الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية العربي ولد عين الدفلة :

ياسين لمقدم

2016 / 8 / 14
الادب والفن



الجزء 1 :


**********************************

العربي... شاب من أبناء "عين الدفلة"، شمال غرب مدينة العيون الشرقية، اشتغل في بداية السبعينيات مع سيرك عمار الدولي الذي أسسه الجزائري "أحمد بن عمار القايد" سنة 1887.
وكانت مهمة العربي كعمل غيره من الأجراء الموسميين الذين يشتغلون في السيرك خلال جولاته بين المدن المغربية.
كان يشارك في نصب الفسطاط الرئيسي الكبير المخطط باللون الأحمر والأبيض، ورفع أعمدة خيام الفرجة. وتشييد الأكواخ الخشبية التي يقطن فيها المهرجون والفرسان والسحرة وغيرهم من عناصر صناعة الفرجة.
وكان يشارك في حراسة وتنظيف أقفاص الأسود والفيلة والذئاب العاوية على طول الأيام والليالي.
في صباح ما من أصباح مدينة تازة، وهو يقف خلف الحاجز الحديدي الخارجي للسيرك لمنع المتسللين من الفرجة بالمجان. تقدمت منه سيدة تلبس جلبابا وتضع لثاما، وبأدب بالغ استأذنته في الحديث إن لم يكن ذلك يشكل خرقا لخصوصيته أو يزعجه في عمله.
وبعد أن أذن لها، اندهش العربي كثيرا عند سماعه لرغبة السيدة في تحصيل لتر من بول الأسود بمقابل مادي قدره مائة درهم.
طلب العربي من السيدة أن تعود إليه عصر نفس اليوم ليعطيها رده النهائي حول العملية الخطيرة والمميتة التي كلفته بها.
بعد تفكير طويل امتد مع دخان الكيف إلى أول أصيل يومه، قرر العربي أن يستجيب لطلب السيدة. ولكنه اشترط عليها أن ترفع المبلغ إلى ثلاث مائة درهم. فالأسد سيحتاج إلى سواعد ثلاثة رجال أشداء من أجل إحكام السيطرة عليه.
بعد تفاوض قصير، تراضى الإثنان حول مبلغ مائتي وخمسين درهم، تحصَّل العربي منها على مائة درهم كتسبيق، والباقي بعد إنهاء المهمة. زودت السيدة الملثمة العربي بقارورة زجاجية وانصرفت سعيدة هانئة مرتاحة البال، على أن تعود لتحصيل طلبها مساء الغد.
العربي الذي أجمعت كل أفكاره المشتتة بسبب هذا الطلب المعجز على أن المراد بهذا العمل السحر وليس غير السحر.
في ليلته الطويلة، جلس العربي على عتبة كوخ العمال يقص ويقص ويقص شعيرات "طابا"، ويدخن الكيف، ويحتسي الكثير من الشاي. وفي كل لحظة يجد نفسه تائها في التفكير حول رغبة هذه السيدة في أن تسحر أحدا ما ليس بينه وبين العربي أي علاقة أو سابق معرفة. وكلما اشتد ضغط البول على مثانته أفرغه في قارورة السيدة إلى أن امتلأت. ولكي يعطي الإنطباع على أنه فعلا بول الأسد، أدخل في القارورة بعض الشوائب التي جمعها بعناية من مخلفات حيوانات السيرك.

**************************
يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا