الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


{قراءات في كتاب رأس المال في ضوء الجدل الهيجلي} - 6

علي عامر

2016 / 8 / 14
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


{قراءات في كتاب رأس المال في ضوء الجدل الهيجلي{ - 6
الفرضية:
1- الماركسية ليست إلّا تطبيق الهيجلية في وسط مادي.
" كان الديالكتيك يسير على رأسه، ويكفي اعادته على قدميه لكي نرى له هيأة معقولة"
2- ماركس التزم حرفياً بالمنهج الجدلي.
"أعلنت نفسي تلميذا لهذا الفيلسوف العظيم"
وهذا ما سيتم اثباته في هذه السلسلة.

الحلقة السادسة: " من التناقض الضمني إلى التناقض الصريح, من الطبيعة المزدوجة للبضاعة إلى الطبيعة المزدوجة للعمل "

• يقول هيجل في المنطق الكبير, في بداية فصل الماهيّة:"الماهيّة حقيقة الوجود".
• كنّا قد عرفنا أنّ البضاعة هي الوجود المباشر, الذي ماهيته ليست إلّا العمل البشري المنفق في انتاجها.
• يقول ماركس: "لقد كنت أوّل من أبرز الطابع المزدوج للعمل المتمثل في البضاعة, ولمّا كانت هذه النقطة محور الاقتصاد السياسي, وجب علينا هنا التطرق إلى تفاصيل أوسع".
• اشتقاق الطابع المزدوج للعمل:
1- ما هي شروط البضاعة؟
- أن تكون نافعة.
- أن تكون قد انتجت بهدف التبادل.
- أي لتكون المنتجات بضائع, لا بد أن تكون انتجت كقيم استعماليّة للآخرين, كقيم استعمالية اجتماعية.
2- ما هو العمل النافع؟
هو العمل المحوّل والمصعّد إلى قيم استعمالية.
فالعمل يتحول ويتصعّد لبضائع, فكما تعتبر الماهيّة عند هيجل, وجود ماضٍ و مرفوع, أي أنّه وجود ماضٍ, ولكنّه لم يلغ تماماً, كما أنّه لم يبقَ كما هو, وإنّما رفع وحوّل وصعّد, وبالتالي فهو محفوظ, ولكنّه ليس محفوظ في شكله الذاتي, أي هو غير محفوظ في ذاته, وإنّما محفوظ في آخر, والآخر هنا هو البضاعة, فالعمل كذلك يتموضع في بضاعة (آخر), أمّا العمل الذي لا يعبّر عن نفسه في بضاعة منتجة, ليس إلّا مراوحة في المكان, لا قيمة لها, ويساوي العدم.
3- ما هي شروط البضاعة لتدخل حيّز التبادل؟
أن تكون نافعة, وأن تكون مختلفة, فالبضاعة لا تبادل مع نفسها, وإنّما تبادل مع بضاعة مختلفة عنها, ولكن مساوية لها في القيمة.
3- اختلاف البضائع, يفترض ضمناً اختلاف الأعمال النافعة التي انتجتها.
4- اختلاف الأعمال المنتجة يعني التقسيم الاجتماعي للعمل.
5- التقسيم الاجتماعي ضروري لإنتاج هذا التنوع في البضائع.
6- بعد أن بيّن ماركس أنّ كميّة العمل المتبلورة في بضاعة ما, هي التي تحدد قيمة تلك البضاعة, يبيّن هنا علاقة الطابع النوعي أو الكيفي للعمل, في انتاج بضائع متنوعة.
7- فالبضائع المختلفة, بحاجة لأنماط مختلفة من الأعمال المنتجة.
8- يقول ماركس في رأس المال, تحت عنوان "الطابع المزدوج للعمل, الذي تعوّضه البضاعة", ص 53, في ترجمة لمحمد عيتاني, نشرتها مكتبة المعارف بيروت, سنة 1982:"يطابق مجموع القيم الاستعماليّة من كل نوع, مجموع من الأعمال النافعة المتنوعة أيضاً, المميزة جنساً ونوعاً و أسراً, إنّه التقسيم الاجتمعي للعمل, وبدونه ليس ثمة انتاج للبضائع."
9- فكل عمل نافع يتمايز عن سائر الأعمال النافعة الأخرى, في طبيعته وطريقته و وسيلته وغايته, كتميّز طبيعة عمل النجّار عن طبيعة عمل النسّاج.
10- نوع العمل, أو طبيعة العمل, تعني ببساطة أنّ عمل الحائك لمدة ساعة من الزمن يختلف عن عمل الخياط لمدة ساعة من الزمن, رغم أنهما متساويان في الكمية.
11- إذنْ و كتكثيف, فالبضائع مختلفة لاختلاف أشكال العمل المنتج, والبضائع قابلة للتبادل لاشتراكها جميعاً في كونها قد انتجت بمجهود بشري, أي أن خصوصية واختلاف العمل أنتجت اختلاف البضائع, وعموميّة فكرة العمل أنتجت قابليتها للتبادل من حيث اشتراكها جميعاً في أساس واحد وهو أنّها انتجت من بذل قوة بشرية على شكل عمل.

• بعد أن استنبطنا الطابع المزدوج, نكون قد بيّنا كيف يكشف ماركس, لأوّل مرة في التاريخ, هذا الطابع المزدوج للعمل, والذي يظهر في الطابع المزدوج للبضاعة, في احتواء كل منها على قيمة تبادلية (كم) يتم تحديدها (بكمية العمل) اللازمة لها, وقيمة استعمالية, تختلف من بضاعة لأخرى باختلاف (نوع العمل) المنتج لها.
• لذا فالتناقض الضمني في طبيعة البضاعة المزدوجة, ظهر صريحاً في طبيعة العمل المزدوجة.
• يقول هيجل في الموسوعة, فقرة 114, في ترجمة لإمام عبدالفتاح إمام:"دائرة الماهيّة: يظهر التناقض في دائرة الماهيّة صريحاً, ذلك التناقض الذي كان ضمنيّاً في دارة الوجود".
• ويكمل:"لأنّه طالما أنّ فكرة واحدة بعينها هي التي تسود المنطق كلّه, فسوف يظهر في سير الجدل في دائرة الماهيّة نفس الخصائص أو الحدود التي ظهرت في سيره في دائرة الوجود, ولكن في صورة منعكسة."
• فما كان ضمني في جسم البضاعة الجماد, الساكن, الصنم, من قيم تبادلية واستعمالية, يظهر صريحاً في عالم الإنتاج البشري الحيوي والمتفاعل.
• فحين تمسك بيدك قلم حبر مثلاً, أو تنظر إليه بعينك, لا تجد فيه أي أثر للقيم التبادلية والاستعمالية, فهي مستترة في جسد هذا القلم, أو لنقل موجودة وجوداً ضمنياً في جسد هذا القلم, أو بشكل عام فالقيم الاستعمالية والتبادلية, موجودة وجوداً ضمنياً (ليس صريحاً) في جسد البضاعة.
• أمّا في عالم الانتاج البشري الحيّ, فتنوّع العمل, واختلاف طباع وأشكال العمل البشري المنتج, سيكون ظاهراً صريحاً, كما أنّ كميّة العمل, أو المدة الزمنية اللازمة للانتاج, ستكون واضحة وصريحة, ويمكن ضبطها من خلال الطاقم الإداري أو مراقب العمل أو المشرف عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا