الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التوازن الطائفي سيد الموقف في شفاعمرو

مهدي سعد

2016 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


انشغل الرأي العام الشفاعمري خلال الأسابيع الأخيرة بمسألة تعيين مدير عام جديد للبلدية وما تبعه من تعيين لمديرين جدد لبعض المدارس، ولقد دار سجال بين أطراف مختلفة حول الانتماء الطائفي للأشخاص الذين تولوا هذه المناصب، خصوصًا مدير عام البلدية الذي يعده البعض منصبًا مخصصًا للطائفة الإسلامية، وكذلك الأمر بالنسبة لمدير المرحلة الإعدادية في المدرسة الشاملة "أ" التي يعتبرها البعض "مدرسة درزية".

القضية بدأت بقرار رئيس البلدية أمين عنبتاوي تعيين الدكتور كمال شوفانية مديرًا عامًا للبلدية، وهي وظيفة ثقة يوكلها الرئيس للشخص الذي يختاره ويعتبره مناسبًا لتوليها، وجوبه هذا القرار بمعارضة واسعة من قبل القوائم الإسلامية التي رفضت هذا التعيين من منطلقات طائفية بحتة، وأصدر الأعضاء الستة الذين يمثلون هذه القوائم بيانًا عبروا فيه عن رأيهم المناهض لتعيين شوفانية مديرًا عامًا للبلدية.

لقد ظن البعض أن قرار عنبتاوي تعيين شوفانية في هذا المنصب الرفيع سيضرب التوازن الطائفي القائم في شفاعمرو، إلا أن هؤلاء خاب ظنهم بعد قرار تعيين المربي فؤاد سعدى مديرًا للمرحلة الإعدادية في المدرسة الشاملة "أ"، وأعتقد أن هذا التعيين جاء من أجل المحافظة على التوازن الطائفي المتفق عليه في المدينة، من هنا نصل إلى استنتاج مفاده أن التعيينين يرتبطان ببعضهما البعض ضمن صفقة شاملة عقدها رئيس البلدية مع الأطراف المعنية.

وفي هذا السياق، وصل إلى مسامعنا بأن إحدى القوائم الدرزية قامت بتحركات من أجل منع تعيين سعدى مديرًا، لكن محاولاتها باءت بالفشل ولم تنجح في تحقيق هدفها، وهذا يدل على أن قسمًا من القيادات الدرزية وافق على هذا التعيين، وذلك لقناعتهم بعدم جدوى معارضته في ظل تعيين شوفانية مديرًا عامًا، مع العلم أن هذه القيادات تشدقت في الماضي القريب بأن الشاملة "أ" مدرسة درزية ولن تقبل بتعيين شخص من خارج الطائفة مديرًا فيها.

يرجح بعض المراقبين بأن تعيين شوفانية وسعدى لن يستمر أكثر من عام واحد، ويعتقد هؤلاء أنه ليس من مصلحة رئيس البلدية الذهاب إلى الانتخابات مع بقاء شوفانية في منصبه، لذلك سيضطر إلى تبديله بمدير عام آخر بعد مرور سنة على تعيينه، وفي المقابل سيتم تعيين مدير جديد في المدرسة الشاملة "أ" خلفًا لسعدى، وبذلك ستعود الأمور إلى سابق عهدها من حيث التقسيم الطائفي للمناصب الهامة في شفاعمرو.
وفي ذات الإطار، يشير عدد من المتابعين للشأن الشفاعمري إلى أن الدكتور كمال شوفانية سيخوض غمار المعترك السياسي الشفاعمري بعد تركه لمنصبه الحالي في البلدية، ويؤكد هؤلاء على أن شوفانية سيترأس إحدى القوائم الفاعلة في الشارع الدرزي في الانتخابات القادمة، ولا شك أن هذه الخطوة سيكون لها تداعيات كبيرة على الساحة السياسية الشفاعمرية.

أميل إلى الاعتقاد بأن كل التطورات التي حصلت في الآونة الأخيرة تؤكد حقيقة واحدة، وهي أن التوازن الطائفي سيد الموقف في شفاعمرو، وأن ما كان قائمًا في الماضي سيظل قائمًا في المستقبل، وذلك لأن غالبية القيادات الشفاعمرية متفقة ضمنيًا على ضرورة الإبقاء على الوضع القائم وعدم المساس به قيد أنملة، وعليه لن نرى واقعًا جديدًا تحت الشمس الشفاعمرية على المدى القريب وربما البعيد.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة