الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤرخ الذي يخفي الوثائق التاريخية ذات الصلة خوفا من أن تنسف تشويهاته وافتراءاته على الشيوعيين!

عصام مخول

2016 / 8 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



*نشرت أسبوعية" المدينة" الصادرة في حيفا نهاية الاسبوع خبرا عن ندوة حول كتاب عادل مناع – "نكبة وبقاء" في جمعية الثقافة العربية التابعة للتجمع، نسبت فيه الى مناع تعبيره عن خيبة أمله من أن الحزب الشيوعي لم يهاجمه كفاية كما توقع، وقد طلبت "المدينة" رد عصام مخول الذي تعرض المحاضر الى ذكره في المحاضرة، وعقب مخول على تذمر مناع، وتنشر الاتحاد هنا جوهر التعقيب*


يبدو ان عادل مناع كان قد توقع أن يبني "مجده"، مرّةً من الافتراء على الشيوعيين وتزوير تاريخهم وتبييض خيانة الرجعية العربية في خدمة الاستعمار البريطاني في فلسطين، ومرّةً أخرى، أن يبني "مجده" على قيام الشيوعيين بمهاجمته وشتمه كما كان يتمنى لينتحل موقع الضحية، فخاب أمله في المرتين. وهو ما يفهم من الانزعاج والامتعاض الذي أبداه مناع، وعبر عنه على الملأ في محاضرته في جمعية الثقافة العربية التابعة "للتجمع الوطني" مؤخرا، متبرما من أن الحزب الشيوعي لم ينشغل به ولم يقم بمهاجمته بالمدى الذي توقعه، وأهمل كتابه على الرغم مما فيه من افتراءات وتشويه فظ وتسطيح اكاديمي! في تطرقه الى دور عصبة التحرر الوطني والحزب الشيوعي الاسرائيلي لاحقا في التصدي لنكبة الشعب الفلسطيني.
وعلى الرغم من افتراءات المؤرخ وضحالة فهمه لمواقف الشيوعيين في تحليل الواقع المركب في فلسطين 1947- 1948، وبؤس تفسيره لمفهوم "الاممية الشيوعية" و"الاممية العمالية" عندما يحلل وحدة الشيوعيين العرب واليهود في اكتوبر 1948، إلا أن أخطر ما قام به في كتابه يتمثل في الجهد البالغ الذي بذله مناع في سبيل أن يخفى أهم الوثائق الصادرة عن عصبة التحرر الوطني في حيفا في أيلول 1948، وهي الوثيقة المعروفة بوثيقة توفيق طوبي التي صاغت فيها عصبة التحرر الوطني من قلب النكبة، وفي وقت كان الجرح ما زال نازفا، برنامج الشيوعيين النضالي لإقامة الدولة العربية في القسم المخصص لها في فلسطين، وانقاذ حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وعودة اللاجئين كمهمة واقعية وملحة ومباشرة أمام شعب فلسطين في الظرف الناشئ، في مواجهة، وفي تناقض جوهري مع المشروع الصهيوني التوسعي القائم على منع قيام الدولة العربية في فلسطين من جهة، وفي تناقض مع تواطؤ الانظمة الرجعية العربية التي يصر عادل مناع على التغطية على خيانتها وغسل ايديها من هذه الخيانة.
والمثير أن المؤرخ "الموضوعي!" عادل مناع أخفى وثيقة توفيق طوبي التاريخية، بالرغم من أنها ربما كانت الوثيقة الوحيدة الصادرة عن عصبة التحرر الوطني – موضوع افتراءات مناع - والوثيقة الاهم والأكثر صلةً بموضوع بحثه وبالفترة الزمنية التي بحثها. إن قراره إخفاء الوثيقة والتستر عليها لم يكن نابعا عن أنه لا يعرف عنها، وإنما لأنه يعرف عنها جيدا، ولأنها وحدها تكفي لنسف كل افتراءاته على الشيوعيين وتاريخهم.
واذا لم يكن ذلك كافيا، فهو تماما ما قام به تجاه مجزرة كفر قاسم حيث تستّر على وثيقة توفيق طوبي التاريخية التي شكلت اول وثيقة فضحت المجزرة امام الرأي العام الاسرائيلي والعالمي، وأخفى دور القائدين الشيوعيين توفيق طوبي وماير فيلنر في اختراق الحصار العسكري والدخول الى القرية المحاصرة والموضوعة تحت حظر التجول وقيادة المعركة الشعبية ضد إرهاب حكومة المجازر وفضح جرائمها.
كما أخفى وثائق أخرى متوفرة لدى كل باحث مبتدئ، ناهيك عما أخفاه من الرواية الشعبية والتاريخ الشفوي حول دور الشيوعيين في مقاومة الترحيل والتصدي بأجسادهم لحافلات الترحيل في حيفا وفي الجليل، وفي تمجيد معركة البقاء في الوطن، وهو ما تتناقله الاهازيج الشعبية ويحفظه التراث الشعبي النضالي في منطقة الشاغور نفسها حيث نشأ مناع وتركز بحثه. وهو ما تحمله الذاكرة الجماعية في الجليل من جيل الى جيل.
إن عادل مناع الذي ادعى في كتابه اعتماد الرواية الشفوية، قد تنكر بفظاظة للذاكرة الجماعية التي تحرج افتراءاته وفرضياته التي وضعت قادة وطنيين وشيوعيين تاريخيين، بقامة إميل توما وتوفيق طوبي وتوفيق زياد وإميل حبيبي وحنا نقارة وغيرهم في خانة واحدة مع الشيخ جبر معدي وسيف الدين الزعبي ومحمد نمر الهواري. ويبقى أن التاريخ الحقيقي، والذاكرة الشعبية لا يصنعهما المؤرخ مهما التف عليهما، ولكنهما هما اللذان يحكمان على المؤرخ، ويفردان له المكان الذي يليق به وبكتاباته في نهاية المطاف.
ولكن الامر الاهم هو اننا نقوم في إطار التحضيرات للذكرى المئوية لنشوء الحركة الشيوعية في البلاد والتي تحل بعد اقل من ثلاث سنوات، على إصدار سلسلة من الابحاث والكتب عن هذا التاريخ الثوري الزاخر من خلال قراءة نقدية شجاعة ومنصفة، بما في ذلك عن المرحلة الدقيقة التي قدمت للنكبة وتلتها مباشرة وهو قيد الاعداد، وهي مهمة تاريخية نعتز بالقيام بها بما يحمله من تدوين للتراث الثوري التقدمي لهذه البلاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العداء للشيوعية
حسين ابو حسان ( 2016 / 8 / 22 - 10:33 )
بعض الكتبة ينتهج معاداة الشيوعية طمعاً في جوائز من الاستعمار
لكن لخيبة عادل مناع ها هو رأس الدولة الاستعمارية الأولى سابقاً يزور كوبا وفيتنام آخر دولتين شيوعيتين على وجه الأرض فيما يشبه الاعتذار للدولتين عن عداء الولايات المتحدة الإمبريالية للشيوعية
خاب مسعاك يا عادل مناع
فلن تفوز بغير لعنات الشيوعيين وسائر التقدميين في المجتمع
كان عليك أن تعتبر من مصير عزمي بشارة

اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم