الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انطباعات عن اعتصامات الصدريين

محمد لفته محل

2016 / 8 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


انطباعات عن مظاهرات التحرير الجديدة
4 مارس
البارحة حضرت المظاهرات التي اختلف عناصر التيار المدني في المشاركة بها، وكنت من المؤدين لمشاركة المدنين بها، عند وصولي لساحة التحرير كان الحضور غفيراً وتفاجئت بالذهاب في طريق (السنك) ثم الجسر وهو مسير المتظاهرين للاقتراب من الخضراء فسلكت الطريق ولم اعلم أن المسير طويل بحيث أن قدماي تشنجت من كثرة المشي إلا أني أصررت على المواصلة حتى مع مشاهدتي للذين يرجعون منتصف الطريق وهم كانوا كثر، وعند وصولي لباب الخضراء ردد الهاتفين بصوت عالي جماعي (اليوم أبابها، باجر نطيب بيها) ثم شعارات تشتم المالكي، أما الأمن فكان متعاوناً يشوبه الحذر ما يوحي بوجود تنسيق بين الحكومة والتيار الصدري، ولو أراد التيار المدني ذلك لما استطاع إليه سبيلا.
كثير من الشباب يصور نفسه بعصيان الكاميرا أو يصور غيره، يحمل اغلبهم الأعلام العراقية ويلف الشماع على رقبته، وكان حضور للنساء والمعممين قليل، ويبدوا أني وصلت متأخر فكانت بعض الناس تعود عند وصولي الساعة الرابعة. وجدت شخصا واحد يوزع طعام على طريقة المواكب وكان هناك استخدام للطبل في إيقاع الهتافات وهذا الأمران الوحيدان عراقيان في المظاهرة أما ما عداه فمصري مستورد.
التفتيش كان صارما إذ خضعت له لعشرين مرة بعضهم فقط يأمر بخلع القبعات وبعضهم يفتش أسفل السيقان فقط، وكان عناصر التيار موازين للأمن الحكومي مستقلين عنه في اجرائاتهم، وكانت أغانيهم عالية بمكبرات وشعارات الصلاة والتكبير واللعن (ولعن عدوه) اسمعها بين حين وحين ما جعلني اشعر بشيء من الأسف كون هذه المظاهرات وطنية بالأساس، فلم أتفاعل مع أي هتاف وكنت أسير فقط ووسط هذا التردد النفسي كنت مقتنعاً بقدومي وزاد هذا اليقين عندما أكملت المسير وعدت للتحرير وجدت التيار المدني في مكانه يعتلي دكته الساحة يردد هتافاته فانضويت معهم بفرح اردد خلفهم لنتميز من جديد عن غيرنا.

انطباعات عن مظاهرات التحرير الجديدة 2
18 مارس •

الحضور الجماهيري كان غفيرا مثل الجمعة السابقة، الأعلام العراقية هي المرفوعة وحدها، هتافات ضد المالكي، صلوات على النبي وتعجيل الظهور ولعن الاعداء!! سماعات تصدح باغاني لمقتدى وعباراته (شلع قلع، بعد ما تعبر علينا)، التيار المدني معزول على الدكه. عبرت الجسر الى الخضراء لارى الاعتصام حتى بلغت الخيام التي كان عدد الصغيرة 122، اما الكبيرة6 والمتوسطة8، وكان النصب مستمراً اثناء تعدادي لها، والطعام يوزع على بعض الخيم، وكان مستلهما من طقوس الزيارات الشيعية، الالفة والود بين المعتصمين بالخيام كانت واضحة ما بين التعارف وبين التمازح والتقاط الصور والملاطفة كانهم بعرس جماعي، الاجواء ايجابية والشباب المتعب الممدد بالخيام عازم على الاعتصام، بعدها عبر التيار المدني الجسر الى الخضراء ثم علمت بعد ذلك انهم اقاموا اعتصاماً في مدخل آخر للخضراء ولم استطع بلوغه لبعد المسافة وتعب ساقي.
كل الاسئلة عن نهاية هذا التحالف بين المدنيين والصدريين يجب ان تؤجل لمصلحة الوطن، ولا يجب استباق هذه النهاية دون المضي قدماً في الطريق وحتى لو كان التحالف خطئا فإن التاريخ سيظهر من هم الوطنيين ومن هم المخادعين وإن اصبنا فسيشهد التاريخ لنا كذلك. العراق فوق الاحزاب والطوائف.

انطباعات عن مخيمات الاعتصام المدنية
22 مارس
تشرفت اليوم بزيارة خيام الاعتصام للتيار المدني وفي صدري كثير من الأسئلة والاستفسار والنقد الذي يقوله المعترضين على تحالف المدنيين والصدريين.
عند وصولنا لمدخل والاعتصامات طالبونا بباجات خاصة للاعتصام أو الهوية الشخصية ثم إجراء التفتيش؟ دخلنا نبحث عن المدنيين وسط خيم الصدريين الكثيرة الواضحة الهوية من اللحى واللباس الأسود والصلاة التي يؤدونها (الظهر) حتى ظننت إني أخطأت العنوان وإني ابحث عن إبرة في قش ولولا رؤيتي للأستاذ (عمار الساعدي وجاسم الحلفي) لكنت رجعت ظننا إني بالمكان الخطأ، وهما من دلاني على خيمة المدنيين الوحيدة اليتيمة الضائعة وسط خيام الصدريين في حديقة، معلق وسطها شعار (خبز، حرية، ثورة مدنية). كانت فترة الظهر يوزع الغداء مجانا على جميع المعتصمين. جلست مع الأستاذ (عمار الساعدي) وفاتحته بقلقي وإحباطي على منشور البارحة الذي يقول أن التيار المدني أصبح مجرد ديكور بلا تأثير لا يتشاور معه الصدريين ولا تفاوضه الحكومة؟
قال عمار: نحن لم نتحالف مع الصدريين حتى نطلب منهم المشاركة أو الاستشارة بالقرار، نحن مستقلون عنهم ونتحرك بدون التشاور معهم، وهم كذلك وكل له تكتيكه.
قلت: أن الحكومة لا تتفاوض معكم بل مع الصدريين فقط؟.
قال: نحن لم نتفاوض مع الحكومة ولا نريد ذلك لأننا لدينا مطالب معروفة أعلناها من زمن ولن نغيرها وعليها نحن معتصمون، والذي نشر منشور البارحة يمثل رأيه، ثم لماذا تتأثر برأيه؟ أين رأيك؟.
قلت: كنت أظن أن كلامه ليس رأي بل معلومة كونه قريب من الحدث وأحد قادة الحراك المدني.
قال: التيار المدني مازال يحبو وعليه أن يعرف حجمه في مواجهة غيره، نحن ليس لدينا قاعدة شعبية مثل الغير، ونحتاج لوقت طويل حتى نقوى، فعلينا أن ننتهز الفرصة للضغط على الحكومة، إننا نخنقها بالاعتصام إلا ترى هذا انجاز؟ إلا ترى إن اعتراف الإسلاميين بنا انجاز بعدما كانوا يعتبروننا كفره؟ أما الذين يعارضون الاعتصام فليس لديهم أي بديل وأتحداهم أن هم قاموا باعتصام في مكان آخر ليس فيه صدريين؟
بعدها بدأت هتافات حماسية جماعية حول الحكومة والفاسدين والتغيير وقد شاركت بها بالهتاف وكانت تجربة جميلة رصدت فيها الكثير من الآثار الإناسية والاجتماعية فهذه اللمة تكرار لطقس جماعي بدائي حين كانت للغة كما يقول فرويد (كلية قدرة الكلمات) أي قوة سحرية يعتقد الإنسان بتأثيرها الفعلي المطلق، فالاسم يعادل الروح وحين يملكه الأعداء فهذا يشكل خطر على صاحبه ولا زال للأسماء الشخصية دور في إنفاذ السحر ضد الأشخاص المعمول ضدهم السحر في زمننا الحاضر، واجتماع المدنيين خلف الهتاف يكونوا مثل الجوقة/الكورس يرددون هتافه بانتظام وانسجام يخلق جواً نفسياً وروحياً تتأجج فيه المشاعر والعواطف وتتحد وتتشارك الانفعالات ككيان واحد كأنما الجوقة والهتاف شخصان، أما ترديد ذات الكلمات والجمل ضد الحكومة والفاسدين يحقق نوعاً من السحر اللغوي نظير ما كان يرسم الإنسان الجاموس مصيودا قبل اصطياده ونظير طقوس استنزال المطر وتحريض الأرض على الخصوبة بالحركات الجماعية والصراخ والأناشيد، ما يحقق توازن نفسي لدى الجوقة عن طريق سحر اللغة وكأنهم يحققون عملا فعلياً وهذا يفسر في جزء منه تفاعل وإصرار المتظاهرين مع الهتاف والتظاهر، أما اجتماعيا فإن كل جماعة لا يمكن لها أن تكون اجتماعية ما لم يكون لها جامع مقدس له هيبة واحترام يعلوا على نفسية الأفراد ويكون بؤرة ومركز وجذب معاييرهم وقيمهم ويكون الرابط والوازن والهوية التي تميزهم عن غيرهم، والعراق هو المقدس عند المدنيين هو من يجمعهم ويربطهم حتى صارو جماعة متميزة لها وجودها وهويتها المعروفة (التيار المدني).
