الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


5 - الحلم والثورة

سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)

2016 / 8 / 28
الادب والفن


أسمع المفتاح يدور في قفل الباب
عدة أصوات خافتة تتهامس
أرفع رأسي قليلا
مقفل حتى إشعار آخر
أقول لهم بصوت مكبوت
صوت الخطوات تبتعد
ويعود الصمت
ثقيلا مبهما ينضح بالقلق
وأحاول النوم
والعراك مع الأرق
ولعبة الصور الغامضة
أتسلل في الليل إلى دهاليز الذاكرة
سوداء معتمة
بدون خارطة
أتيه في سراديب الزمن
تضيئني فكرة وتذكرة وكحول رديء
في ظلمة الليل ينتابني شعور غامض
بالغربة والقلق
وبأنني معلق في الهواء
والسرير يطفو في فضاء الحجرة
يتأرجح
يتهيأ للإقلاع
يجتاز النافذة
‪ويحلق في فضاء المدينة الصامتة‬
فوق البيوت والشوارع النائمة
كبساط الريح
وينتابني القلق ثانية
وأخاف السقوط
فيوقظني الخوف من الخوف
وأقفز من السرير
مرتاعا مبلللا بالعرق
أتسلل داخل الصندوق الضوئي
أختبيء لساعات طويلة
أشاهد الهزائم المتلاحقة
أرى وجوها وأجسادا مضرجة بالدماء
سبارتاكوس، فيرا، زاباتا،
لويز، جيرونيمو، جميلة،
ماكنو، سيليا، جيفارا،
كوشيز، ليلى ودلال
وآخرون لم أميز وجوههم ولا أسمائهم
سرا أحلم بتغيير البرنامج
أعبث بمجرى الأحداث
استبدل أسماء الموتى
وألغي الهزائم
ألفق الأخبار وأنشر خبر الثورة
وأعلن موت الفقر والسلطة
موت الجوع
أعلن موت الموت
وبقية الطغاة
وأبني قوارب لا تغرق
وبيوتا لا تتفجر
وأخلق أطفالا لا يموتون تحت الأنقاض
ورجالا ونساء لا يعرفون الجوع
وعيونا لا تعرف الخوف
وفي نهاية الحلم
نفتح البوابة
ونحطم الأسوار
وننطلق نحو البحر
نركب عربات الشمس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع