الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستكون المياه الثروه الثانيه الضائعه في العراق

عبد الكريم حسن سلومي

2016 / 9 / 3
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


هل ستكون المياه الثروه الثانيه الضائعه في العراق

تشير اليوم اغلب الدراسات والبحوث الى ان المياه ستكون وقود حروب وصراعات المستقبل في العالم وهي في الحقيقه دراسات جديه وعلى مستوى عال من الحقائق والأدله الواقعيه.
ان اشتداد الطلب على الغذاء ازداد بنسبه كبيره بسبب زيادة السكان والتطور الحضري وبالتالي ازداد الطلب على المياه اللازمه لانتاج هذا الغذاء مما سيؤدي ذلك لاشعال فتيل الحروب والذي توقع اغلب الخبراء العالميين ان تكون بدايتها نهاية الربع الاول من هذا القرن الواحد والعشرين ؛وقد اشارت نفس الدراسات الى ان المياه ستكون مصدر الثروه في هذا القرن بدلا من النفط بسبب ان كلفة الغذاء ستزداد بصوره كبيره وهذا مابدأنا نلمسه هذه الايام وبسرعه غير طبيعيه اضافة الى ان التغيير المناخي الذي احدث جفاف في كثير من دول العالم والناتج من تأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري والذي تأثر به بلدنا الذي كان يلقب ببلد الرافدين مما جعل ذلك من ندرة وقلة المياه هي الشبح الذي يلاحق اليوم كثير من البشر هذه الايام .
ان سبب ارتفاع اسعار المواد الغذائيه يعود بسبب قلة المياه للزراعه مع التوسع في مجالات الحياة الاخرى على حساب الزراعه وانتاج الغذاء هذا بالاضافه لتخلف كثيرمن دول العالم في الزراعه ومنها دولتنا التي لم تتطور بها الزراعه لحد الان وبقيت تستخدم الاساليب الزراعيه القديمه والمستخدمه من قديم الزمان وهذا مما جعل مساحات الاراضي الزراعيه قليله بسبب الجفاف وقلة انتاجية الاراضي بسبب تخلف الزراعه وطرق الري مع ضياع كثير من المياه بسبب سوء ادارة المياه مع قدم مشاريع الري واعتماد فلاحي المنطقه عموما على اساليب اروائيه وزراعيه قديمه جدا.
ان ملاحظه بسيطه لارتفاع اسعار المواد الغذائيه تعطي لنا صوره حيه لمدى خطورة الوضع في العالم من جراء هذا الارتفاع الهائل في اسعارالغذاء وهذا مما يجعل الجفاف وقلة المياه تهدد كثير من البشر.
اما في بلدنا العراق فأصبحنا نعيش يوميا على تصريحات كثير من المسؤلين الذي تدعوا للقلق بسبب الجفاف مع سعي الكثير لايجاد الحلول لهذه المشكله التي باتت اثارها واضحة المعالم فقد جاء الأوان لايجاد الحلول لها مع مراعاة بأن تكون هذه الحلول واقعيه وممكن تطبيقها في ظل الظروف الحاليه ونحن من تجاربنا الشخصيه في مجال ادارة مشاريع الري نرى انه يجب ان تكون مناقشاتنا لهذه المشكله على درجه عاليه من الشفافيه والصراحه وان ننطلق من واقعنا وبلا تحرج او خوف وقلق ولذلك لابد لنا من ان نتطرق لواقع المياه عموما في بلدنا وقبل كل شيء لذلك نقول:
ان اغلب الاراضي المرويه في العراق تستخدم اساليب الري القديمه والتي تسمى الري السيحي(في العراق يطلق عليه الري بالراحه) وهي فعلا اسم على مسمى وقد تكون نسبة الاراضي المرويه بهذه الطريقه من مجموع الاراضي المزروعه اروائيا تقترب جدا من 100% علما ان هذه الطرق والاساليب الاروائيه معروفه للفنيين بقلة كفاءتها وزيادة هدر المياه بأستخدامها حيث تصل نسبة الهدر بها ل40% مما يؤدي ذلك لخساره كبيره في كميات المياه المطلقه لهذه الاراضي مع العلم ان لهذه الكميات المهدوره اثار جانبيه خطيره على الاراضي والبيئه.
اضافة لما نراه من ان اداره المياه على مستوى المزارع للفلاحين جدا سيئه وان اغلب فلاحي القطر للاسف غير متطوريين فنيا مع العلم ان اغلبهم ليس لديه أي معرفه بطرق الري الحديثه كما ان واحده من اسباب هدر المياه يعود الى تجزأة مسؤليات المشاريع الاروائيه العملاقه وهذه الحاله تعتبر من العوائق الكبيره في مجال ادارة المياه بصوره صحيحه حيث نلاحظ بصوره كبيره غياب التنسيق بين الدوائر ذات العلاقه والجهات المستفيده من هذه المشاريع,هذا اضافة الى ان فلاحنا العراقي لازال يجهل مدى خطورة مياه السقي الزائده عن الحاجه الفعليه للأرض والنبات والمياه المهدوره بالتسرب العميق واضرارها والمياه المتبخره.
وهنالك الكثير الذي يمكن التطرق له في مجال ضياع المياه في الزراعه والري اما في مجالات الصناعه والخدمات البلديه فأن هدر المياه من قبل المواطن واصحاب المصانع والمعامل ومباني الدوله عموما والمرافق العامه الاخرى فهو للاسف يكاد يكون السلوكيه اليوميه للفرد العراقي حيث نرى عدم الاهتمام والأسراف والبذخ والهدر بنسب كبيره جدا بسبب جهل وعدم معرفة هؤلاء لقيمة هذه الماده الحيويه والتي جاء الأوان لتغير هذه السلوكيات البشريه عموما وفي كل مجالات استخدام المياه.
ان ترشيد استخدام المياه هو مسؤلية كل مواطن يمتلك ذرة واحده من المواطنه الصالحه والاخلاق الاسلاميه الحقيقيه حيث يقول رسولنا الكريم (ص)(لاتسرف في الماء ولو كنت على نهر جار).
ان الصوره الواقعيه لاستخدام المياه في هذه المجالات صوره مأساويه فمن منا وهو يسير في شوارع مدينته او بلدته وازقتها ولم يلاحظ كثرة كميات المياه النقيه المتسربه من الدور او المحلات ومن منا في بيته لم يلاحظ كثرة تسرب المياه من انابيب وحنفيات البيت اوسلوكيات افراد اسرته في هدر كميات كبيره من المياه المستخدمه في تشغيل كثير من اجهزة المنزل انها صوره سوداويه اما اذا اردنا ان ننظر لشبكات المياه في عموم بلدياتنا والصناعه سنرى وياللمأساه صوره قاتمه لكل الخدمات حيث ان اغلب شبكات المياه في البلاد قديمه مع عشوائية انجازها وعدم حصول صيانه فوريه للخلل الحاصل بها ولفترات طويله مما يؤدي لهدر كميات كبيره من المياه هذا اضافة للتجاوزات الكبيره واليوميه المستمره على شبكات المياه الصالحه للشرب مع العلم ان وسائل نقل المياه المستخدمه في العراق اصبحت قديمه مع رداءة اغلب الشبكات والمواد الصحيه المستخدمه في كل مرافق الدوله ودور المواطنين بسبب سوء صناعتها وردائتها بسبب عدم سيطرة الدوله على مجال استيراد المواد ونوعياتها وغياب السيطره النوعيه عن جميع البضائع المستورده للبلاد مع اننا نرى حقيقة مره وهي رفع كل مقايس المياه من الدور والمصانع والاعتماد على التقدير لتسعيرة المياه.
هذا غيض من فيض لذلك نرى انه يجب تغير كثير من سلوكيات استخدام المياه وخاصة من البيت والمزرعه والمصنع والمرافق العامه الاخرى حيث نلاحظ الاستخدام المفرط للماء طالما انه متوفروبأسعار زهيده ولايوجد رقيب على الاستخدام للمياه
لقد ان الاوان ليقوم العراقيين بتغير سلوكياتهم في استخدامات المياه قبل ان يصبح العراق على طريق الفقر المائي وتصبح المياه الثروه العراقيه الثانيه الضائعه بعد النفط فهل نعتبر.




المهندس
عبد الكريم حسن سلومي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات في بريطانيا لبناء دفاع جوي يصُدُّ الصواريخ والمسيَّرات


.. جندي إسرائيلي يحطم كاميرا مراقبة خلال اقتحامه قلقيلية




.. ما تداعيات توسيع الاحتلال الإسرائيلي عملياته وسط قطاع غزة؟


.. ستعود غزة أفضل مما كانت-.. رسالة فلسطيني من وسط الدمار-




.. نجاة رجلين بأعجوبة من حادثة سقوط شجرة في فرجينيا