بعد ذلك طالبنا الذهاب مع عمار لخيمة التيار الأخرى في ساحة الحرية المتمركز فيها التنوير الإنساني، وذهبنا معا عبر الجسر مشيا وكان بصحبتنا قيادي مدني، سألته عن الانتقادات الموجه للصدريين (الفساد، السلاح والميلشيا، جرائم الاغتيال الطائفي)؟
قال: لو انه عصابة تريد تفكيكها فهل تهاجمها مجتمعه أم تفرقها؟
قلت: تفرقها
قال: وهذا ما فعلناه، والصدريين ليسوا الحزب فقط، إنما الآلاف من المحرومين والعاطلين الذين نشترك معهم بالحقوق والمطالب.
ثم وصلنا إلى المخيم الآخر الخاص بالمدنيين وفي طريقنا سمعنا من الخيم الصدرية من يقول (هؤلاء مدنيين) بدون أن نعلن ذلك ويبدوا أنهم عرفونا من لبسنا ولكون يرافقنا امرأة، قال احدهم (المدنيين أحسن من الحناحنه) أي أفضل من جماعة السيستاني! كما شرح لي (عمار الساعدي) الكلمة الأخيرة، ويبدوا أننا وصلنا مبكرا للخيمة فلم نجد إلا القليل الذين كانوا مع ذلك يحضرون لفعاليات كالرسم والتنظيم والمحاورات وكان هناك طاولة عليها كتب للقراءة، وهي الخيمة الوحيدة المختلطة حيث الود والتفاني المتبادل والإصرار والإرادة حاضرة، ومهما قلت فإن الذهاب للحدث أفضل من الوصف بالكلمات.
وأخيراً الاعتصامات بخير والشباب الواعد يبشر بمستقبل زاهر مهما طال غيابه سيطل علينا يوماً ما كلما عملنا وآمنا به، تحية للمعتصمين الغيارى. 2016/3/22
انطباعات عن اعتصامات الخضراء
24 مارس
عبرت الجسر المقابل لساحة التحرير باتجاه الخضراء لزيارة خيم اعتصام المدنيين في الساعة الخامسة عصرا مع الذين كانوا يلتحقون أيضا بالمعتصمين الصدريين من كبار سن يلبسون العقال والشماغ إلى الشباب بتسريحة (سبايكي)، وكان بعض الأصدقاء والأقرباء يعاتبون الذي يرجعون للبيت (ها بويه ليش رجعتوا؟) إذ يبدوا أن هناك تناوب بالأوقات للاعتصام، عند المدخل اخذوا جنسيتي لكوني بلا باج وكان بالمدخل ممثل عن المدنيين أرسلوني له حين أخبرتهم أني اقصدهم، سألني الممثل لأي مدنين تعود؟ وعندما تأكد مني أدخلني، في الباب سمعت من مكبرات صوت (لطميات)، ثم وصلت مع الهتافات المدنية المميزة تقودها امرأة (جمعة وره جمعة، بسم الدين ..، دار الزمان ودارة الخ) وحضور نسائي جيد يهتف، وكان الصدريين مشاركين منجذبين بالمشاهدة بدون تصفيق، بقيت اصفق حتى تألمت يداي (صورة نصب الحرية تتوسط خيمة المدنيين التي تحمل الرقم 246) والتيار الصدري أيضا كان يقود هتافات راجلة تسير بين الخيام، وعند الغروب توقف كل شيء وقت الصلاة وبدأ توزيع العشاء حيث كل تجمع للخيم يوجد قدرين كبيرين واحد للتمن وواحد للمرق تسكب في معلبات متوسطه (بوكس سفري فلين) مكيال تمن مع مكيال مرق مع صمونة واحدة لكل نفر وهناك من يوزع الماء والعصير واللبن أو البرتقال والتفاح، وبعد أتمام الوجبة سألت عن الشاي فدلوني عليه وكان يوزع بكؤوس فلين وهو يقول (اشرب جاي ابو هاشم) وهي فرصة لأجوب بقية الخيام الصدرية البعيدة نسبيا عن خيمة المدنيين، إذ كانت مختلفة حيث وجدت سفرة طعام طويلة ممدودة بالأرض يأكلون جماعيا ثم صلاة جماعية وهناك من يوزع الكباب وأمامه طابور طويل ثم وجدت سيارة إسعاف فيها أدوية مع طبيب أو مضمد يفحص كل من يراجعه وفي آخر الخيام كرفان كبير للحمامات وخلفه شاحنة (تنكر) ماء تزود خزان الكرفان بالماء، وأثناء تجوالي عثرت على خيمة خاصة بالنساء معتصمات يلبسن العبي، بعض الخيم عليها أسماء عشائر أو حركات (تجمع صدى شباب العراق، مضيف قبيلة بن، عشيرة السادة المكاصيص، عشائر آل غرة) وهناك شعارات مرفوعة مثل (بالروح بالدم نفديك يا عراق، الجماهير أقوى من الطغاة، لن يثنينا عن الإصلاح حتى لو دفعنا حياتنا) وكل الخيم مرقمة، أما الخيم التي في مدخل الاعتصامات فقد رفع عليها لافته اسمها (وثيقة التفويض) أشبه باستمارة في ثلاث فراغات (الاسم، أفوض، أطالب) يكتب بقلم ماجك كل من له مطلب، ويبدوا أن يوم المعتصمين يقضي ما بين الحوارات والهتافات والراحة والعبادة التقاط صور في كرنفال من التآلف والأخوة والود المتبادل، كانت إدارة المكان جيدة وعالية التنظيم بدون أي خلل أو أرباك، الشيء الأكيد أن هناك إصرار لدى كل فرد على الاعتصام كنت اسمعه وأنا أمر بين المجاميع والأصدقاء، عند خروجي منع الدخول منعا باتا بعد السابعة لمن لا يملك باج. 2016/3/24
انطباعات عن اعتصامات الصدريين بالتحرير
22 أبريل •
مرة أخرى يثبت الصدريين قدرتهم العالية والفريدة على إدارة الاعتصام بقدرة تنظيمية محكمة شبه متكاملة، فاليوم تجولت بين خيم الاعتصام وسجلت انطباعاتي فأثناء مجيئي من جسر (محمد القاسم) إلى ساحة التحرير بدأ إغلاق الطريق والتفتيش من النصف الثاني من أعلى النفق أي من محلات بيع البدلات العسكرية، وكالعادة كان الأمن والصدريين يفتشون الداخلين كل على حدة، وعند الوصول كان عدد الجمهور جيد جدا حيث يصل للآلاف، أما الخيم الكبيرة التي أحصيتها قبل الوصول للساحة 10 أو 11، مكتوب على أولها (أهالي المحاويل) وآخرها مكتوب (البو دراج) ومقابل الخيم يوزع الشاي والماء والعصير والتمر والغداء للقادمين مجاناً ووجدت سيارتان كابسة نفايات حيث يتطوع البعض بجمع النفايات في أكياس سوداء كبيرة، والغريب أن الباعة مسموح لهم بالتواجد وقد استفادوا من هذا العدد في رزقهم في بيع الماء والعصير والرايات والقبعات والرصيد والسجائر الخ، وعند الوصول للساحة بدأت احتك بالأكتاف بسبب تركز الناس وسط الساحة التي كان في يمينها شاشة تلفزيون كبيرة مرفوعة مربوطة بسيارة، ووسط دكة الساحة سماعات كبيرة ومايكرفون وخيمة يلقى منها الهتاف والخطب ويسمح بإلقاء الشعر أو بيانات وقد ألقى الناطق باسم رابطة المحامين والرياضيين كلمته، وكان الهتاف يلح على وطنية الشعارات، ويوجد تحت النصب سقيفة لاستعارة الكتب وحلاق للمعتصمين، أما الحديقة التي خلف النصب فكانت تعج أيضا بالناس وكان عدد الخيم الصغيرة فيها ما يقارب 50، والناس ممدده في حدائقها مجاميع، أما الخيم من جهة السنك كانت خميتين كبيرتين فقط، ومن جهة شارع السعدون كذلك، حيث كانت هناك شاشة أخرى مربوطة بسيارة تبث قناة تلفزيوينة، أما الشارع الراجع باتجاه جسر (محمد القاسم) فيبدأ بخيمة المدنيين يسار النصب وتتبعها بقية الخيم التي يصل عددها 17 خيمة مكتوب على احدها (أهالي بابل) وأخرى مكتوب عليها (جماهير سوق الشيوخ) مع سيارتان كابسة واثنين كرفان wc مع تنكرين لكل واحد وسيارتان إسعاف، أما دكة الساحة فيها 23خيمة صغيرة مقابلة للنصب وقد وضع سلم حديدي لتسهيل صعود الدكة التحرير، باختصار كانت الساحة اغلبها للصدريين بينما جزء قليل للمدنيين مقابل الجسر المطل على الخضراء المغلق ويقابل دكة المدنيين ثلاث سيارات كبيرة تطوق جمهورهم وقد عزل الصدريين أنفسهم عن المدنيين بصبات منخفضة! مع تفتيش بجنبها! وقد اشتكوا من هذا التضييق بالمايكرفون وتسالوا لماذا تحاصرونا ونحن سلميين؟ أما المدنيين فقد كانوا يرددون نفس الهتافات ونفس الهتافين ذاتهم وعددهم قليل لا يتجاوز المائتين وليس لديهم إلا الهتاف الذي لم يعد يجدي أي شيء، مقابل هتافات الصدريين وخطبهم وقصائدهم والكلمات التي يلقيها بعض المجاميع الأخرى والمتاحة لأي شخص آخر وليست محتكرة كما في المدنيين من عدة وجوه ذات نمط واحد، وإذا لم يعيد المدنيين النظر في إدارة التظاهر فلنقرأ عليهم السلام.
انطباعات عن احتجاجات الصدريين في المنطقة الخضراء
1 مايو
مرة أخرى يثبت التيار الصدري قدرته المدهشة على المبادرة والتجديد في السلوك الاحتجاجي، فبعد أن فاجئ الكثير باقتحام البرلمان دون حدوث عمليات نهب سوى خروقات بسيطة، توجهت اليوم إلى المنطقة الخضراء عبر السير من جسر الجمهورية باتجاه النفق الى ساحة الاحتفالات وكانت المسافة بعيدة جدا بحيث أن سيارات نقل للمتظاهرين خصصت لهم ذهاباً واياباً، وكالعادة بعد إجراء التفتيش من السيطرات الحكومية والصدرية وصلت لساحة الاحتفالات حيث يتواجد على مدخلها وسائل الإعلام بسيارات البث المباشر، وسيارات (بيك اب) توزع الماء وسيارات عسكرية توزع التمن والمرق والرقي وهناك من يوزع في علب التفاح والموز، ولحضة دخولي الساحة كانت مدهشة حيث المكان واسع مفتوح مليء بالخضار والقاعات والناس تنتشر فيه مجاميع جالسين يأكلون أو يدردشون أو يلتقطون الصور كأنهم في سفرة، وبعض الشباب يسبح في بحيرة كبيرة وسط حديقة فالجو كان أليف أو كمهرجان للفرح والمرح، والأعلام العراقية منتشرة ترفرف، وأحسست أن هناك رغبة لدى الشباب بكسر طبقية الحكومة بالدخول للاماكن التي كانت حكرا عليهم. أكملت مسيري باتجاه مجلس النواب وعندما مررت تحت الأقواس الضخمة تذكرت صدام حين مر من تحتها يعتلي