الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماء هبة إلهيه للعراق لانحسن استخدامها

عبد الكريم حسن سلومي

2016 / 8 / 24
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


الماء هبة إلهيه للعراق لانحسن استخدامها
لقد خلق الله جل جلاله هذا الكون بتوازن طبيعي لحكمته ولكن مما يؤسف له ان البشر عموما تدخلوا بصوره خاطئه فأخلوا بالتوازن الطبيعي وبهذا بدأوا يحصدون الويلات من افعالهم السيئه.
فالماء مصدر الحياة لجميع الكائنات الحيه على وجه الارض فمنذ ان انتقل الانسان الى الارض بأمر الهي عرف اهمية المياه ودورها في استمرار حياته فحيثما وجدت المياه وجدت الحياة ولذا نرى ان اغلب الحضارات القديمه قد انشأت بالقرب من مصادر المياه او على ضفاف الانهار والبحيرات كما في حضارة النيل ووادي الرافدين’ولذلك نجد للماء حجم كبير في تراث الانسانيه منذ فجر التاريخ وقد اعتقد سكان العراق القدماء ان الماء هو الذي وجد اولا وهو الذي يتكون منه كل شيء حي في الوجود وقد ايد ذلك كتاب الله القرأن الكريم حيث قال الله في محكم كتابه((وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون)) ورأينا الفلاسفه القدماء قد حددوا عناصر اربعه للكون وهي(الماء والهواء والتراب والنار) وان الماء يعتبر اكثر الموارد الطبيعيه استخداما لأنه ببساطه يعني الحياة.
ان بعض شعوب العالم اليوم تتعامل مع المياه بكل احترام وقدسيه وهو ماوصت به شريعتنا الاسلاميه السمحاء ولكننا نرى الكثير من دول العالم لاتتعامل مع المياه بأي تقدير واحترام وللأسف الشديد منها بلادنا حيث تتعرض فيه المياه لاستخدام جائر في كل مجالات الحياة ومن الممكن التأكد من ذلك من خلال النظر عبر نوافذ منازلنا التي تطل على الشوارع العامه لنرى سفاهة استخدام المياه وسوء التعامل معها وقديما قال بعض الحكماء((قل لي كيف يتعامل شعبك مع ثرواته الطبيعيه اقل لك على اي درجه هو من الرقي والتقدم )وقد كان للمياه الدور الكبير في انهيار الكثير من الحضارات القديمه لكونها لم تحسن استعمالها لمورد المياه ومثال على ذلك حضارة سبأ التي كانت تعد من جنات العالم(جنة عدن) حيث ادى اهمالها لسد مأرب لتدمير وضياع حضارتها.
فالانسان قد تعامل مع المياه بكل انواعها منذ بداية خلقه وان الكثير من المياه المستخدمه من قبل البشر تعود لمصادرها الطبيعيه بفعل دورة المياه في الطبيعه عن طريق التبخر من المسطحات المائيه وعمليات النتح التي تقوم بها النباتات على الكره الارضيه,ان الامطار الساقطه على الكره الارضيه كافيه لتغطي كل احتياجات البشر بفعل الحكمة الألهيه الا ان التغيرات المناخيه الحاصله من جراء ظاهرة الاحتباس الحراري والتي نشأت اصلا من سلوكيات البشر الخاطئه على الكره الارضيه والتي خلفت لنا التغيرات المناخيه مصحوبه بسوء التوزيع للامطار حيث اصبحت هنالك مناطق ذات وفره بالمياه واخرى تعاني الشحه.
وبلدنا العراق العزيز في الماضي واليوم يستهلك الكثير من المياه وبمعدلات عاليه أدت لأستنزاف الكثير من موارده المائيه وحتى خزينه الاستراتيجي من خزاناته الطبيعيه والصناعيه كما زاد معدل التلوث بمصادره المائيه رغم ان الشريعه الاسلاميه اوجبت الحفاظ على مصادر المياه وحسن استخدامها وصيانتها من التلوث.
للأسف انها ستكون مأساة جيل سوف لن يجد مستقبلا مياه تكفيه لادامة حياته من جراء جهل الجيل الذي قبله وسوء تخطيطه وتخلف ادارته لموارده المائيه والطبيعيه التي حباه الله بها ففي بلادنا توجد بالحقيقه ازمة ادارة موارد طبيعيه بالدرجه الاساسيه وليس ازمة موارد حيث نجد ان هدر المياه واستخدامه بلا عقلانيه في كل مجالات الحياة.
لقد خلف لنا الاجداد العرب والمسلمين تراث كبير يحكي لنا عن اسلوب الري وطرق وكيفيةاستخدام المياه في كل المجالات ففي تراثهم ببلاد الاندلس والكثير من اصقاع العالم التي دخلوها الكثير من الاعمال التي لازال البعض منها حيا لليوم ويؤكد عبقريتهم وحسن استخدامهم للمياه وحرصهم الشديد على هذه النعمه الألهيه فما احوجنا اليوم لدراسة تراث الاجداد بكيفية التعامل مع المياه لكي نستلهم منه الحكمه في التعامل مع هبة الله لنا(المياه).
ان الكثير من مواطني بلادنا يقومون بنشاطات غير طبيعيه في تعاملهم مع المياه والكثير منهم يعمل على ازالة الغطاء الخضري الطبيعي في كثير من اراضيه ولايعلم مدى الاضرار الحاصله من جراء ذلك على بيئته فالمواطن العراقي للاسف قد تربى على ثقافة وفرة المياه مما سهل ذلك له الهدر وتلويث وضياع الكثير من موارده المائيه فثقافة الوفره هذه جلبت لبلادنا الكثير من الويلات ولذلك يجب ان تنتهي وبسرعه هذه الثقافه اذا اراد شعبنا ان يعيش بكرامه لذا يجب نشر ثقافة الوعي لدى المجتمع وجعل الثقافه المائيه والبيئيه جزء من ثقافة المجتمع العراقي.
فهل هنالك من حكيم ينقذنا من مأساتنا المائيه ام سيبقى الماء نعمة الهيه اخرى كالنفط نعمل على ضياعها بسلوكياتنا الخاطئه في التعامل معها وهل سنعمل على تعطيش اجيالنا القادمه ونكررنفس المأساه وها نحن نرى ماجلب لنا النفط من الويلات جراء السياسات الخاطئه بالتعامل مع ثروات البلاد أم أن لنا ان نتعقل ونتعظ ونعتبر من دروس الماضي في استخدامنا لثرواتنا الطبيعيه ومنها الماء الذي هو حياتنا أم تبقى ثقافة الهدر مترسخه في مجتمعنا فنموت عطشا.
المهندس
عبد الكريم حسن سلومي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطائرات من دون طيار الفاعل الرئيسي الجديد في الحروب


.. سيول جارفة ضرب ولاية قريات في سلطنة عُمان




.. دمار مربع سكني بمخيم المغازي جراء القصف على غزة


.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: سنرد على إيران وقاعدة نيفاتيم




.. بايدن ينشغل بساعته الذكية أثناء حديث السوداني عن العلاقة بين