الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيد الكلمة (الى سيد القمنى)

رمسيس حنا

2016 / 8 / 21
الادب والفن


سيد الكلمة
الى سيد القمنى

وكلاء الله على أرض مصر اليوم عاجزون ... رغم إدعائهم أنهم لكلام الله يفقهون ... فصمتوا و ما عادوا يتكلمون ... و كسروا أقلامهم فما عادوا يكتبون ... لأنهم إكتشفوا أن بكلامهم و كتبهم الههم و سلفهم الصالح يدينون ... و لأعمالهم الفظة يستنكرون ... فلجأوا الى مادة فى القانون ... هى مهمازهم للخلاعة و المجون ... و هم عن العقل معرضون ... أمام محاكم هم فيها قد يحكمون ... و غرضهم جلى أى كان منثور أو مكنون ... فهم دائماً يكشفون ... أنهم فى أعماقهم إرهابيون ... و أرزاقهم – على الله – يتكسبون و يبتزون و يسرقون ... و على الله فليتوكل المتوكلون.

"سيد" أنت يا وطن
و أنت السيد الأعلى
تمطى فرسك العَتَد
فلا عبد و لا مولى
فكر حر أنت
أرهق أبناء
الحرام و العُقد
..............................

ماء النيل الجارى أنت
لا يعوقك مانع
فترتفع على الأَسَد
و تسمو بالنفس
فوق الزَّبَدُ
فلن ينل منك محتسب
أو يعوق كلمتك
شديد الكَبَد
..............................
سيد أنت يا وطن
أيها اللبيب الفطن
بالنبل و الأخلاق
أنت سيد القَمِنٌ
..............................

هرم للفكر أنت
عن التفاهات
قد سمد
سموت عالياً بالعقل
كالسماء بلا عمد
اّثلت جذورك فى الوطن
كما فى الأرض
الوتد قد أثل
طليق أنت حتى فى سجنهم
لن تقوى عليك
حبائل المسد
غبى كل من ظن
أن سيف الكلمة
قدغَمْد
..............................

كم هو مقيت
إبن الحقد
إبن الكره
و إبن الحسد
عبد اللات
و العزى
و مناة
و كل صنوف الجمد
فى وحل الذل و المهانة
نفسه قد مَجَد
و من الخرافة و لها
كان العضد و السند
فألف تباً و تب
لكل محتسب
..............................

هم بصلافتهم الباغون
و أنت بالكلمة و القلم
ما بغيت
هم من قلمك المرعوبون
و أنت من سيوفهم
ما إرتعبت
هم لنور العقل المُطفِئون
و أنت الاّف الشموع
قد أضأت
هم بالخسِة و الدناءة الغارقون
و أنت للكرامة صروحاً
قد بنيت
هم بحقدهم ميتون
و أنت على الكره
قد قضيت
..............................

يا "سيد" الكلمة الأبية
- معولك و فأسك هى -
لتشق للعقل
طريق الحرية
لتثرى بالحب
مفردات لغة
ما زالت تمجد
القتل و النهب
و دمار البشرية
و من الكلمة تخاف
و ترتعد فرائصها
فعقمت أن تحمل إبداعاً
فتتهوع الإثم
و تلد الخطية
..............................

لا لن يسقط
فارس الكلمة
و لا لن يهوى
جواد الفِكَرٌ
فقد نطقت ال"ماعت"
" كر من يهوانى و مازال يكر"
"وللأبد سوف يكر"
"و لن يعود القهقرى"
"و يوماً لن يفر"
سيموت القهر
مقهورا
و ينقضى الرجس
مدحورا
و طلقة الكلمة للكلاب تهَرّ
و شتاء الرزيلة
تبدده شمسى البر
..............................

أنت ألقيت بالحقيقة
فى المُقل
"وطنى
مُنتَهك العقل"
"وطنى
مُنتَهك الضمير"
وطنى ينازع
بعد إحتراق البَقْل
وطنى يحتضر
بدين السعير
وطنى ينداح
فى الفراغ
و بعد السطوع
يأتيه الأَفْل
..............................

و "سيد" يا وطن
يبث فيك
من روح الوجود
يشدك من
دائرة الفناء
و وهدة الردى
و ثليج الجمود
و ينفخ فيك من
روح الخلود
و يذب عنك
ذباب العدم
و يحفظ العقل
من سقطة الندم
فأنت الوجود
و أنت الخلود
و هم العدم
و هم الندم
هم
الصلفاء الجلفاء
يريدون وطنى
عاى و سمود
هم
للعلم و المعرفة
عدو لدود
لتعبث بعقله
عقارب و دود
..............................

كلنا سيد
فيك يا وطن
و سيد كلنا
و لن يكون فيك يوماً
عدا
قاهر أنت للزمن
رشيق القد
عبق القدا
..............................

سيد أنت يا وطن
لن يرهبوك
بحصار العقل
فاللاعقل لا يمكنه
حصار العقل
لا يمكن أبداً
أن يغتالوا الفكر
فاللافكر لا يمكنه
إغتيال الفكر
..............................

وطنى
أيها المُعَلق
من الأهداب
وطنى
أيها المصلوب
على الأعواد
و على الأبواب
و عنقك المغلول
بألف ثقل
و ثقل
وطنى
يا ذا الوجه الممزق
بين صفحات كتاب
لا لوم بعد اليوم
لا حسرة أو عتاب
لن نخشى الردى
فالموت من أجلك
لن يكون عقاب

"شعر رمسيس حنا"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن