الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا أريد شيء.. سوى أن تبتعد عن شمسي!!

جمال الصغير

2016 / 9 / 9
كتابات ساخرة


مهما كانت الفلسفة هي الحكمة وحب المعرفة والحقيقة ، فإن الحرية هي مصدر إلهام للحياة، وستكون ضيقة إذا كانت الحرية معدومة لأن انعدامها يجعلك عبد ممكن تباع أو تشترى في سوق الجاهلية القديم ، العالم مهما أصبح يتطور في كل المجالات زاد الطمع في الأراضي وحب الامتلاك وكلما كانت سرعة في تطوير كانت العودة إلى القرون القديمة أسرع ، ومنها الاستعمار الذي نراه في دول الشرق الأوسط بطريقة غير مباشرة ، وقبلها العراق وصومال وأفغانستان واليمن وليبيا ،ومازالت جاهلية التفكير من الحروب الصليبية القديمة تعزو أفكار الحداثة في أمريكا وروسيا ، ولا مكان للسلام في أرض معدومة من الحرية الأبدية،الخطاب العالمي للسلام ما هو إلا نقطة على حبر في ورقة التاريخ الطويلة لم ينساها الغرب بسبب تلك الهزائم التي تلقاها على يد المسلمين .
يولد مع العقل أطراف للحكمة هي منبع للفلسفة من الحياة، وصديقة الحرية ، وإنما هي جريئة في معرفة الكون كيف يكون وفي أي نقطة نحن متواجدين، الكثير أغفل على نفسه حكايات الفيلسوف ديوجنيس الذي كان مفخرة اليونان وحكيم الرؤية في مواضيع كانت صعبة جدا على فلاسفة العالم من أفلاطون وأرسطو ، الفيلسوف ديوجنيس الذي قال عنه ذات يوم الإسكندر الأكبر : لو لم أكن لإسكندر لوددت أن أكون ديوجنيس .
وإعجاب الإسكندر بهدا الفيلسوف يعود إلى دلك اللقاء الذي جمعهما في مدينة كورنثيوس ، يومها وقف الإسكندر عند رأسه سائلا إياه : هل من رغبة أحققها لك يا ديوجنيس ؟ نظر إليه الفيلسوف فوجده يقف بينه وبين الشمس ،بحيث يحجب عنه ضوءها ودفئها فقال له نعم : [ رغبتي هي أن تبتعد عن شمسي ]
لغة الحرية في الجزائر غير مفهومة التاريخ والزمان ـ فهي ليست من منطق أفلاطون ولا من تحليل ديجونيس ولا من الأسلوب العقلي للعلامة أبو حامد الغزالي ، الحرية معدومة في الجزائر لكن بطريقة غير مباشرة ، لأن التضايق على الحرية، له أساليب عديدة أولها سجن النفس داخل أربع جدران و أخيرها إجبار النفس على غير ما تتمنى ، وبينهما تحطم الأحلام، عندما تعتقد نفسك أنك في طريق الصحيح المرسوم في الحياة وتجد نفسك في طريق أخر،حريتك إذن سلبت منك ، عندما تجد لك شهادات عليا ومكانك صحيح في شركة كبيرة وأجر عالي وتجد نفسك في إعادة الإدماج فحريتك سلبت منك ، حينما تكون الدولة تحت وضعية سليمة وطريقة حديثة حريتك تعود إليك ، عندما ترى الفاسد بأم عينه يحوم حول الإدارات الجزائرية ولا تستطيع فعل شيء حريتك سلبت منك ، عندما تصحا على غياب حقوقك في بلاد مثل الجزائر حريتك سلبت منك ، شمس الحق حينما يحجبها أحد عليك يعني سلب منك أكبر شيء وهو الحرية ، الحرية في زمان الحديث هي راحة النفس وارتباط العقل بسلام وحب الحياة ..
ذلك الصحافي أرد أن يكتب على ضياع حق أهل قريته ، فوجد استدعاء من المحكمة بسبب الحق سلبت منه حريته فوجد نفسه في أربع جدران ، وبعد السجن عاد إليه حريته فوجد أحد أبناء الظلام قال له [ انتبه إلى عائلتك ]، ذلك المحاسب في شركة وطنية جزائرية وجد مستندات تثبت أن مدير الشركة وأحد أعضاء مجلس الإدارة متورطين بأموال طائلة ، فلما رفع القضية إلى المحكمة قاموا بتوريطه ، الدفاع عن الحق ضد حجابين الشمس عن النفس ما هو إلى جنون رسمي نهايته حريتك في زاد العلني ، كل محارب للحق معرض لسلب الحرية، الكون سيتغير ورحمة الله تنزل بإذنه ، العالم يتكون من العبد الذي لا يرغب بالخروج من عبودية سيده ، ومن أولئك الذين يعرضون حريتهم من أجل الحق ، أنا لا أريد منك شيء سوى أن تضع نور الشمس يصلني إنك تقف بيني وبين السلام والحرية ، إنك قاطع طريق لقافلة الحق التي تبشر بالحرية ،على من يعتبر نفسه يد وله عباده له لم يدرك بعد أننا جميع عباد الله ، يعجبني أفلاطون حينما قال ذلك القول المشهور [ لو أمطرت السماء حرية .. لرأيت بعد العبيد يحملون المظلات ]
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن