماذا كانوا يريدون أن يقتلوا كلُّ مَنْ هو يهوديّ، فالأزمات المالية لا يمكنها أن تشرح لماذا غرف الغاز لإبادة اليهود، ولا يمكن أن تكون شرحًا لها.
فبسهولة يمكن أن ترى ما يجمع الأغريق والرومان والأمبراطورية الرومانية المسيحية ومسيحية القرون الوسطى والاسلام والمسلمين والنازية والشيوعية، هو عنصر وقاسمٌ موحّدٌ واحدٌ فقط، بالرغمِ من كلِّ التناقضات الكبرى بين جميعهم، وهو :
أنّ جميعَهم يرون في الشعب اليهودي عدوًا لهم، وربّما عدوهم الأكبر،
لماذا ؟
بين اليهود لم يتمّ طرح السؤال إلا في العصر الحديث.
لماذا فقط اليهود ؟ إنهم يعرفون لماذا.
في خلال مسيرتهم التاريخية الطويلة إعتبر اليهود ورأوا في كراهية اليهود ومعاداتهم كأمرٍ لا يمكن تجنبه وهو نتيجة منطقية ليهوديتهم their jewishness . على العكس تمامًا لما يعنيه ويفهمه العالم المعاصر لمسألة "معاداة السامية"، فطريقة فهْم اليهود القدماء وشرحهم وطريقة طرحهم العالمي الشامل universal لكراهية اليهود هو: اليهودية judaism التي تعني :
إله اليهود ـ الشريعة ـ الشعب ـ ميزة الأختيار.
الماضي وبما سجّله من أحداث ووقائع تاريخية يتفق مع رؤية اليهود التقليدية القائلة بأنه تمّت كراهية اليهودي للعوامل اليهودية هذه المذكورة.
بينما المحاولات الحديثة والمعاصرة تحاول نزع اليهودية من كارهي اليهود وتسِمه وتصِفه بسِماتٍ وعوامل اجتماعية، اقتصادية أو سياسية وتعميم ذلك على أنه حالة من التعصّب وكأنها في تضّاد مع حقائق التاريخ اليهودي مثلما يفهمه معادو السامية.
فمعادو السامية لايكرهون اليهود لأنهم أثرياء، لأن فقراء اليهود أيضًا يتعرضون للكراهية كثيرًا.
معادو السامية لايكرهون اليهود لأنهم أقوياء، فاليهود الضعفاء المساكين تعرّضوا ويتعرضون للارهاب وللبلطجة.
معادو اليهود لايكرهون اليهود بسبب كونهم شخصيات كريهة أو مزعجة أو بشعة لأن محاولة الابادة الجماعية لليهود لم تولد بسبب الصفات الشخصية لليهودي. وليس لأن الطبقات الحاكمة كانت تركز على استياءها من العمال اليهود.
فالمجتمعات قبل الرأسمالية أو غير الرأسمالية كالأتحاد السوفيتي السابق، والدول الشيوعية، ومختلف حكومات ومجتمعات دول العالم الثاث الأخرى يمكن اعتبارها معادية للسامية أكثر من الدول الرأسمالية. لأن معادي السامية في الحقيقة يكرهون اليهود لأنهم يهودًا.
المسيحيون المعادون للسامية يتوقفون عن كراهية اليهود الأثرياء حين يتحولون الى المسيحية،
والمسلمون يفعلون ذات الشيء ويتوقفون عن كراهيته بل يحتضنون اليهودي الذي يتحول الى الاسلام.
مالذي تثيرُه اليهودية judaism لتجعلَ من الآخرينَ عدائيين مع اليهود وعدوانيين ومعادين لهم ؟
إنّ اليهودية ومنذ آلاف السنين تضمّنت عناصر أربع رئيسية وأساسية، مثلما تمّ ذكرها سابقًا، وبتعابير أخرى هي :
الله ، التوراة، اسرائيل ، والاختيار . أي:
الله الذي تقدّمُه اليهودية : إله اسرائيل.
الشريعة اليهودية : التوراة.
اسرائيل الشعب : شعب اسرائيل.
الاختيار : اختيار الله لشعبِ اسرائيل كشعبٍ له.
إخلاص وولاء شعب اسرائيل لهذه العناصر أو لأيٍّ منها كان سببًا ومصدرًا رئيسيًا لمعاداة السامية أي لمعاداة وكراهية اليهود.
لأنها لِمَن ينظرُ إليها من الخارج : تجعل من اليهود ليس فقط غرباءً أو دخلاء، بل الأكثر من ذلك أنها تجعل منهم أكثر أهمية.
لذلك تم اعتبار هذه العناصر اليهودية من قبل غير اليهود تحدّيًا واضحًا لآلهتهم وصلاحية وصدق وصحة آلهتهم، وصلاحية وصدق وصحة شريعتهم وشعبهم مقارنة بالتي للعناصر اليهودية.
اليهود واليهودية بجَزمِهم وتأكيدهم على ايمانهم واعتقادهم القويّ بوجود إله واحدٍ ووحيدٍ لكلّ البشرية وهو إله اسرائيل، يتضمّن، ويُضمّنون، في هذا التأكيد القول بعدم شرعية أيّ إله آخر سواه (وإله القرآن غير الانساني واحد منهم إن لم يكن أولهم). واليهود بهذا التأكيد الجازم دخلوا التاريخ البشريّ صراعًا (لم ينتهِ بعد) مع شعوبٍ ومع آلهة الشعوب التي كانت تمثل اعتزازًا ايمانيًا لتلك الشعوب.
كرَهَ معادو السامية اليهودَ لأن اليهود عاشوا شريعتهم في كلّ بنودها وتفاصيلها تمامًا، وكذلك لأن اليهود كانوا يؤكدون على هويتهم القومية، واليهود بتمسكهم بهويتهم القومية كثفوا وبشكلٍ مركّزٍ وقويّ روح معاداة السامية بين اولئك الذين شعروا بأن ذلك يهدّد قوميتهم.
وكأنّ الذي سبق أعلاه من أسبابٍ لم يكفِ، تمسّكت اليهودية ومنذ أزمنة قديمة ومبكرة بعنصرِ الأختيار الالهي، وأنهم شعبٌ قد اختاره الله بين كلّ شعوبِ الأرض لحملِ وانجاز مَهمّة (رسالة) تعريف العالم أو البشرية بالله وبشريعته الأخلاقية ـ شريعة التوحيد. وكانت عقيدة "الشعب المختار" مصدرًا وسببًا رئيسيًا لمعاداة السامية ـ اليهودية.
منذ أزمنة مبكرة كان سبب وجود ـ la ragione del essere ـ raison d être اليهودية هو: تغيير العالم نحو الأفضل، "لإصلاح العالم تحت حكم وسلطة الله"، هذه العبارة التي تتكرّر في صلاة يهودية هي الأخرى قديمة. مسعى ومحاولة تغيير العالم هذه، ولتحدّي آلهة العالم ودياناته، كانت سببًا للتوترات ضد اليهود ومصدرًا لكراهيتهم ومعاداتهم:
إن التزام اليهود باليهودية أدّى إلى جودةٍ عالية في نوعية حياتهم، كانت غالبًا أعلى جودةً من التي لغيرهم في المجتمع ومن تلك التي لجيرانهم من غير اليهود، في أي مجتمعٍ من المجتمعات انوجدت فيها جماعات من الشعب اليهودي في أي بقعةٍ من بقاع العالم. فعلى سبيل الأمثلة والمقارنة بين اليهود وغيرهم:
كانت لليهود غالبًا درجة عالية في التعليم والتعلّم والثقافة،
حياة الأسر اليهودية عمومًا كانت أكثر استقرارًا،
تكاتف ومساعدة اليهود أحدهم للآخر كان غالبًا أكثر بكثير من مساعدة غير اليهود لبعضهم البعض،
ومن النادر ماكان الرجال اليهود يمارسون شرب الخمر بافراط لدرجة الوصول الى وصفهم بالخمّارة مثلما هو الحال مع الرجال من شعوب أخرى،
لا يتصفون عبر تاريخهم الطويل بأن رجالهم كانوا يضربون نساءهم،
لم يُعرف عن اليهود بتاتًا أنهم كانوا يتركون أو يهملون أولادهم بأي نوعٍ من أنواعِ الإهمال الذي كان شائعًا (ولا يزال) بين الكثير من الشعوب لغاية اليوم،
وعلى أساس كلِّ هذه العوامل اليهودية للشعب اليهودي، كانت نوعية وجودة حياة اليهود، مهما كان اليهودي فقيرًا أو مُعدمًا، كانت أعلى من مستوى وجودة حياة الآخرين من جيرانهم من غير اليهود في المجتمع الذي عاشوا فيه.
نوعية وجودة حياة اليهود العالية كانت ثمرة من نتاج اليهودية. وكانت بنفس الوقتِ عاملاً مرئيًا يثيرُ الحسدَ والحقد والعداء لدى غير اليهود ضد اليهود وبالتالي يدفعهم لمعاداة اليهود.
لهذه الأسباب فأن اليهود يعتبرون معاداتهم (اللاسامية) هي الجواب أو ردّ الفعل على يهوديتهم. فان اليهود كانوا دائمًا، ولغاية اليوم غالبية اليهود المؤمنين، يصفون ضحاياهم ممن قتلوا على يد المعادين للسامية ليس على أنهم ضحايا التمييز العرقي أو الأثني، بل انهم قديسون، شهداء للأسم المقدس لألههم، وأن شهادتهم هي تقديس لأسم الههم في هذا العالم.
حينما يتمّ فهم ما جاء أعلاه، ولماذا حثّت اليهودية وتؤدي الى معاداة السامية، سيصبح مفهومًا أكثر لماذا أصبحت كراهية اليهود كبيرة والأكثر عمقًا في العالم، وربما دائمية أحيانًا كثيرة.
المقال أعلاه مترجم بتصرّف من الانكليزية الى العربية، من كتاب: لماذا اليهود، لدينيز بريكر وجوزيف تيلوشكين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نواب في الحزب الحاكم في بريطانيا يطالبون بتصنيف الحرس الثوري


.. التصعيد الإقليمي.. العلاقات الأميركية الإيرانية | #التاسعة




.. هل تكون الحرب المقبلة بين موسكو وواشنطن بيولوجية؟ | #التاسعة


.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. المتحدث باسم البنتاغون: لا نريد التصعيد ونبقي تركيزنا على حم