الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزء الثالث والاخير من / مقال الاثار الاقتصادية والاجتماعية والنفسية في غزو داعش ل بعشيقة وبحزاني 1-2-3

خالد علوكة

2016 / 8 / 7
المجتمع المدني


وتقدر خسارة بعشيقة وبحزاني من الثروة الحيوانية بفقدان حوالي ال ( 1500 ) رأس غنم واكثر من 200 من الابقار المحلية والمسمنة بما فيها ابقار فريزان الهولندية ومئات الاطنان من العلف الحيواني .

وهناك كثير من المحلات الراقية وتبلغ اكثر من 3 الاف محل متنوعة في البيع بالجملة والمفرد للمواد الغذائية واخرى للمواد الاحتياطية للسيارات وكافة انواع العجلات ومخازن للمشروبات الغازية والروحية ونوادي وكازينوهات موثثة ومعارض راقية للملابس والعرائس والسجاد ومحل جملة اطارات تجو العبديكو والاجهزة الكهربائية المنزلية بالجملة باسم بشار علوكة ، وكذلك محطة غسل وتشحيم السيارات و كثير مطاعم ومحلات المواد الصحية بالجملة وساحات بيع السمنت والجص والسيراميك وعيادات اطباء تقدر ب 10 عيادة فيها اجهزة كاملة وحديثة لطب الاسنان واضافة الى 4 صيدليات وكذلك اكثر 3 مختبرات طبية وتقديرها بخسارة اكثر من مليون دولار اضافة الى كثير حرف وصناعات ومحلات متنوعة لايمكن حصرها بل يمكن اعتبارها خسارة مادية ومعنوية لاصحابها كمصدر للرزق ومهنة موروثة .

وكذلك ترك اهل المنطقة بحدود (1000) الف طن من محصولي الحنطة والشعيروالبقوليات لم يتم تسويقه بقيت في البيادر وداعش ايضا سرقها وارسلها للبيع في الرقة والموصل وغيرها من مدن اوكار اللصوص ، وكان توجد في بعشيقة وبحزاني كثير من المزارع الخاصة التى زرعت باشجار الزيتون وكافة الفواكة وجهزت بكافة متطلبات الزراعة العصرية من التنقيط وغيرها وقد نهبت هي الاخرى وايضا ساحات الغاز سرقت مع سيارتها والقناني اضافة الى عشرات السيارات والجرارت الزراعية والشفلات والقلابات الاهلية التي تعذر سحبها او تعطلت .واضافة الى كثيربقاء ونسيان مقتنيات شخصية ثمينة يابى اصحابها الكشف عنها ولاتقدر بثمن ومال .

وكذلك وجود مايقارب 150 مولدة اهلية مع احتياط مادة الكاز اويل تقدر قيمتها بمليار دينار عراقي وكثيرمواد لايمكن حصرها جميعها استولى عليها التنظيم الارهابي واصبح اهل المنطقة صفر اليدين من حصاد العمر وخرجوا بملابسهم فقط وكل ذلك (لايعادل شرف سبية سنجارية لاتزال بيد الطغاة والبغاة اعداء الله والبشرية ) .

ومهما درج من ارقام وحسابات مادية واقتصادية فان مقدار ذلك كارثي ويمكن اعتبارها مناطق (منكوبة ) ماليا واقتصاديا وقد لايصدق ذلك ولكنه الواقع والحقيقة من كون ناحية بعشيقة وبحزاني (الوحيدة في العراق ) فيها من المعامل والمصانع والحرف والتنوع التجاري الكثيرة زالكبيرة وقد بنيت وتأسست من حصيلة مال وجهد وتعب سنوات في سهر ليالي وحصاد العمر وللاسف يذهب هكذا ادراج الرياح بين ليلة وضحاها من قبل بغاة الدواعش وقد يعوض المال باي حال ولكن الانكسار النفسي والتاريخي والاقتصادي لواقع المنطقة الانساني والمالي المبني على الحلال وروح التسامح وحسن المعاملة والجد والاخلاص في العمل هذا الانكسار من يعوضه ويردم اثار فاجعة محيرة بما حصل واليمه جدا وباي وقت وزمان وحال يحصل هذا ؟ وهل يحمل الانسان مسؤولية العاملين في المنطقة وقد وضع اهل المنطقة كامل الثقة بهم فمن الواجب التاريخي والانساني تبليغ الاهالي بالواقع القادم ! والعمل اليوم بهمة في سرعة تحريرها ورد الاعتبار واعادة الامور الى سابق عهدها.

إن الشرخ الاقتصادي والمادي ادى بتدمير رزق آلاف العوائل كانت تعتاش بالعمل في هذه المعامل وقدادى النزوح الى البطالة وقطع الارزاق بعد الاعناق في فواجع سنجار. وادى الشرخ ايضا تدمير البنى التحتية لاهالي منطقة بعشيقة وبحزاني لايعادل بثمن ولايجازي بمقدار تطييب الخاطر وتقديم التسهيلات هنا وهناك بل بسرعة تحريرها والعمل الجاد والمخلص لاعادة الاهالي اليها وبناء واعمار المنطقة وازالة مخلفات العقدة والحسرة خاصة دينيا استهداف مزارات المكون الايزيدي حصرا ولابد من تفعيل واصلاح روح التسامح وتقديمها لكل من فقدها وابعاد الطائفية المقيته لبعض ضعاف النفوس وقليلي الاحساس تجاه اهالي المنطقة إن التوافق والتعايش ونصب روح البناء واعادة الامور الى سابق احدها يتحمله الجميع ومن كان سببا لماسي المنطقة واذ اهالي المنطقة ينتظرون بفارغ الصبر والترقب بالعودة والتسرع في تحرير هذه المناطق التي يستغرب اهاليها من نسيان قيمة خسارتهم الكبيرة ماديا ومعنويا وبطء التفكير في امكانية التحرير اسوة بمناطق اخرى تحررت ونالت حقوقها في اعادة الوضع الى الاحسن وقد يكون سرعة تحرير مناطق بعشيقة وبحزاني وتحسس جزء من حالة الاستقرار للحالة المادية والنفسية المفقودة والشعور ببعض الراحة ورفع الروح المعنوية ضروري جدا على الرغم من تشتت تفكير وعمل اهالي بعشيقة وبحزاني على استبعاد العودة وقد رحل وهاجر الكثير من اهالي المنطقة لدول غربية واميركية طلبا للامن والامان وضمان مستقبل اطفالهم على الاقل للحفاظ على الباقيين من عوائلهم في نيل التعليم والعناية الصحية افتقدها الاباء في بلادهم الام ولعل الهجرة توفر السلامة لمن لايفكر بالحروب والشر ولكنها ليست بديلا لتاريخ وأرض الاجداد والاباء.

ومن نتائج الهجرة غرق وابتلاع بحر ايجة الكثير من اهل المنطقة اطفالا ونساء وشيوخ غرقاَ وموتا في الغابات وهم في الطريق طلبا للامان ببلاد الغربة وقد ضاقت بهم السبل بعد خسارة ممتلكاتهم وتعب وجهود العمر وضياع مال وحال واعقبه تحمل تبعات الهجرة والنزوح ومعانات الاطفال والشيوخ .. ورغم كل ماحدث ويحدث فان اهل المنطقة لايمكن ان يدخل اليأس في حياتهم بل قد تعودوا المعاناة وتحمل المصايب على مر تاريخ قوم كان الفرمانات لهم تسحق الحرث والارض ونفوس بريئة لاذنب لها سوى ضعفها من اقليتها و بَطش اكثريتها...

ويتأمل اهل المنطقة في الله والشعب والقيادة الكورستانية وحكومة بغداد في تعجيل العودة واعادة بناء مناطقهم بالتعاون مع الجميع وكما لايمكن التنازل على شبر واحد من وجود وحضارة وتاريخ وجغرافية المنطقة رغم الدمار وتهجير الانسان وقلة الوعي الانساني للجيران وانخراط الكثيرمن السيئين مع شر داعش الاجرامي فالحقوق والوجود والعودة والبناء يحدده من كان موجود في المنطقة منذ الازل وقد مرت منطقة بعشيقة وبحزاني في كثير محن وغزوات وفرمانات اكثر عداءا وشراسة مما يحصل اليوم ولكن بقي الحق وذهب الغزاة واعادوا البناء والتنظيم لان ارادة الشعوب لاتكسر وفي بعشيقة وبحزاني كثير صبر وعِلم وقدرة التحمل والجَلد على المحن وسوف تمر هذه الكبوة وماهُدم من بناء يُعمر وسوء هذه الفرمانات القبيحة بفاعليها وسواد وجه مرتكبيها ايضا ستنتهي واين صارت حملة وفرمان (الاعور الراوندوزي ميرى كورا عام 1837م) حيث مسح واباد المنطقة حتى ديار بكر وحملة سئ الصيت الفريق (عمر وهبي عام 1908م ) . وغيرهم فقد اندحروا وذهب الغزاة المعتدين مثل عواء كلاب اطراف الليل وتبقى تشرق قبلة شمسنا صباح كل يوم بالنور والبركة ومصير الفرمانات و الغزاة دوما العار ومزبلة التاريخ وابواب جهنم واسعة لاحتواء هذه القِمامة وسيلحقهم داعش ومن والاه واسكنه وعلمه وعاونه وسنبقى لاننا الانقى والاصل وجوهر المنطقة و لب الكورد الايزدية من نسل واصل وعرق لايتبدل ولايمكن تلويثه مهما فعل مجرمي العصر الحديث والقديم .

ومهما تحدثنا عن الخسارة الاقتصادية الفادحة لاهالي بعشيقة وبحزاني و بالارقام المهولة وهي الحقيقة الاقتصادية بحيث يمكن أن تصل الخسارة الى حوالي ال (( ترليون دينار عراقي ..)) وقد نطق وصدق احد افراد الدواعش الاجانب عندما دخل وراى انتعاش حال اهالي بعشيقة وبحزاني وقال ( نحن ألآن في دبي !!! )



وتاثير غزو داعش على الناحية العلمية والتربوية فان بعشيقة وبحزاني كانت مهدا ونقطة انطلاق في فضاء العلم والتفوق وكان تحوي ويسكن فيها بحدود 600 طالب جامعي من قضاء سنجار وحدها للدراسة في جامعة الموصل وبرعاية اهل المنطقة ودعم مركزلالش دهوك والبيت الايزيدي وافراد مقتدرين وجهات اخرى قدمت دعما ماديا ومعنويا لمواصلة الدراسة والتفوق وقد نجحت تجربتهم وبشرت بالخير ولكن دخول داعش للموصل ابطل ودمر احلامهم و غادرونا مجبرين الى سنجار ولم يعرفوا هي الاخرى سنجار ايضا تغادرنا واين هم الان واين التواصل معهم في زمن النزوح ومصائر الاف الطلبة الاخرين ورغم ان حكومة الاقليم فتحت ابوابها لهم مشكورة ولكن عددهم كثير وتجربة اللغات تبقى تعثر بعض الخطوات من الناحية الاستيعابية والساحة العلمية الاكثر اتساعا من مجال قدم الوسائل الدراسية في الموصل .

ومهما فعلوا فان الزاهد الصيني (لاوتزو) يقول لهم {من يلاحق التعلم سوف يتزايد كل يوم } . وانتصر سلاح العلم في بعشيقة وبحزاني ولايتوقف مستمر بالفوز والتفوق والرمي صوب داعش ومن والاه ويوجد في المنطقة ثروة وخزين علمي لاينضب حيث لدينا اكثر من 100 في المجموعة الطبية وضعف هذا العدد من الهندسة والشهادات العليا الاخرى ، وآلآف المعلمين والمدرسين والموظفين هؤلاء باقين ويعملون بنفس الاخلاص والتفوق اينما رحلوا ونزحوا فمقياس النجاح والعلم معهم وقد داوم اكثرية الاهالي لكن دون المستوى المطلوب في الاقليم لاسباب استيعابية او مادية او نفسية .

وغزو داعش اثر بشكل كبير على استمرار ونمو الواقع العلمي وما حدث من تغيير في طبيعة العمل وعدم وجود اشباه جامعات كبيرة مثل الموصل في الاقليم مما ادى الى هجرة الطلبة الى الخارج املا في مواصلة الدراسة وتشتت مئات الطلبة في انحاء العراق والاقليم والعالم بحثا عن مقعد وفرصة لمواصلة الحياة والتعلم دافعا لهم بذلك تفوقهم وذكائهم الخارق الذي يشهد له الخارج قبل الداخل وهو قبلة الحياة التي تتطور بها الامم .

ومن آثار الناحية الاجتماعية وتاثر المنطقة بالغزو البربري لداعش فقد تفكك الوضع والنسيج الاجتماعي والعائلي نتيجة ترك كل مالديهم في المنطقة وكذلك طول فترة النزوح وعدم تحرير مناطقهم ونزوح كل مجموعة في قرى ومدن الاقليم البعيدة مما قلل التجمعات والتلاحم العائلي ، ومنهم من اختار الهجرة خارج الوطن فقد تشتت اهالي بعشيقة وبحزاني في مدن الاقليم الواسعة ورغم عدم وجود تقصير ومد يد العون والحنان الذي لمسوه النازحين من اهل بعشيقة بوحزاني من شعب وحكومة الاقليم الكرماء وهذا شئ يمجده التاريخ وهوالصواب وسجل باسم شعبنا الكوردي ...

وقد تبدد وتدهور تفكير اهل المنطقة بعدة اتجاهات وتوجهات و جعل الامل يتلاشى بالعودة السريعة وبدأ الاهالي بالهجرة الى خارج العراق (علما بان اهل بعشيقة وبحزاني اقل الشعوب التي ترغب بالهجرة للخارج ) ولكن ضغط الحال جعلهم يدفعون الاف الدولارات لعصابات التهريب والاتجار بالبشر وقد لاتكون الهجرة حلا مناسبا ولكن ماألعمل بعد ان تضائل امل العودة ويأس الناس من الحال والزمان الاغبر وتم سرقة كل مالديهم من بيوت ومال وقد تكون تقريبا كل عائلة قد ارسلت فردا من اهلها للخارج او تكون عوائل كاملة قد هاجرت بصورة شرعية وغير شرعية مما غرق الكثير في بحر ايجا او من تاه في غابات اوربا ومات هناك كله من اجل البحث عن حياة افضل وامان اكثر ولكن الموت واحد قد تلقاه هنا في بلدك او قد يكون منتظرك هناك في طريق الهجرة للمجهول ولكن مهما يحصل يبقى ذكرى الوطن اغلى واحلى ..و نأمل الخير حتى لو كان حلما وسنعمر ونبنى الحال وكل مزار ودار ومعمل ومصنع وحقل ونزرع اشجار زيتون وسنجري كما يجري الماء والدماء في كل شريان وساقية وجدول تسقي الارض والنفس قد تكون منها مُرة بما جرى وحدث من اجرام داعش لكن سنغسلها بامل الحياة والانسانية واحترام مذاهب طبيعة الناس مهما كانت وقد غرس فينا خودي من ثبات دين وايمان وصبر لاينتهي و يَفك الحديد بنار التسامح والتعايش ويفتح ابواب المحبة والجهاد بالاعمار وبناء الحيطان والانسان بنور الايمان .

وتبقى الاشارة والعمل في الحلول والعلاج للامر رغم كل ماصار وحصل موجودة لان الحياة لاتتوقف وكما الشعوب الحية لاتموت و تنتهي ، ان تحمل الاخطاء ومعالجتعا ليس ضعفاَ ولاجريمة بل انها شجاعة وكرم والاعتراف بها ومعالجتها افضل السبل لادامة الوجود وعودة الامور الى سابق عهدها واتباع وذكر الحلول يكون في رأينا كما يلي :

1- تشكيل قوة من اهل المنطقة تتكفل في الدفاع عن المنطقة حصرا.

2- واجب مسؤولية المنطقة باهل المنطقة حصرا من افراد لهم القدرة والخبرة بادارة المنطقة .

3 - ضرورة تطبيق المادة 140 وفسح المجال للاهالي باختيارالوضع الذي يبغوه ويوحد المنطقة والاهالي والتعايش .

4 - عدم تكرار اخطاء الماضي وسماع راي اهل المنطقة بما لديهم من خبرة امنية وعسكرية وادارية .

5 - البدء فورا ببناء وتعمير كافة المراقد والمزارات الايزيدية بما يحافظ على اسس وتراث وتاريخ وجودها وقيمتها دون المساس بعمارتها التاريخية .

6 - المحاسبة وضمن القانون لكل من تلوثت يده وله تقصير ومن له يد في ايذاء المنطقة .

7 - رفض رد الفعل السريع والعداوات والثأر بما حصل والاستفادة من روحية الاقليات في التسامح والمحبة.

8 - مسح اثار الماضي وبث وتقوية روحية التعايش السلمي ونبذ الطائفية المقيتة والعجيبة –

9 - توفر وايجاد الدعم المادي الكامل بتعويض اهل المنطقة بما سرق ونهب باسم داعش الدولة الاسلامية.

وليس لنا ختام لهذا التقرير لكنه البداية في توجيه كل الشكر والممنونية من نقاء العرق الكوردي الاصيل لشعب كوردستان العراق وعلى عهدنا الكبير به من توفير كل الدعم وحسن الاستقبال والضيافة واحترام النازحين رغم كل هذه الخسائر لكن شعر اهالي بعشيقة وبحزاني بالراحة في اربيل ودهوك والسليمانية وبحنان واصالة الحضن الدافئ لشعب الاقليم الابي والذي لايقدر بثمن اوشكر وقام بالواجب واكثر لانهم اهل خير لزرع البسمة في قلوب كل نازح عراقي ومحتاج ومنهم نازحي بعشيقة وبحزاني .
خالد علوكة
دهوك 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا


.. كيف يُفهم الفيتو الأمريكي على مشروع قرار يطالب بعضوية كاملة




.. كلمة مندوب فلسطين في الأمم المتحدة عقب الفيتو الأميركي


.. -فيتو- أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة




.. عاجل.. مجلس الأمن الدولي يفشل في منح العضوية الكاملة لفلسطين