الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- الخلافة - تاريخ أسود : ذبح سلطان مغربي و تعليق رأسه على باب قلعة في اسطنبول

مهدي جعفر

2016 / 8 / 21
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


استطاع السلطان محمد الشيخ السعدي (الدولة السعدية) السيطرة على العاصمة فاس سنة 1549 م , و انهاء حكم الوطاسيين (الدولة الوطاسية) الذين كانوا يدعون باسم السلطان العثماني على منابر مساجد المغرب .
كما قام السلطان السعدي بالهجوم على العثمانيين و السيطرة على مدينة تلمسان (الجزائر ) , كرد فعل على مجزرة العثمانيين في حق الزيانيين الامازيغ و اسقاطهم لمملكة بنو زيان .
سلطان الوطاسيين الهارب علي أبو حسون التجأ الى العثمانيين الذين زودوه بجيش قوي . استطاعوا من خلاله غزو المغرب الاقصى و احتلال العاصمة فاس سنة 1554 م .
السلطان السعدي محمد الشيخ اعاد ترتيب جيشه و نقل عاصمة الدولة السعدية الى مراكش . وتمكن في زمن وجيز من طرد الاحتلال العثماني و وتوحيد بلاد المغرب تحت رايته وسلطانه .
السلطان السعدي كان يحتقر العثمانيين و يصفهم " بالحواتة" (صيادي السمك ) الذين استطاعوا السطو على الخلافة . مقابل النسب الشريف للسعديين (السعديين كانوا يعتبرون سلالتهم من بيت النبوة ) .
السلطان العثمان سليمان القانوني حاول مداهنة السلطان وعرض الصلح . مقابل ان يدعو المغاربة له على منابر مساجدهم .
جاء في كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى :
«قرأ السلطان أبو عبد الله الشيخ كتاب السلطان سليمان ووجد فيه أنه يدعو له على منابر المغرب ويكتب اسمه على سكته كما كان بنو وطاس. حمى أنفه وأبرق وأرعد وأحضر الرسول وأزعجه فطلب منه الجواب، فقال: لا جواب لك عندي حتى أكون بمصر إن شاء الله وحينئذ أكتب لسلطان القوارب فخرج الرسول من عنده مذعورا يلتفت وراءه إلى أن وصل إلى سلطانه، ...»
امام صعوبة مواجهة الجيش المغربي . قرر السلطان سليمان اللجوء الى اسلوب الاغتيال , للانتقام من السلطان السعدي . و قام بتكليف مجموعة من الاتراك بهذه المهة .
ورد في الاستقصا أن:
«هؤلاء الأتراك خرجوا من الجزائر إلى مراكش مظهرين أنهم فروا من سلطانهم ورغبوا في خدمة الشيخ والاستيجار به، ثم إن صالحا الكاهية دخل على السلطان أبي عبد الله الشيخ وقال: يا مولاي إن جماعة من أعيان جند الجزائر سمعوا بمقامنا عندك ومنزلتنا منك فرغبوا في جوارك والتشرف بخدمتك وليس فوقهم من جند الجزائر أحد وهم إن شاء الله السبب في تملكها فأمره إدخالهم عليه ولما مثلوا بين يديه رأى وجوها حسانا وأجساما عظاما فأكبرهم، ثم ترجع له صالح كلامهم فأفرغه في قالب المحبة والنصح والاجتهاد في الطاعة والخدمة حتى خيل إلى الشيخ أنه قد حصل على ملك الجزائر فأمره بإكرامهم وأن يعطيهم الخيل والسلاح »
ولما اطمأن السلطان لهم، استغلوا فرصة قيامه بإحدى الحركات إلى الجنوب المغربي فقاموا بقتله. قال الناصري:
««واستمر الحال إلى أن أمكنتهم فيه الفرصة وهو في بعض حركاته بجبل درن بموضع يقال له آكلكال بظاهر تارودانت فولجوا عليه خباءه ليلا على حين غفلة من العسس فضربوا عنقه بشاقور ضربة أبانوا بها رأسه واحتملوه في مخلاة ملؤوها نخالة وملحا وخاضوا به أحشاء الظلماء وسلكوا طريق درعة وسجلماسة كأنهم أرسال تلمسان لئلا يفطن بهم أحد من أهل تلك البلاد، ثم أدركوا ببعض الطريق فقاتلت طائفة منهم حتى قتلوا ونجا الباقون بالرأس وقتل مع الشيخ في تلك الليلة الفقيه مفتي مراكش أبو الحسن علي بن أبي بكر السكتاني والكاتب أبو عمران الوجاني»»
.لما وصل رأس محمد الشيخ إلى سليمان، أمر بجعله في شبكة نحاس وتعليقه على باب القلعة في اسطنبول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي