الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الالحاد سقوط في اللاعقلانية – الجزء الثاني -

جلال مجاهدي

2016 / 9 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


علماء الفيزياء و من بينهم إينشتاين و كونتين لديهم تفسير علمي لنشوء الكون و هو باختصار أن الطاقة الكونية التي هي عبارة عن طاقة في الفراغ و التي تساوي صفرا تجمعت و تفاعلت بينها على مدى ملايير السنين لينتج عنها الانفجار العظيم الذي هو نقطة بداية الكون , يبدوا الأمر منطقيا شيئا ما , لكن هذا المنطق هو منطق يناقض المنطق نفسه نبدأ أولا بتحليل طرح الفراغ الذي انطلقوا منه , الفراغ ليس هو العدم المنعدم , الفراغ ليس هو اللاشيء فهو عبارة عن مكان و زمان أي شيئين موجودين و ليسا العدم المنعدم الذي يصعب على عقولنا تصوره طالما أنه اللامكان حيث اللازمان و حيث اللاشيء إذن فالفراغ الذي يتحدثون هنه هو بالضرورة شيء و ينضاف إلى ما ذكر أن النظرية النسبية العامة تربط هندسة الفراغ بالزمان و بالمكان و بالطاقة و بكمية الحركة , نحن الآن لسنا أمام العدم المنعدم بل أمام شيء له مكان معين و زمان معين وطاقة معينة و كمية حركة ,نظرية نشوء الكون هذه ليست خاطئة أو صحيحة فهي تبقى نظرية علمية محترمة فحسب النظرية فالمادة و الكون نشآ من تجمع الطاقة وتفاعلها و من الانفجار العظيم او بلغة فزيائية صرفة, الكون نشأ عن علاقات تفاعل طاقة كمومية مقسمة منذ البدايات عن طريق تفكك التناظر التلقائي للطاقة الكونية في الاجزاء الاولى من انبثاق الكون , علماء الفيزياء هنا حاولوا تفسير نشوء الكون من العدم و الانطلاق من الصفرية فلم يسعفهم سوى الانطلاق من الفراغ المحتوي على الطاقة الكونية وهذا الفراغ حسب زعمهم يساوي صفرا , هؤلاء العلماء حين تحدثوا عن هذا الصفر, لم يبينوا هل الصفرية متعلقة بالوزن أو الكتلة او الكم او الوجود , هذه المغالطة التي ربما قد تكون مقصودة تفند نفسها بنفسها فوجود فراغ به طاقة وهذه الطاقة متحركة و هذه الحركة لها كمية يخرجنا من دائرة العدم الى دائرة الوجود و بالتالي فان هذه الطاقة الكونية نعبر عنها برقم الوجود و هو الرقم واحد و ليس بالصفر لتظهر المغالطة جلية , كل العلماء الذين حاولوا الانطلاق من العدم الصرف لإخراج سيناريو نشوء الكون وقعوا في مأزق نقطة الانطلاق , هارتل و هوكنغ و لورنس كراوس و قعوا أيضا في مغالطات فحسب نظرياتهم المنطلقة من ميكانيكا الكم, هم يقولون بأن الفراغ ليس فراغا محضا إنما هو فراغ مليء بطاقة الصفر أي أن هناك أدنى مستوى للطاقة لا يظهر إلى الوجود إلا إذا صار عددا صحيحا , هذه النظريات هي أيضا غير موفقة في الخروج من العدم , لا أحد من هؤلاء العلماء استطاع الانطلاق من العدم المنعدم الذي يعني اللامكان حيث اللازمان حيث اللاشيء , الكل ينطلق من وجود طاقة و لجعل هذه الطاقة الموجودة مرادفة للصفر يتحدثون عن أدنى مستوى للطاقة و يسمونها بطاقة الصفر مع أن الصفر هو العدم المطلق و لا مجال للتحدث لا عن طاقة الصفر و لا عن يد الصفر أو رجله و المثالان حقيقيان , جميع النظريات من هذا المنظور فشلت في الخروج من العدم المنعدم و من بينها مثلا النظرية التي حاولت إخراج الطاقة كموجود من العدم الصرف حيث تذكر هذه النظرية أن الطاقة المعممة هي ناتج تقلبات الفراغ الكمومي و معناها أن الفراغ بتقلبه و احتكاكه او ما شابه ذلك أوجد طاقة و بذلك بزعمهم خرجوا من دائرة العدم الى دائرة الوجود , هذه النظرية هي أيضا غير صائبة بالنظر لكونهم افترضوا حركة لغير متحرك و تفاعلا لغير موجود ولم يقدروا على تسمية الامور بمسمياتها فهم يدركون ان لا مجال للقول بتقلبات اللاشيء و بذلك لا يسعفهم سوى الحديث عن تقلبات الفراغ , و كما سلف الذكر فإن الخروج من العدم المنعدم أو اللاشيء إلى الوجود هو أمر مستحيل استحالة مطلقة فالعدم الصرف لا يعدوا أن يكون عدما بحتا حيث لا طاقة و لا حركة و لا مكان و لا زمان وهو ما لا يخطر على بال و منه و بما أنه يستحيل خروج أي موجود من العدم فإنه لا تتبقى لنا سوى فرضيتين اثنتين فإما أن المادة بصورتيها المادية و الطاقية أزلية الوجود أو أن هناك شيء مطلق أزلي خارج عن دائرة الشيئية المعروفة مطلق الوجود مباين للزمان و المكان مناقض للعدم مطلق القدرة باستطاعته إخراج الأشياء من العدم وهو أصل الوجود و الموجودات , بخصوص الطرح الأول فإننا بدأ نشير إلى أن دعاة الأزلية من العلماء و الفلاسفة الماديين سقطوا في تناقض مفاهيمي علمي مادي فظيع, فالأزلية ليست مفهوما علميا ماديا و لا علاقة له بالتجارب المخبرية و لا بالفيزياء الكمية بل هو مفهوم عقلي تجريدي و رياضي فقط , لكن مع ذلك نناقش هذا الطرح , نقول أنه إذا افترضنا أن المادة أزلية الوجود فمعنى ذلك أنها تدخل أيضا في دائرة المطلق و هو ما يتعارض مع طبيعتها فهي غير قائمة الذات و تحتاج إلى مكان و زمان و تركيب بما أنها تتكون من ذرات و في حاتها الطاقية لا تخرج عن الزمان و المكان و كم الحركة و بالتالي فهي خارجة عن دائرة المطلق و الأزلية و ينضاف إلى ما ذكر أن الشيء الذي يقبل النهاية فهو يقبل حتما البداية و منه فان المادة التي يمكن إعدامها و تحويلها إلى طاقة إثر شطر الذرة هي حتما تقبل البداية طالما قبلت النهاية و التغير و بالتالي فإن أزليتها متهمة , ومن جهة أخرى أن نظرية أزلية المادة مفندة علميا, فضربة وجود الإشعاع هي ضربة قاضية لها فإذا كانت المادة تشع إذن فهي تفقد جزءا من طاقتها و بالتالي سيأتي يوم و تنتهي و حتى الكون عند استهلاكه لطاقاته أو بعض منها سينتهي لا محالة و لا يمكن الحديث هنا عن الازلية او حتى على وجه التقريب مليار مليار سنة و إلا كنا حاليا قد شهدنا نهاية الطاقات كلها سواء بعد الانفجار العظيم أو قبله, إذا المادة ليست أزلية فلها تاريخ ميلاد محدد , وينضاف إلى ما ذكر أن المادة محكومة بالزمان و الأزلي خارج عن الزمان و علاقة المادة بالبعد الزماني علاقة ترابط وجودي و لا يجادل في الأمر عالمان و بما أن الأزل مفهوم غير زماني أي مفهوم مطلق و المادة محكومة بالزمان خاضعة له , فهي لا تخرج عنه و بالتالي لها نقطة بداية زمانية لزوما, ثم إن الأزل كمفهوم لا زماني يرتبط ارتباطا باللامكان و يستحيل ان تكون المادة في اللازمان و اللامكان و المجمع عليه من علماء الفيزياء و الفلك و غيرهم أن المادة و المكان و الزمان كمفاهيم وجدوا بعد الانفجار العظيم و أن ما حصل قبل الانفجار العظيم يبقى مجرد نظريات حتى لا نقول تخمينات و بالتالي فإن نظرية أزلية المادة مفندة علميا و منطقيا لتتبقى لنا فرضية وحيدة تفسر لنا وجود الكون و المادة و الأبعاد و هي أن هناك شيء مطلق أزلي لامكاني خارج عن دائرة الشيئية المعروفة مطلق الوجود مباين للزمان و المكان مناقض للعدم مطلق القدرة باستطاعته إخراج الاشياء من العدم هو أصل الوجود و الموجودات ...... يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على