الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفسير غير اسلامي للقرآن -2-

جوزف قزي

2016 / 9 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سورة الفاتحـة
(1)

1. بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ 2. الحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ
3. الرَّحْمَـــــــنِ الرّحيمِ 4 . مَالِكِ يَومِ الدِّينِ.
5. إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ. 6. إهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ
7. صِرَاطَ الَّذِينَ أنْعَمْتَ عَلَيهِمْ، غَيرِ المغْضُوبِ عَليهِمْ، وَلا الضَّالِّينَ.

أوّلاً - مقدِّمة "الفاتحة"
آياتها : 7؛ كلماتها : 27؛ حروفها : 140.
1 . تؤلّف "الفاتحة" وحدةً أدبيّة متماسكة، تتميّز عن سائر السّور بوضوح موضوعها. وبتماسك معانيها. وهي ليست تحذيراً، أو توبيخاً، ولا صيغة عقائديّة أو قانونيّة. بل هي صلاة، كما يقول جولدزيهر: "أبانا الإسلام"... يردّدها المسلم 17 مرّة في اليوم على الحدّ الأدنى. ويردّدها ليلَ نهار. ولا تقوم صلاة من دونها، بحسبما ورد في الصّحيحَين عن رسول الله من حديث عبادة بن الصامت: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب".
2 . لها في كتب التّفسير أسماء عديدة. منها: فاتحة الكتاب؛ وأُمّ الكتاب؛ وأمّ القرآن؛ والإمام، وذلك لاشتمالها على المعاني التي في القرآن؛ وسورة الحمد، لابتدائها بكلمة "الحمد"؛ والوافية، لأنّها لا تقسَّم مثل غيرها في الصلاة؛ والكافية، لأنّها تكفي عن غيرها وغيرُها لا يكتفي إلاّ بها؛ والسبع المثاني، لأنّ آياتها سبع تتلى وتتكرّر في الصلاة1؛ والشفاء، لأنها تشفي من كلّ داء. وتسمّى أيضاً: سورة الكنز، والشكر، والدّعاء، والصلاة..
3 . قال الرّازي: "إنّ هذه السّورة يمكن أن يُستَنبطَ من فوائدها ونفائسها عشرة آلاف مسئلة"2. وفي المأثور عن عليّ بن أبي طالب قوله: "لو أردتُ استكشافَ ما في الفاتحة من معانٍ لكتبتُ حِمْلَ عشرين بعيراً". وعند آخرين: "مَن ينظر في الفاتحة يجد أسماء سلاطين بني عثمان كلّهم". وعند غيرهم: "لو أضعتُ عقالَ بعيرٍ لوجدتُه في الفاتحة". وعند غيرهم: »كل العلوم موجود في القرآن. وكلّ القرآن في الفاتحة، وكلّ الفاتحة في البسملة، وكلّ البسملة في الـ"بسم"، وكلّ الـ"بسم" في الـ"ب" منها«.
4 . في هذه السورة فقط تؤلّف البسملة آيةً من آياتها، هي الأولى. أمّا في سائر السور فهي لا تُحسبُ في عداد الآيات. ثمّ إنّ السّور كلّها تبتدئ بالبسملة ما عدا السورة التّاسعة، أي "سورة التّوبة"، أو "البراءة". إلاّ أنّها، في صيغتها "بسم الله الرّحمن الرّحيم"، لا توجد في صلب آيات القرآن إلا هنا في الفاتحة، وفي سورة النّمل (30/27).
ثانياً - "بِسْم"
1 . "إسم الله"، في القرآن، هو موضوع ذكْرٍ دائم عند الإنسان: يذكره على ما يأكل من طعام3، وعلى ما يذبحُ من الأنعام4، وفي المساجد والصوامع والبِيَع5، ويُذكر أيضاً في بيوت يُرفع فيها اسمه (24/36)، وفي مجرى السّفن ومرساها (11/41). ذكرُ اسم الله واجب "بكرةً وأصيلاً" (76/25)، وتسبيحه كذلك (87/1)، وتبريكه (55/78)، وعند كلّ صلاة (87/15)، وفي قراءة الكتاب (96/1).
2 . وما في القرآن من ذكر "اسم الله" هو من عقليّة الشرقيّين عامّة، حيث"اسمُ الله" يعني حضورَ الله نفسه. وتزخر البيبليا، بطريقة مألوفة، باستعمال "اسم الله"، إلى درجة أنّ الله، فيها، هو عديل اسمه. واسمه تعبير عن ماهيّته وحقيقته. هكذا، مثلاً، اختار الله مكاناً "ليسكن فيه اسمه"6. "ولقد كان في قلب داود أن يبني بيتاً لاسمِ الرّبّ إلهِ إسرائيل" (1 مل 8/17). وصاحبُ المزامير يُنشد ويُسبِّح لاسم الرّبّ: "يا عبيد الرّبّ! سبّحوا لاسم الرّبِّ. سبِّحوا. ليكن اسمُ الرّبّ مبارَكاً.. إسم الربّ مسبَّح" (مز 113/1-3). إسمُه قدّوس7. "ومَن يشتم اسمَ الرّبّ فليُقتَل قتلاً.. إذا جُدِّفَ على الاسم يُقتل" (أح 24/15). "لا تدنِّسوا اسمي القدّوس"8. و"لا تحلفوا باسمي كذباً فتُدنِّسَ اسمَ إلهكَ"9 . و"لا تلفظ باسم الرّبّ إلهك باطلاً" (خر 20/7).
3 . وكذلك الأمر في العهد الجديد، حيث "اسم الله" تعبير عن حقيقته وماهيّته: فيسوع يعرّف عن الله أبيه بذكر اسمه فقط: "أظهرتُ اسمَكَ للنّاس.. وعرَّفتُهم اسمَك"10. وعلى المسيحيِّين أن يسبّحوا اسم الله11. وألاّ يكونوا سبباً لأنْ يُجدَّفَ على اسمه12. والتلاميذ كانوا يشفون المرضى باسم يسوع13. وباسمه كانوا يُخرجون الشياطين14. ويحقّقون المعجزات على أنواعها15. ولا يتردّدون عن قبول كلّ اضطهاد في سبيل اسمه، بل وجدوا فرحاً في ذلك، "لأنّهم وُجدوا أهلاً لأنْ يَلقوا الهوانَ من أجل الاسم"(رسل 5/41). كما "أنّ رسلاً خرجوا للرّسالة من أجل الاسم"16. بل إنّ الكرازة المسيحيّة الأولى كانت تهدف إلى نشرِ اسم يسوع17. وسيتعذّب المبشِّرون من أجل هذا الاسم18، كما سيكون لهم هذا الاسم مصدرَ فرح عظيم19.
4 . وبالنتيجة، يبقى القرآن، في ذكره "إسمَ الله" والتركيز عليه، في خطّ البيبليا، والعقليّة السّاميّة الشرقيّة، والتقليد اليهودي-النّصراني. واستعمالُه الكثير والمتنوّع لـهذا التعبير ليس خاصًّا به وحدَه.
ثالثاً - " الله"
1 . جاء في تفسير البيضاوي: "الله أصلُه إله. فحُذفت الهمزة، وعَوَّضَ عنها الألف واللاّم. ولذلك قيل: يا ألله، بالقطع. إلاّ أنّه (أي الله) يختصّ بالمعبود بالحقّ؛ والإله في أصله لكلِّ معبود. ثم غَلبَ على المعبود بالحق".
2 . يرد إسم الله في القرآن: 980 مرّة، وأللهمّ: 5 مرّات. والإله ومشتقاته: 157 مرّة. والمجموع: 1142 مرّة.
3 . الله هو الاسم السّامي في مختلف اللّغات، الكنعانيّة والفينيقيّة والأراميّة والعبرانيّة والعربيّة وغيرها. أصله من "إل" و"إيل" ومشتقاته "ألوهو"، "إلُوْهِيْم"... وهو يعنى، في الأصل، الأوَّل، كما يُشير إلى الكائن المعروف قبل أيِّ كائن آخر، وهو يُعرِّفُ عن سواه. ومنه كانت "أل" التعريف في اللّغة العربيّة. ومنه أيضاً إسم "إيلونو"، في الأراميّة، أي الشجرة. والشجرة، في صحراء قاحلة غيرِ محدودةِ الأطراف، نادرة. إنَّها، تكاد تكون وحدَها، »تعرِّف« بالحدود الضائعة بين قبيلةٍ وأخرى، وهي تشكّل حدّاً فاصِلاً بين الجار وجاره.
4 . الله في القرآن هو نفسه في البيبليا، في اسمه، وطبيعته، وشخصيّته، وصفاته، ودوره... في القرآن،"هو الأوّل والآخِر، والظاهر والباطن"(57/3)؛ وفي البيبليا أيضاً، هو: "الأوّل والآخِر"20 ، و. إله الإسلام هو نفسه إله بني إسرائيل. وقد توجّه القرآن إلى المسلمين قائلاً: "ولا تجادلوا أهلَ الكتاب... وقولوا: ... إلَهُنا وإلَهُكُمْ وَاحِدٌ. وَنحن له مسلمون"(29/46). ويتردّد هذا القول مراراً21.
5 . فكلمة "الله"، إذاً، إنّما هي من تراث واحد مشترك بين السّاميّين كافّة. وتتّصف بالصفات نفسها التي سوف نتكلّم عليها بعد حين. وهذا دليل آخر على القرابة القائمة بين التراث اليهودي-النصرانيّ والتراث الإسلامي العربي. والعالِمُ العارف بهذا التراث المشترَك يقرّ بوحدة الأصل والإيمان.

رابعاً - " الرَّحْمَن الرَّحِيم"
1 . ترد كلمة "رَحْمَن": 57 مرّة؛ وكلمة "الرَّحِيم" ومشتقاتها: 263 مرّة. "الرحمن" من رحم على وزن فعلان، كغضبان وسكران من غضب وسكر. و"الرحيم" من رحم أيضاً على وزن فعيل، كمريض وسقيم من مرض وسقم. وفي "الرحمن" من المبالغة ما ليس في "الرحيم"؛ ولذلك قالوا: »رحمن الدنيا والآخرة، ورحيم الدنيا فقط«.
2 . لا تُستعمل لفظة "الرحمن" في غير الله؛ أمّا لفظة "الرحيم" فتُستعمل في غير الله. لكأنّ "الرحمن" إسمٌ لله، فيما "الرحيم" صفة للـ "رحمن". من هنا نجد في القرآن: "عبَّاد الرحمن"(25/63)، "أسجدُوا للرحمن"(25/60)، "يكفرون بالرحمن"(13/30)، و"ادعوا الرحمن"(17/110)، و"أعوذ بالرحمن"(19/18)، و"نذرتُ للرحمن"(19/26)، و"إنّ الشيطانَ كان للرحمن عصيًّا"(19/44)، و"عذابٌ من الرحمن"(19/45)، و"آيات الرحمن"(19/58)، و"وعَدَ الرحمنُ عبادَه"(19/16)...
3 . أمّا "الرحيم" فهي صفة تتعلّق بغفران الله، ورأفته، وعفوه، ومحبّته، وتوبته إلى الإنسان الخاطئ، وقبول توبة الإنسان الخاطئ. لهذا جاءتْ لفظةُ "الرحيم" تابعةً، دائماً، لهذه المعاني. فالله، مثلاً، "رؤوف رحيم"22، و"غفور رحيم"23، و"توّاب رحيم"24، و"عزيز رحيم"25.
4 . وكثرة ألفاظ "الرحمة" ومشتقاتها في القرآن تدلّ على حقيقة هذه الصفة في الله، بل على الأهمّيّة التي يعلّقها القرآن على هذه الرّحمة الإلهيّة. فالله "كتب على نفسه الرّحمة"(6/12 و54).
5 . هذه الرحمة الإلهيّة هي من مميّزات إله البيبليا والتراث اليهوديّ والنّصرانيّ معاً. جاء في سفر الخروج: »مرّ الرّبُّ قدّامَ موسى (وهو على جبل سيناء)، فنادى موسى: "ألرّبُّ، الرّبّ! إلهٌ رحيم رؤوف (في العبرية: رحوم وحنون)، طويل الأناة، كثير الرحمة والوفاء (حِسِدْ، أي رحيم غيور على مَن يُحبّ)، يحفظ الرّحمةَ لألوف، ويحتمل الإثمَ والمعصية"«26. فـتعبير "رحوم حنون" البيبليا هو نفسه "رحمن رحيم" القرآن.
6 . إلاّ أنّ كثيراً من الباحثين والمستشرقين وجدوا، في آثار الجزيرة العربيّة القديمة، السبئيّة، والنّبطيّة، والحورّيّة، والفينيقيّة، والأراميّة، والحتّيّة، والأوساط الساميّة المشركة.. أنّ اسمَ "رَحْمَانُنْ" واسم "رَحَام" هما إسما إلهَين27؛ وقد كانا معروفَين، منذ القديم، عند هذه الشعوب، حتّى الغريبة منها عن التّوحيد28.
7 . وإنَّنا لا نجد، بعد هذا التّوضيح، أيَّ سببٍ للقول بأنّ صيغةَ "بسم الله الرحمن الرحيم" هي صيغة ثالوثيّة، تشير إلى صيغة "بسم الآب والابن والرّوح القدس". ولئن كان ذلك صحيحاً أم لا فإنّ الإفادة الكبرى ليست في هذه المقاربة، بمقدار ما هي في استعمال القرآن لهذه الأسماء البيبليّة المألوفة.
خامساً - " الحمد لله"
1 . ترد لفظة "الحمد" ومشتقاتها في القرآن: 60 مرّة. و"الحمد، بحسب البيضاوي، هو الثناء على الجميل الاختياري من نعمة وغيرها"، وهو أيضاً "الشكر"، من قول النّبيّ "الحمدُ رأسُ الشّكر. ما شكر الله مَن لم يحمدْه". والذّمّ نقيض الحمد. والكفران نقيض الشكران«.
2 . وتشدّد البيبليا أيضاً على واجب المؤمن في "حمد الله". وهو الـ "هلّلويا" العبرانيّة، أي "احمدوا الله" المتردّدة دائماً في البيبليا، وفي الطقوس الكنسيّة جميعِها، وفي مختلف اللّغات. وقد أخذتْها عن المزامير التي هي أنشودة "حمد" دائمة لله: "إحمدوا الرّبَّ وادعوا باسمه. عرِّفوا في الشعوب مآثرَه. أَنشدوا له واعزِفوا... إفتخروا باسمه القدّوس. ولتفرح قلوبُ مُلتمسي الرّبّ"29.
3 . والتسبيح، مرادف لغةً للحمد. والخليقة كلّها تُسهم في حمد الله وتسبيحه: "له الحمدُ في السمواتِ والأرضِ وعشيّاً وحينَ تُظهرون" (30/17). "تسبّحُ له السمواتُ السبعُ والأرضُ ومَن فيهِنّ. وإنْ مِن شيءٍ إلاّ يُسبّح بحمدِه. ولكن لا تَفقهون تسبيحَهم"30. وسورة (45/36-37) تنتهي هكذا: "فلله الحمد. ربّ السموات والأرض، ربّ العالمين". وهي صدى للمزمور (19/2-3): "السموات تحدّثُ بمجد الله والجَلَد يُخبرُ بما صنعتْ يداه".
4 . ويقوم الحمد أخيراً على الاعتراف بعظائم الله، وهو تسبيح دائم: "فسبحان الله حين تُمسون وحين تُصبحون"(30/17). وفي المزمور (145/2-3): "في كلّ يومٍ أباركك، وأبد الدهور أسبّح اسمك"31. وهو شكرٌ لا ينقطع: في القرآن:"فاذكروني أذكركم. واشكروا لي ولا تكفرون" (2/152)، و"اشكروا الله" (2/172)، "واشكروا نعمةَ الله"(16/114) (75 مرّة).
5 . فحمد الله، وتسبيحه، وشكره، والثناء على صنيعه مع العباد، هو موقف إنسان يعرف جميل الله. إنّه موقف كلّ إنسان، وإلى أيّ دين انتمى. ذاك أمرٌ يقرّه اللاّهوتي ويعترف به. إنّه موقف إنسان البيبليا وموقف إنسان القرآن سواء بسواء.
سادساً - "ربّ العالمين"
1 . يرد تعبير "ربّ العالمين" في القرآن حوالي 40 مرّة. يفتتحُ القرآن، في سورة الفاتحة، بإعلان الله "ربّ العالمين"، وينتهي، في سورة النّاس، بإعلانه الله "ربّ النّاس" (114/1). والرّبّ، على ما يقول الخازن في تفسيره، "بمعنى المالِك، كما يُقال: ربّ الدار، وربّ الشيء... ويكون بمعنى التربية والإصلاح، يقال: ربَّ فلانٌ الضيعةَ، يَرُبُّها، إذا أصلحها. فالله تعالى مالك العالمين ومربِّيهم ومصلحهم. ولا يُقال الرّبّ للمخلوق معرَّفاً، بل يُقال: ربّ الشيء مضافاً"32.
2 . والتعبير إيّاه في البيبليا: "إِلْ عُولَم"، أي "ربّ العالم"، "ربّ الدّهور"33، و"ملك الدهور"34. وكلمة "عُولَم"، تعني، في الأراميّة والعبريّة، "المكان والزمان" معاً. لهذا كان الله، في القرآن واللّغات السّاميّة، ربّ ثنائيّات متعدّدة. فهو مثلاً: "ربّ المشرق والمغرب"35، و"رب السموات والأرض"، و"ربّ اللّيل والنّهار"... إنها تعابير بيبليّة واضحة.
3 . وكلمة "ربّ" نفسها هي من الأراميّة "رَابُو"، أي "السيّد"، والعظيم. وقد ترجمها اليونانيّون بـ"كيريوس"، الذي أصبحَ إسماً للمسيح بعد قيامته، على ما جاء عند القديس بولس: "ورفعه الله جدًّا، ووهبَه الاسمَ الذي يعلو كلَّ اسم.. ويعترف كلّ لسانٍ أنّ يسوع المسيحَ هو الرّبُّ"36. ولقد أكثر القرآن من استعمال كلمة "ربّ" بما يزيد على 890 مرّة، للدلالة على سيادة الله على الكون وعظمته اللاّمحدودة.
4 . إنّ تعبير "ربّ العالمين" تعبير مألوف في البيبليا والقرآن، دلالة على أنّ البيبليا والقرآن ينتميان إلى تراث واحد مشترك. واللاّهوتي العارف بهذا التراث يقرّ ويعترف باستمراريّة هذا التراث في التقاليد اليهوديّة والنّصرانيّة وطقوسهما، كما في القرآن وصلوات المسلمين.
سابعاً - "مالك"
1 . بعضُ القرّاء يقرأ: "مالِك"، وبعضهم: "مَلِك" على السواء. لأنّ الجذر "م ل ك"، في العربيّة، كما في اللّغات الساميّة، يعني السيادةَ والامتلاك معاً. فالله هو "الملِك" و"المالك" على السواء. كلا الكلمتين يرد في القرآن: الله هو "مالك يوم الدين"(1/4)، و"مالك الملك. يؤتي الملكَ مَن يشاء" (3/26)، وهو "الملِك الحقّ"37، و"المَلِك القدّوس"38، و"مَلِك النّاس"(114/2). "له ملْك السموات والأرض وما بينهما"39، وليس له في ملْكه شريك40، وبيده الملك (67/1).
2 . ملكيّة الله هذه تملأ صفحات البيبليا. فالله هو الملِك. يملك السموات والأرض. إنّه ملك أبدَ الدهور41. وملك المجد (مز 24/7-8)، "ملك عظيم على جميع الأرض. يُخضعُ الشعوبَ تحتنا والأمم تحت أقدامنا" (مز 47/3-4). "إنّ الرّبَ إله عظيم. وعلى جميع الآلهة ملِك عظيم" (مز 95/3). و"صهيون.. مدينة الملِك العظيم" (مز 48/3)...
3 . فملكيّة الله، إذاً، في القرآن، هي استمراريّة لملكيّة إله البيبليا. والله، في كليهما، ملكٌ على جميع الأمم والشعوب. واللاّهوتي العارف بالأمور يقرّ بأنّ ملكيّة الله هي من التراث المشترك بين البيبليا والقرآن، ويرضى عن توجّههما وصحّة قولهما في ما يقولانه عن ملكيّة الله.

ثامناً - "يوم الدّين"
1 . "... وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَومُ الدِّينِ؟ ثمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَومُ الدِّينِ؟ ثمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَومُ الدِّينِ؟" (82/15-18). "يَسأَلونَك إيَّانَ يَوم الدِّين؟" (51/12). والكفّار، عادةً، "يُكذِّبونَ بيومِ الدِّينِ"42. ويقولون: "يا وَيلَنا هذا يومُ الدِّين" (37/20). إلخ..
2 . يرد تعبير "يوم الدِّين" 14 مرّة في القرآن. وهو تحت أسماء متعدّدة. فتارة هو "اليوم الآخِر"(28 مرّة)، وطوراً "يوم القيامة"(70 مرّة)، وأخرى "يوم الفصل"43، و"يوم الجمع"44، وتعابير أخرى45... وكلّها مألوفة في البيبليا. وهو، فيها، في المعنى نفسه. فيه، يُحشر النّاسُ، يُبعثون للدينونة والحساب الأخير، حيث لا محاباة ولا شفاعة تُرجى.
3 . يوم الدين هذا سيأتي بغتة46، و"كلمح البصر"47. وهو كذلك في الإنجيل: يأتي "في ساعة لا تتوقّعونها"(متى 24/44)، "في ساعة لا يعلمها أحد"(متى 24/50)، و"كاللّص ليلاً" (متى 24/34). والله وحده، في القرآن، "عنده علم الساعة" الأخيرة (43/85)، وهو كذلك في الإنجيل (متى 24/36).
في يوم الدِّين هذا، "تنشقّ السماء"48، و"يخسف القمر" (75/8)، و"تنتثر الكواكب" (82/2)، و"تتكوّر الشمس (81/1)، و"تُفجَّر البحار"49... وهو حاله في الإنجيل، حيث "تظلم الشمس، ويفقد القمر ضوءه، وتتساقط النجوم من السماء، وتتزعزع الكواكب" (متى 24/29)... في ذلك اليوم القرآني، "ترتجف الأرض" (73/14)، و"تزلزل زلزالها" (99/1)، و"تمتدّ جبالُها سهولاً" (84/3)... وفي البيبليا أيضاً، "تحدث زلازل هنا وهناك" (متى 24/7)، وتذوب الصخور، وتصير رماداً"50.
4 . الكلام على "يوم الدّين" هو نفسه في المصادر النّصرانيّة وفي القرآن. والفرق هو أنّ ما في النّصرانيّة هو أسلوب أبوكاليبتيّ، رؤيوي، فيما أسلوب القرآن، بالنسبة إلى المسلمين، يعبّر عن حقيقة. إلاَّ أنّ اللاّهوتي يرى الرّمزيّة في الأثنين، ويقرّها، وهو بذلك لا يتخطّى حدودَ العالم المنظور، أو المعطيات الإيمانيّة الأساسيّة، في حكمه. وهو، بالتّالي، يرضى عن هذا النوع من الأسلوب، شرط أن تُعطى للرّمزيّة حقّها.
تاسعاً - "إيّاكَ نعبد"
1 . معنى ذلك، بحسب تفسير الجلالَين: "نخصّك بالعبادة وحدَك دون الآلهة والبشر والملائكة وغيرهم". في هذا، طعنٌ بعبادة الأوثان والأصنام والكواكب وكلّ ما هو غير الله: "قل: إنِّي نُهِيتُ أن أعبُدَ الذينَ تَدْعُونَ مِن دونِ الله"51. "قل: إنَّما أُمِرْتُ أنْ أَعْبُدَ الله وَلا أُشْرِكَ بهِ" (13/36). "ألله أَمَرَ ألاَّ تَعْبُدُوا إلاَّ إيَّاه" (22/40). و"قَضَى ربُّكَ ألاَّ تَعْبُدُوا إلاَّ إيَّاه" (17/23). "ما تَعْبُدُونَ مِن دونه إلاَّ أسماءَ سَمَّيتُمُوها أنتم وآباؤُكم" (12/40)."تعالَوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكمم ألاَّ نعبدَ إلاَّ الله" (3/64).
2 . هكذا هي العبادة أيضاً في البيبليا: إنّها عبادة لله من دون سواه. جاء في بعض التفاسير: "يُحظِّرُ العهدُ القديم بشدّة أيَّ وضعٍ من أوضاع العبادة لأيّ كائنٍ يمكن اعتباره منافِساً لله، كالأصنام أو الكواكب52، أو أيضاً كالآلهة الغريبة53.
3 . ثمّ إنّ تعبير "إيّاكَ نعْبُد" ليس إلاَّ صدى لِمَا جاء في تثنية الاشتراع: "الرّبّ إلهك تتّقي. وإيّاه تعبد. وباسمه تحلف" (تث 6/13)، ولِمَا جاء في المزامير: "ولا تعبدون آلهة غريبة"54، ولِمَا جاء على لسان يسوع للمجرِّب: "لله ربّك تسجد. وإيّاه وحدَه تعبد" (متى 4/10).
4 . لا يشكُّ أحدٌ بأنّ العبادة، في البيبليا كما في القرآن، هي لله، ولله وحده. لا آلهة أخرى، ولا بشر، ولا ملائكة، ولا كواكب، ولا أصنام، ولا منحوتات...، يمكن أن تكون موضوع عبادة الإنسان، مهما علا شأنها. واللاَّهوتيّ يشدّد أكثر من سواه على أنّ العبادة هي لله وحده. وإذا ما كان للأنبياء أو القدّيسين من تكريم فلا يتعدّى ذلك كونهم جميعاً يستحقّون هذا التكريم بسبب قربهم من الله وعبادتهم له، وقبول شفاعتهم لديه.
عاشراً - "وَإيَّاكَ نَسْتَعِين"
1 . وردت في القرآن: "نستعين" مرّة واحدة. و3 مرّات "استعينوا بالله واصبروا"، و"استعينوا بالصبر والصلاة"55. ومرّتين: "الله المستعان"، و"ربّنا الرحمن المستعان"56... والمعنى، بحسب تفسير الخازن، أنَّنا "منك نطلب المعونة على عبادتك وعلى جميع أمورنا".
2 . هذه المعاني تتكرّر في البيبليا. وتركّز على أنّ كلّ "عَون" للإنسان هو من الله. ولا يجب على الإنسان أن يطلبَ العونَ إلاَّ من الله: وما إسمُ أَليعازَر، إلاّ »لأَنَّه قال: إلهُ أبي كان عوني وخلَّصَني«57. وفي سفر المزامير: "إنَّ عَوننا باسم الرّبّ"58؛ وكذلك نصرنا ونجاحنا: "أللهمّ! أسرع إلى إنقاذي. يا ربّ إلى نصرتي" (مز 70/2)، و"أسرع إلى نصرتي أيّها السيّد خلاصي" (مز 38/23). وفي الرّسالة إلى العبرانيّين: "نقول واثقين: ألرّبّ عَونٌ لي. لن أخاف"59.
3 . عَون الله، إذاً، أكان في القرآن أم في البيبليا، هو للإنسان حاجة ضروريّة، لا بدّ منها ليحقّق حياتَه، وخلاصَه، وسعادتَه، ونصرَتَه على مصاعب الحياة ومتاعبها. واللاّهوتي يعترف بهذه الحقيقة الإنسانيّة، ويرضى كلّ الرّضى على ما جاء به القرآن والبيبليا معاً. فهما، بسبب تقاربهما، يشتركان في تراثٍ دينيٍّ واحد.

حادي عشر - "إهْدِنَا الصِّرَاطَ المسْتَقيم"
1 . الهداية، أكانت إلى الصراط المستقيم60، أم إلى الإيمان61، أم إلى البصر (10/43)، أم إلى غير ذلك.. هي دائماً من الله: الله هو الذي يهدي، بل "إنّ هُدى الله هو الهدى" (2/120). و"كفى ربّك هاديًا ونصيراً" (25/31). و"مَن يَتّبع هداه لا خوف عليه" (2/38). وهداية الله الكبرى في كتبه الموحاة: فالقرآن هو هدى ونور62، وكذلك التوراة63، والإنجيل (5/46 و43)، وكذلك شهر رمضان فيه هدى للنّاس (2/185)، وبيت الكعبة (3/96)... إلاّ أنّ الله لا يهدي القومَ الظالمين، ولا الكافرين64.
2 . أمّا"الصراط" فيرد في القرآن 45 مرّة، ودائماً منعوتاً بـ"المستقيم"، أو بـ"السويّ"، وهو يعني: الطريق القويم الذي يلتمسه الإنسانُ من الله. وهو إيّاه في البيبليا : "تضرّعْ إلى العليّ ليهديك بالحقّ إلى الطريق المستقيم"65. فالله هو الذي يثبّت خطوات الإنسان في الطريق المستقيم هذا: "الرّبّ يثبّت خطوات الإنسان وعن طريقه يرضى"66.
3 . إنّ الهداية إلى الصراط المستقيم، في القرآن أم في البيبليا، هي مبادرة من الله، يلتمسها الإنسان في صلاته باستمرار. يطلبها بخشوع. ينتظرها بثقة. يحصل عليها بالتأكيد، لأنّ الله "يهدي"، بل منه "الهدى" كلّه. هذا الطلب من الله هو من أسس التعاليم الدينيّة المشتركة بين القرآن والمصادر النّصرانيّة. بل هو من التراث الواحد الذي يقرّ به اللاّهوتيّ العارف بهداية الله وطرقه المستقيمة.
ثاني عشر - "صِرَاطَ الذِينَ أنْعَمْتَ عَلَيهِم"
1 . ترد "النعمة" ومشتقّاتها 67 مرّة في القرآن. وهي، من الله: "وما بكم من نعمة فَمِنَ الله" (16/53). ونِعَمُ الله لا تُحصى: "وإنْ تَعُدُّوا نعمةَ الله لا تُحصوها"67. وهي تطهّر البشر (5 /6)؛ وتغفر ذنوبهم (48/2)؛ وتكمّل دينهم (5/3)؛ وتهديهم إلى الصراط المستقيم (48/2). والله لا يغيِّر نعمةً أنعم بها على النّاس إلاّ بعد أن يغيّروا هم ما بأنفسهم (8/53). ثمّ إنّ نعمة الله هي موضوع شكر دائم68. تُذكر باستمرار، ويُتحدّث عنها دائماً69.
2 . هذا المفهوم القرآني للنعمة هو نفسه في البيبليا: فالنعمة، في العهد القديم، هبة من الله مجّانيّة، يُفيضها الله على كلّ إنسان بسخاء70؛ ولا يستحقّها إنسانٌ من ذات نفسه وبسبب ما له من أعمالٍ صالحة. فهي ليست نتيجة استقامة سلوكه71، ولا نتيجة "قدرة يده"72، ولا مكافأة لكثرة عدده (تث 7/7). ولكن محبة الرّب فقط هي التي عملت في جلب النعم73... ورمز هذه النّعمة "أرض ذات أنهار ماء وعيون" (تث 8/7)، وكذلك في القرآن "جنّات تجري من تحتها الأنهار"74...
3 . أمّا في العهد الجديد وفي تعاليم المسيحيّة، فالمسيح نفسُه هو النّعمة، هو الـ"ملآن نعمةً وحقّاً" (يو 1/14). وليس نعمة إلاّ منه وبواسطته، لأنّنا "من ملئه نِلنا أجمعين، نعمةً تلو نعمة... وعلى يد يسوع المسيح صارت النّعمة والحق" (يو 1/16-17). "وبنعمة الرّب يسوع نِلنا الخلاص" (رسل 15/11). و"ازدادت نعمة الله والعطيّة على الكثيرين بنعمة الإنسان الواحد يسوع المسيح" (رو 5/15). والنعمة، في النتيجة هي "نعمة ربّنا يسوع المسيح"75.
4 . ثمّ إنّ الذين أنعم الله عليهم بالإيمان والهداية والخلاص، في رأي مفسّري القرآن، هم الذين استجابوا لرسالة محمّد ولدعوة القرآن. فيما المعنى الحقيقي يشير إلى الذين اهتدوا بهدي أهل الكتاب وأصحاب الصراط المستقيم الذين سبقوا المسلمين. وعلى المسلمين أن يطلبوا النعمةَ نفسَها التي حلّت على مَن سبقهم وكانوا لهم هدايةً. وهو المعنى الصحيح الذي يقول به اللاَّهوتي ويُقرّه.
ثالث عشر - "لا المَغْضُوبِ عَلَيهِمْ"
1 . ترد لفظة "غضب" كإسم وفعل 17 مرّة؛ وكلمة "المغضوب عليهم" مرّة واحدة. الله، في القرآن، يغضب، ويلعن، ويُهلك في جهنم، ويعدّ للمغضوب عليهم عذاباً عظيماً76. والكافرون يحلّ عليهم غضب الله باستمرار77. هذا الغضب الإلهي يعني عدل الله. لهذا، فهو يطال الجميع.
2 . هذا المعنى هو نفسه في البيبليا. يعبّر عن ردّة فعل الله أمام تمرّد الإنسان وعصيانه. الله وحدَه يغضب. لأنّه وحدَه يعرف لماذا يغضب، ويعرف ما الذي يُغضبه، وما الغاية من غضبه. أمّا الإنسان فعليه أن يسمع لحكمة بولس: "لا تنتقموا. دعوا الأمرَ لغضب الله" (رو 12/19). فالغضب ليس من شأن الإنسان بل من شأن الله: "لي الانتقام. وأنا الذي يعاقب" (رو 12/19). إنّ غضب الله يحلّ على كلّ الأثمة المتحجّري القلوب، لأنّ يهوه هو إله كلّ الأرض (إر 10/10). والغضب الحقيقي هو "غضب الله". تعبير مألوف في البيبليا، في العهد القديم78 وفي العهد الجديد79.
3 . الله، في البيبليا وفي القرآن، يغضب. ينتقم. يثأر لرحمته ومحبته وقداسته ولخير شعبه...
4 . إلاَّ أنّ المفسّرين المسلمين قالوا بأنَّ اليهود هم "المغضوب عليهم". وهذا غير صحيح. إذ لم يكن يهودٌ في مكّة ليكونوا أعداء النّبي. فهو تفسير لاحق لمواقف عدائيّة لاحقة حدثت بين المسلمين واليهود. والمعنى الصحيح هو كلام عامّ يشمل الذين لم يهتدوا إلى "الصراط المستقيم".
5 . فالقرآن، إذاً، لا يزال، في كلامه على غضب الله، في خطّ البيبليا. يؤكّد ذلك أنّ "الغضب" الوارد في القرآن إنّما هو "غضب الله" لا غضب الإنسان. وهذا ما يجعل القرآن، مرّة أخرى، قريباً من البيبليا، وتفاسير المفسّرين إنّما هي في ضلال مبين. واللاّهوتي يقرّ بهذا التعبير البيبلي والقرآني على أنّه من تراث واحد مشترك.
رابع عشر - "وَلا الضَّالِّين"
1 . ترد لفظة "ضلالة" ومشتقّاتها 210 مرّات في القرآن. وعادة ما تتلازم مع "الهدى". فالله هو الذي يهدي، كما رأينا، والله هو الذي يُضلّ: "فيضلّ الله مَن يشاء. ويَهدي مَن يشاء"80. و"من يضلل الله فلن تجد له سبيلاً"81. و"من يضلل الله فلا هادي له"82. و"مَن يشاء الله يضلله. ومَن يشاء يجعله على صراط مستقيم"(6/39).
2 . إلاّ أنّ هناك آياتٍ تجعل الضلالة مسؤوليّة الإنسان. وهي أيضاً كثيرة. وقد اتّخذَها القائلون بنظريّة "الجبر" حجّةً لهم ليقولوا بأنّ الله هو الذي يَهدي، وهو الذي يُضلّ. والإنسان مُجبَرٌ على أعماله، لا حرّ؛ مسَيَّرٌ لا مُخَيَّر.
3 . وفي البيبليا أيضاً نجد هذه المفاهيم المختلفة، بل المتناقضة. إنّما ذهب المفسّرون، البيبليون والمسلمون، في تفسير هذا التناقض مذاهبَ شتّى، أدّت إلى اختلافٍ كبيرٍ عند الجميع. غير أنّ الباحث، في عمق "الضلالة" البيبليّة والقرآنيّة، يجد أنّ "الضلالةَ ليستْ معادلةً للجهل، ولا مرتهنة بانحرافات العقل. بل الضلالة البيبليّة والقرآنيّة معاً هي، قبل كلّ شيء، خيانةُ الإنسان لله ورفضُه الخلاص. فالضلالة معصيةٌ مسلكيّة عند الإنسان، لا أمر شرّير يشاؤه الله. أن يَضلّ الإنسان يعني أنّه "يحيد بعيداً عن الطريق الذي رسمه الله"83؛ ويبتعد عن "الصراط المستقيم"؛ وينقاد إلى عبادة الأوثان. ويأخذ بالشرك بالله84.
4 . مرّة أخرى لا يُشير القرآن إلى ما اعتاد المفسّرون المسلمون اعتبارَه بأنَّ "الضَّالِّين" هم النَّصارى. ولا يمكن أن يكون النّصارى هم على ضلال، لأنّ النّصارى هم "أهل الكتاب"، وأهل الكتاب هم أصحاب "مودَّة" وهدى، لا أهل غضب وضلالة. والقرآن نفسُه يدعو محمّداً بقوله: "إنْ كنتَ في شكٍّ ممّا أنزلنا إليك فاسألِ الذين يقرأون الكتاب من قَبلِك"(10/94)85.
خامس عشر - خاتمة الفاتحة
هذه القراءة اللاّهوتيّة البيبليّة لفاتحة القرآن تؤكّد :
أوّلاً - كلمات الفاتحة وتعابيرها هي كلمات وتعابير بيبليّة في جوهرها، وأبعادها، ومعانيها، وعمقها. وليست كلمة واحدة تشذُّ عن ذلك.
ثانياً - اللاّهوتي البيبلي لا يسعه، والحالة هذه، أن يرفض كلمةً واحدةً ممّا جاء في الفاتحة. إنّها كلمات من تراثه ومصادره.
ثالثاً - أمّا تفسير المسلمين اللاّحق فهو تفسير من زمن العداء السياسي؛ وهو، بالتالي، لا يُلزم الموقف العلمي الصحيح لمعطيات التاريخ.
رابعاً - بوسع المسيحيّين اليوم أن يأخذوا بما جاء في الفاتحة؛ ويعتبروه من تراثهم الرّوحيّ. وإذا ما كانوا يرفضون فمردُّ رفضهم، لا إلى ما يقرأون، بل إلى أولئك الذين قرأوا لهم، وفسّروا تفسيراً غير علميّ وغير صحيح، تفسيراً ناتجاً عن عداء سياسيّ لاحق.
----
1 من قوله: "ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم"(15/87)، ومن قوله أيضاً: "أللّه نزّل أحسنَ الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربّهم" (39/23).
2 ألتفسير الكبير ومفاتيح الغيب، 1/11.
3 راجع: 5/4؛ 6/118 و119 و121...
4 راجع: 6/138؛ 22/28 و34 و36...
5 22/40."ومَن أظلمَ ممّن منع مساجد اللّه من أن يُذكرَ فيها اسمُه؟"(2/114).
6 أنظر: تثنية الاشتراع 12/5 و11 و21؛ 14/23 و24؛ 16/2 و6 و11...
7 أشعيا 29/23؛ حزقيال 36//23.
8 أحبار 22/32؛ 21/6؛ 20/3.
9 أحبار 19/12؛ 18/21.
10 إنجيل يوحنا 17/6 و26.
11 عبرانيّين 13/15.
12 راجع: روما 2/24؛ 2 طيموتاوس 6/1.
13 رسل 3/6؛ 9/34.
14 راجع: مرقس 9/38؛ 16/17؛ لوقا 10/17؛ رسل 16/18؛ 19/13...
15 متّى 7/22؛ رسل 4/30.
16 رسالة يوحنا الثالثة، آية 7.
17 لوقا 24/46-47؛ رسل 4/17-18؛ 5/28 و40؛ 8/12؛ 10/43.
18 مرقس 13/13 وما يقابله في الإزائيّين.
19 متى 5/11؛ يوحنا 15/21؛ 1 بطرس 4/13-16.
20 أنظر أشعيا 41/4؛ 44/6؛ 48/12.
21 أنظر أيضاً: 2/136؛ 3/51؛ 19/36؛ 43/64...
22 2/143؛9/117و128؛ 16/7و47؛22/65؛ 24/20؛ 57/9؛ 59/10.
23 يرد هذا التعبير في القرآن: 78 مرّة.
24 يرد هذا التعبير في القرآن: 11 مرّة.
25 يرد هذا التعبير في القرآن: 13 مرّة؛ إلاّ أنّ "العزيز الحكيم" هو المألوف.
26 خروج 34/6-7؛ أنظر تثنية الاشتراع 7/12-13.
27 G.Ryckmans, Les noms propres sud-sémitiques, t. I, p. 31
28 Cf. R. Dussaud, La pénétration des Arabes en Syrie avant l’Islam, pp. 98, 174-
R. Blachère, Histoire de la littérature arabe, I, p. 53
وفي استعمال كلمة "رحيم" عند المسيحيّين السريان، راجع:
F. Nau, Les Arabes chrétiens de Mésopotamie et de Syrie du VII° siècle, 1933, p. 26.
وفي استعمالها في الأوساط الساميّة المشركة، راجع:
R. Dussaud, Les religions des Hittites et des Hourrites, des Phéniciens et des Syriens, p. 405.
G. Ryckmans, Les religions arabes pré-islamiques, H.G.R. IV, pp. 314, 331-
J. Starcky, Palmyréniens, Nabatéens et Arabes du Nord avant l’Islam, Hist. des rel. IV, p. 224-
A. Jamme, La religion sud-arabe pré-islamique, op. cit., p. 275.
وعن "الرَحمَن"، إله السبئيّين "الحنون"، رَ: الكاتب السابق ذكره في مقال بعنوان:
Le Panthéon sud-arabe préislamique, d’après les sources épigraphiques, le Muséon, LV, 1947, p. 134-
T. Fahd, Le Panthéon de l’Arabie centrale à la veille de l’Hégire, pp. 140-141.
29 مزمور 105/1-3. أنظر أيضاً: 106/1؛ 107/1: "إحمَدوا الرّبَ لأنّه صالح"؛ 111/1: "أحمد الربّ بكل قلبي"؛ سفر الأخبار الأوّل 16/34: "إحمدوا الربّ لأنّه صالح، لأنّ إلى الأبد رحمتَه".
30 17/44؛ رَ: 16/49؛ 59/1؛ 61/1؛ 62/1؛ 2/267؛ 4/131؛ 14/8؛ 64/1.
31 أنظر أيضاً: مزمور 146/1؛ 147/2؛ أعمال الرسل 4/8...
32 ألخازن، لباب التأويل في معاني التنزيل، تفسير الفاتحة، 1/26.
33 أنظر: سفر طوبيا 13/13
34 أنظر: سفر طوبيا 13/6 و10 ...
35 26/28؛ 73/9. رَ. أيضاً: "وللّه المشرق والمغرب"(2/115 و142؛ رَ: 70/40).
36 رسالة إلى أهل فيلبي 2/9-11. والربّ هنا هو ترجمة يونانيّة في السبعينيّة لاسم اللّه "يهوه" في العبريّة (خر 3/15)، وقد صار في العهد الجديد الدليل على ألوهة يسوع (رسل 2/21 و36؛ 3/16). وقد تجلّت قدرة اللّه في الرّبّ يسوع، بإقامته من الموت، ربّاً وسيّداً على الجميع.
37 أنظر: 20/114؛ 23/116.
38 أنظر: 59/23؛ 62/1).
39 أنظر: 2/107؛ 3/189؛ 5/17 و18 و40 و120؛ 7/158؛ 9/116؛ 24/42؛ 25/2؛ 39/44؛ 42/49؛ 43/85؛ 45/27؛ 48/14؛ 57/2 و5؛ 85/9...
40 أنظر: 17/111؛ 25/2...
41 مزمور 10/16؛ وللأبد 29/10.
42 82/9؛ 74/46.
43 أنظر: 37/21؛ 44/40؛ 77/13 و14 و38؛ 78/17.
44 أنظر: 64/9؛ 42/7.
45 وأيضاً: يوم التغابن (64/9)، و"يوم الخلود"(50/34)، و"يوم الوعيد"(50/20)، و"يوم التنادي"(40/32)، و"يوم التلاقي"(40/15)، و"يوم البعث" (30/56)، و"يوم الحساب"(14/41؛ 38/16و26و53؛ 40/27)، و"يوم الآزفة"(40/18)، و"اليوم الحقّ"(78/39)، و"اليوم الموعود"(85/2)، و"يوم الخروج"(50/42)، و"اليوم المعلوم"(15/38؛ 26/38و155؛ 56/50)، واليوم المشهود (11/103)، ويوم الحسرة (19/39)، و"الآخرة" (115 مرّة). وصفته: يوم عصيب (11/77) ويوم محيط (11/84) ويوم عقيم (22/55) ويوم كبير (11/3) ويوم أليم (11/26؛ 43/65)، ويوم عسير (74/9؛ 54/8).
46 6/31؛ 7/187.
47 43/66؛ 47/18.
48 84/1؛ 25/25.
49 81/6؛ 52/6؛ 82/3.
50 رؤيا يوحنا المنحول، 81.. راجع في كتاب "قسّ ونبيّ" والمقارنة بين القرآن والمصادرالنّصرانيّة في"الجنّة والنّار والمعاد واليوم الأخير"، ص 158-163.
51 6/56؛ 40/66.
52 "فتنبّهوا جدّاً... لئلاّ تفسدوا وتصنعوا لكم تمثالاً منحوتاً... أو ترفع عينَيك إلى السماء فترى الشمس والقمر والكواكب... فتُجتَذَب وتسجد لها وتعبدها"( تثنية الاشتراع 4/5).
53 "فإنّك لا تسجد لإله آخر... إلهاً مسبوكاً لا تصنع لنفسك" (خروج 34/14؛ أنظر: عدد 25/2).
54 مزمور 81/10؛ أنظر أيضاً: أشعيا 44/15؛ دانيال 14/5 و25.
55 7/128؛ 2/45 و153.
56 12/18؛ 21/ 112.
57 خروج 18/4. وهو معنى إسم "إليعازار"، من: "إلي= إلهي. وعازار= عَوني".
58 مزمور 124/8؛ أنظر أيضاً: مز108/13؛ 70/2؛ 38/23...
59 عبرانيِّين 13/6؛ أنظر أيضاً: مز 27/1-3؛ 118/6.
60 أنظر القرآن: 1/6؛ 2/142 و213؛ 3/101؛ 5/16؛ 6/87 و161؛ 10/25؛ 16/121؛ 20/135؛ 22/24؛ 24/46؛ 34/6؛ 37/23 و118؛ 38/22؛ 42/52؛ 67/22؛ 4/68 و175؛ 19/43؛ 48/2 و20...
61 أنظر القرآن: 49/17؛ 3/86؛ 10/9...
62 أنظر: 2/2؛ 27/2 و77.
63 أنظر القرآن: 6/91؛ 3/4؛ 5/44؛ 17/2؛ 40/53.
64 أنظر القرآن: 5/108؛ 9/24؛ 61/5؛ 63/6...
65 إبن سيراخ 37/15.
66 مزمور 37/23. أنظر: أمثال 20/24: "من الرّب خطوات الرّجل"؛ "يثبّت خطواته" (16/9). وفي المزامير: "يا ربّ طرقك عرّفني وسبلك علّمني. إلى حقّك اهدني وعلّمني" (25/4-5). وأيضاً: "الرّبُّ صالح ومستقيم. لذلك يرشد الخاطئين في الطريق. ويهدي الوضعاء إلى الحقّ. ويعلّم البائسين طرقه" (25/8)
67 14/34؛ أنظر أيضاً: 16/18.
68 أنظر: 16/114؛ 5/6.
69 2/40 و47 و231؛ 93/11.
70 رَاجع : يشوع بن سيراخ 1/10.
71 رَاجع : تثنية الاشتراع 19/4.
72 راجع : تثنية الاشتراع : 8/17.
73 أنظر: تثنية 7/8؛ 4/37.
74 يرد هذا التعبير 69 مرّة في القرآن.
75 رَ : روما 16/20 و24؛ 1 قور 16/23؛ 2 قور 13/13؛ غل 1/6؛ 6/18؛ أف 6/24؛ فل 4/23؛ قول 4/8؛ 1 تسا 5/28؛ 2 تسا 3/18؛ 1 طيم 1/4؛ 6/21؛ 2 طيم 2/1؛ 4/22؛ طي 3/7 و15؛ ف 25؛عب 13/25؛رؤ 22/21.
76 أنظر: 4/93؛ 5/60؛ 48/6؛ 58/14؛ 60/13.
77 أنظر: 2/61 و90؛ 3/112؛ 7/71 و152؛ 8/16؛ 16/106؛ 20/86 ؛24/9؛ 42/16؛ 20/81.
78 أنظر: خروج 4/14؛ 22/32؛ 23/10 و11 و2؛ عدد 11/10 و33؛ 12/9؛ 22/22؛ 52/3 و4؛ 32/10 و13 و14؛ تثنية الاشتراع 6/15؛ 7/4؛ 9/8 و20؛ 11/17؛ 13/18؛ 29/19 و26...إلخ.
79 أنظر: رؤيا 14/19؛ 15/1 و7؛ 16/1؛ 19/15،،، يو 3/36؛ روما 1/18؛ 3/5؛ 9/22؛ أفسس 5/6؛ قول 3/6؛ 1 تسا 5/9... إلخ.
80 أنظر: 14/4؛ 16/93؛ 35/8؛ 74/31.
81 أنظر: 4/88 و143؛ 42/46.
82 أنظر: 7/86؛ 13/33؛ 18/17؛ 39/23 و36؛ 40/33؛ 42/44 و46.
83 إنظر: تثنية الاشتراع 13/6 و11.
84 أنظر: أش 44/20؛ عا 2/4؛ حك 12/24. و أش 63/17؛ أم12/26.
85 أنظر : 3/4و93و164؛ 4/47و136و164؛ 5/59؛ 6/28؛ 2/28؛ 23/83؛ 41/43؛ 43/45...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حرف الباء فيها كل العلوم
ايدن حسين ( 2016 / 9 / 9 - 11:59 )

ب
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
..


2 - السيد كاتب المقال
صباح ابراهيم ( 2016 / 9 / 9 - 21:02 )
اولا - يبدو انك ايها الكاتب اسلامي اكثر من المسلمين المتشددين
المسلمون امثال الثلجي و جماعته يستنكفون ان يقولوا المسيحية او المسيحيين بل النصرانية و النصارى . وانت تتبع ملتهم في مقالك هذا فتردد كلمة النصرانية عدة مرات بدل المسيحية . وكانك لا تفقه بعد النصرانية عن المسيحية هي كبعد الاسلام عن المسيحية .
ثانيا- تقول القرآن و النصرانية لهما تراث مشترك واحد .
الا تعلم ان القرآن الذي الفه محمد قد سرق معظم ما فيه من امور جيدة و تشريعات وقصص الانبياء والخلق من التوراة والانجيل ؟
ثالثا - المفروض ان كل ما جاء بالقرآن هو وحي منزل من كلام الله حسب المعتقد الاسلامي . فهل الله يقول لعباده اياك نعبد واياك نستعين ، اهدنا السراط المستقيم
هل تعقل ان هذه آية قرآنية من كلام الله للبشر ام بالعكس ؟
رابعا - تجتهد بتفسير الفاتحة وعباراتها بتفاخر ، ولم تتطرق الى ان في الفاتحة يسب المسلم 17 مرة باليوم اليهود و المسيحين بكل صلاة و يعتبرهم من المغضوب عليهم و من الضالين ؟
. الباقي عليك ان تشهد الشهادتين فقط .


3 - أبونا أبو موسى الحريري
مصطفى خروب ( 2016 / 9 / 9 - 21:02 )
لا أعلم إذا كنت أبونا أبو موسى الحريري أبن وطني لبنان وإبن منطقتي ، لكن أنا فخور بك وبما تكتب
أبدعت
سلام


4 - القران اقدم من محمد الوهم بقرن
ال طلال صمد ( 2016 / 9 / 9 - 22:29 )
الاخ الفاضل -تحيه طيبه
انت اتعبت نفسك تناقش ادعاء فارسي عباسي بان القران نزل على رءاس محمد ابن عبدالله النبي العربي القريشي والذي لا وجود تاريخي له في صحاري الربع الخالي في القرن السابع الميلادي
واليوم اثبت غالم الاثار الالماني البروفسور كيرد بوين من جامعه ساربروكن ان قران صنعاء هو كتبت بعض اجزاءه قبل ولاده محمد الوهم بقرن كامل
ولعلمك يؤكد علماء اثار غربيون واسرايءيليون على عدم وجود اسلام ولامسلمون ولانبي في القرن السابع الميلادي في صحاري الربع الخالي
واثبت البروفسور الاسرايءيلي من جامعه تل ابيب على عدم ابراهيم وداود وموسى
اليوم لا علاقه بين الكتب المقدسه لليهود والمسيحيون والمسلمون بعلم التاريخ
انها روايات صفراء
وشكرا
ال طلال


5 - إلى الأستاذ صباح..أعد القراءة بتمعّن
معلق قديم ( 2016 / 9 / 10 - 16:24 )
استوقفني المقال مثلك يا أستاذ صباح فحاولت فهمه..عدت إلى مقال سابق لـكاتبه جوزف قزّي

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=526755

* النصارى غير المسيحيين بالطبع ولم يخلط كاتب المقال بينهما بل يفهم ذلك جيدا (ملاحظة 12 في المقال السابق)
* أما بشأن (المغضوب عليهم والضالين) فكما هو مبيّن بعنوان المقال انه لا يتطرق إلى تفاسير المسلمين بل يأخذ النص ويفسره في مكانه وزمانه فيتضح أصل صلاة مثل الفاتحة وكيف أنها تطابق منطق اليهود والمسيحيين ونصارى الجزيرة حتى قبل وجود محمد مما لا يتعارض اطلاقا مع ما علقت به من أفكار بل يثبتها بالأدلة القطعية..أنتظر أن تتضح الرؤية أكثر فأكثر في سلسلة المقالات هذه والتي أنتظرها أنا أيضا بشغف

شكرا لجوزف قزي (أبو موسى الحريري صاحب كتاب قسّ ونبي)


اقرأ المقال السابق للكاتب على حوارنا المتمدن الجميل والذي يوضّح فيه منهجه واسلوب تناوله للموضوع والغرض منه فيزول كل شك في النوايا


6 - تحية وتقدير
عبدالحكيم عثمان ( 2016 / 9 / 10 - 21:00 )
الاستاذ جوزف قزي تحية وتقدير لشخصك

الكريم تفسير منطقي ومقبول


7 - غَيرِ المغْضُوبِ عَليهِمْ، وَلا الضَّالِّينَ
سامي الذيب ( 2017 / 3 / 8 - 07:24 )
بخصوص معنى عبارة صِرَاطَ الَّذِينَ أنْعَمْتَ عَلَيهِمْ، غَيرِ المغْضُوبِ عَليهِمْ، وَلا الضَّالِّينَ عند المفسرين اعتمادا على القرآن والسنة، أنظر كتابي الفاتحة وثقافة الكراهية
مجانا: https://goo.gl/1NyXHm
من امازون: https://goo.gl/ongTtg

اخر الافلام

.. لابيد: كل ما بقي هو عنف إرهابيين يهود خرجوا عن السيطرة وضياع


.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #




.. خالد الجندي: المساجد تحولت إلى لوحة متناغمة من الإخلاص والدع


.. #shorts yyyuiiooo




.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #