الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حفيدة سيبويه تبعث من جديد

نوري جاسم المياحي

2016 / 8 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



واليوم قصتنا عن امرأة عراقية هاجرت مع زوجها الى بلاد الكفار ..وهي تحمل بكالوريوس قانون .. وتريد اكمال دراستها .. ولكن الكفار لا يعترفون بشهادات الكليات العراقية ..فطالبوها بشهادة التخرج من الإعدادية مصدقة من وزارة الخارجية ...فخابرت وكلفت أمها لإخراج الشهادة وتصديقها من وزارة الخارجية واستغلال فرصة تواجد ابن عمها في العراق كي ترسلها معه ...
وكما تعلمون قوة عاطفة الامومة عند العراقيات بين الام اللي تعيش في بغداد وابنتها اللي تعيش في بلاد الغربة ومحتاجة مساعدتها فهل تقصر ؟؟؟
فقامت الام المسكينة وهي بشيباتها البيض وهي معلمة متقاعدة تشوبح وتلوبح لتلبية طلب ابنتها وتتوسل بالرائح والجاي حتى يخلصون المعاملة بسرعة ولكن للأسف الرحمة وحب المساعدة انشالت من قلوب العراقيين وبالرغم من الركضة بهذا الحر اللاهب والاختناقات المرورية فقد نقلت لي الام صورة ما شاهدته عن معاناة المراجعين والمراجعات والتي وصفتها (تبجي على حالهم) ...خريجي كليات وضائعة شهادتهم ..والمساكين يلوبون ويستغيثون وماكو احد يسمع شكاويهم اوينفه عن خاطرهم...
وصاحبتنا الام المهضومة وبهذا الحر القاتل والعرق يتصبب من كل اكاتيرها وهي تركض منا وتجي منا وتدخل هاي الدائرة ويدزوها الى ذيج الدائرة وكلها شلعان فواد الى أن وصلت الى (المديرية العامة للتقويم والامتحانات / قسم الشهادات والتابعة لوزارة التربية) ....
وإذا بالأم تكتشف من خلال المراجعات موظفة في هذه المديرية ويبدو انها من احفاد المرحوم سيبويه والتي امسكت البعير من ذيلة ...او مثل ما يقول العراقيون (تدور بالخ... حب ركي) وكأنها عايشه في زمان غير زماننا ...
وهنا عندي سؤال لكل اديب وشاعر ومثقف وظليع او غير ضليع باللغة العربية وبما فيهم مدرسي اللغة العربية في الاعداديات والجامعات ...اليس هناك ملايين العراقيين ولاسيما من جيل الشباب لا يفهمون من لغة الضاد طكة ؟؟ وخطهم بالكتابة مثل خراميش البزون (كل شي ما تفهم منه) وبالنحو والقواعد يرفعون المفعول به وينصبون الفاعل أي يرفعون المنصوب ويجرون المرفوع ولايميزون بين التاء الممدوة والتاء المقصورة ولا يميز بين جمع المؤنث السالم وجمع التكسير ...والكثير من مسؤولينا ولاسيما النواب لا يعرف حتى ان ينطق بحملة عربية واحدة صحيحة ...
ولكن الموظفة حفيدة سيبوية وقفت حجر عثرة في وجه الام المتعوبة وكأنها تعمل في ناسا الامريكية واكتشفت كوكب جديد وهو ان اسم الابنة (ساره) مكتوب في احدى الوثائق (سارة) وبقية الوثائق كلها (ساره) ..ونست سيبويه الفهيمة ان الاسم عند ترجمة الوثيقة سيكتب (Sarah)
وهنا بدأت المعاناة ..لأنها طلبت من الام ان تحفر البير بإبرة من جديد وعلى من اصدر الكتاب قبل ثماني سنوات ان يغير ويصحح التاء المقصورة الى هاء مقصورة ..اي رفع النقطتين ...والام تتوسل والموظفة تعاند وتصر لن تستلمي المعاملة الا بعد العيد ... والام وهي أيضا معلمة أجيال وتربوية ...تشرح لها وتقول ان الكثير من العراقيين لا يفرقون بالكتابة بين (ة) و(ه ) والموظفة تصر على تصحيح الحرف وتاجيل المعاملة الى ما بعد العيد ...والام تتوسل بها وتقول ان ابن عم ساره لا يستطيع تأجيل سفره الى ما بعد العيد ليأخذ معه الشهادة والموظفة تجيبها اني مو مسؤولة عن هذا الخطأ وانا أقول لأمثال هؤلاء الذين يتمسكون بالقشور ويتركون الجوهر ...ارحموا أبناء شعبكم بتجاوز الترهات والابجديات والاخطاء الشائعة وهذه الأخطاء لا علاقة لها بالتزوير وعيب عليكم تعرقلون معاملات المواطنين لاتفه الأسباب وانتم تعلمون مثل هذه التوافه اللغوية لاتعني بالنسبة للمعاهد الغربية الكافرة شيء ...
وأقترح على الوزارات المختصة ان تضع الموظف المناسب والفاهم لواجبه بدلا من وضع ربوتات لا تفكر و لا يفقهون اللغة (املاء وخط وقواعد) شيء ...
وعلى هالرنة السخيفة والذي ربما سيضيع مستقبل انسانه عراقية بالمهجر بسبب تأخير غير مبرر لان سيبويه الشهادات في زمن احزاب المحاصصة الطائفية يرتاحون ويتونسون لأذية المواطنين وجيب رجال يطلع هالزمال من هال وحلة ...وسلمت الام امرها وامر ابنتها لله لما بعد العيد إذا ما ضاعت المعاملة كالعادة ...
والام تردد مع نفسها ناس عليها حلال وناس عليها حرام ... والدكتور سليم الجبوري المشهور بأقصر محاكمة بالتاريخ راح للمحكمة وقراؤا عليه الاتهامات وقدم الدفاع وصدر الحكم وابلغ للشعب كله في ربع ساعة الى ان شرب الشاي ...والفقير مثل ام سارة الما عنده واسطة ولا دنكة في الحكومة والأحزاب الطائفية فعليه ان يأكل فشقي ويطبق عليه القانون والروتين والنهج البيروقراطي ...
والبعض من الخبثاء يفسر التاخير والعرقلة هي لتوفير عمل وباب رزق للمعقبين وللموظفين بطريقة ورق واني امشيلك بالمعاملة والله واعلم
انا اعلم وغيري يعلم ان لا فائدة من الحجي ولكن الفضفضة تخفف من الهموم وضيق النفس وانقباض الروح ...والقصة كلها عبارة عن قطرة في بحر...وعوافي على الوزراء ورئيسهم الاسترخاء تحت الهواء العليل وتبريد الايركوندشنات المركزية...
اللهم احفظ العراق وأهله أينما حلوا او ارتحلوا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا