الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة الأمازيغية و رهانات الانتخابات التشريعية 2016

كريم شانا
(Karim Chana)

2016 / 9 / 4
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


تطرح مسألة الانتخابات التشريعية على الحركة الأمازيغية بالمغرب دائـما سؤال المشاركة ( هل أشارك أم أقاطع أو أراقب ).
الانتخابات التشريعية لسنة 2016 لا تختلف في جوهرها عن هذا الحال. و إذا كان موقف الفاعل الأمازيغي في انتخابات 2007 مختلف بين من يقاطع كالشبكة الأمازيغية و الحزب الأمازيغي (1) و بين من يدعم كالعصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان (2) أو من يدعوا للمراقبة و التزام الحياد كالنسيج الجمعوي الأمازيغي (3).
معطيين جديد في سنة 2011 سوف يربك حسابات الحركة الأمازيغية و يجعلها مرة أخرى عرضة للتفرقة أول المعطيين هو الربيع الأمازيغي و حركة 20 فبراير التي شاركت فيها الفاعل الأمازيغي البقوة و كانت تهدف للتغيير الشامل و تدعوا لمقاطعة كل التمظهرات المخزنية بما فيها الانتخابات بينما المعطى الثاني هو إقرار دستور 2011 الذي أفرز الأمازيغية كلغة رسمية في استجابة جزئية لمطالب الحركة الأمازيغية منذ بيان شفيق لسنة 2000 (4)، ارتباك الحركة تجلى في غياب مواقف موحدة كما سنة 2007 حيث أنه و إن دعى الحزب الامازيغي و من يدور في فلكه للمقاطعة إلا أن الأمر ترك للأشخاص كل يقرر حسب خياراته خصوصا بعد التحاق مجموعة من الفاعليين الأمازيغ بركب الأحزاب و مشاركتهم في انتخابات الجماعات 2009، و لكن الملاحظ أن غالبية الحركة اتخذت قرار المقاطعة من منطق مساندة مطالب حركة 20 فبراير.
هذه السنة و بعد 20 سنة من ميثاق أكادير المشكل لأرضية النضال الأمازيغي (5) بدأ مجموعة من الفاعلين الأمازيغ يدركون عدم جدوى مقاطعة الانتخابات و على رأسهم الحزب الديمقراطي الأمازيغي الذي انظم لتحالف أمازيغي أطلق عليه إسم تامونت (6) كان هدفه توحيد جهود الفاعلين الأمازيغ للاندماج في الفعل الحزبي و كان من اهم خطواته التنسيق مع حزب التجديد و الإنصاف قبل أن ينسحب من هذا التنسيق و يتحول للجنة تحضيرية لحزب تامونت (7). هذا التغيير سوف يظهر أيضا على مستوى خطاب الأمين العام السابق للحزب الديموقراطي الامازيغي أحمد الدغرني الذي دعى جميع المناضلين الأمازيغ لضرورة التسجيل في اللوائح الانتخابية من أجل تبيان قوة الفاعل الأمازيغي دون أن تتبعها دعوة للمشاركة في عملية التصويت(8).
و في انتظار أن يكون للأمازيغ حزبهم ، فإننا نرى أن خيار المقاطعة ليس مطروح البثت في انتخابات 2016 و ذلك لعدة اعتبارات نوجزها في
• في السنوات الأخيرة أضحى المد اليميني يسيطر على العالم و أضحت الحكومات أكثر ميلا للفكر المحافظ و كذا أصبحت الحريات الفردية عرضت للانتهاك في مجموعة من الدول التي كان يعول عليها الفاعل الأمازيغي للضغط على الحكومة المغربية لحماية مكتسباته.
• تمركز الحزب اليميني فكريا على رأس الحكومة المغربية أبان عن قدرة هائلة على تبديد مكتسبات الفاعل الأمازيغي و كذا تحقير إنجازاته بل و حتى التنكيت عليه في إطار منهجية محكمة للقضاء عليه و لا ننسى أن صعود هذا الحزب كان بسبب تقاعس الفاعل الأمازيغي في المشاركة في انتخابات 2011.
• الطريقة التي ثم بها إعداد القوانين التنظيمية المرتبطة باللغة الأمازيغية و المجلس الوطني للثقافة المغربية تبين استهتار الحزب الحاكم بالحركة الأمازيغية و في حالة نجاحه من جديد فإن أول شيء سوف يقوم به هو إقرار هذه القوانين في البرلمان المغربي
• رغم أن اليسار عرف انتكاسة قوية بالمغرب إلا أن أحزابه تظل البديل الأفضل للفكر اليميني المسيطر حاليا و لدى وجب دعم هذا اليسار من خلال المشاركة حيث أن خيار المقاطعة يخدم بشكل كامل مصالح الأحزاب اليمينية المتوفرة على قاعدة صلبة من الأنصار.
• لم يشكل مقاطعة الحركة للانتخابات طيلة 20 سنة ( منذ انتخابات 1997) أي تأثير في عمل المؤسسة المنتخبة.
هذه النقط هي فقط جزء من الأسباب التي توجب على الفاعل الأمازيغي التفكير ماليا قبل المقاطعة إضافة إلى أن كونه مشارك فعالا في الانتخابات سوف تجعل له قيمة جديدة أمام الأحزاب التي سوف تكون مضطرة لإدماج شروطه في برامجها.
--------------------------------------------------------------------
الهوامش
(1) انظر بيان المجلس الوطني للحزب الديمقراطي الامازيغي المنعقد يوم 6 ماي 2007 و بيان الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة في موقعها الرسمي
(2) "دليل المواطن" إصدار جمعية "2007 دبا"
(3) المذكرة المطلبية للنسيج الجمعوي الامازيغي بمناسبة انتخابات 2007
(4) بيان بشأن ضرورة الاعتراف الرسمي بأمازيغية المغرب محمد شفيق
(5) ميثاق أكادير 05 غشت 1991 عد بمثابة الانطلاقة الحقيقية للحركة الأمازيغية، و ذيل بتوقيع ست جمعيات أمازيغية اعتبرته أرضية لنضال الحركة الأمازيغية من ..
(6) (7) انظر البيانين منشورين في عدة مواقع الكترونية
(8) انظر مداخلة الدغرني في الندوة المنظمة بتزنيت حول " الأمازيغ و السياسة " لجمعية تايري وكال بتاريخ 22 يوليوز 2016









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اذا خاف أمناء الأحزاب اليسارية, فكيف بنشطاء امازيغ
عبد الله اغونان ( 2016 / 9 / 4 - 17:42 )
اذا خاف زعماء أحزاب يسارية عن الترشح في مناطق الصراع
كيف بنشطاء أمازيغ لايعرفون الا أبراجهم في الصحافة والاعلام
فاليترشحوا ان كانوا صادقين ولو مع أي حزب
مع أن أمازيغ غير عنصريين معروفون يترشحون بثقة وينجحون
وأسماؤهم معروفة
لم نعرف قط ناشطا أمازيغيا ترشح
حتى في قرى الأمازيغ
فضلا عن المدن حيث اختلاط الأعراق
انهم يعرفون وزنهم


اخر الافلام

.. حلقة جديدة من برنامج السودان الآن


.. أطباق شعبية جزائرية ترتبط بقصص الثورة ومقاومة الاستعمار الفر




.. الخارجية الإيرانية: أي هجوم إسرائيلي جديد سيواجه برد إيراني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي حانين وطير حرفا جنوبي لبنان




.. إسرائيل وإيران لم تنتهيا بعد. فماذا تحمل الجولة التالية؟