الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القصة الإيرانية في مهب الريح تطورات وتناقضات (الجزء 2)

راوية رياض الصمادي

2016 / 8 / 19
الادب والفن



اعمال جوبك لم تتوقف عند حدود القصة بل تجاوزتها حيث كتب مسرحيتين تطرق من خلالهما إلى النظام الاجتماعي – السياسي – وستطاع أن يقرأ واقع الحال في عصره. ففي "الخطوة السبعة" كانت له نظرة عميقة ومعالجة للظروف المعيشية التي سادت لأحدى شرائح المجتمع المحرومة وفي "الكرة الأرضية" طرح عدد من صور أجواء الإرهاب والقمع التي ميزت عصر الشاه رضى بهلوي.
ومن إنجازاته التي تكتب له أنه عمل على نقل عدد من الاعمال الأجنبية إلى اللغة الفارسية منها "الطفل الخشبي – بينو كيو" لكارلو كلودي، و "ألس في أرض العجائب"، إضافة إلى ان عدد من المؤلفين منهم رودولف غلبكيه، وبيتر أوفري قد ترجموا أعمال جوبك إلى الألمانية والإنجليزية بالترتيب.
جلال آل محمد بدأ مشواره من مجلة "سخن" عندما نشر قصته القصيرة "الزيارة"، وعام 1945م صدرت له اول مجموعة قصصية "الزيارة المتبادلة" وفي عام 1974م صدرت مجموعته الثانية "عن الهم الذي نعاني"، و " سه تار" سنة 1984م، و "امرأة إضافية" عام 1952م.
من الملاحظ على جلال آل محمد أنه قد واجه منعطفات جادة في حياته، فحياته تمتد إلى جذوره الدينية فهو ولد في عائلة ملتزمة دينياً، وأباه رجل دين معروف، إلا أن ذلك لم يمنعه من الانخراط في شبابه في صفوف الحزب الشيوعي الإيراني (توده) بعدها انشق لينضم إلى جماعة الاشتراكيين المستقلين (التيار الثالث) بزعامة خليل ملكي. بعدها نخرط في الانتفاضة من أجل تأميم النفط.
وكان دائم الثورة والمعارضة ضد المنحنى الاستبدادي للشاه محمد رضا بهلوي، وكان من المتشددين على أهمية معارضة الواقع الراهن آنذاك بكل السبل.
لم يقف أل أحمد عند حد المعارضة لحكم الشاه محمد رضا بهلوي بل أنه أيضاً واجه حرباً من نوع آخر وهي حرب بنقد لاذع إلى الثقافة الغربية المستوردة التي فتحت لها على مصراعيها كل الأبواب في إيران. وعلى أثر هذه الانتقادات أصدر كتابه المشهور "نزعة التغريب" عام 1962م.
ورغم الرحلة الطويلة في نضاله إلا أنه عاد إلى بعض جذوره الثقافية التي أبدى من خلالها ميولا إلى التايد العقلانية والموروث الإيراني، وهذا التأثر واضح في "العودة إلى الذات" في غالبية نتاجاته المتأخرة.
لم تخلو حياته الإبداعية فقد كتب أيضاً الرواية ومن روايات أل أحمد "سيرة الخلايا" 1954م، و "مدير المدرسة" 1958م، و "نون والقلم" 1961م، و "لعنة الأرض" 1967م، و "شاهد قبر" 1967م، في رواياته كانت ملامح من فكره حول التيارات السياسية والاجتماعية في عصره بأسلوب رمزي أو بمنحى واقعي.
آل أحمد بذل جهداً غزيراً في عالم الكتابة، وكان من أبرز من ساهموا لتأسيس اتحاد الكتاب الإيرانيين ونشط في ميادين فكرية وثقافية أخرى، فدون ملاحظات كثيرة وكتب عن رحلات فونوغرافية لبعض المناطق المحرمة التي زارها صدرت تحت عنوان "أوازان" و "سكان الاكواخ في بلوك الزهراء" و "جزيرة خارك، درة الخليج اليتيمة".
ولم ينسى ذكرياته في روسيا ومكة المكرمة وفلسطين المحتلة فكانت أعمال "قشة في المليقات"، و "رحلة في روسيا"، و "السفر إلى ولاية عزرائيل".
ولم تخلو مسيرته من النقد الأدبي الذي له باع طويل فيه لم يبق فيه على كبيراً أو صغيراً. وله أعمال نقدية منها "تقييم متسرع"، و "ملف السنوات الثلاث"، و "بئر وحفرتين"، و"ثلاث مقالات أخرى".
ومن الآثار التي تركها في مجال النقد الاجتماعي والسياسي والتاريخي كتب "نزعة التغريب"، و "المستنيرون، خدمات وخيانات"، وجرب قلمه في الترجمة فنقل إلى الفارسية "المقامر" لدوستوفسكي، و "والغريب"، و "سوء فهم" لألبير كامو، و "والعودة من الاتحاد السوفيتي" لأندريه جيد، و "الكروان" لأوجين يونسكو. حتى أن نشاطاته طالت الحيز الصحافي فكان لفترة ما مديراً لمجلة " العلم والحياة" وأصدر بعد ذلك عددين من مجلة "كيهان الشهرية".
أل أحمد يمتلك أسلوبه الخاص في الكتابة، ولهدايت تأثير كبير في نتاجاته، وهو استطاع أن يجعل نثره يتميز بالإيجاز والمرونة والصراحة، وهو يعتبر عصارة التيارات التنويرية الإيرانية في الاربعينيات والخمسينيات والستينيات لقد سجل حضوراً فاعلا في العديد من هذه التيارات.
بعد تأميم النفط في إيران في الخمسينيات من القرن المنصرم، وانهيار أركان السياسة الاستعمارية، وافول نجم الهيمنة البريطانية وفتوحاتها العالمية، واستشراء نفوذ السياسة الامريكية في المنطقة وعلى الرغم من كل ما خيم بعد ذلك على المجتمع من أجواء القمع والإرهاب. كان للمثقفين والقاصين دور كبير في العمل والعطاء فأصدروا المجلات، منها "صدف"، و "الفن والفكر" بما يتلاءم وأذواقهم وتوجهاتهم ومن خلال الصحف والمجلات انطلقت حركة جديدة ترنو إلى بلوغ قمم غير مسبوقة في عالم القصة، فكان ان ظهر على الساحة الأدبية كتاب جدد بنتاجات لافته.
في سنة 1955م صدرت للأديب تقي مدرسي روايته المعروفة "يكليا وتوحدها" الحائزة على جائزة "أفضل قصة" والتي حاول فيها كاتبها استلهام التقاليد السريالية لتصوير الحب والعزلة الإنسانيين داخل مناخ اسطوري.
وروايته لم تتمتع بمتانة تذكر من حيث لغتها والنثر المستخدم فيها، الا انها تركت تأثيرات جد عميقة في القصة الإيرانية إبان عقد الخمسينيات. ووضع مدرسي بعد ذلك رواية "شريف جان شريف جان" 1965م التي عالج فيها تطورات مجتمعه من منظار طفل صغير. ولم تحقق هذه الرواية نجاحاً لكاتبها. وجاءت رواية "الغائبون" 1989م مجرد خلجات شخصية للمؤلف وهو يطل على تحولات بلاده بعد أعوام طوال قضاها في أميركا وزاول خلالها مهنة الطب. وتابع في "آداب الزيارة" 1989م منهجه هذا من دون أن يضيف جديداً إلى عطائه اللغوي والنثري السابق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبيه عادل ا?مام يظهر فى عزاء الفنانة شيرين سيف النصر


.. وصول نقيب الفنانين أشرف زكي لأداء واجب العزاء في الراحلة شير




.. عزاء الفنانة شيرين سيف النصر تجهيزات واستعدادات استقبال نجوم


.. تفاعلكم : الفنان محمد عبده يطمئن جمهوره على صحته ويتألق مع س




.. المخرج التونسي عبد الحميد بوشناق يكشف عن أسباب اعتماده على ق