الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استدعاء رئيس الطائفه المسيحيه الى قصر الاتحاديه

رفعت عوض الله

2016 / 8 / 19
حقوق الانسان


استدعاء رئيس الطائفه المسيحيه لقصر الاتحاديه
منذ فتره قصيره ذهب رئيس الطائفه المسيحيه (البابا) ووفد كنسي رفيع المستوي لمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي بطلب من مؤسسة الرئاسة .
جاء الأستدعاء بعد توالي العدوان علي المصريين المسيحيين من قبل مصريين مسلمين في قري المنيا وبني سويف والعامرية ،بل وصل الامر لحد تجريد سيدة مصرية مسيحية من ملابسها
كل هذه الاحداث المأساوية تنطلق بعد سريان إشاعات عن وجود علاقة بين مسيحي ومسلمة ،أوتحويل بيت او مبني لكنيسة .
في كل حادثة من تلك الحوادث التي درجنا علي تسميتها بالفتن الطائفية ،وهي في الواقع عدوان صريح وقح من الأغلبية علي الأقلية ، تأتي قوات الامن بعد ان يتم الترويع والإرهاب والحرق والسلب لبيوت وكنائس المصريين المسيحيين ،واحيانا القتل ،وبعد ذلك يتبني المسؤولون والعائلات المعروفة والقيادات الامنية الدعوة لعقد جلسات عرفية بدعوي إحلال المصالحة والسلام بين طرفي النزاع ، ضاربين بالقانون عرض الحائط ، ممكنين الجناة من الإفلات من العقاب . هي جلسات إذعان وإذلال للمجني عليهم ، وتحريض للجناة علي معاودة العدوان مرة أخري بل مرات ما دام ليس هناك من تطبيق للقانون وعقاب للجناة
تململ المصريون المسيحيون ومعهم جمهور كبير من دعاة الدولة المدنية وإعمال القانون ،وإحترام مفهوم المواطنة ،وصل الامر إلي أسماع المصريين بالمهجر فخططوا لتنظيم وقفة إحتجاجية أمام البيت الأبيض ،ولم تكن الدولة المصرية تريد له الحدوث ،بل أعتبره البعض تدخل في الشأن المصري الداخلي ،وأعتبره البعض الأخر أستقواء بالخارج ،وتشويه لصورة مصر بالخارج ،وأن الداعين للوقفة الأحتجاجية عملاء وليس لديهم أنتماء للوطن الام مصر
ذهب البابا لمقابلة الرئيس ،وكان البابا في اللقاء رئيساً للطائفة المسيحية في مصر ،وعلي رئيس الطائفة تهدئة اتباعه ، واصدار الامر لهم بعدم إحراج الرئيس ولا الدولة من خلال عدم تنظيم وقفات إحتجاجية بالخارج "لم عيالك يا تواضروس " في مقابل ان الدولة لا يرضيها ما حدث ضد أبناءالطائفة المسيحية ،وأنها ستعمل علي تلافي حدوث ما يحدث مستقبلا
هذه هي رؤية وتفكير الدولة المصرية التي لا تعي انها دولة حديثة ،وهذا هو ما يحتل فكر رئيس الدولة . نعم انه ليس راضيا عما يحدث ، وضايقه تكرار العدوان ولكنه ومعه الدولة ممثلة في قيادات ورجال الامن ،والقيادات التنفيذية ممثلة في المحافظ ورؤساء المدن وعمد القري ،ونواب الشعب عن دوائر العدوان يفكرون ويرون المصريين المسيحيين من منظور طائفي
وأذا نظرت الدولة ورئيسها ومسؤولوها هكذا للمصريين المسيحيين لكان معني هذه النظرة انهم ليسوا مساويين للمصريين المسلمين وهوالامر الذي يظهر كثيرا في سلوك الدولة ومسؤوليها ،فالدولة المصرية لا تسمح للمصري المسيحي بالعمل في المخابرات ،لا تسمح له ان يكون وزيرا للداخلية او الخارجية ،لا تسمح له بأن يكون عميدا لكلية او رئيسا لجامعة ولا تسمح له بان يكون قيادة في الشرطة او الجيش إلا باعداد قليلة جدا جدا ،لا تسمح له بان يكون محافظا لمحافظة من محافظات مصر ، تمارس تمييزا ضده في بناء الكنائس بل تسمح للعامة والغوغاء بان يتحكموا في بناء كنيسة في سلوك مهين ومشين وكانه ليس من حق المصريين المسيحيين الصلاه والعباده وبناء الكنائس !
كل هذا التمييز والتهميش تمارسه الدولة ومسؤولوها مؤسس علي أن المسيحيين طائفة ،ولا يُنظر لهم علي انهم مواطنون ،من هنا أستدعي الرئيس البطريرك بوصفه كبير الطائفة المسيحية في بر مصر ،وطلب اليه العمل علي تهدئة أبناء طائفته رغم كل العدوان ،ورغم تكرار العدوان هنا وهناك بوتيرة متسارعة ،واعدا بالعمل علي تلافي أسباب العدوان
كان الاحري بالرئيس وكل المسؤولين ،والدولة ان تنظر للمصريين المسيحيين من خلال منظور المواطنة فتراهم لا طائفة ولكن مواطنين متساوون مع المواطنين المصريين المسلمين ،امام القانون وفي الحقوق والواجبات ،فتعالج العدوان عليهم بالقانون الذي يعاقب الجاني وينصف الضحية ،ويغلق الباب أمام تكرار العدوان طالما هناك ردع وعقاب
كان يجب علي الدولة والرئيس والمسؤولين ان لا يطلبوا من البابا والقيادات الكنيسة التدخل في الامر ،كان عليهم ان يعالجوا هم العدوان من منطلق مسؤوليتهم تجاه مواطنيهم ،وواجبهم في حمايتهم وفرض القانون
الدولة المصرية والرئيس والمسؤولون لا يعالجون جراح المصريين المسيحيين ولكنهم يعمقونها ،والغد سوف يشهد المزيد والمزيد من العدوان علي " أبناء الطائفة المسيحية بمصر " أعني المصريين المسيحيين طالما ان الدولة تهجر طريق المواطنة والقانون والمساواة وتستعين بالبابا لتهدئة المصريين المسيحيين الذين طفح الكيل بهم وبمعاناتهم .
رفعت عوض الله
كاتب وباحث








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يونيسف: نحو 4 ملايين طفل دون الـ 5 يعانون من سوء التغذية


.. مراسل الجزيرة: أي غارة إسرائيلية على رفح توقع شهداء وجرحي لت




.. لحظة اعتقال مواطن روسي متهم بتفجير سيارة ضابط سابق قبل أيام


.. واشنطن: طرفا الصراع في السودان ارتكبا جرائم حرب




.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش