الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سندعو لإختيار الاشتراكيين و البام في إنتخابات البرلمان المغربي

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2016 / 9 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


شعارنا حرية – مساواة -- أخوة

توضيح :في المغرب دأبت الصحافة على تسمية "البام" ككتابة "عربية" كما يُنطق الاسم المختصر بالفرنسية لحزب Le PAM أي le parti de l’aithenticité et du modernisme و هو ما يترجم "بالعربية"لِ(حزب الأصالة والمعاصرة) .
و الإشتراكيين المقصودين هم رفاق الدكتورة و الأستاذة نبيلة منيب أي تكتل اليسار الموحد الذي يجمع عدة أحزاب يسارية.

وكما سبق أن كتبنا في مقال سابق بخصوص الانتخابات في المغرب أن الدعوة لمقاطعة الانتخابات هي دعوة رجعية ، فلا زلنا على نفس الموقف .لأن البلدان التي يلزمها التغيير والمتخلفة في الواقع هي التي يجب على مواطنيها أن يشاركوا في السياسة و يكونوا سياسيين ليحدث التغيير رغم كل ما يقال من كون المؤسسات الانتخابية هي صورية أي شكلية فقط مثل ما وصف ذلك معهد أبحاث السياسة الخارجية الأمريكي الذي قال "أن أبرز التحديات التي تواجه سياسة أمريكا تجاه المغرب ، هو "لغز الإصلاح الديموقراطي" في بلد يقوم على نظام إستبدادي هجين يجمع بين الشخصانية و المحسوبية و الإفتراس الإقتصادي و المؤسسات الديموقراطية شكليا مثل البرلمان التي بدورها تلعب دورا في تعزيز السلطوية والإستبداد " (الرابط أسفل المقال) .
و رأينا هو أن التغيير لا يمكن أن يحصل بدون معرفة تفاصيل الحياة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية للبلد والشخصيات الفاعلة فيها التي تستغل الجهل والأمية و اللامبالاة للمواطنين و تدوس بذلك على الحقوق الطبيعية للبشر و تؤدي لمرض المجتمع و تخلفه و تمنع نهضته وتقدمه .هذا الجهل هو ما يحدث حين العزوف عن المشاركة السياسية في المحطات السياسية المهمة مثل الانتخابات التي تمر عبر الزمن أمام المواطن .فمقاطعة الانتخابات و ترك الحبل على الغارب كما يقال هو ما يعزز الاستبداد و كل الآفات المجتمعية والفساد السياسي .
و للأسف فتقرير المعهد الامريكي يتناقض مع تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هبيلاري كلينتون التي قالت فيها قبل 2011 بقليل "أن الاستبداد هو سبب الارهاب "و التي جاءت كرسالة تفسر وصول الارهاب للعالم الغربي الحر.و هي التصريحات التي جاءت ب"الاسلاميين المعتدلين " للسلطة في أغلب دول شمال افريقيا كالمغرب وليبيا وتونس ومصر في اشارة واضحة لنظرية غربية لصالح دولها هي تقول ما معناه أنه لو كان الاسلاميون يشاركون في الحكم في بلدانهم لما لجأوا للعنف ضد الغرب.و قد رأينا النتيجة و هي ما سمي الربيع العربي.
هذا يعني و خلافا لما كان يجب ان يحدث و ما هو في صالح المنطقة و تحتاجه من ضرورة وصول أطر كفأة للحكم ذات تكوين علمي حديث في السياسة والاقتصاد فإن سياسة أمريكا الخارجية جاءت بالاسلاميين الذين يفتقرون للتكوين السياسي و الاقتصادي العصري للحكم وفق النظرية السابقة الذكر.
في المغرب وخلافا لما كان يجب ان يحدث وقع نفس الشيء .فقد جاء للحكومة المغربية حزب يقول انه بمرجعية اسلامية و يجعل "المصباح" شعارا له بمعنى انه يمشي في الظلام و هو حزب العدالة والتنمية .و أكرر هنا أننا نتمنى له السلامة دائما و أبدا باستثناء اذا خالف القانون .و قد رأينا حصيلته السلبية بل المخجلة على الصعيد الاجتماعي و على صعيد تدني القدرة الشرائية للمواطنين لدرجة قال عنه البسطاء "لقد خدعنا جميعا" طيلة 5 سنوات.
البديل إذن ما هو ؟
هناك في نظري حزبان في المغرب تتشابه مشاريعهما السياسية هما الاشتراكيون و البام .
و على كل حال الحزبان لا يقحمان المرجعية الدينية في العمل السياسي .بل اكثر من ذلك فقد دعيا الى فصل الدين عن السياسة و فصل السلط و استقلال القضاء ومحاسبة الفاسدين .و دعيا لديموقراطية حقيقية في المغرب بمعنى تكوين دولة المؤسسات الفعلية المستقلة على الارض والتي يسود فيها الشعب دون لبس او غموض.
و هذا كاف بالنسبة لنا كي ندعو للتصويت عليهما خلال الحملة الانتخابية و في الوقت القانوني المخصص لذلك حتى اذا حصلا على الأغلبية في البرلمان يمكنهما تكوين حكومة حسب "المنهجية الديموقراطية" لشطب الصورة السلبية للحكومة السابقة و لتجديد الوجوه التي ملها الناس . وبالتالي يمكن انتظار وعودهما الانتخابية التي على رأسها إصلاح حقيقي للتعليم والصحة وتحسين الحالة الاجتماعية للمواطنين بسن سياسة جديدة تقوم على العدل في توزيع الثروات ومراجعة القوانين التي فيها عسف على الحرية والكرامة الانسانية.
و في حالة ما إذا سارت الأمور كما يجب ان تكون في الواقع ووفقا للمنطق و الحساب و الحق في العيش الكريم وجاءت حكومة عصرية تنتمي فعلا للقرن 21 و باشرت بجدية ودون تهريج الاصلاحات التي تخدم مصالح البلد وتحسين حياة المواطنين فإنها ستعطي الامل للمغاربة في ان يفتخروا ببلدهم ولا يطلبوا اللجوء لبلدان اخرى .أما في حالة ما حدث العكس بعد سنة من توليها مهامها فإنها ستكشف بكل وضوح عن الدولة الثانية التي تحدث عنها رئيس الحكومة الحالية حين قال أن في المغرب دولتان .و سيتذكر المواطنون آنذاك ما قصده رئيس الحكومة السابق.
و تحياتي للجميع .


رابط المقال عن تقرير معهد أبحاث السياسة الخارجية الأمريكي
http://www.lakome2.com/politique/17919.html#sthash.BrviLaut.dpuf

كمال آيت بن يوبا (التهامي صفاح سابقا من مواليد 1959 بالمغرب)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقطاب طلابي في الجامعات الأمريكية بين مؤيد لغزة ومناهض لمع


.. العملية البرية الإسرائيلية في رفح قد تستغرق 6 أسابيع ومسؤولو




.. حزب الله اللبناني استهداف مبنى يتواجد فيه جنود إسرائيليون في


.. مجلس الجامعة العربية يبحث الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والض




.. أوكرانيا.. انفراجة في الدعم الغربي | #الظهيرة