الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سمير أمين.....(المسألة الكردية كيف كانت؟) عصبية مبطنة أو خِرف بارانوئي؟!

محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب

(Mohammad Taha Hussein)

2016 / 9 / 12
القضية الكردية


سمير أمين.....(المسألة الكردية كيف كانت؟)
عصبية مبطنة أو خِرف بارانوئي؟!
محمد طه حسين
شكراً للكاتب الاقتصادي السیاسي سمير امين لكتابته هذا المقال في الحوار المتمدن – ملف القضية الكردية- يوم 10/9/2016 ، والذي صحَّح لي وجهة نظري الثمانيني حوله عندما اعتبرته احد المحللين الاقتصاديين وكذلك السياسيين الذين ساهموا في نشر الوعي الشيوعي الماوي والسوفيتي أيام المعسكرين وان الماركسية العقلانية.. متبرءة منهما.
اشكره لانني كنت مخطئا عندما أعدتُهُُُ ضمن المنادين بحقوق الشعوب والاقليات، وخاصة عندما كان يعمل ضمن الحلقات الدبلواقتصادية في كثير من دول أفريقيا ويترأس لفترة طويلة منتدى ما كان يسمى بالعالم الثالث، وهو الآن يجهر علانية بانه ليس فقط ضد الظاهرة! الكردية فحسب، بل يعادي ايضا وجودهم كقومٍ ليس لهم لا حول ولا قوة في ظهورهم في الحياة.
انه لا یری الظاهرة الاكبر التي غطت العالم وهي داعش والعقلیة التي تدير داعش والمعشعشة في عقول البشر الموجودين علی الاراضي المسماة بالاوطان العربية المتبنية للفكر القومي العروبي الفاشل في طروحاته لحل المشاكل التي عرقلت سير العلمنة والتنوير، وكذلك لا يرى التشرذم البنيوي للفكر العلماني المتولد بالمقلوب في عقول الاصلاحيين والمنادين بالحداثة والتنوير في العقل العربي، ولكنه يحس والحس أدنى مرتبة من الشعور خطر ظهور ظاهرة قوم، وهو يستخف بهم وهم الكرد.
حسرتي ليس في الافق غير الواضح للمقال، وانما لسطحية نظره الی الحجم الفخم للمآسي والويلات التي جعلت منذ اكثر من قرنين الشرق الاوسط الاوسخ ميدانا للصراعات والتجاذبات الاوسع قدرة من قدرات اهل المنطقة.
الفوضوية في ملامح السياسة والصور المشوهة التي تجمعت فيها الأقوام والمذاهب، ليس الكرد من اختلقوها بقدر ما لها من بذور في التكوين السايكولوجي للاطر المعرفية للدين السائد وكذلك للتراث المبتلی بالثقافة المتطرفة القوموية والدينية المندمجة مع بعضها والمتعالية البارانوئية.
يقول أمين في بداية مقاله: من المظاهر المعبرة عن الفوضى التي تسود المشهد الحالي في الشرق الأوسط ذلك الصعود العنيف للمسألة الكردية، فكيف يمكن أن نحلل- في هذه الشروط الجديدة- نطاق المطالبات الكردية (استقلال ذاتي؟ استقلال؟ وحدة؟)؟ وهل بالإمكان أن نستخلص من تحليل هذه المطالبة ضرورة أن تؤيدها كل القوى الديمقراطية والتقدمية في الإقليم وفي العالم؟
سطحية التحليل لكاتب طالما اعتبره الوسط الفكري والثوري العربي والعالمي بأنه رمز من رموز الشيوعية، تُبيِّن مدى خفة العقل والبساطة الذهنية للمؤسسات الاعلامية والسياسية في حينها في الهالة المزيفة التي غطتها على من ليسوا بمستواها.
يعتقد أمين بأن الفوضى العارمة ذات الجذور في التأريخ الأثنوثيوقراطي والديني وحتى الجيوبوليتيكي تسببها الأكراد الذين ما كان لهم يوماً من الأيام أي نوع من الوقع والثقل السلطوي يمكنهم التلاعب بالوقائع كما تلاعبوا من اسكنوا اللاشعور الجمعي لبني جلدة سمير أمين بكل شيئ طبيعي في مناطق شاسعة في العالم. يقول أمين بأن القومية الكردية تطورت خارج حركة التأريخ وظهرت كما يشير اليها بشكل عنيف. العنف في ظهور اية ظاهرة الى السطح لا يعني غير مايعني خروج المعتقِد بهكذا ظاهرات من السلاسة الذهنية والعلمية وتسليمه اللاواعي الى القدرات الفكرية الخرافية التي تحرك انفعالاته وليس نهجه الفكري المتعقل.
ظهور الشيئ عنيفاً الى السطح اعتقاد (ضد جدلي) و(ضد تأريخي) وهو أي (سمير أمين) هو كان من دعاة الجدلية التأريخية التي طالما فهمها الحركات الماوية والماركسية بشكل لا يتطابق مع ما كان يعتقد به كارل ماركس وما يُنظِّر له في كتاباته ودراساته السياسية والاقتصادية. العنف في الظهور لا يعني غير ما يعني الضرورة السلبية الهيغلية والتي طرحها هيغل في حينه لتفسير الصفعات التي قد تكون ضرورية لتصحيح مسارات التأريخ المشوهة وايقاظ الفاعلين داخله.
ان ظهور داعش بهذه القوة والسرعة في الانتشار هو ظهور سلبي قوي ولكن موضوعي، كونه لم يكن الفكر والمنظومة القيمية المؤسسة لها غائبة عنها. الفكر والحضور الداعشي و التطرفي المتمظهر في هيئات مختلفة هو استنبت طبيعياً واستطاع ان يفعل فعلته طوال عمر ادلجة الدين وترسيخ الانشقاقات في البنيان العقائدي لهذا الدين. ولكن اعادة اكتساحه عقول اهل المنطقة لا يعني غير ما يعني فشل النخب السياسية المتمترسة خلف الفكر المادي التأريخي وكذلك فشل الايديولوجيات القومية في تهيئة الارضيات لأحلال الجدَّة محل القديم.
ينطق امين بذكر اسم الكرد كقومية مع قوميات كالأرمن والعرب والاتراك والسلاف، ولكن يبدوا ان الذكر هذا ليس الاّ تداعوياً نفسياً بفعل طغيان الايديولوجيا على فكره، ويستطرق فيما بعد بأنه (لا توجد أدنى ومضة تشير الى نشأة القومية الكوردية)، عجيب هذا التلعثم الفكري لدى هذا الكاتب الماركسي المخضرم، ان الكرد في فقرة من المقال موجودين ضمن شساعة الامبراطوريات وغير موجودين في فقرات اخرى. يرى بأن القوميات الاخرى كالعرب والترك والسلاف ارتبطت بالعصرنة والحضرنة ولكن الكرد هم الجن المسعودي(نسبة الى المؤرخ الحكائي المسعودي)، المستغرب والمضحك من الأمر هو استعمال المفهومين(العصرنة والحضرنة) ضمن جماليات المقال والتي لا تدل الاّ على السكيزوفرينية في التنظيم والتوصيل الفكري.
الفكر القومي العربي وباقي القوميات الموجودة غير الكرد كلهم ارتبطوا بالعصرنة والحداثة والحضرنة!!!، بقى الكرد خارج التأريخ ولكن ظهر سطوته فجأةً وبشكل عنيف، يا عصرنة وحضرنة يتحث عنها الدكتور سمير أمين؟ هل ان الحضرنة والعصرنة هي التي تولدت منها الاوليغارشيات القومية المنحرفة عن المد الحداثوي الذي قاده الغرب وفلسفتهم تجاه الحياة؟ هل ان العصرنة أدت الى ما ادى اليه الأوضاع؟ هل ان التراجيديا الداعشية هي من منتجات العصرنة والتحضر؟ هل وهل والف هل اخرى؟.
التحول التأريخي السلس!! وخاصة في سوريا والذي يعتبره امين بأنه ارتبط بالرأسمالية!، تحول موضوعي ومعقول!!. لست بصدد تفكيك البنية الخطابية للمقال بقدر ما ابغي اظهار الفجواة التي تدل على عدم التماسك الفكري في تحليل الظواهر والاحداث التي انهكتنا جميعاً كرداً وعرباً وتركاً وامازيغاً ووو.......الخ.
يتهم الكرد كما اتمهم كالتوتاليتاريين التي حلَّ محلهم داعش ومن ينتهج المذهبية الضيقة، بانهم وسيلة ولهم دور في ابادة الأرمن ولا يقف عند هذا الاتهام بل يعتبرهم بأنهم هم (المستفيدون الاكبر من عمليات ابادة الارمن وذلك بضم اراضيهم الى امبراطوريتهم! التي لا توجد الاّ في خيال المهلوسين والبارانوئيين الذين يتشككون حتى في ظلالهم.
هو تناسى الفاعلين لأبادة الارمن، ومن حاولو ابادة الكرد طوال قرن من الزمان وفي اطار التشكلات القومية الحديثة الملطخة اياديهم بدماء الابرياء الكرد والمنزوعين من السلاح، وركز على الوسيلة، انا اسأل سمير امين من جديد: هل الكرد فقط هو الوسيلة الوحيدة ايام العثمانيين ام ان الوسائل امتدت طول وعرض امبراطوريتهم؟ الم يكن العرب في مصر والعراق وسوريا وكل زاوية من زوايا الامبراطورية التركية استُغِلُّوا كوسائل ضمن ماكينة الامبراطورية ونشر هوس السلاطين وتهية ملذاتهم؟.
الكرد استغلوا كونهم يفتقرون الى الوسائل الضرورية للَّم شملهم الثقافي والقومي ولهذا انزلقوا المرتزقين منهم الى هاوية العمالة والخسة، كجيرانهم العرب والآخرين.
تعقيبي النقدي لمقال الدكتور سمير أمين يدخل ضمن الأظهار العقلاني والتحليل العلمي السايكوفلسفي والسايكوسوسيولوجي، وليس له دوافع جهوية بقدر ماهو تصحيح لفهم خاطئ واظهار لعقلية عائمة ليست بمقدورها الغوص في الاعماق.
والتعليق ليس له ابعاد عصبية قوموية، كوني أساساً من المنتقدين للعقل الكوردي ومتبرأ من نمط التفكير الحزبي والقومي العصبي المنتج لكل شيئ عدى العقلانية والواقعية في ادراك الحقائق. وليس له ابعاد اقتصادية بالية ذات مفاهيم سكيزوفرينية وهلوسية غدت ضمن ادبيات فولكلورية قريبة من ميثولوجيات الخيال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا: اعتقال طلاب خلال احتجاجات داعمة لغزة بجامعة جنوب كال


.. لحظة اعتقال مصور شارك بفعالية للتضامن مع غزة في أمريكا




.. آندرو تيت للعربية English: أنا بريء من تهمة الاتجار بالبشر و


.. موجز أخبار الرابعة - مقررة الأمم المتحدة تدعو إلى وقف الإباد




.. منظمة -هيومن رايتس ووتش- توثق إعدام 223 مدنيا شمال بوركينا ف