الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خربشات (11)

يوسف عودة
(Yousef Odeh)

2016 / 9 / 1
القضية الفلسطينية


خربشات (11)
يوسف عودة
تعددت وتنوعت الأحداث في حياتنا وبشكل متسارع، وأصبحت تمتاز بنوع من الغرابة التي بدت تنطلي على الكثير من الأمور التي تحدث في يومنا وتفاجئنا بشكل أو بأخر، حتى أننا بتنا نعيش أشبه ما يكون فوق فوهات براكين، ما نكاد أن نخطوا بأولى خطواتنا حتى تثور من تحت أقدامنا مُحرقةً الخضر واليابس، ومصهرةً العقول قبل القلوب، والمصيبة الكُبرى أننا صرنا نتقترب من تصديق حقيقة أن ما يجري أمراً طبيعياً ولا داعي للقلق في هذا الشأن، لدرجة أن الجملة التي أصبحت على لسان كل واحد فينا "أهدوا عادي الموضوع".
هي كذلك حياة مليئة بالتناقضات، سماتها الرئيسية الطعن والكذب والمؤامرات، والشماعات التي نعلق عليها فشلنا كثيرة ومتنوعة أيضا كما هي الأحداث، نفوس مريضة وعقول صغيرة ومشاعر معدومة وقَبلية متجذرة فينا، لا نرى إلا ما نحب، ولا نسمع إلا ما نرغب، ولا نتحدث إلا بغُل علنا نشفي صدورنا بآهات الأخرين، ونظرات الحسرة في عيونهم، مستعدين لعمل مجزرة على زامور سيارة، وحرب داحس والغبراء إن أحد نظر إليك مجرد نظرة، أصبح القتل أمراً عادياً والنصب بالمئات والسرقة بالمليارات، ولا حسيب ولا رقيب، ونأتي بعد ذلك ونقول ما الذي جرى لنا.
أسباب ومسببات عديدة لما نحن فيه، منها الداخلية ومنها ما هو ناتج عن الظروف المحيطة بنا، منها كذلك المتعلق بعاداتنا وتقاليدنا وتفكيرنا الرافض لمبدأ التنازل في أي شيء وعن أي شيء، والنتيجة بكل الأحوال كارثية وجارحة ومسببة للآلام والجروح، والتي من الصعب تضميدها بسهولة، وكل هذا بحاجة إلى تغيير، تغيير في القيم والسلوك، وتغيير في العادات والتقاليد، علنا بهذا التغيير نُنقض ما يمكن إنقاضه. والتغيير أحياناً يكون مفيد وشيء ضروري حتى نعيد ترتيب أمورنا من جديد، وأحياناً يكون بمثابة خطوة قد تكون غير مدروسة، وتؤدي إلى فرض واقع مؤلم وغير مستصاغ لدى معظمنا، ومن أهم الأمثلة على فكرة التغيير، ما نعيشه هذه الأيام من تحضير للإنتخابات البلدية، ففي البداية كانت الفكرة بمجملها قيمة وتدعو للمثابرة والمضي قدماً، علها تأتي بالأفضل على الرغم من وجود الشيء الجيد، لكن للأسف ربما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد كان هذا التغيير المطالب به، السبب الرئيس في أحداث بعض الشروخ والتفتت لدى الكثير من العائلات في مختلف القرى والمدن الفلسطينية، إجمالاً نقول بأن التغيير كفكرة، فكرة إيجابية ومفيدة لخدمة الناس وتقديم الأفضل لهم، وذلك في حال تم إستخدامه بأسلوب مدني متحضر، واضعين نُصب أعينُنا مبدأ التقدم وإحقاق الحق وتطبيق العدل، لا أن يكون أداة لتحقيق المصالح الخاصة والفئوية على حساب المصلحة العامة التي هي الأساس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس يبحث تمويلا إضافيا لإسرائيل| #أميركا_اليوم


.. كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي: لدينا القدرة على




.. الخارجية الأمريكية: التزامنا بالدفاع عن إسرائيل قوي والدفاع


.. مؤتمر دولي بشأن السودان في العاصمة الفرنسية باريس لزيادة الم




.. سر علاقة ترمب وجونسون