الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقارنة بين مباديء حقوق الإنسان ومباديء الدين الإسلامي-1- العبودية

كامل علي

2016 / 8 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مقدمة:
إنّ الانبياء والرسل هم بشر توهموا بأنهم يتلقون وحيا من السماء وتشريعاتهم سببت وتسبب وستسبب في نشوب الصراعات والحروب بين منتسبي الاديان المختلفة وبين الطوائف المختلفة للدين الواحد.
إن فكرة الثواب والعقاب في يوم القيامة ساهمت وتساهم وستساهم في بعض الحالات في ردع شريحة من النّاس وخاصة الجهلاء منهم من ارتكاب الجرائم والتجاوز على حقوق الآخرين، لكنّ بعض تعاليم الاديان السماوية لا تواكب تطوّر العقل الانساني وتطوّر المجتمعات الانسانية وحضارته، لذا يثار سؤال ملح وهو:
- إذا كان العقل الانساني وحاجاته في تطوّر مستمر عبر العصور وانّ هناك حاجة لتشريعات مستجدّة تواكب هذا التطوّر، هل اخطأ الأنبياء بحق الإنسانية بإدعائهم النبوة؟
- اليس من الافضل اعتماد دستور يشارك في وضعه عقلاء القوم المنتخبين من قبل الاكثرية لتنظيم العلاقات في المجتمع بدلا من اعتماد تشريعات تمّ وضعها من قبل شخص واحد أو مجموعة من الأشخاص وفي مكان وزمان لا هي مكاننا ولا هي زماننا؟
- أليس الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أفضل من التشريعات ألتي وردت في القرءان؟
للإجابة على الإستفسار الأخير الذي سيكون موضوع عدة مقالات سنحاول إجراء مقارنة بين بعض مباديء حقوق الإنسان ومباديء الدين الإسلامي الواردة في ألقرءان.
قبل التطرق لمقارنة مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مع الآيات القرءانية لنلقي نظرة على الديباجة التي وردت في مقدمة مواد حقوق الإنسان البالغة ثلاثون مادة:
الديباجة:
لما كان الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم.
ولما كان تناسي حقوق الإنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية آذت الضمير الإنساني، وكان غاية ما يرنو إليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة ويتحرر من الفزع والفاقة.
ولما كان من الضروري أن يتولى القانون حماية حقوق الإنسان لكيلا يضطر المرء آخر الأمر إلى التمرد على الاستبداد والظلم.
ولما كان من الجوهري تعزيز تنمية العلاقات الودية بين الدول.
ولما كانت شعوب الأمم المتحدة قد أكدت في الميثاق من جديد إيمانها بحقوق الإنسان الأساسية وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء من حقوق متساوية وحزمت أمرها على أن تدفع بالرقي الاجتماعي قدماً وأن ترفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح.
ولما كانت الدول الأعضاء قد تعهدت بالتعاون مع الأمم المتحدة على ضمان اطراد مراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية واحترامها.
ولما كان للإدراك العام لهذه الحقوق والحريات الأهمية الكبرى للوفاء التام بهذا التعهد.
فإن الجمعية العامة تنادي بهذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه المستوى المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم حتى يسعى كل فرد وهيئة في المجتمع، واضعين على الدوام هذا الإعلان نصب أعينهم، إلى توطيد احترام هذه الحقوق والحريات عن طريق التعليم والتربية واتخاذ إجراءات مطردة، قومية وعالمية، لضمان الاعتراف بها ومراعاتها بصورة عالمية فعالة بين الدول الأعضاء ذاتها وشعوب البقاع الخاضعة لسلطانها.

مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حول العبودية:
المادة-1: يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء.
المادة-4: لايجوز استرقاق أو استعباد أي شخص، ويحظر الاسترقاق وتجارة الرقيق بكافة أوضاعهما.

الآيات القرءانية حول العبودية التي تناقض مباديء حقوق الإنسان الواردة أعلاه:
• { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ} [النساء:3].
• {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [النحل:71] .
• {ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } [النحل:75].
• {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون:6] .
• {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المعارج:30] .
• {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الروم:28] .
• {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ} [البقرة:177] .
• {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَى بِالْأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة:178] .
• {وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [البقرة:221].
• {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب:50] .
• {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا} [الأحزاب:52] .
• {لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا} [الأحزاب:55].
• { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا{ [النساء:3] .
• { وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا{ [النساء:24] .
• {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمْ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنْ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ{ [النساء:25] .
• {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء:36] .
• {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنْ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} [النساء:92].
• {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31] .
• {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور:32] .
• {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [النور:33] .
• {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النور:58] .
• {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة:3] .
• {لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة:89] .
• {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة:60] .

الخلاصة:

ألقرءان ذكرَ العبيد والجواري في (6) آيات مكية، و(20) آية مدنية، والإجمالي (26)، وأن السور المتعلقة بالجواري وملكات اليمين في الآيات المكية هي ليست من بداية النزول، بل هي في نهايات الآيات المكية، إلا آية واحدة منها تدعو لفك الرقبة، ولا يوجد ذِكر لملكات اليمين إلا بعد وفاة خديجة، وبعد نزول الوحي بحوالي عشر سنوات، وحتى أنه بعض تلك الآيات الستة المكية مشكوك في مكيتها، ويدعي بعض علماء الإسلام أنها مدنية، 23% من ذكر العبيد في القرآن كان في المكي، و77% كان في المدني، وحتى النهاية كان القرآن يشرع ويسن القوانين لعالم العبيد وليس لعالم بلا عبيد.
أما عن معاني الآيات المذكورة أعلاه فإنها تتحدث عن عتق رقبة في بعض الحالات، وعن تكفير من يقول أن عيسى ابن الله، وتشبيه من يقول ذلك بمن يقول أن العبد مثل الحر، وحرية مضاجعة الجواري او ملكات اليمين، وفي القصاص من قتل عبدك تقتل عبده، والدعوة للتحجب كي تعرف الحرة من الجارية كي لا يتحرش بها أحد، وكأن ذلك موافقة على التحرش جنسياً بالجواري.
و[البقرة:22] كانت بداية تُشجِع بالزواج من الجواري، وبعدها نزلت [النساء:25] لتحرم الزواج منهن إلا بشروط وعند الضرورة، وحتى لو توافرت تلك الشروط فالصبر على عدم الزواج بهن أفضل، ولو قامت الجارية بفاحشة بعد الزواج فعليها نصف ما على المحصنات لأنها أبداً لن تصل لمستوى الحرائر، وفي حال القتل العمد الدعوة لعتق رقبة لكن بشرط ان تكون رقبة مؤمنة، ويمكن بدل ذلك صيام شهرين [النساء:92]، وفي مناسبة أخرى وتاريخ لاحق الدعوة لعتق رقبة أو بدل ذلك صيام ثلاثة أيام (فقط) [المائدة:89]، ودعوة على التصدق على العبيد، وتوبيخ موجه للنبي محمد كونه حرم على نفسه مضاجعة إحدى جواريه.
أن أكثر ما قدمه القرآن للعبيد كان التصدق عليهم، أو عتق رقبة في بعض الأحيان دون أن يعني ذلك عدم امتلاك المزيد من الرقاب، لا بل فرض الجهاد على المسلمين لامتلاك المزيد منها.
انتهى نزول المدني والذي كان هو الجزء الأخير من القرآن، وفيه سنت القوانين التي تنظم عالم العبودية، وأتم محمد رسالته ونزلت الآية لتقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة]، اتممها دون ان يذكر كلمة واحدة عن تحرير العبيد، ومن المعلوم أنه في الإسلام تحريم المحلل كتحليل المحرم، لذا لا أحد يمكنه تحريم العبودية التي أقرها الله في آياته، المفروض أن الله لا يستحى من الحق، فلو كانت هناك أية فكرة عن تحرير العبيد لنطق بها النبي محمد وذُكِرَت في القرآن.
يقول القرآن: {َإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [النساء:58]، فأين كانت تلك العدالة في آيات العبودية والعبيد، وماذا فعل محمد لرعاياه العبيد حين قال "كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته"، لماذا لم ينطق نبي الإسلام بتحريم العبودية وهو الذي تحدى الأصنام المقدسة وحطمها بكل قوة، لماذا لم يواجه التمييز بين البشر لو كان مقتنعاً، ألا يعني ذلك أنها كانت بعيدة عن مدركاته، وقد قيل "كل ما سكت عنه فهو صالح" وبالنهاية التمييز بين البشر لا يتعارض مع الحكم العادل من وجهة نظر الشرع الإسلامي، والحديث عن التدرج في تحريم العبودية هو حالة نفسية تلبس بها البعض نتيجة الجهل المتوارث، ويدعيها بعضٌ آخر للنفاق والاسترزاق.
لو كانت حجة التدرج صحيحة لسنت بعض القوانين التي ربما كانت ستقلل مع مرور الزمن من أعداد العبيد، كمنع امتلاك المزيد من العبيد والاكتفاء بالعبيد الموجودين سابقاً في المجتمع، والتشريع لأن يكون أولاد العبيد أحراراً، أو على الأقل الأولاد المولودين لزوجين احدهما عبد أن يكونوا أحرارا.
لكن بعكس ذلك فرق الإسلام بين الأحرار والعبيد في شكل الحجاب والعورة، وطرق العبادة، والزواج، و حرمهم من المغانم في حالة (ما يسمى الجهاد في سبيل الله)، وجعل عدة الجارية نصف عدة الحرة، وجعل عقوبتها نصف الحرة في الحدود، وأعتبر العبيد أموالاً، ونزلت الآيات (المقدسة) حتى آخر لحظة لتثبت وتقر ما تم ذكره وتؤكد على دونيتهم.
ختاما نود أن نبين بأنّ ممارسات الدولة الأسلامية (داعش) وما شابهها، بسبيهم للأسرى من الرجال والنساء والأطفال وبيعهم في أسواق النخاسة وممارستهم الجنس مع النساء الأسيرات مستندة للآيات القرءانية المذكورة في هذا البحث، والحل هو عدم الإعتماد على نصوص القرآن في دساتيرنا بالقول: "الإسلام مصدر أساسي لتشريع الدستور".
نلتقيكم في مدارات تنويرية أخرى.
للبحث صلة


مصادر البحث:
- القرءان.
- موقع الامم المتحدة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
- مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حقوق الإنسان ومباديء الدين الإسلامي
شاكر شكور ( 2016 / 8 / 24 - 17:43 )
لا ارى اي تقاطع او ضرر يقع على بقية الأديان في حالة تطبيق قوانين حقوق الإنسان فكل الأديان (عدا الإسلام) تستطيع التعايش مع قوانين حقوق الإنسان تحت نظام علماني يحترم الدين ويضمن حق التفكير بالثواب والعقاب في يوم القيامة ، المشكلة هي فقط في الإسلام لأن قوانين حقوق الإنسان لا توصل المسلم الى الجنة الموعودة لأن هناك شروط إسلامية للوصول الى الجنة تتقاطع مع قوانين حقوق الإنسان التي تنص الأقرار بالتعايش مع بقية البشر دون احداث التفرقة الدينية ، فكيف سيتعايش المسلم مع الآخر وهو ينعت الآخرين في صلاته اليومية ويسميهم بالمغضوب عليهم وضاليين ويعلم اولاده على هذه الشتيمة وهذا طبعا ضد قوانين حقوق الإنسان ، ان ما يجري حاليا في مصر من اضطهاد الأقليات ومضايقة المفكرين سببه تضمين الدستور عبارة ان الإسلام مصدر التشريع لأن قانون حقوق الإنسان يتعارض مع الآيات القرآنية وهذه العبارة في ظن المشرعين هي بمثابة الرئة التي تديم الحياة للإسلام لكنهم لا يعلمون بأن وجودها سيساهم في زيادة عدد الملحدين الرافضين لظلم الشريعة الإسلامية ، تحياتي استاذ كامل


2 - تعليق الصديق شاكر شكور
كامل علي ( 2016 / 8 / 24 - 18:47 )
شكرا للمداخلة وإغنائك موضوع المقالة.
اتفق مع قولك:- لا ارى اي تقاطع او ضرر يقع على بقية الأديان في حالة تطبيق قوانين حقوق الإنسان فكل الأديان (عدا الإسلام) تستطيع التعايش مع قوانين حقوق الإنسان تحت نظام علماني يحترم الدين ويضمن حق التفكير بالثواب والعقاب في يوم القيامة -.
بالرغم من وجود نصوص في العهد القديم من الكتاب المقدس تناقض مباديء حقوق الإنسان فالدول التي اغلبية سكانها مسيحيون لا يُدخلون في دساتيرهم عبارة -ألعهد القديم هو أحد مصادر التشريع- ومعظم هذه الدول تطبق العلمانية.
بالنسبة لدولة إسرائيل التي أساس تشكيلها ديني (ألوعد بالأرض الموعودة) فهي تمارس العنصرية إنطلاقا من نصوص التوراة بالرغم من إدعاءها بالإلتزام بالعلمانية.
مشكلة المسلمين هو إدّعاءهم بأن القرءان صالح للتطبيق في كل مكان وزمان!
والحقيقة فكل الأديان بلا إستثناء مؤلفات بشرية.
تحياتي

اخر الافلام

.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي


.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال صبيحة عي




.. هنية: نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية في غزة لتقديم المساعدة ل


.. تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل




.. العقيدة النووية الإيرانية… فتوى خامنئي تفصل بين التحريم والت