الفرس، وتذكرت المنصة التقي استعرض منها آخر مرة، ولاحظت أن الخوذ الموضوعة أسفل الذراع قد أزيلت ومحيت كتابات تخص الفترة السابقة، وقبل الوصول للمجلس شاهدت بيوت قريبة منه محمية بأمن مكثف لم يسمح لأي شخص بالاقتراب منها وعلق احدهم (لو بيوتنا محمية مثل هذا الأمن، جان صارت تفجيرات عدنا؟) وقبل وصولي اخبرنا الأمن بإغلاق الطريق المؤدي للمجلس ولم أشاهد منه إلا القبة الذهبية، رجعت باتجاه الجندي المجهول واعتليت وسطه وتذكرت حين كنت أشاهده بالتلفاز فقط، نزلت بعدها باتجاه القاعة الخاصة بالخطابات الرسمية وهو المكان المكتظ بالجمهور وفيه سماعة كبيرة تبث النشيد الوطني، وبعض الشباب اعتلى أبراج الإنارة يرفرف الأعلام ويلتقط الصور، وبعضهم يهتف بالتصفيق على مساند الحيطان كإيقاع مع الهتاف الجماعي، وهذا الهتاف له وظيفة نفسية اجتماعية في شد الجمهور في نفس عليا، بعدها صدرت توصيات عبر مكبرات الصوت بعدم الاستماع لأي كلام لم يصدر من اللجنة، وعدم رفع أي صورة، وعدم ترديد شعارات غير وطنية، وشكر القوات الأمنية على تعاونها، وحملة تنظيف الساحة، ونبه إلى أن بيان سيصدر بعد دقائق من اللجنة، ثم ألقى (جاسم الحلفي) خطاباً قال فيه (الرئاسات الثلاث لم تكن بمستوى الطموح، الحكومة تقول أن هيبة الدولة انتهكت، والدولة كما هو معروف تتكون من الأرض والشعب والسلطة، وأنا أسأل من سلم الأرض للإرهاب؟ أنها الحكومة...)وختم خطابه (عاش العراق عاش العراق) صفق الجمهور بحرارة مرددا (لبيك ياعراق) وأثناء كل كلمة الجهور يهتف (بالروح بالدم نفديك ياعراق) أو الصلاة على محمد، وحين اعتلى شاب أعلى برج ليضع العلم العراق صفق له الجماهير مرددين (علي وياك علي). القي البيان بعد بأمر الانسحاب احتراما للزيارة وإعطاء مهلة للحكومة بعد انتهاء الزيارة، وإذا لم ينتخب المجلس حكومة تكنوقراط مستقلة في جلسة واحدة فان الخطوة القادمة ستقيل الرئاسات الثلاث وتعلن عصيان عام وتدعو لانتخابات مبكرة، ظهر من البعض اعتراضه على الانسحاب سرعان ما انتهى أمام الجموع المنسحبة. وعند باب الخروج تزاحم أصحاب المؤن على توزيع اللفات (كباب دجاج) وقناني الماء على المتظاهرين الذي سلك بعضهم طريق بمحاذاة متنزه الزوراء باتجاه الحارثية حيث كانت نصف الطرق مغلقة بسبب الزيارة.
نسيت أن اذكر أن المدنيين كانوا يعدون على الأصابع ولولا خطبة (جاسم الحلفي) لما أحس احد بحضورهم، وهذا الكلام ليس استهزاء إنما هم جزء من الجماهير العريضة ليس لهم أي دور متميز عنهم.
دفاعا عن الحقيقة وليس الصدر
31 مارس
ظهرت في اتهامات في الفترة الأخيرة ضد الصدريين ترافقت مع مشاركتهم في المظاهرات ثم الاعتصامات، اتهامات تستحق المناقشة والرد قبل قبولها أو شجبها لأنها تعبر عن رأي قطاع من الناس رفض المشاركة في الاعتصامات وانتقد تحالف المدنيين على أساس هذه الاتهامات.
الاتهام الأول يقول (أين كان الصدريين طول هذه الفترة من الزمن؟ ثم فجأة أصبحوا يريدون الإصلاح وهم كانوا مشاركين سياسياً ولهم وزارات ولهم دور في خراب هذا البلد؟) أقول أن هذا الاتهام سيف ذو حدين وسهل توجهيه لمدعيه باتهامه (أين كنتم انتم طول هذه الفترة أيضا؟) أليس البلد مسؤولية الجميع؟ الم تنتخبوا انتم هذه النخبة السياسية؟ عندها يصبح الكل مدان بهذا الاتهام وليس الصدريين فقط أما إذا بقي الإصرار على اتهام الصدريين فقط فسيغدو التسقيط السياسي واضح خلف الاتهام، وماذا ينفعنا اتهام بعضنا لبعض سوى مزيد من الفرقة والخلاف والضعف؟ ونحن قضينا عقدا كاملا نمارس الاتهام المتبادل؟ وأقصى ما يمكن أن نصل إليه بهذا الاتهام هو مدى تفاوت حجم المسؤولية على كل طرف وليس التبرئ منها بإلقائها على طرف دون غيره.
الاتهام الثاني هو أن المعتصمين خرجوا من أجل زعيمهم (الصدر) وليس من اجل العراق ولن يترددُ في ترك الاعتصامات إذا جائهم أمر بذلك في حال إرضاء (مقتدى) سياسياً من الكتل الأخرى. أقول لهم أن هذا الاتهام إن صح فإننا يجب أن نعيد كتابة التاريخ من جديد ونسقط الشعوب التي تبعت (غاندي) و(مارتن لوثر) و(مانديلا) و(جمال عبد الناصر) و(عمر المختار) الخ ونتهمها بعدم الوطنية وعبادة الزعيم لأنها كانت تمشي وراء زعمائها ورموزها! هل ترضون هذا الاتهام الغير منصف؟ وإذا اصرينا على اتهام الصدريين بذلك فالتسقيط السياسي واضح في الاتهام.
الاتهام الثالث هو أن الصدريين متورطين بجرائم قتل طائفي ويملكون فصائل مسلحة خارج سلطة القانون فكيف لهم أن يطالبوا بالإصلاح؟ وهذا الاتهام أثبته ولن ابرره بشيوع ظاهرة الفصائل المسلحة أو استثناء الوضع الأمني وتهديد داعش، وهذه مسؤولية القضاء في البت في الجرائم، ومسؤولية الحكومة في فرض هيبتها وقانونها، وارفض من الاتهام استبعاد الصدريين من المظاهرات لان التيار الصدري ليس الجناح السياسي فقط إنما الجماهير العريضة لها حق التظاهر والاعتصام ومن غير المعقول أن يكون كل فرد ارتكب جريمة قتل أو منخرط في فصيل مسلح، والصدر نفسه جمد أكثر من مرة فصائله وأبدى استعداد للتخلي عن السلاح من جميع الفصائل وليس فصيل دون آخر.
وأخيرا هل هذا الوقت الملائم للجدل؟ ونحن في مفترق طرق ولحضه حرجة وفي عنق الزجاجة؟ إن الوقت وقت العمل وليس الجدل.
للتنويه أنا لست صدرياً ولا إسلامياً، أنا علماني ودفاعي ليس عن الصدر إنما عن الحقيقة.
إن حضر لايعد
6 مايو
مظاهرات المدنيين اليوم شبه ميته، الحضور هو ما يقارب 200 نصفهم من الشيوعيون المسنين وبعض الشباب، والوجوه ذاتها التي تعتلي الدكه والشعارات ذاتها، تصفيق وحماس لااكثر. مظاهرات من عدمها باتت متساوية.
هي انطباعات لااكثر
كفى هتافا يا متظاهرين
20ابريل
آخر مرة في ساحة التحرير المحلل السياسي (احمد الابيض) كسر نمط الاحتجاج المتعود على الهتاف الجماعي ورفع الشعارات المكتوبة، وخطب بالمتظاهرين بمايكرفون محللا الوضع الحالي وما ينبغي عمله، ومن ضمن ما قاله (ان بقاء الاحتجاجات على وتيرة واحدة بالهتاف فقط هي اعطاء شرعية للحكومة على انها ديمقراطية امام العالم، بالتالي يصبح التظاهر ضدها عديم المعنى، وهذا ما امتص المد الجماهيري وجعلها نخبوية)، اتمنى ان تصبح ساحات التظاهر اقسام منها مخصصة للتحليل السياسي والتوعية وكفانا هتافا فقط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن