الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشماريخ تنطلق والكرة لسه فى الملعب

محمود جابر

2016 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


"الكرة لسه فى الملعب" تعبير لمعلقى كرة القدم ويعنى " أن نتيجة المبارة لم تحسم بعد".
نعم إن نتيجة المبارة الإقليمية لم تحسم بعد، وليس هذا كل شىء فما يزال المعلب نفسه بين الحين والأخر يتبدل، واللاعبين يتقاسموا القمصان، لدرجة تجعل الجمهور فى حيرة من يعلب مع من ومن يلعب ضد من ؟!!
هذا ملخص سريع ومختصر ومختزل – اختزالا غير مخل- لما يحدث فى الإقليم .
وللتذكرى: بدأت الأحداث الدراماتيكية فى المنطقة بدأ بتونس فمصر وليبيا ثم اليمن وسورية وطالت هذه الأحداث البحرين والعراق والسعودية وعمان والجزائر والمغرب ولبنان.
بيد أن الأحداث انحصرت فى كلا من مصر وتونس وليبيا واليمن وسورية والعراق والبحرين ولبنان والأردن والسودان والسعودية.
كان الجزيرة وقطر تلعب دورا كبيرا فى كل تلك الأحداث وتحولت قناة الجزيرة إلى القناة الرسمية للثورات العربية والثوار العرب – غالبا.
كان جماعة الإخوان المسلمين لها الباع الطويلة وبدأت الجماعة تتجهز لوضع يديها على اغلب الرئاسات فى العالم العربى من تونس ومصر وليبيا، وهى فاعلة فى اليمن وسورية والعراق . ولا يغيب دورها فى السعودية وعمان والعراق .
وتحالف مع الإخوان الليبراليين العرب وبعض من اليسار الملون .
بالإضافة الى قطر والسعودية، جاءت تركيا لتلعب دورا متمما ومتكاملا مع الدولتين السابقتين وورائهما كان الناتو والولايات المتحدة الأمريكية؛ فى المقابل كانت روسيا تحاول الدخول الى المنطقة بشكل خجول من خلال استغلال الأحداث فى سورية ثم دخولها على خط الجزائر ومن بعده مصر .
وكانت إيران جزء من هذا المشهد، وتجلى ذلك فى البحث عن السيد موسى الصدر المفقود فى ليبيا، ومساندة بشار الأسد فى سورية، ودعم حماس فى غزة وسورية وحديث متناثر حول ارتباط الحوثين الذين بدوا ظهورهم على ساحة الأحداث فى اليمن وفى البحرين كان هناك دعما إعلاميا ولوجستيا واحتضن لعناصر الثورة البحراينية .
الجماعات الإرهابية على مختلف ألوانها كانت هى الأخرى حاضرة فى المشهد، وحضورها حسب الارتباط ما بين تركيا والسعودية وقطر والأردن والولايات المتحدة الأمريكية والناتو وربما بقى آخرين خارج الذكر .
خرجت مصر وتونس من تلك الأحداث سريعا خلال عامين بعد أن لم تستطع جماعة الإخوان إحكام قبضتها على السلطة بفعل انتفاضات الشعب المصرى والتونسى وتحالف واسع مع الجيش، ولم يبقى فيهما اثر اللهم إلا بعض العمليات الإرهابية التى تستهدف الدولة من حين لآخر و بعض البؤر التى تنطوى على عدد كبير من الإرهابيين مثل سيناء.
البحرين :
رغم تدخل درع الجزيرة بناء على طلب العاهل البحرانى إلا أن الأحداث ظلت تتدحرج ككرة النار حتى كادت البحرين أن تخرج الآن من تلك الأحداث بقدر من القهر والاستقطاب وأخطاء الخصوم ولان البحرين لم تكن هدفا دوليا ولا إقليميا .
قطر :
خرجت قطر تقريبا من الأحداث فى ليبيا ثم من سورية وانسحبت من تونس ومصر واليمن خفت ضوء ولمعان قناة الجزيرة الى الأبد .
وبقى فى الجانب الشرقى الاسيوى العراق وسورية واليمن ولبنان .
لبنان :
الصراع الاقليمى على الإقليم وفى الإقليم غيب مؤسسات الدولة اللبنانية التى يمكن أن نعتبرها مرآة المنطقة يمكن من خلالها رؤية الأوضاع الاقليمية فلبنان يعانى من غياب الرئاسة منذ 20012، وغيب البرلمان من هذا التوقيت وعجز الأقطاب اللبنانيين سوء 8 آذار او 14 آذار عن حل معضلة الرئاسة والبرلمان وم تزال لبنان تعانى حالة التيبس السياسى .
العراق :
المشهد فى العراق يقترب من الغليان المفتوح التى لا يسمح له بالانفجار حتى الآن، وكلما اقترب الوضع هنا للغليان تم فتح الصمام ليخرج الهواء المختزن بفعل الغليان حتى يبرد الوضع قليلا دون ان يتم اطفاء اللهب من على قدر العراق الكبير.
العراق بكل مؤسساته من مجلس الوزراء الى البرلمان وحتى الأحزاب مرورا بالنجف جميعهم فى قدر الغليان، إضافة الى الكورد والشيعة والسنة .
ورغم ذلك فهناك قضايا عديدة معلقة منها:
- مستقبل الدولة المركزية العراقية
- مستقبل العملية السياسية ( أحزاب – برلمان – حكومة) والدستور.
- مستقبل إقليم كوردستان
- مستقبل الحشد الذى تبحث ايران عن تحويله الى جيش ثان مواز ( حرس ثورى) أو ( حرس رئاسى) أو ( حرس جمهورى) أيا ما يكون الاسم .
- مستقبل النجف بعد رحيل السيد السيستانى .
كل هذه القضايا الكبيرة تجعل العراق غير مستقرا فى القريب فى ظل وجود إيران امريكى تركى سعودى ومحاولة روسيا للنفاذ الى قلب الإستراتيجية العراقية .
وليس هناك من أمل يلوح فى الأفق حلو استقرار العراق، بل إن احتمالات سوء الوضع اقرب من تحسنه .
سورية الحرب العالمية الاقليمية :
فى سورية حرب الكل ضد الكل .... هذا ملخص ما يجرى فى سورية ....
فاذا كانت أمريكا والناتو وتركيا والسعودية وقطر معا فى مربع واحد ومعهم جيوش من المرتزقة تحت أسماء عديدة .
فى مقابل الجيش العربى السورى والسواد الأعظم من الشعب السورى مع تحالف ايرانى قديم وحضور روسى قوى لا يتراجع اضافه الى لبنان والعراق ... معهم جموع من مرتزقة اخرى ليس ضمنهم حزب الله اللبنانى الذى يحارب فى سورية حرب بقائه وحياته وليس حبا او تحالفا مع ايران وان كان ذلك صحيح ولكن لحزب الله تفرد عن الجميع وحماية سورية لا تقل بحال من الأحوال عن حماية لبنان .
ولكن حتى هذه التقسيم لم تبقى الآن كما كانت ...
وخاصة فى 24 اغسطس / آب الجارى .
ماذا حدث فى 24 اغسطس/ آب فى عملية درع الفرات، هنا.... هل يمكن الحديث عن تغيّر قواعد اللعبة في سورية إذا علمنا أن الثابت الوحيد في مسار الصراع في سورية هو عدم وجود قواعد للعبة أصلا ذلك أن اللاعبين تتبدل أولوياتهم وتتقلب مصالحهم وتختلف أهدافهم دون وجود محددات استراتيجية باستثناء ارتهن الادول الاقليمية على مدى سنوات النزاع للقوى الدولية والتي بدورها لم تمتلك رؤية استراتيجية لحل النزاع واقتصرت تدخلاتها على أهداف تكتيكية.
ويمكن أن نفهم التدخل التركي بتاريخ 24 آب/ أغسطس الماضي في مدينة جرابلس السورية التي كانت خاضعة لتنظيم داعش هو أول تدخل عسكري تركي بري منذ بدء الصراع في سوريا والتي أطلق عليها عملية “درع الفرات” والتي لم تنج من قبل ذات الخصوم والأعداء من البحث والتنقيب عن مغزى التاريخ والمكان باستدعاء خطر الإمبراطورية العثمانية وأطماعها التوسعية باعتبار العملية تتزامن مع الذكرى التاريخية الخمسمائة لمعركة “مرج دابق” بين العثمانيين والمماليك شمال حلب والتي أسفرت عن انتصار العثمانيين ومهدت الطريق للهيمنة العثمانية على العالم الإسلامي ودوام حكمهم أكثر من 500 عام، وكأن قيام الإمبراطوريات أو إعادة إحيائها مسالة تخضع للتنجيم والاسترولوجيا وحسابات الجمّل وتنبؤات مدرسة نوستراداموس.
إن تطورات الموقف التركي الأخيرة جاءت ثمرة لتحولات تركيا الداخلية عقب محاولة الانقلاب الفاشل وتفاعلاتها مع المحيط الإقليمي الفوضوي والموقف الدولي الملتبس فقد تعاظم إدراك أنقرة بأن حلفاءها الغربيين المفترضين قد تخلوا عنها فضلا عن المحادثات المستمرة بين موسكو وواشنطن الهادفة إلى تنسيق الجهود في سوريا حيث تخلت تركيا عن أوهام الصداقة الغربية وأعادت النظر في موجبات العداء بين تركيا وروسيا ومبرراته الغير منطقية من وجهة نظر مصلحية خالصة كما هو الحال مع إيران فإذا كان الصديق المفترض ممثلا بالغرب عموما وأمريكا خصوصا يحرص على خطب ود تلك القوى فلماذا تفعل ذلك تركيا رغم أن المصالح التي تربط بين تركيا وروسيا وإيران لا يمكن أن تقارن بنظيرتها الغربية الأمريكية.
لا جدال أن الانقلاب الفاشل أدى إلى تعقيد العلاقات التركية ــ الأمريكية ، وعلى مدى سنوات الحرب في سورية لجمت الولايات المتحدة مطالب لأتراك بإنشاء منطقة عازلة بل عملت على التحالف مع عدو تركيا اللدود وخلق كيان كردي يهدد الأمن القومي التركي عندما قررت الولايات المتحدة في 9 اكتوبر/ تشرين اول 2015 إلغاء برامج تدريب المعارضة السورية والانتقال إلى دعم الفصائل الكردية والإعلان عن تشكيل "قوات سوريا الديموقراطية" في 12 اكتوبر/ تشرين أول 2015 التي تجاوزت أهدافها التصدي لتنظيم داعش وتقدمت لتسيطر على سد تشرين ولتحصل على معبر إلى غرب الفرات.
على الرغم من الاحتجاجات التركية على مواقف الإدارة الأمريكية بخصوص الطموحات الكردية إلا أنها لم تتخذ مواقف حازمة منفردة وكانت تطمح بإقناع أمريكا وأوروبا بعملية مشتركة ضد الاكرد .
أصبحت الرؤية التركية أشد وضوحا وأكثر حدة إذ لم يعد بالإمكان الانتظار، لكن هذه الرؤية تتطلب إعادة بناء التحالفات فأمريكا لا تتوافر على رؤية مماثلة بينما روسيا تتفهم تلك الرواية ونظام الأسد ينتظر الرواية التركية الجديدة وقدم ممارسة فعلية غير خطابية بالاشتباك العسكري مع الأكراد في الحسكة للبرهنة على استعداده لبناء علاقات جيدة مع تركيا.


لقد بات واضحا لدى أردوغان أن هزيمة “حزب العمال الكردستاني” تتطلب فك الارتباط بين روسيا والأكراد الأمر الذي سوف يقوّض كذلك المكاسب الكردية في سوريا حيث يعمل “حزب الاتحاد الديمقراطي” و “وحدات حماية الشعب” مع كل من واشنطن وموسكو لكسب المزيد من الأراضي فعلى مدى العامين الماضيين وحّد “حزب الاتحاد الديمقراطي” مقاطعتي كوباني والجزيرة في شمال شرق سوريا في إقليم واحد يعرّف باسم “روج آفا” أو كردستان السورية فهدف الفصائل الكردية من سلالات “حزب العمال الكردستاني” تحقيق حكم ذاتي للأكراد في “روج آفا”.
التدخل التركي في معقل تنظيم “داعش” قرب منبج في شمال سوريا سوف يعزز مصالح تركيا في تعطيل خطط “حزب العمال الكردستاني” و”حزب الاتحاد الديمقراطي” وفي حين تعتبر أنقرة أن تنظيم “حزب العمال الكردستاني” أشد خطرا من تنظيم “داعش” وعلى مدى أشهر رددت قيادات من “حزب الاتحاد الديمقراطي” القول بأن إغلاق منطقة جيب منبج من شأنه أن يساعدهم على توحيد مقاطعات كوباني والجزيرة وعفرين لكن في المقابل فإن السيطرة على الجزء الغربي لممر أعزاز ــ جرابلس الذي يحد منطقة جيب منبج تمكّن تركيا من منع أي خطط كردية طموحة بتأسيس إقليم متصل.
عملية درع الفرات جاءت عقب التحركات الدبلوماسية التركية سواء على الصعيد الروسي أو الإيراني أو زيادة التنسيق مع النظام السوري بفتح الطريق أمام القوات التركية للدخول إلى غرب الفرات وبدء معركة تحرير جرابلس التابعة لمحافظة حلب شمال سورية من سيطرة تنظيم “داعش” واستبقت العمليات زيارة قام بها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي حظي باستقبال تركي فاتر وربما مهين وبالتزامن مع وجود رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني في العاصمة التركية أنقرة في رسالة واضحة إلى أن عملية درع الفرات تستهدف منع تمدد حزب “الاتحاد الديمقراطي” الجناح السوري “للعمال الكردستاني”، الذي يمثل العدو الأول للدولة التركية وللحزب “الديمقراطي الكردستاني” برئاسة البرزاني.
معركة جرابلس التي توقع البعض أن تكون عنيفة ومكلفة لم تقع فتنظيم “داعش” انسحب فورا وبعث برسالة لتركيا مفادها أن الخطر الحقيقي على تركيا هو “حزب العمال الكردستاني”.
فى الأخير تتحرك إسرائيل بعيدا عن الأعين والصدام تنقل تركيا من محور إلى محور وكأنها ربان المركب المتصارع مع الأمواج والجميع يستجيب لها طوعا او كرها ومن لم يدرك ذلك فعليه أن يحصر عدد المرات التى تم استهداف الجولان السورى المحتل من قبل كل تلك الجماعات والقوى المتحاربة، فإسرائيل تقوم بحماية الجولان بكل ما تملك وتفعل ذلك عيانا بيانا دون أن يرد عليها أحد.
وللحديث بقية .. إن شاء الله .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة