الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مظاهرات صدرية مليونية شعبية عظيمة، ولكن؟

وليد عبدالله حسن

2016 / 8 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


1- لماذا ترتاح الحكومة الى مظاهرات الصدريين وبعض المدنيين؟ الجواب هو لان رجل الدين يقودها ،وهم أعرف برجل الدين وبطرق أرضاءه، ومتى يتوقف وينسحب؟ واين تكّمن مصالحه الخاصة والعامة؟ ولماذا هو يقود المظاهرات في هذا الوقت بالذات؟. وماهو السبب الحقيقي من وراء ذلك؟؟
2- لهذا تحولت التظاهرات الشعبية في العراق الى طقس أشبه بطقس ديني او طائفي مثل اللطم وضرب الزنجيل والمشي الى المراقد المقدسة في المناسبات الدينية والمواكب الحسينية وتؤدي فرض مقدس لايتعدى الواجب والطاعة ،وبدون أي منفعة اصلاحية وواقعية او جدوى وطنية اوخدمبة، والحكومة تعمل بجد وحرص على تأمين للمتظاهرين الأمن والسلامة والحفاظ على أجواء ومناخ المظاهرات مادامت هي في اطرها الدينية والعقائدية ويقودها تيار سياسي- يرحمنا ويرحمكم الله ؟
3 - التيار الصدري ( جناح السيد مقتدى الصدر) هو تيار سياسي ديني عقائدي و شعبي له حضور ومؤسس في بناء الدولة العراقية الحديثة، وهو يخرج في مظاهرات ضد الدولة من اجل المطالبة بحقوق الشعب العراقي المسلوبة من الدولة التي هو فيها ومعها ومن ضمنها ،والسؤال :-هل هو يخرج ضد نفسه ام ضد من؟ ربما يخرج ضد خصمه وهو حزب الدعو الاسلامية وهو حزب عقائدي شيعي معروف وفي الدولة ايضا؟ وهذا مايروج له اعلاميا وسياسيا!!!!
4 - اذن الصراع هو سياسي وليس أصلاحي او وطني او مطاب شعبي كما يروج له البعض- ولايمكن لحزب الدعوة او الاحزاب الدينية السياسية( الشيعية والسنية) التي تكره التيار الصدري( جناح السيد مقتدى الصدر) ان تحقق له اي أنجاز في الواقع،لان هذا الانجاز هو ضدها وضد شعبيتها ومصالحها في الانتخابات القادمة؟ اذن ماهي جدوى المظاهرات الصدرية أمام خصم ديني سياسي حكومي في مجلس عقائدي واحد ويشترك به الجميع في الفساد والخراب والدمار الذي حل بالعراق منذ 2003 الى يومنا هذا ؟
5 - تعتقد الحكومة العراقية ان المظاهرات تحولت من مطالب شعبية جماهيرية احتجاجية مدنية وخدمية الى مكاسب سياسية ومن السهل التلاعب فيها وتحويلها من احتجاجات مطلبية شعبية الى تفاوض بين كتل سياسية.
6 - تفرق اكثر المدنيين(العلمانين) وتحول أحتجاجهم الى سخرية من التيار الصدري نفسه في اطلاق عبارات (انتم مجرد تقبيطة كوستر) وسخريات من المدنيين والشوعيين المتظامنين مع التيار الصدري والتصريح اعلاميا( كون المدنيين و العلمانيين عبارة عن مثقفين حالمين وفيس بوكين وطوباوين)، وكذلك السخرية من الحكومة نفسها كونها انتصرت على المدنيين والعلمانيين لسبب بسيط، وهو الاعلان ان الصراع هو بين العلمانيين والدينيين ،وان الدينيين هم من انتصر في النهاية وان العلمانيين خسروا كل شي امام التيار الصدري الذي اصيح يقود النظاهرات الشعبية في العراق وهو من ضمن التحالف الشيعي السياسي في الدولة والحكومة والبرلمان.
7- -اذن اصبحت المظاهرات غير مقلقة ولم تعد تمثل خطرا( حتى لو افتحمت البرلمان وغيره) او ليس لديها صوت متفرد ومدني مختلف وخاص وشعبي ، ولم تعد خارج سيطرتهم ، وان ( الحكومة والدولة وكل المكونات السياسية) غير ملزمين بتحقيق اي طلبات للمتظاهرين لسبب واضح، وهو أن التيار الصدري شريك سياسي لهم في الحكومة والبرلمان والدولة .واي انجاز لمطالب المتظاهريين الصدريين يعتبر هذا انجاز عبارة عن مكسب سياسي خاص للصدرين وضد حلفائهم في المكون الشيعي خصوصا، والحكومي والبرالماني عموما.
8 - السؤال هو:- من يخرج للتظاهرات في العراق في ساحة التحرير و ضد من؟ ولماذا المظاهرات اذن، والدولة تخرج ضد الدولة وتطلب الدولة من الدولة توفير الخدمات للمواطنين ؟ وماهي النتائج الحقيقة من مظاهرات يقودها رجل الدين مقدس ضد احزاب دينية مقدسة ؟ هل هي لعبة مقدسة جديدة؟ وكيف يثق بها الاخر ان كان العلمانيين او الاغلبية الصامتة؟ أم ماذا؟ سؤال نقدي وليس أستفهامي؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س