الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرنان قبل انشتاين

يوسف الصفار

2016 / 9 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قرنان قبل انشتاين 1-2
يقول لورنس كراوس في كتابه ( كون من لاشيء )
(( ينساق عديد من الناس , ذوي التفكير العميق الى الحاجة الواضحة لايجاد علة اولى , مثل : افلاطون والاكويني , او الكنيسة الكاثوليكية الرومانية المعاصرة ولذلك ينساقون الى افتراض ان هناك كينونة الهية ما : خالق لكل ما يوجد وسوف يوجد كل هذا للابد ... شخص ما او شيء ما .. ابدي , وفي كل مكان . ومع هذا يترك الحديث عن العلة الاولى السؤال مطروحا : ( من خلق الخالق ) في النهاية ما الفرق بين الجدال من أجل خالق موجود ابدي في مقابل كون موجود ابدي من دون خالق ..؟؟ ))
البداية تبدأ من ضابط في الجيش الفرنسي اسمه دموبرتوي ضحى بمستقبله ليكرس نفسه للعلم وتوصل الى مبدأ الحركة عام 1746 القائل ( حين يحدث اي تغير في الطبيعة فان كمية الحركة المستخدمة لهذا التغير هي دائما اقل ما يمكن وهذا يثبت وجود نظام منطقي في الطبيعة وبالتالي وجود إله منطقي .. بعده طور( اويلر و لجرانج) هذا المبدأ الذي لعب دور في نظرية الكم ويقر( دموبرتوي) بان هناك هدفا او قصدا في الطبيعة لكنه يعترف بان فيها علامات الغباء أو الشر وكأن شيطانا ً ينافس خيرها في شؤون الكون فكان يوافق خصمه فولتير على ان القديس اوغسطين كان ينبغي ان يظل مانويا (اي متشككا قبل انتقاله الى المسيحية )
رغم ان القرن الثامن عشر دون القرن السابع عشر في انجازاته العلمية كونه يخلوا من الشوامخ امثال جاليلو ونيوتن ومع هذا فان كوكبة من النجوم تألقت في القرن الثامن عشر قبل مجيء انشتاين باقل من قرنين لهم اليد الطولى بما وصلنا اليه ففي عام 1717 حينما صاغ يوهان الاول مبدأ السرعات معتبرا ان مجموع القوى الموجبة معادلاً لمجموع القوى السالبة و اعتبر مجموع الطاقة ثابت دائما ادت الى صياغة قانون عدم فناء الطاقة في القرن التاسع عشر .وهو من ارسى اساس نظريات الحركة للغازات معتبرا الحرارة تزيد من سرعة الذرات وان فعل الضغط يؤدي الى نقصان الحجم وكما اثبت بعده بويل بقانون تناسب الضغط والحجم .
اما نظرية الضوء في القرن الثامن عشر فكان الجميع يتقبل نظرية نيوتن باعتبار الضوء جسيمات .. لكن (اولير ) افترض ان الفضاء الخارجي يملؤه الاثير واعتبرها مادة ارق من ان تدركها حواسنا ونسب اليها ضواهر الجاذبية والمغناطيسية والكهرباء و ما الضوء سوى تموج في الاثير . كما الصوت تموج في الهواء وقد عرّف الالوان بانها ذبذبات في امواج الضوء فالازرق اعتبر تذبذبه قصير والاحمر ذات تذبذب طويل ..وبين ان شدة الضوء يتناسب عكسيا مع مربع بعده عنا ..
في عام 1750 اثبت فرانكلين العالم والسياسي ان الشرر الكهربائي والبرق واحد فاخترع الاطراف المدببة التي تحمي الابنية والكنائس من الصواعق مما اثار اعجاب لويس الخامس عشر فمهد بهذا الطريق لتحرير امريكيا (( انه خطف البرق من السماء والصولجان من الطغاة ))
عام 1774 استخلص بريسلي الاوكسجين من اوكسيد الزئبق ونشر كتاب ( تاريخ تحريفات المسيحية ) رفض المعجزات وسقوط آدم وكفارة المسيح وعقيدة الثالوث كما اعتبر بريسلي ان الحكومة العادلة هي التي تسعد مواطنيها وعلى الشعب ان يطيح بالحكومة التي يتضح ظلمها وبالنتيجة حرق الغوغاء بيته وهم يقسمون على قتل كل الفلاسفة فهاجر الى امريكيا وهو في سن الحادي والستون واكتشف تركيب اول اوكسيد الكاربون .
اما لافوازيه فقد غيرت كشوفاته الكيمياء من نظرية كيفية الى علم كمي وبين ان المواد المحترقة تكتسب وزنا وهذا يتأتى لها من الهواء وحينما التقى بريسلي في عام 1774 قرأ على الاكاديمية ان عملية احتراق الجسم تجعله يمتص هواء شديد النقاوة ثم ربط بين حجم الهواء المانح للحياة في عملية التنفس بانه لا يشكل غير خمس الهواء العادي واعتبر العملية العضوية الحياتية لا تختلف عنها في احتراق المواد العضوية كالسكر والزيت وكان ما توصل اليه ثورة في عالم الفيسيولوجيا ..
كان هذا العالم احد ضحايا الثورة الفرنسية وقد علق ( لاجرانج ) على اعدامه : ( ان قطع رأسه لم يستغرق اكثر من لحظة وقد لا تكفي مائة عام لنوهب رأساً نظيره )
يقول يول ديورانت في كتابه الرائع قصة الحضارة (( الى اي حد أثارت كشوف الرياضة والفيزياء والكيمياء قبة السماء ؟؟ ان أجرأ ما اقتحم العلم من مغامرات محاولته ان يقذف بادوات قياسية حول النجوم ويتجسس بالليل على اولئك الحسان المتألقات في كبد السماء , ويحلل مكوناتهن عبر بليون من الاميال , ويحدد حركاتهن بمنطق البشر وقوانينهم .. ان العقل والسموات هما قطبا دهشتنا ودراساتنا والعجب العجاب ان يشرّع العقل القوانين للقبة السماوية ))
في القرن الثامن عشر قام كل من ( جراهم وهادلي ودولاند ) بتحسين ادوات الفلك ثم قام ( برادلي وهرشل) بتوسيع تللك الكشوف و طبق ( دالمير وكليروا ) الرياضيات على النجوم ورتب ( لابلاس) النتائج في نسق جديد من الدينامكية الكونية ..
كانت دراسة الفلك لها جوانبها التجارية حيث دخل هذا العلم في الصراع على البحار بين فرنسا وانكلترودخلت المعترك ايضا كل من المانيا وايطاليا دون ان يحالفهما الحظ الوافر في المغانم . وادت الملاحة الى دراسة القمر وتغيرات موقعه و أوجهه بالنسبة للشمس والارض وتأثيره على المد والجزر ..
... يتبع في الجزء الثاني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا


.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س




.. كل يوم - د. أحمد كريمة: انتحال صفة الإفتاء من قبل السلفيين و