الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحذاء

سعد محمد موسى

2016 / 9 / 9
الادب والفن


الحذاء
في احدى أطراف غابات فكتوريا توقفت امام شجرة غرائبية تدعى شجرة (النعل) والتي كان يتبارك بها سكان الغابة والسواح العابرين وطالبيّ الحوائج وهم يعلقون بنعالهم فوق جذع الشجرة متشفعين بمقامها بقصد أن تتحقق امانيهم في حضرة تلك الشجرة المباركة!!
تذكرت حينها بعض الامثال والشتائم العراقية والتي كان تهين وتحتقر النعال اوالحذاء واللذين هما اسمى من الكثير واشرف قيمة من بعض البشر فهما على الاقل يقدمان خدمات كبيرة للانسان.
ومن الصعب التخلي عن النعال والحذاء لانهما رفاق لاقدامنا ودونهما نكون حفاة فوق هذة الارض القاسية التضاريس.
لكن تمنياتي كانت امام تلك الشجرة مختلفة عما تمناه الزائرين الاخرين وبعد انا غامرت وعلقت بنعليّ فوق جذع الشجرة ورجعت للبيت حافياً وخلفت امنية لتلك الشجرة وهي دعائي للعراقيين بان يرفعوا نعالهم وقنادرههم وان يتوجهون الى مؤوسسات الفساد ومراتع السفلة واللصوص والقتلة في المنطقة الخضراء وان يقضوا عليهم بمداسات الشعب المظلوم والمستلب من اجل الثأر لكرامة الوطن واسترداد اموال الشعب المنهوبة ومن اجل بناء دولة مدنية عادلة ودستور يحفظ كرامة الجميع.
وللقنادر مأثر اخرى ايضا على شاكلة الاقتتال الذي حصل مابين السنة والشيعة بالنعل والاحذية في احدى مناسك الحج لبيت الله الحرام قبل بضعة سنوات فكانت مظاهرات المداسات الطائرة في فضاء الحرم الشريف في احتدام صراعاتها المذهبية ومازال العالم يتذكرها بخزي !!
او سرقات احذية المصلين من امام المساجد فهي تجارة اتخذها الفقراء او الحفاة الذين يدعون لثورة ومساواة اقدام المسلمين.
وايضا كان الحذاء الغالي الثمن رمز مثير للاغراء في الحفلات يضيف جمالية واناقة لشخصية الرجل او المرأة.. اوعلى النقيض من ذلك يوظف كعمل فني خالد مثلما رسمه بعض الفنانين لاسيما الفنان فان كوخ في لوحته الشهيرة الحذاء.
اما رباط الكلام عن موضوع الحذاء فهو نيتي عن ذكر حكايتين سبق وان حصلتا لي !!
فذات مساء كنت اسير في احدى شوارع مدينة الناصرية وكان المطر يهطل والبرد قارس شاهدت شيخا تعيسا بملابسه الرثه حافي القدمين يلوذ بجدران المدينة من المطر.. كنت حينها طالبا في دراستي الثانوية ولم امتلك المال لمساعدته فرثيت لحال الشحاذ الحافي وآثرت نزع حذائيّ وطلبت من الفقير ان يحتذيهما.. تردد في البدء لكنه قبل هديتي الغريبة في الاخر على مضض.. قائلا : لكن ايها الولد الطيب كيف ترجع للبيت حافي القدمين وسط الاوحال والسماء الماطرة!!؟؟
من حسن حظ الرجل كان مقاس قدميه قريبة الى مقاس حذائي, شكرني وودعته فاحتذاهما بعد ان نظف قديمه من الوحل العالق بهما فسار متباهيا فوق رصيف المدينة بحذاء الروغان اللماع .. اما انا فرجعت حافيا الى البيت .. وسط ذهول اهلي حين شاهدوني وانا مازلت ارتدي بدلتي الانيقة حافي القدمين دون حذائي اللماع!!؟؟
اما حكاية الحذاء الثاني فحدثت حين كنت في رحلة القطار من مدينة ملبورن الى سدني والتي استمرت زهاء العشرة ساعات وفي وسط الرحلة ارحت قدميّ ونزعت حذائيّ ونمت على الكرسي بعد ان اطفات الضوء واسدلت ستارة نافذة القطار .. ولكن لدى وصولي الى محطة مركز مدينة سدني شاهدت تحت الكرسي فقط فردة الحذاء الايمن اما اليسرى فقد اختفت بحثت عنها فلم اعثر عليها وكنت اخر الركاب من رحلة القطار وحين يئست من العثور على فردة الحذاء نزلت احمل فردة الحذاء الايمن بيدي ثم القيت بها في سلة المهملات وقصدت اقرب محل لبيع الاحذية كانت الساعة السابعة صباحا والمحل تفتح ابوابه الساعة الساعة الثامنة فانتظرت ساعة كاملة امام بوابة المحل حتى مجيء صاحبه كي اشتري حذاء قبل الذهاب الى بيت الصديق المضيف كي لا اكون في حال يرثى لها اوتثير السخرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصدمة علي وجوه الجميع.. حضور فني لافت في جنازة الفنان صلاح


.. السقا وحلمى ومنى زكي أول الحضور لجنازة الفنان الراحل صلاح ال




.. من مسقط رأس الفنان الراحل صلاح السعدني .. هنا كان بيجي مخصوص


.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..




.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما